في إطار من الريفيوهات والآراء عن الرواية الفترة الأخيرة.. كان في عامل واحد مشترك.. كله وقف عنده شوية...
القارئ نوعين، نوع بيقرأ بإندماج، ونوع بيقرأ بغرض النقد، مش شرط نقد سلبي، ممكن
يكون نقد إيجابي، لكن في المطلق هو شخص عقلاني يضع مشاعره جانبًا أثناء القراءة.
وللأسف
الشخص التاني أكثر عرضةً للوقوع في فخ "المسخ ذو الوجه البريء" أكثر من
الشخص اللي بيقرأ بمشاعره، ويمكن دا ضريبة عدم إستمتاعه بالمشهد.. لإنه بيقرأ
بتمعن أوي في كل شيء وبينشغل مع الخطأ الموجود، متجاهل إن الخطأ دا مقصود
وهنا نقطة صغننة..
في هوامش كثير للرواية أو لحجر أساس سلسلة المسخ ذو الوجه البريء، دايمًا بيكون في
هوامش وجمل بتتحط في النوتة ومبتتحطش في الرواية إلا كعنصر أساسي غير ملموس يعني
بتعرفه من كونه رساله بيأديها حدث معين، والنوع دا بعالجه ككاتب لو حبيت، عن طريق نشره
تحت هشتاج السلسلة ككل.
ورغم إن اللي هقوله دا هيعملي مشكلة كبيرة نوعًا ما إلا إني هقوله دلوقت وممكن
أمسحه، وحقيقة المشكلة دب هي أحد أسباب توقف سلسلة المسخ قبل آوانها، خصوصًا بعد الأحداث
اللي ظهرت بكثرة في الوقت الراهن.. ودا للأسف هيتسبب في وفاة البطل قبل أوانه وتغيير
جذري لأحداث السلسلة قبل أوانها بجزئين كاملين..
بعيد عن كتير من الهوامش والأوراق المهترئة في كل مكان في غرفتي، كان في شوية جمل
كدا محدش خاد بيهم رغم إنهم إتذكروا من ضمنهم جملة "تلك المدينة رويتينة في
كل شيء حتى في آداء الجريمة، مما يجعل المختلين أمثالي ينفرون من بدائية الفعل.. وهذا
جعلني أفكر في وضع حدًا لهذا الهراء"
الجملة
دي قالها شخص عجوز غامض من سلسلة يقول العجوز اللي اتذكرلو نص في رواية المطهر،
واللي بنعرف بعدين إن العجوز دا هو "ديمون" لكن بعد ما قرر يبتعد عن كل
شيء ويصنع جريمة أكثر خطورة في حق البشرية وبدم بارد بالكامل ليرضي جنونه ونشوته..
ديمون بيستخدم أخطر سلاحين وجِدوا على وجه البشرية وركز علشان دا لُب السلسلة والكلام
دا أنا ممكن أمسحه أصلًا بعد نشره بيوم علشان لو اتعكشت مش هيحصلي كويس
السلاحين دول: هم تزييف الحقايق، وترديدها للمدى البعيد
يعني بيزيف جزء من الحقيقة، وبينشروا على أكبر قدر ممكن في كل مكان ومن أساليبه
نشر أفكاره على سبيل الخيال.. فيخليك لا إراديًا تحب جريمته، ولا دا انت كمان هتركز
هو كان بيعملها إزاي وتشغل عقلك علشان تحاول تعليّ عليه..
ديمون إستخدم في إسلوبه لسرد الأحداث 3 نقط مهمين جدًا..
نشر مبادئ كويسة لكن (كان بيعذب ناس موجودين حوالينا في كل مكان بيقوموا بنفس
الذنب دا يوميًا)
لف كلامه بالكثير من المشاعر
سرد دقيق لطرق التعذيب والقتل والأسلحه.. والأهم من دا سلاسة وبساطة الإسلوب.. يعني
في أحد الطرق إللي إستخدمها لتعذيب ضحياه كانت الآداة الوحيدة بتعته، هو خيط.. بس،
هو لم يستخدم غير خيط جينز علشان يخلي الضحية تعيش شتى الوان العذاب..
