قصيدة شجر الفكر

 وكأن امسا قد مضي  مازال جرح الامس بارز
وهاهي شمسنا العليا   لكن برد الليل قارس
ولم الخوف من الكلاب   وانت علي الأبواب حارس
ثقل الرمح قد شكوت به   وقد فرزت من بين الحشود كفارس 
وكأن امسا قد مضي.  مازلنا ندفع الآلام
قد شقت دمعتنا مجري  قد سرقت فرحتنا الأيام
ياليت الهجر من الذكري   نفكر بخلود الاحلام 
آه لو حل السكري    لنعد الكأس من الارحام 
قد ملأت ادمعنا البحر   انفجر الحلم مع الالغام 
آه لو يقظ الراعي  ماضل الحمل عن الاغنام 
قد طرحت شجرتنا فكرا   والعقل من البرد انزكم 
ففرحت لجمع وفرته  والعقل من الوفر انزكم 
قد أوحي للوحي فنزل    ان اكتب بالقلم الاعمي 
أوتيت الكلم فللوصل  ان اوصل بالشعر الاسمي 
ان خبئ بالحلو العفن   ان اهجوا لكن بالرسم 
تتغني بالشعر فتنسي  ان للرب عليك النعم
وكأن الامس قد انحل  مازلنا في دار الارقم 
فرسول الله بهيبته   يتحدث بالكلم الاعظم 
قد تيه لموسي معرفة   ان اذهب للخضر الاعلم 
قد قيل لمريم باغية   فأشارت للنفس الاقوم 
عبد قد منح نبوته  عيسي ف المهد تكلم 
في بابل طفلا ف الحلم  قد أوتي من رب علما 
آزر لجماد يتعبد    يا أبتي لا تعبد صنما 
أ إسماعيل ان الذبح   فجواب ان نفذ في الواقع حلما 
أن رفع سليمان يديه   ان ربي اجعلني ملكا 
من ريح من طير من جن  قد أوتي ملكا قد عظم
وتفقد ملك طيرته   للهدهد سكنا ماعلم 
قد جاء بخبر من سبأ  قد أوتي صاحبه جرما 
قد وجدت بلقيس بشمس   عجبا تتعبد ماحرما 
قد جاء الماضي مع القصص  نستخرج من قصص حكما 
قد كان بماضينا سحرا وبالسحر نعيش الوهم 
فوليد الماضي قد أسلم   وكأن الحاضر قد عقما

للشاعر: معاذ محمد مطر