يوم الحصاد - حرب باندورا

 مقتبس من رواية "حرب باندورا"

حين يكون الدّيان هو الله، فأي سبيل يُمكن أن يسلكه المُدان هربًا من دينه؟ الأرض أرضه، والدَين دَينه، والحق حقه، وأنت ملكه، والخلق كذلك...

حين يحين موعد الحصاد يا بُني، يكون المحصول كائناتًا حيةً مُحاصَرَةً، وأنت المزارع مالكها... زَرعتُ الكثير من القتل، وها أنا حصدت إحدى مزروعاتي روحًا.. روحي.. لم أعد أريد أن أكون مزارعًا، سئمت الأرض قديمًا؛ فبحثتُ عن مشتري، أشتراها... كنت أزرع اللعنات بها، وكادت تصيبني بالجنون؛ فتخلصت منها ببيعها لمزارع آخر لعين، دارت الأرض حول نفسها دوراتًا سريعةً، وحول الشمس ابطأ فزيائيًا، وروحيًا أسرع بشكلٍ مريعٍ.

تعلّم المزارع الجديد فن التعامل مع لعناتي، لم يتخلص منها.. بل تركها مزروعة؛ لأنه يعلم أن صاحب أرض الأرض سيجبرني على حصادها، ونسي أنه سيجبره على حصادها أيضًا، لن تَزرع إلا وستحصد، وإن بارت الأرض فقد حصدتَ عناءَ زراعتها، وإن أنبتت، فالثمار لن تكون مختلفةً كثيرًا عن نوع نبتتك.. جودتها غير معلوم لك ما دامت الثمرةِ بباطن زرعتها، لكن من يحدد جودتها يرى ما بباطنك.. الأرض بداخلك والحصاد مخيف.. مخيف؛ لأنه يسكن خارجك، يحيطك في كل مكان، فأحرص على أن تزرع ما أنت مستعد ان تأكله، حتى لا تتجرعه دمًا.. سترى الأشجار تتساقط أوراقها رُغم أنه ليس الخريف، سترى الكلاب تنهش لحمك كالليوث، رغم أن ما بدى لك، أنه حيوانٌ أليف.. لا ألفة هنا، لا رحمةً في الأرض.. الرب يملك الرحمة كلها.. لا حقيقةً في الدنيا، كل الأحداث التي تراها بعينك مزيفة.. هناك فرق بين أنك تريدُ أن ترى، وأنك تريد أن تبصر، الثانية تحتاج لبصيرة، تحتاج لأكثر من مجرد عيون، تريد عيونًا نابضة، وعيونًا عاقله، وفي الأخير عيونًا فقط ترى)

#الكاتب_الرمادي

#رواية_حرب_باندورا

أماكن تواجد رواية حرب باندورا



الكاتب الرمادي

إن لم ترى نفسك في عيون الآخرين فأعلم أنك لم ترى نفسك مطلقًا وأن عقلك يخدعك عن ما تعرفه عنك لا محالة.. فلم نخلق لنرى ما بداخلنا بل لننظر داخل الآخرين..

إرسال تعليق

أحدث أقدم