وهنا وقفة بسيطة.. أنا بسردلك الوان عذاب لو عشت نصها هتدفن نفسك حيّ ولو تخيلتها
في نفسك مش هتستحمل جزء بسيط منها أو إنك تشوفها، ومع ذلك إنت بتستمتع جدًا بسرد
الجزء دا من القصة، ودا اللي إعتمد عليه ديمون، هو السرد والإهتمام بآلية عمل
الآداة اللي معاه وإزاي بيعذب كأنه بيعلمك، غير مبالي بالكامل عن شعور الضحية.. هو
أصلًا بيشغلك بإنه قالك الضحية دي بتعيش كل الوان العذاب دلوقت.. سيبك بقا من
صراخها دا علشان متتعاطفش معاها تعالى إما اقولك أنا بعذب إزاي..
ودا
ياخدك لهامش قديم إتذكر سنة 2019 وأنا بحضر للسلسلة دي "ترى ضحايا ديمون من
بعيد، فتراهم قومٌ كثيرون، لكن حين تقترب الصورة تجد أن الضحية واحدة، وهي الوحيدة
التي لا تشعر بما يشعر به إنعكاساتها"
يا غالي ضحية ديمون مش الشخص اللي بيعذبه أو شخصية في رواية من الأساس دا إنعكاس
الضحية، ضحية ديمون شيء اخطر من كدا بكتير، جريمته أكبر من الذنب اللي إنت شايفه،
لإن في الرواية ضحيته شخصية عملت شيء غلط، لكن في الحقيقة ضحيته قارئ بيتعلم إزاي
يقوم بعملية إنتقام ضخمة بأساليب بسيطة، قارئ شايف إن النوع دا من الإنتقام بيديه
شيء من النشوة، قارئ عقله بيخزنله طرق جريمة مختلفة، قارئ مش مقصود بيه العصر اللي
أصدر فيه الرواية..
في رواية المطهر.. "المطهر" اللي هو البطل قاله أنا خدت 300 سنة بدور
على روحي منهم 50 سنة بس بحط إطار لإسترداد جنودي عن طريق البشر والوسيلة الوحيدة
إنهم يتعلموا السحر، وكمان بدون طرق صعبة ودم، كانت طلباتي سهلة، ولمّا زادت
الحاجة زادوا هما ليفل تعبدي، لدرجة أن إعتداء عمال المجلئ على الأطفال لم يكن
جزءً من الخطة، لكنها كانت طريقة وحشية أبتكروها ليصلوا لمراكز أقوى، لقد فعلوا
هذا من اجل القليل من السلطة يا رجل، والأهم من ذلك (لقد فعلوا هذا لأنه بات
بإستطاعتهم فعل ذلك"
إنت
واخد بالك هو بيرمي على إي؟
سلسلة
المسخ المفروض كانت مطولة وماشية على مخطط طويل أوي آخر جزء فيه بينتهي المشهد بديمون
بيتفرج على التلفزيون بيشاهد بعض الجرايم إللي حصلت بشكل بشع جدًا حجر الأساس ليه،
هو فعلته اللي قام بيها، والأهم إن المتهم لم يشعر بالأسى أو الندم جرّاء فعلته..
أنا حاليًا حكيتلك على نقطة من أصل 25 نقطة قايم عليهم سلسلة المسخ ذو الوجه
البريء.. 25 نقطة لا يقلوا في جوهرهم شيء عن النقطة دي..
السلسلة اللي بعد ما راجعت قرايت السيناريو النهاردة بعد التعديلات وتطويرات بحطها
كل يوم عرفت إني بصنع جريمة كبيرة أوي، لإن السلسلة تدريجيًا قايمة إن كل رواية
أكبر من حيث الأحداث، أكثر إتقانًا من حيث الأفكار، وأكثر سلاسة في تنفيذ جرايم بادوات
متوفرة عندك في كل مكان.. قي الجزء الخامس ديمون كان بيعذب شخص بقلم رصاص، وإزازة
ماية!..
وبسكدا
انا حبيت أدردش معاكم في شيء على السريع مكنش المفروض القارئ يدركه لكن حصل خير يعني