مثلث برمودا، وحوادثه المريبة..
اهلا بك في كوكب الأرض الجميل حيث كل حاجة زي الفل وتمام بوفتيقة لحد ما جات سنة 1945 تحديدًا 5 ديسمبر لما خمس طيارات قاذفة للقنابل تبع البحرية الأمريكية من طراز أفنجرز.
خرجوا من القاعدة بتاعتهم في فلوريدا علشان يعملوا مهمة تدريبية فوق المحيط الأطلسي، ويرجعوا بعديها تاني، وكانت اسمها الرحلة 19..
كانوا خمس طيارين وتسع مساعدين وقائد السرب كان اسمه الملازم تشارلز تايلو
كل حاجة زي الفل والظروفه عظمة وعصافير البلابل بتنونو وادنيا تمام
او مش تمام لان الطيارات لما خرجت مرجعتش تاني أبدًا
ومن هنا بدأت اللعبة
هو صراحةً دي مكانتش أول حاجة غريبة تحصل في الموقع ده من المحيط الأطلسي في حاجات كتير كانت بتحصل والناس كانت بتدعيها عادي يعني صدفة
قبل ما أكمل تعالى اجبلك مقولة للمؤرخ البحري جون ريلي اللي قال.
إن في عدد قليل من الطيارات والسفن غرق هناك هو كأنك بتقولي إن في حوادث كتيرة من العربيات حصلت في نيو جيرسي، بمعنى إنها مش شيء طبيعي إن يغرق عدد أكتر من 3 سفن في نفس المكان بشكل مريب كل مرة وتقولي عادي!
هنا السؤال ايه اللي طلع الأسطورة دي
• الرحلة 19:
بعيد عن اللي قولتهولك الغريب في الموضوع هو إن آخر رسالة وصلت للقاعدة البحرية من قائد السرب، كان نداء استغاثة قال فيه إن حصل تشوش لرادارات الطيارة وإنه مش قادر يحدد موقعه، الكلام ده عادي، بس اللي مش عادي هو انه قال إنه مش قادر يحدد موقعه، وإن كل حاجة حواليه شكلها مختلف، حتى المحيط شكله مختلف، وانقطع بعدها الاتصال تمامًا.
طبعًا البحرية بعتت قوات إغاثة، فبعتت طيارتين تحتوي على طقم مكون من 13 فرد على كل طيارة فيهم، علشان يدوروا على سرب الرحلة 19، وتحصل المفاجأة إن ميلاقوش أي أثر لهم، ولا حتى الحطام بتاعهم..
طيب موضوع إنهم كانوا ماشيين سرب على شكل 8 وبعدين لقوهم ف المية بنفس شكلهم في السما؟ لأ ده هبدة من هبدات العامة، محدش نزل القاع وطلع أصلًا علشان يحكي لينا شاف إيه تحت..
ومش بس كده، الطيارتين وهما راجعين القاعدة اختفت واحدة منهم في طريق العودة، وملقيوش لها أي أثر، وبقى عندنا كده 6 طيارات اختفت، و27 فرد
تاني حاجة معانا هنا هي.
• السفينة إلين أوستين:
ودي سفينة أمريكية ضخمة، معتادة على السفر بين أمريكا ولندن..
وفي يوم وهي مسافرة صادفت سفينة شراعية ماشية لوحدها، من غير ما يكون عليها حد يقودها، ولا واحد..
سفينة كاملة في عرض المحيط من غير مخلوق واحد عليها..
وملقيوش ولا دليل يقولهم ليه الطاقم اختفى من السفينة، وأمر وقتها القائد بتاع إلين أوستين إن بعض أفراد الطاقم بتاعه يروحوا السفينة دي ويتفحصوها وبعدين ييجوا بيها وراه على لندن.
وبعد يومين من الإبحار انفصلت السفينة الشراعية المجهولة عن إلين أوستين بسبب عاصفة شديدة، واختفت تمامًا في عرض المحيط..
