تلاعب بالنفس - استغلال تحيز خدمة الذات

 كنت قولت أنا من فترة إني وضعت كل سيء وجِدَ في العالم في ديمون (بطل سلسلة المسخ ذو الوجه البريء) وإني معملتش ديمون مجرد شخصية، أنا عملته عالم كامل.. وعلشان السسبنس وإن دا بطل ولازم يكون حلو وبسكر خليت الصفات نوعين، نوع هو يتسم بهِ ونوع تاني في اللي حوليه لكن العامل الأساسي للصفات السيئة دي، هو إن ديمون يكون موجود في المشهد، مرة يكون المجرم، ومرة تاني بيكون القاضي!

وزي ما قولت قبل كدا ديمون ليس شيطان.. ديمون صانع شياطين.

ورغم إني حطيت الصفة دي فيه مخليتهاش ظاهرة كسلاح لأني أنا وديمون شيفين أن النوع دا من الأسلحة، سلاح شيطاني ولا يمتلكه إلا الطبقة الدنية من النفس البشرية.. لكن الفرق إن ديمون بيستخدم السلاح دا بشكل صريح ووجيه مما يعزز نفسه ويرفع شأنها عكس المعهود والمطلوب لإستعمال السلاح دا..

ويبقى السؤال هو "ما هو هذا السلاح؟" عزيزي المتابع أهلًا بيك بسلسلة ملتصقة بسلسلة المسخ ذو الوجه البريء، ومبتعده عنها في الوقت ذاته بعنوان "#العاب_ديمون" اللي بتتكلم عن سلاح التلاعب بالنفس البشرية.

وبما إن دا تمهيد سريع ومن المفترض إني هعمل مقدمة عن النوع دا من الأسلحة وأني هقولك إن فيه 35 نقطة ضعف يمكن إستغلالهم واقعد أذكرهملك والكلام دا..

لكن صراحةً مش هكتب السلسلة دي بشكل منظم إلا لو لقيت أقبال عليها..

المهم هتكلم معاكم بس المرة دي عن واحد من أكتر الأساليب المتبعة بين الطلبة بشكل لا أرادي، وهما في الحقيقة نوعين عكس بعض من البشر لكن تكنيك واحد لآلية استعمال السلاح.

النوع دا في علم النفس بيسموه استغلال تحيز خدمة الذات... واللي عكسه اسمه إستغلال تحيز التواضع.

مهطولش عليك

النوع الأول دا بيكون منتشر حبتين..

ودا طالب بيعمل حاجة مناقضة لذاتها ومضحكة أوي.. هو مثلًا شخص متفوق في المواد العلمية أو متفوق في العموم بس ضعيف حبتين في مادة الإنجليزي مثلًا..

فباجي في المواد اللي اتفوق فيها وينسب سبب تفوقه ونجاحه لنفسه ولذكاءه الحاد في حل وفهم المعادلات والحبشتكنات الدراسية.. ويفخم في الأنا اللي عنده أوي.

وياجي في مادة الإنجليزي وميقولكش أنا فعلًا قصرت أو أنا ضعيف في المادة دي، لا خالص.. يروح قايلك الأستاذ شرحه وحشه، أصله الكنترول مستقصدني، أصل العجل في بطن أمه.. وكلام غريب كدا متفهملوش ملة يعني.. المهم

النوع دا فيه عيب ملحوظ وأنا لسه قايله.. مبيعتذرش على خطأ عمله، ودا لأنه مبيعترفش أنه غلط أساسًا يعني.

المشكلة أنه لما مبيعترفش بغلطه هو مبيكدبش، هو في الحقيقة مقتنع قناعة تامة أنه مش غلطان، ودي الكارثة أنه أصلًا مبيشوفش الغلط علشان يعترف بوجوده أساسًا.

طيب دا نستغله نفسيًا إزاي؟

أنا أقولك، شدلك نفسين من حجر الجمر، هات الشوكة بتاع أبوالشياطين من ورا الباب، الفوطة الحمرا بتعتك، وأتعلم..

أول حاجة إنك ممكن تستخدم السلاح دا في أنك توقع الشخص دا في اللي حواليه وتعزله عنهم بسهولة جدًا، ودا يخليك الوحيد في الصورة، وبناءً عليه تقدر تستفاد منه جدًا.

طب نعمل دا إزاي؟ نستغل نقاط قوته وضعفه..

يعني المعلم ضعيف في الدراسة، ومبيعترفش بكونه ضعيف في الدراسة، هو معترف إن فيه سبب مخليه ضعيف في الدراسة، تقدر إنت بطريقة غير مباشرة توضحله وتقنعه إن سبب فشله فلان وفلان.

وواحدة واحدة الضرب على الحديد بيخليه يلين.

طبعًا مبتتكلمش مباشر، إنت بترمي الطعم من تحت وتسيبله الصنارة بسمكها، والطعم كلمة والسمكة أصحابه في صورة وحشة..

تكرر العملية مبروك صاحبنا وحيد وفاشل = منهار.. طريقة متقنة لتحطيم شخص من أجل الإنتقام.

صديقي العلاج النفسي اللي من غير أدوية بيكون مركزه هو إدراكك بإن فيه مرض نفسي، وإي السبب، ومجرد ما تدرك الأتنين دول فأنت اتعالجت لأنك بكل بساطة بشوية عزيمة وذكاء قادر تقفل باب المرض..

أنا مش بس قولتلك المرض، أنا قولتلك المرض وطريقة مبسطة وسهلة لإستخدامك كمريض والهدف من إستخدامك، الباقي عليك إنت.. إنك متقعش في الفخ..

بالنسبة للي عكسه لو لقيت أقبال هشرحه وبعدها هظبط السلسلة بشكل ممنهج والطف من كدا.

سلام

#الكاتب_الرمادي

#ديمون

الكاتب الرمادي

إن لم ترى نفسك في عيون الآخرين فأعلم أنك لم ترى نفسك مطلقًا وأن عقلك يخدعك عن ما تعرفه عنك لا محالة.. فلم نخلق لنرى ما بداخلنا بل لننظر داخل الآخرين..

إرسال تعليق

أحدث أقدم