نسخة مجانية (اسكريبت ساخر)


عمرك تخيلت في يوم إن إنجازك هو سبب تغير حياتك.. 
ممكن تقول آه عادي.. بس لما اقولك هو سبب تغير حياتك للأسوء.. هتكون دي نفس إجابتك؟ 
تعالى نشوف.. 
من مدة مش طويلة مضيت عقد الرواية خلاص وقاعد فرحان ومنشكح بقا ومستني بفارغ الصبر الغلاف بتاعي ينزل.. 
وكالعادة زيي زي أي كاتب فخور بإنجازه نزّل صورة للتعاقد روتين طبيعي من المباركات والذي منه، كل دا كان طبيعي لحد اليوم اللي نزلت فيه غلاف الرواية.. 
في حاجات كتير حصلت عادية وحدث واحد مكنش عادي مطلقًا ويمكن دا السبب اللي خلاني اتكلم معاك فيه.. 
الحاجات العادية زي مباركات تاني كتير أوي وناس تنشر الغلاف هنا وناس تعمل الدعايا هناك والدنيا فل.. 
ويحصل إني نازل الشارع عادي فجأة الاقي عمك سيد القهوجي اللي انا شخصيًا اول مرة اتفاجأ بوجوده على كوكب الأرض جي يباركلي بحفاوة جدًا مع العلم انه مبيعرفش لا يقرأ ولا يكتب ولا اعرف هو عرف منين ولا كنت أعرف هو مين دا أساسًا يعني.. دا طبيعي برضوا وتتفاجأ انه في وسط المباركات منتظر مني 10 نسخ إهداء ليه ولمراته وولاده، وعمي أحمد، والحج برعي، والأخ عبده ومال اليتيم والكلب البلدي اللي قاعد على ناصية الشارع اللي تعب من كتر النباح على الخلق.. ومش نسخة لكل واحد، لا 10 نسخ لكل واحد علشان حبيايبهم وتقريبا الكلب هيبيعهم ويشتري بيهم عضم.. 
وعمي أسعد بتاع الخضار رايح جي يقولي يا رمادي يالمشهور.. بصوت الولية بتاع يبوأحمد دي.. وبعديها يبصلي بصت بقيت غني.. وأنا والله على الله حكايتي أصلًا وسارق الإتنين جنيه اللي نزلت بيهم الشارع من أخويا الصغير.. وربنا يستر لما يكتشف إني عملت هذا الفعل الشنيع علشان اجيب لب.. بس بيس يعني أنا مبحبش البط واحنا طابخين بط فهديله منابي وهيسكت مش حوار.. 
المهم كل دا برضو طبيعي يعني.. فكرة إن الناس مفكرة إن الكاتب فاتح مطبعة في بيته وإن النسخ اللي عنده من روايته اكتر من كتب مكتبة الاسكندرية القديمة شخصيًا.. 
نيجي بقا للحدث اللي مش طبيعي.. 
كوني فخور بإنجازي أول حاجة عملتها بعد الهليلة اللي فوق دي روحت المقابر عند جدي الله يرحمه.. احكيله شوية بكل فخر عن الإنجاز اللي انا عملته، نازل بتاني عمل ليا السنة دي يا حج.. طبعا وأنا ماشي في الطريق كنت بتعامل مع العينة اللي فوق دي كتير فأنا رايح مخنوق شوية من فكر البشر ونظرته للكاتب.. بس بيس يعني المهم. 
روحت لجدي الله يرحمه ومعرفش انا بأي عقل روحتله المغرب وبما ان الطريق ساعة ونص بينا وبين المقابر فأنا كنت هناك على العشاء.. معرفش عملت كدا إزاي أو ليه بس يمكن حماسي إني اقوله هو اللي دفعني للموضوع دا.. 
روحت هناك مشغل فلاش الفون اللي كان شديد منور المكان والدنيا حلوة وقفت قدام المقبرة شوية في صمت وبعدها وقفت ادعيله، وبعد كدا قعدت وسندت ظهري على المقبرة وبدأت احكيله اللي بيحصل في الدنيا واللي بيحصل معانا... 
وفضلت لحد ما وصلت لإني مضيت عقد روايتي التانية وكملت كلامي عادي جدًا بحكيله المواقف اللي بتعرضلها كتير من ناس حبايبي واصحابي وصحاب صحابي وناس اعرفهم وناس معرفهمش منتظرين نسخة مجانية.. وبدأت اتكلم معاه كتير في الموضوع دا وأنا بتكلم بقوله كان نفسي تكون عايش يا حج، وبهزر معاه وبقوله كنت هدفعك تمن النسخة ضعفين تشجيعًا منك لي. 
