الرسالة السابعة

 «رسائل منتحر»

سمعت أن البحر هو أفضل صديق يمكنك أن تروي له أحلامك وخير سامع لشكواك 

فأخبرته دون الأخرين عن كل أحلامي وطموحاتي، وكان يبتلعها جميعًا في أعماقه فلا يمكن لأحد اصطياده بعدها.

وذات يوم، نظرت في المرآة لأجد أن الزمان صار عداء فجأة و كانت الدورة رقم 25 من أصل يُقال 50 دورة تقريبًا، لا أعلم كيف ولم يستوعب عقلي أني وصلت لهذه الدورة ولم أنل أي شيء مما كنت أصبوا له.

وقفت لبرهة، أغمضت عيناي جهزت شباكي أريد اصطياد أي شيء من طموحاتي وبئسًا من كثرة انحرافي عن طريقها لم يعد هناك بصيص لها في عقلي، لم أذكر أي شيء منها.

جهزت قهوتي، حاولت استجماع نفسي عدت لأقلب بين طيات ذكرياتي لأذكر أن أكثر عالِم بها وهو لا ينسى كان صديق قديم كنت أشكي وأروي له كل تفصيلة في حياتي، وتذكرت أيضًا أنها مدفونة في أعماقه وأني سأخذ شوطًا طويلًا قد يكون أبديًا في رحلة استرداد ما تركت.

جلبت قلم ما و مذكراتي من أعلى المكتب في أيسر غرفتي كتبت مراسيل لأمي وحبيبتي فأصدقائي وبعض الوصايا إن لم أعد سريعًا، ثم بدلت ملابسي وذهبت لإصطياد أحلامي.

قالوا أني منتحر، والبعض كفرني، وحرم الترحم عليَّ رغم أن الرحمة جائزة للأحياء قبل الموت، ورغم أني لو أنتحرت فهي في حكم الشرع كبيرةً فقط، لكن لا يهم، من سيحاسبني ربي في الأخير.

 لكن يا قوم أنا لم أنتحر صدقوني، كل ما فعلت أني أخبرت البحر عن أحلامي ثم نسيتها، وذهبت في رحلة لأعماقه كي أذكرها فقط، فتهت بالأسفل ونسيت طريق العودة

#الكاتب_الرمادي

#رسائل_منتحر

الكاتب الرمادي

إن لم ترى نفسك في عيون الآخرين فأعلم أنك لم ترى نفسك مطلقًا وأن عقلك يخدعك عن ما تعرفه عنك لا محالة.. فلم نخلق لنرى ما بداخلنا بل لننظر داخل الآخرين..

إرسال تعليق

أحدث أقدم