خلف الستائر

 مقدمة رواية حضارة الشيطان (المسخ ذو الوجه البريء ج4)

خلف الستائر..

في مسرح العرائس.. خلف الستائر حيث الكواليس وكل ما اخفته شاشات العرض.. وكل ما يتغاضى عنه الجمهور..

الجميع أعمى حينما يكون العرض قضيةً من المفترض أن يدافع عنها.. الجميع مبصر حينما تكون القضية جدالًا لا يهمنا..

على كرسي المشاهد كل شيء تريده.. وكل شيء تريد أن تبيده، كل شيءٍ أمامك، أتريد أن ترى؟ شاهد هذه اللقطة وأغمض عينك عن تلك، حياتك على المحك! أكره الرعب لن اشاهد، حياته تنهار! يا لها من مزحة عليها بالاستمرار.. فهي تشعرني أنا والبعض نوعًا ما بالاستقرار..

وتلك كادرات الحياة البائسة، ويبقا السؤال طارحًا نفسه.. ماذا عن الكواليس..

سنعود بعد قليل..

خلف الستائر.. تجلس العرائس عدا دمية واحدة تبدوا حزينة، جنون العظمة يحيطهم إلا هي ظلمت نفسها بعلمها تلك الدمية المسكينة..

تنمروا عليها أجمعين، يا لكِ من منطفئة بيننا نحن النجوم، فنظرت لهم ساخرة في صمت وصمتها قال بل أنا شمسٌ تَحرق وتحترق، وإدراكِ أخفى اشراقتي بالغيوم..

تركوها تتفلسف وعادوا لكؤوس الخمر يريدون الاستمتاع والتبلد مجددًا قبل العرض، وهي تنظر لحقيقة نفسها يائسة وتقول: هيَّا انشقي وابلعيني من فضلك، فأنا لا أقوى على المجابهة وأرفض بدوري واقعي ايتها الأرض..

خلف الستائر والخيوط غير متشابكة، تقف الدُمى لتقرأ السيناريو مستعدة لإسعاد الجمهور، وتقف دميتنا البائسة بها الأرضُ كقبل كل عرض تدور، تنظر في المرآة ممتعضة فهي دونهم خالفت القواعد، نظرت حولها وتدبرت وفهمت واقتنعت فرأت، خيوطًا تحاوطها وتتحكم بها فأبت أن تكون... وهم صنعوا الكثير وصُنع بهم أكثر ومازال في كذبة أنهم هم الصانعون..

خلف الستائر تقف الحقيقة المطلقة..

عدنا..

على شاشات العرض، مواقف مزيفة ومقطعة، وعلى كرسي المشاهد، شخص على كل شيءٍ يشاهد، ومازال لا يدرك من منحه الورد ومن قذفه بالرمح وطعنه...

#خلف_الستائر

الكاتب الرمادي

إن لم ترى نفسك في عيون الآخرين فأعلم أنك لم ترى نفسك مطلقًا وأن عقلك يخدعك عن ما تعرفه عنك لا محالة.. فلم نخلق لنرى ما بداخلنا بل لننظر داخل الآخرين..

4 تعليقات

أحدث أقدم