المرعب بقى، إن إلين أوستين وهي في نفس مسارها بعدها بسنة، صادفت نفس السفينة تاني في نفس المكان تقريبًا، ومكنش عليها مخلوق واحد، ولا حتى الطاقم بتاع إلين أوستين القديم..
وطمعًا في السفينة القائد بعت تاني مجموعة من عنده وقالهم ييجوا بيها على لندن، ولكن النتيجة مختلفتش عن المرة اللي فاتت في حاجة، اختفت السفينة، وكذلك اللي عليها.
• يو إس إس سيكلوبس:
كانت السفينة دي مخصصة لخدمات النقل التابعة للبحرية الأمريكية، وكانت بتنقل البنزين للطيارات والسفن الحربية في الحرب العالمية الأولى.
وفي رحلة من الرحلات سنة 1918 كانت السفينة عليها 903 فرد مع حمولة ضخمة، وكانت آخر صورة للسفينة دي في جزيرة بربادوس لما زودت حمولتها، قبل ما تختفي هي والطاقم والحمولة اللي معاها بدون أي أثر نهائيًا.
وتم تعيين فرق بحث كبيرة مشطت مسار السفينة في الجو والبحر علشان خافوا تكون ضحية للقوات الألمانية، ولكن فشلوا في إنهم يلاقوا أي شيء عنها، ودي كانت أكبر حادثة ضياع أرواح في برمودا..
وسنة 1941 في الحرب العالمية التانية اختفت سفينتين من نفس الطراز على نفس المسار، وبكده بقى مثلث برمودا مقبرة ل3 سفن عملاقة في ظرف 23 سنة، كل واحدة منهم طاقمها ميقلش عن 300 فرد.
• الطائرة C - 54:
طلعت من جزيرة برمودا في 1974، واصطدمت بعاصفة رعدية ضخمة واختفت بدون أي أثر..
في شيء غريب بقى، ولاية التحقيق بولاية فلوريدا قالت إن العاصفة كانت هي السبب في تفكك الطيارة لجزيئات بدون أي أثر، لكن اللغز هنا، ليه دخلت العاصفة أصلًا وهي قادرة تبعد عنها بسهولة؟
لقوا إن الطيارة أصلًا هي اللي غيرت مسارها بنفسها من أول ما خرجت من القاعدة، وبعدين بدأت الطيارة تغير مسارها مرتين لحد ما بقت في قلب العاصفة، بمعنى أصح، لو حد دافعله فلوس علشان يدخل الدخلة دي، مش هيدخلها بضمير كده.
تم سماع نداء استغاثة، ولكن كان مشوش تمامًا فمحدش عرف إن ده نداء استغاثة، وبعديها لما اتبعت نداء استغاثة تاني كان واضح، ولكن المرة دي كانت الطيارة اختفت.
• ستار تايجر:
طلعت في 1948 في رحلة من سانتا ماريا باتجاه جزر برمودا، الطيارة كان عليها 25 راكب، وموظف الملاحة في القاعدة الأرضية استلم الإحداثيات بموقعها، وكان الوقت المتوقع للوصول هو الساعة 5 صباحًا، وكان ده آخر اتصال حصل بينهم وبين الطيارة، مصدرش أي نداء استغاثة أو تحديد للموقع بتاعها.
وتم إعلان حالة الطوارئ في المطار قبل 20 دقيقة من معاد الوصول، علشان لو حصل حاجة فيها يقدروا يتعاملوا معاها، بس جه الوقت بتاع وصولها، ومجتش..
وبعد ما عدى كام ساعة خرج أسطول مكون من 26 طيارة يمشطوا المحيط بالجو بالكامل وفضلوا يدوروا لمدة 5 أيام كاملة، ومظهرش منها أي أثر.
• دوغلاس دي سي:
طلعت الطيارة دي في 1948 من بورتريكو لميامي في فلوريدا، وكان فيها 26 فرد، وعبرت رحلتها في سلام..
لحد ما كانت على بعد 80 كيلو من المطار عملت آخر اتصال لاسلكي بينها وبين القاعدة، ورغم إنه كان باقي 20 دقيقة بس على وصولها للمطار، إلا إن ده كان آخر أثر لها، واللي اختفت من على سطح الأرض بالكامل من غير أي دليل.
