خطوات الشيطان "تقنية من صغير لكبير"

قبل ما نبدأ لو محملتش التطبيق بتاعنا أو لسه منزلتش النسخة الجديدة خش حملها من هنا 

رجعنا تاني لفقرات التلاعب بالنفس، لكن المرة دي رجعتلكم وأنا على المسرح مش مجرد على كيبورد..
قبل بس ما ابدأ حابب أعرفك إني في أول الفيديو كنت مهزوز سيكا لأن دا كان أول ظهور ليَّ على مسرح وأول مرة في حياتي أمسك مايك، لذا طبيعي أكون متوتر..
ثاني حاجة إني مكنتش محضر للفقرة دي أوي، يمكن مرة من شهر قبل الحفلة لزوم البروفة وبعدها انشغلت في الشغل ومن الشغل للحفلة، ولما قولت هحضر في الحفلة من التوتر مكنتش عارف أحضر لذا، كل كلامي كان ارتجال.. ومع ذلك بفضل الله تعالى مسقطش معلومات.. اللهم إلا مصطلح نسيته فرحت مبدله بمصطلح يدي نفس المعنى والتعريف كان صح..

الفقرة اللي أنا اتكلمت فيها يا عزيز الصديق اسمها "تقنية طلب صغير ثم طلب كبير" واللي أنا مسميها في كتاب "العاب ديمون" (خطوات الشيطان) التقنية كل الناس بتتعامل بيها ببساطة ودا لكونها تقنية فطرية الإنسان بيتولد بيها.. ورغم إنك هتحس إنك عارف الكلام دا إلا إنك وإنت فيه متعرفوش مطلقًا.. ونوعًا ما أنا مش جي أعلمك إزاي تستغل الناس على قد منا جي أديك "أنتِ" إشارات وتحذيرات عن اللي صديقي الذكر هيتعلمه وازاي تاخدي بالك منه.. الحاجة التانية اللي حابب أنك تعرفها إن التقنية قائمة على مبدأ التمهيد.. يعني بتمهد للحاجة قبل ما تقوم بيها...

قبل ما أتكلم على التقنية عاوزك تعرف كام حاجة بس.. مش هتعرف تتلاعب بإنسان من غير عنصرين.. إنك تكون فاهم آلية العمل العامة لعقول البشر، وآلية العمل العامة لعقل الإنسان اللي إنت بتتلاعب بيه دا تحديدًا، ودا علشان يساعدك تختار التقنية المناسبة للعقل المناسب.

الحاجة التانية، هي إن المشاعر هي الملكة الأم التي تسموا فوق عرش الألعاب النفسية، وما تلك التقنيات إلا بيادقًا وخدمًا تحت إمرتها.

الفقرة اللي جاية دي هتستدّعي جملة تالتة مهمة جدًا ودا خارج التقنية لكن مهم للموضوع اللي علشانه أخترت التقنية دي تحديدًا..

الحدود.. الأنثى هي المتحكم الأول والأخير في كيفية سير تلك العلاقة وإلى أي حد يمكنني التمادي، هي صانعة الحدود والمبادئ.. وبمجرد ما بتقدم نوع واحد من التنازلات مبتعرفش تفرمل.. ولو كانت التنازلات تخضع لنوع من المشاعر.. بتكون تحت رحمة مبادئ الشخص الآخر اللي قدمت وأكننت له تلك المشاعر وهذه التنازلات..

نخش في التقنية بقا؟ إحنا أصلًا دخلنا..

العقل البشري يا صديقي معروف إنه بيخضع لمبدأ اسمه الاتساق.. ودا مبدأ بسيط معناه إنه مبيحبش التناقضات.. يعني يحب إني لو عاوز منك حاجة كبيرة، يبقى التمهيد الصغير ليها مترابط بالطلب الأهم بنسبة 90% مثلًا..

يعني مينفعش أكون بكلم بنت وعاوز منها صور مُخلة وأمهد بإني أخليها تغنيلي مثلًا.. لا دا غلط.

ومش معنى أنها بعت صورة على المبدأ العام للحياء خادشة، إنها تخضع بأنها هتبعت صورة مخلة، برضو دا غلط...

طب إي الصح؟

هقولك..

زي ما عرفنا المبدأ العام للبشر، تعالى نشوف المبدأ الخاص لكل بشري.. وهو نظرية إدراك الذات..

من البديهي إنك تدرك حقيقة إن اللي تعرفه عن نفسك.. غير اللي عقلك يعرفه عنك، بالعكس دا ممكن يكون مناقض لمعرفتك عن نفسك، أحيانًا بتكون شايف نفسك الشخص اللي نفسك تكونو.. لكن في الحقيقة إنت شخصًا تاني خالص ممكن إنت شخصيًا لو عرفته متحبوش.

هنا نيجي لمبدأ الاتساق وإدراك الذات مع بعض.

أنا عاوز صورة مخلة بنت.. هبص الأول للبنت دي.. مبدأ الحياء والتنازلات عندها هيبدأ من أول فين.

ما هو لو بنت من النوع اللي بيسموا أنفسهن متحررة وبتلبس بنص كم مثلًا.. فمبدأ الحياء عندها ممكن على سبيل المثال يبدأ من أول لبس بكت ويكون دا مدخل التنازل بالنسبالها..
ولو بنت مختمرة ودا المثال اللي استخدمته في الحفلة.. بنسبة كبيرة هيكون مبدأ التنازل الضخم بالنسبالها هو الحجاب.. لإن بالنسبالها الحجاب بيدي نوع من أنواع البروز في بعض المناطق أو بيبرز شيء بالنسبالها قيم جدًا وثمين ووجب إخفاءه من أجل إرضاء الإله.. وبالتالي إرضاء النفس..