وبس.. أنا قولت الجملة دي وتقريبا منطقتش تاني خالص.. 
سمعت صوت غريب ودا اللي قطع كلامي اصلًا وشل حركتي بيقول (مرحبًا بالوافد الجديد.. ترى ماذا ستكون؟ مقدم القربان للسيد الأعظم، أم ستكون القربان بعينه) 
سمعت الجملة من صوت شديد فيه رهبة كدا وبعدها لقيت كمية خفافيش رهيبة هجمت عليا لحد ما لغت الرؤية مطلقًا، معرفش إي اللي حصل لكني صحيت فجأة جوا مقبرة وانا ماسك فوني زي ما هو ببص فيه لقيتها الساعة 2 بالليل ولقيتني جوا مقبرة..
 بنور الكشاف فجأة لقيت تعبان قريب مني.. اتسمرت مكاني وخفت اتحرك ليهجم عليا.. ووراه نار كتيرة جدًا وناس فيها عمالة تصرخ واشلاء في كل مكان، عقلي كان واقف تماما مش عارف افكر خالص.. التعبان بصلي بصه غريبة ولقيت عينه بتطلع ضوء أحمر زي ليزر خبط في عيني لغى الرؤيا تمامًا.
 فتحت تاني لقيت الساعة 2 زي ما هي بس المرة دي لقيتني في مكان زي قصر كدا وفي بنات حلوا كتير وطفل صغير بيلعب جنبي بكورة بتنور او حاجة شبيهة بكدا فجأة لقيته بيبتسملي بهدوء وفجأة الكورة اللي في ايده دي نورت جامد علشان تحجب الرؤيا تاني والمرة دي لقيتني جنب المقبرة بتاع جدي زي ما كنت.. والساعة كانت 9.. 
فوقت على نفس الصوت بيقولي..(بدأ الإختبار لست وحدك أنتما إثنان، كل منكما يقابل مخاوفه الخاصة.. من سيموت سيُقبض عليه أولًا سيكون قربانًا يقدمه الآخر..) 
مفهمتش الكلام اوي لإن عقلي كان متلغبط لكن فجأة لقيت نفس التعبان دا بيقرب مني وبينطق! فجأة لقيته بيقولي.. "أنصحك بأن تبدأ الهرب".. سمعت الجملة دي ومستوعبتش غير إني بسابق طيارة حربية في السرعة.. معرفش بجري فين بس أنا بجري في أي وكل مكان يقابلني بشكل عشوائي.. فجأة تعثرت في حاجة وقعتني على الأرض بس الحمدلله التعبان كان بعيد عني.. أنا بس وقعت على خلية ضبابير بهدلوا وشي.. فكان اغلبه وارم والحمدلله مقربوش من عيني.. مكنش عندي وقت اتألم قومت وحاولت اكمل هرب من التعبان دا لحد ما اختفى عن الرؤيا.. ويا ريته ما اختفى.. لأني لقيت كيان جي من بعيد ناحيتي وماسك في ايده سيف وجي تجاهي ببطأ.. فجأة لقتيه اختفى وظهر مكاني أنا من الخضة وقعت على الأرض والضربة كانت كسرت المقبرة اللي اتخبطت.. أنا قومت بسرعة كملت جري ومجرتش كتير لإني كنت استخبيت جوا مقبرة.. 
مجرد ما دخلت المقبرة لقيت ان فيه جواها عالم غير العالم.. فجأة لقيت الأرض صحراء وعقارب كتير مالية المكان بتقرب تجاهي بس فجأة لقيت الشبح دا ظهر وضرب ضربة على الأرض موتت كل العقارب دي وهو بيقول (أنه لي)
فجأة قرب مني وحول المكان لأرض مهجورة.. كان ضاغط بإيده على جسمي شاله من الحركة وفجأة لقيت وشه بيتغير لوش شخص انا عارفه.. كان وشه بيتغير لوش جدي وهو بيقول "إنت إزاي يا حفيد وغد عاضض لوالديك تعمل رواية جديدة بعنوان" حرب باندورا" وتنزل بيها المعرض من غير ما تديني نسخة مجانية!" 
أنا معرفش اي اللي حصل لكني صحيت من النوم على صوتي أنا بطلع صوت لحرف بيتكرر مش لطيف كدا.. تقريبا كانت اللحمية شادة شوية
بالنسبة للسؤال اللي فوق، لا دا أنا كنت بسأل عادي مش حوار
#حرب_باندورا
#الكاتب_الرمادي
الكاتب الرمادي

إن لم ترى نفسك في عيون الآخرين فأعلم أنك لم ترى نفسك مطلقًا وأن عقلك يخدعك عن ما تعرفه عنك لا محالة.. فلم نخلق لنرى ما بداخلنا بل لننظر داخل الآخرين..

إرسال تعليق

أحدث أقدم