• الطائرة 441:
كانت من أضخم وأنجح الطيارات في الحربية الأمريكية، واختفت الطيارة دي وعلى متنها مجموعة من ضباط البحرية الأمريكية بعائلاتهم.
ولما كانت على بعد 600 كم من الساحل، واختفت تمامًا في مثلث برمودا.
وحاولت لجنة تشكيلية إنها تعرف السبب في اختفائها، ولكن مقدرش التحقيق يتوصل لشيء، الغريب أكتر إن الطيارة كان عليها طوافات نجاة، وهي بطبعها لو السفينة غرقت إما ترفعها على البحر او تفضل هي تطفو على وش المية فيسهل تعقبها، فحتى دي ملقيوهاش.
وكمان القائدة مبعتش أي نداء استغاثة قبل اختفائها، وفضلت لغز تام لحد دلوقتي..
• السفينة إلفارو:
ودي أجدد حوادث برمودا سنة 2015، وكانت سفينة الشحن إلفارو آخر ضحايا المثلث، وكانت خارجة من ميامي مع طاقم مكون من 33 فرد، وعدد ضخم جدًا من الحاويات والمقطورات والشاحنات.
ولسوء الحظ جه إعصار شرس عليها بدأ يعطل كل وسائل الاتصال، وبشكل ما ميتصدقش بعد الخراب اللي عملته العاصفة في السفينة، اختفت في دقايق وكأنها مكنتش موجودة.
وبعد بحث مكثف دام لأسابيع لقوا السفينة وهي بحالة سليمة، ولكن في المحيط الاطلسي في القاع على عمق 15,000 قدم، وملقيوش الطاقم بتاعها ولا أي أثر له خالص..وغيرهم كتير، ولكن الأهم، إن المثلث ده مش مجرد مكان حصل فيه الحاجات دي بالصدفة..
اعرف إن في نظريات كتيرة عن الموضوع ده، بتوصل لحاجات غبية هننفيها دلوقتي، وحاجات قريبة من الواقع هنحاول نقربها من بعض.
ومن ضمن النظريات السخيفة هي أطلانتس موجودة في المثلث، أو إن دول كائنات فضائية وبتاخد البشر تعمل عليهم تجارب، وفي ناس متدينة بيلبسوا أي حاجة للدين فقالوا إن ده يأجوج ومأجوج أو الجزيرة بتاعت المسيح الدجال أو عرش الشيطان على الماء والهري ده كله غلط للغاية.
لكن في نظرية تشكيك، والتشكيك ده أنا ممكن أتقبله في بعض الحالات يعني أكيد مش كل حالات الاختفاء الغامضة دي اللي كانت في الجزء الأول هي بالفعل لها علاقة بالمثلث، أو إنها لما اختفت ملقيوش ولا جثة زي ما بيقولوا.
بس من جانب تاني في فعلًا حالات كافية مُثبتة تخلينا نفكر في إن المكان ده مريب بالفعل.
إيه النظريات المقترحة اللي ممكن نتقبلها؟
خليني أقولك الأول إن بالنسبة للملاحة الأمريكية المكان ده مجرد مكان في المحيط الأطلسي بدون أي خرافات أو اهتمام بيها، بل والسفن والرحلات الجوية بتعدي عادي جدًا من هناك، وكتير مبيحصلش لهم حاجة، يعني إن البحرية الأمريكية شايفة إن الحوادث دي مش كدب ولا حاجة، بس هي قليلة للغاية بالنسبة للي بيعدي من المثلث من الرحلات بدون أي تأثر بحاجة.
فبعيدًا عن الهبد إيه اللي بيحصل للسفن دي بالنسبة للباحثين المتخصصين؟
في بعض الأدلة لما جمعناها كانت بتقول لينا إن دايمًا كل مرة حادثة تحصل الأجهزة بتاعت الملاحة والبوصلة تختل تمامًا، وهنا فكروا في سبب منطقي.