فبالتالي إنت في مبدأ الإتساق بتطلب صورتها بالخمار.. كنوع من أنواع تمهيد أنك بتستلم صور من الشخص دا في المطلق.. ومع المزيد من المشاعر بتدخل في تغيير مبدأ إدراك الذات.. ازاي؟

يعني هي اللي عقلها يعرفه عنها إنها محظور عليها تتنازل عن خمارها بأي شكل من الأشكال.. وإن دا محظور على الجانب الحيائي والأخلاقي.

فهي ولأنها بتحبك، ولأنك الحيت عليها تبعتلك صورتها بالحجاب، ولأن الفرق بين الحجاب الكامل اللي هو الشبيه بالخمار نوعًا ما والخمار مش كبير اه في تنازل صغنن بس مش ملحوظ يعدي.. وافقت..
هنا حصل نوع من أنواع التغيير في إدراك الذات، حصلت شبكة عصبية جديدة في عقلها بتقول أنها معندهاش مانع تتنازل عن مبادئها في إطار اللبس للشخص دا..

وهنا نقطة.. عقلها اللاواعي اللي عمل كدا لكن وعيها هي لسه مأيقنش الحقيقة دي، وللأسف مبيوقنها حتى بعد ما بتتخلى عن أهم ما تملك حياءها الكامل.. لأنك محافظ على إن الفرق دايمًا ميبنش كبير.

قبل ما أكمل خلينا أقولك إن حسب الكثير من الدراسات والتجارب في الموضوع دا اكتشفوا إن 27% بس من البشر اللي بيوافقوا على الطلب الثاني بعد تمهيد الطلب الأول في نفس اللحظة، لكن النسبة الباقية أخذت من 3 إلى 4 أيام علشان يوافقوا، عدد الأيام متغير لكن المبدأ العام ثابت... النقطة التانية مش دايمًا التقنية دي فعالة مع كل البنات، في تقنيات كتير.. مبدأ النمطية والإبتزاز العاطفية وغيرها كتير.. أنا بديك أمثلة بس..

ودا يخليك تفهم إن لما تكون متسرع في الطلب اللي بعده بيدي للضحية نوع من أنواع الضغط وبيقلل نسبة الموافقة، وبالتالي بيحس إنه محتاج يرفض أكثر من كونه بحاجة للموافقة.

نرجع لكلامنا.. لما صديقتنا الضحية تبعتلك صورتها بالحجات وأنت تملأ فرغات النفس بكل ما يُمتع الأذن من كلمات.. وبعد مدة بتطلب المزيد من الإنحلال في إطار الحجاب يعني نخلي الحجاب أكثر جرأة بشكل طفيف.. ليكون بيبن جزء من الشعر أو الرقبة بعد الكثير من التمهيدات

وهي بتوافق وهنا هي بتدخل في نظرية تفاعل النفس.. بعد تاني وتالت تنازل.

ونظرية التفاعل النفسي بتقولك، إن الشخص دا بيبدأ يتنازل بدافع إنه حر في إنه يعمل كدا، ودا بيدخلها في مرحلة خطر حقيقي، لإن أي محاولة لإنكار الفعل دا من طرف تالت بيخليها تاخد ضده سلوك عدواني بدافع إنه بيحاول يقيد حريتها الوهمية اللي عقلها نسجهلها..

وبنفس التبعية من التنازلات لحد غرضك الأخير.. ودا يوقفك مع نفسك لوهلة صغيرة علشان تفكر.. التنازل بالنسبالها من حجاب مقفل لحجاب بسيط سيكا، من حجاب عادي لحتة من شعارها باينة، من لبس بنص كم للبس بكت..

لكن لو بصينا بعين تانية هتلاقي إن التنازل كان من خمار للبس مش كويس، لكن عقلها مبيشوفش التنازل بدأ من فين، بيشوف الخطوة اللي فاتت كانت أي واللي جاية أي.

نهايك عن وجود نقطة تانية بتسرع من آداء العملية دي، وهي قاعدة المعاملة بالمثل.. بعد ما بدخل في مرحلة التفاعل النفسي، إنت بتديها هدير من الكلمات والتفنن في غزل مفاتنها والكثير من المشاعر المزيفة، وبالتالي هي بتديك بالمقابل المزيد من التنازلات ومشاعر الحب.. شيء مقابل شيء.

ويبقى السؤال الأهم أي وسيلة بنحتاجها علشان تنجح التقنية دي..

والله علماء النفس قالوا مفيش وسيلة محددة كل الطرق تؤدي إلى نقطة التنازلات.. بمجرد ما هي تفتح بابها مبيتقفلش.
يعني رسالة وتساب زي مكالمة تليفون شبيهة مبقابلة في فندق خمس نجوم.

لكن من وجهة نظري كلما كانت وسيلة تواصل أخف نجحت أكتر يعني رسايل الوتساب هتساوي نجاح أكبر من مقابلة شخصية ودا لأن الوتساب هيقلل من عنصر الضغط على الشخص المقابل ليك.

كنت اتكلمت في نفس الحفلة على مبدأ التطبيع.. بس دا هخليه تسمعه إنت أو تستنى أكتبه بعد ما أكلم عنه بشكل كافي وافي على المسرح مرة تانية..

أتمنى ليك قراءة ممتعة وفائدة كبيرة وستر لي ولك ولبيوتنا أجمعين.

#الكاتب_الرمادي

الكاتب الرمادي

إن لم ترى نفسك في عيون الآخرين فأعلم أنك لم ترى نفسك مطلقًا وأن عقلك يخدعك عن ما تعرفه عنك لا محالة.. فلم نخلق لنرى ما بداخلنا بل لننظر داخل الآخرين..

إرسال تعليق

أحدث أقدم