سر تقلبات الدراما في سلسلة المسخ ذو الوجه البريء

 كل فترة كدا هنزل حاجة عن سلسلة المسخ ذو الوجه البريء، يراها بعد القراء من السلبيات، وفي الحقيقة رغم سلبية الفعل إلا أنها بتثبتلي إني صنعت الشيء دا ببراعة كاملة، لأنها بتكون وفت الغرض الكامل ليها..

في بعض الجمل الثابته بتتقال عن الرواية وهي "لي المشاهد مبيكونش فيها مشاعر" "إنت عندك عجز في سرد المشاهد الدرامية" لي بتختصر المشهد الدرامي بجملة وكثير من المشاعر الروتينة التي نعرفها، أو بلا بلا بلا"

وقد يبدوا من الوهلة الأولى هو إن الرواية فيها عجز كبير لسرد الأحداث دي، لكن في الحقيقة الرواية فيها تعمق كبير في شخصيات الرواية، وأهمها إتنين "ديمون والراوي" اللي بالمناسبة هما بدن واحد بس مش شخص واحد.

في المسخ ذو الوجه البريء، لما نزلت أطول نص بعنوان "إنفصام 2" ودا اللي نزل في الرواية، كان لازم تسأل نفسك فين إنفصام1..

وطبعًا إجابة السؤال دا هترجعك للماضي شوية وهتطلعك للمستقبل شويتين..

في كتاب النصوص المجمعة اللي قايم عليه سلسلة المسخ الكتاب بعنوان "ملك مجرة المختلين" كنت منزل أغلب نصوصه على الصفحة هنا وهطبعه السنة الجاية إن شاء الله بحيث يسهول الحصول على كل اللي فيه..

كنت منزل نص إنفصام 1 والنص دا كان في شوية معلومات وأحداث مهمة اتذكرت في الجزئين المسخ ذو الوجه البريء وحرب باندورا..

بس كان في جملة كدا عدت على القارئ مرور الكرام والجملة دي هي " تفضل يا طبيب، مريض مصاب بنوع غريب من الشيزوفرنيا، نصف مصاب بخلل عقلي، والاخر على وشك الاليكسثيمية" ولو متعرفش إي هي الاليكسثيمية أو اللامفردتيه، "فهي حالة يجد فيها الشخص صعوبة في تحديد مشاعره وفهم مشاعر الآخرين وفهمها، وفي أغلب الوقت يعتمد على الكلمات المنطوقة التي يسمعها دون النظر لنبرة الصوت والجسد، فيأخذ المعنى الحرفي على أن هذه هي مشاعره الحقيقية.." أو بالبلدي شخص مبيفهمش في المشاعر، ومبيعرفش يحللها..

ركز كدا في ترتيب الأحداث كدا عندنا شخصين واحد مختل عقليًا، وواحد مبيفهمش المشاعر.. 

عندنا ديمون وعندنا الرواي..

(وعندنا شخص واحد جواه شخصين) او بالأدق "بدن واحد جواه شخصين"

ولما تبص لشخصية ديمون واللي هي نوعًا ما الراوي بإختلاف متحكمين جسده، هتشوف إنه عنده عقدة نقص وحساس قوي ودا معناه إنه بيفهم في المشاعر وكل حاجة، لكن رغم حساسيته المفرطة هو الشخص المختل عقليًا.. مما يعني وجود شخص تاني..

ودا الشخص اللي ظهر في المشهد بتاع قتل بنت ديمون، رغم المشاعر والبكاء وغيرها إلا إني قولت إن البنت دي جواها فصيلة الدم الذهبي إللي بيدورو عليه كلهم.. ومن خصائص النوع دا إنه نادر وبيظهر كل عدد من السنين ومفيش حد بيقاوم البنت دي وبيقع في حبها على طول.. لكن مع ذلك ديمون قدر ينحرها..

نرتب الأحداث مرة تانية أنا عارف إنك توهت..

معانا بدن في شخصين، وبيتاعملوا على خصائص الإنفصام.. واحد مختل وواحد مبيحسش..

لما واحد بيكون حاضر التاني بيكون فين؟ علميًا التاني بيكون عايش في وهم شايف أحداث وأشخاص وليلة طويلة كدا بيعملها مبتكونش حقيقية بينما هو ممكن يكون في أثناء اللحظة دي بيعمل شيء تاني.

معانا بنت محدش يقدر يقاومها وبيقع في حبها رغم إنها طفلة، مضطرين ندبحها ودا كان نوع تعجيزي من العواقب..

في الشخص اللي معندوش مشاعر ومبيفهمهاش يقوم بالعملية دي، لكن الراوي في المشهد دا كان المختل اللي عنده مشاعر.. فهو روى شيء شافه مش شيء عاشه.. ودا يحطك في أحد هوامش الرواية اللي فيما معناها وكررتها بشكل صريح في المطهر بيقول "إن مش كل اللي إحنا شايفينه هو اللي إحنا عايشينه، علشان توصل للحقيقة المطلقة محتاج تبص بأكتر من عيون، عاوز تبص بعيون عقلك، وعيون قلبك، وعيونك، وعيون اللي حواليك..

وبسكدا، ودي كانت شوية فضفضة على السريع بمناسبة سلسلة رواية المسخ ذو الوجه البريء، وتوضيح لبعض النقط اللي مكنتش واضحة

في طبعًا جزء أخير وهي كلمة ونصف على وشك الاليكسثيمية ودا لإن في البداية كان الطاغي على التحكم الكامل هو ديمون، لكن مع تسلسل الأحداث ومرور العمر والوقت، حصلت متغيرات كتير خلت الموضوع عكسي..

#المسخ_ذو_الوجه_البريء

#حرب_باندورا

#الكاتب_الرمادي

الكاتب الرمادي

إن لم ترى نفسك في عيون الآخرين فأعلم أنك لم ترى نفسك مطلقًا وأن عقلك يخدعك عن ما تعرفه عنك لا محالة.. فلم نخلق لنرى ما بداخلنا بل لننظر داخل الآخرين..

إرسال تعليق

أحدث أقدم