فقالوا نظرية منطقية بالنسبة للي بيحصل، إن منطقة المثلث فيها شذوذ في الحقل المغناطيسي، وإنها واحدة من منطقتين إتنين بس في الكوكب اللي بيبقى فيها الشمال المغناطيسي والشمال الحقيقي على خط واحد، ده معناه إيه؟
معناه إنك مش هتقدر تحدد الشمال، والشمال ده مهم جدًا في الملاحة، وبتقعد البوصلة تختل وتلف، ويتأثر جهاز الملاحة بشكل سلبي بيأثر على قرارات الطيار فيفقد السيطرة على الطيارة ويغرق.
طيب بالنسبة للسفن لو فقدت السيطرة دي مش هتأثر عليها، يعني السفينة مش هتميل على جنبها وتتقلب، عادي.
هنا باحث تاني قالنا نظرية إن المكان ده المناخ فيها متلخبط ومتعارض جدًا، زي درجة الحرارة واتجاه الرياح.
وده بيفقد قدرة القبطان إنه يتحكم في السفينة والطيارة، فممكن تتسبب بغرقه.
وفي نظرية تالتة للغرق ظهرت قريب، بسبب حاجات حصلت في نيجيريا إن في حقل في المحيط في مثلث برمودا متركز فيه غاز الميثان، والعوامل الطبيعية بتأثر في خروج غاز الميثان ده من حجره، وأي طيارة هتقابل الغاز وهو خارج، وهو غاز قابل للاشتعال، فسهل جدًا أول ما يقرب من الموتور يفرقع، واللي أكد النظرية دي إن في شهود عيان شافوا انفجار طيارة بنفس المواصفات دي.
وبالنسبة للسفن، فهي هتقلل كثافة المية تمامًا لدرجة إن السفينة حرفيًا تسقط في قلب المية، وطبعًا الطيارة هيبقى مصيرها نفس مصير السفينة.
عندنا كده مشكلة، عرفنا الطريقة اللي ممكن تسقط السفينة أو الطيارة لتحت المية فجأة..
طب ليه اللي بيغرق مبيفضلش مكانه في الأعماق؟
ده بسبب نظرية تفسير اختفاء أي شيء بيغرق، بحاجة اسمها تيار الخليج، وده عبارة عن نهر بيجري تحت سطح البحر، وبيمتد طوله من خليج المكسيك وبيعدي من مضيق فلوريدا لحد ما يوصل لشمال الأطلسي، بيعدي في منطقة المثلث..
والتيار مش صغير، عرضه بس بيتراوح من 65 إلى 80 كم، ويقدر ينقل أي حطام يقابله في الأعماق بسرعة توصل ل9 كيلو متر في الساعة، يعني ممكن السفينة تغرق في مكان، وتستقر في الأعماق في مكان تاني خالص بسبب تيار الخليج.
وده حاجة، وكون مثلث برمودا نفسه فيه أحد أعمق الخنادق الموجودة في المحيط، وفي منهم بيوصل عمقه ل8 آلاف متر تحت سطح البحر، وده معناه إن الطيارات والسفن دي لو فلتت من التيار، هتتبلع في الخنادق دي للأبد، ومش هتقدر تلاقي لها أثر.
باحث اسمه نورمان هوك قال إن الموضوع كله ملهوش علاقة إلا بإن المثلث بيحمل عوامل مناخية مختلفة ومش لطيفة خالص عن أي عوامل تانية في البحر، فبيسبب الغرق المستمر ده، ولكن في ناس بتسلم منه لو المكان صافي في وقت ما من العوامل المناخية الغريبة أيًا تكن هي إيه من النظريات دي، وبيعدوا ببساطة.
المهم إن الموضوع منطقي جدًا، والمثلث مجرد مكان في البحر فيه عوامل مناخية سيئة، وفي مبالغات في القصص أحيانًا، بس معظمها حقيقية، ولكن مفيش فيها شيء مثير للدهشة، لأن في أسباب كتيرة ممكن توصل لده.
-------------
المصادر: