قصة جديد
لاڤ وشير بقا
صليت قيام الليل ولسه داخل أنام لقيت نوتيفيكيشن جيالي إن في رقم حولّي مبلغ ٤٠٠٠ جنية على فودافون كاش، استغربت جدًا، بعدها على طول لقيت نفس الرقم بيرن، رديت لقيت بنت بصوت كله خوف: الو سلام عليكم، معلش حولت لحضرتك فلوس بالغلط ممكن ترجعهالي
أنا: أيوا دي حقيقة وصلي ٤٠٠٠ جنيه من شوية هحولهم لحضرتك حالاً
سادت بينا لحظة صمت، يمكن كانت مستغربة سهولة الموقف واني قبلت ارجعلها الفلوس على طول، تقريبًا كانت متوقعة إني هطلب فلوس أو مش هرجعهم، بعدها فضلت تشكر فيا أول ما الفلوس وصلتلها، تاني يوم الصبح بعتتلي على الواتس
"صباح الخير"
"بصراحة مش عارفة أشكر حضرتك إزاي، حد غيرك كان خد الفلوس أو ع الأقل رجعها ناقصة، وربنا يعلم كنت محتاجة الفلوس قد ايه"
"عمومًا أنا عازماك على الغدا كتعبير عن شُكري، هكون مُمتنة جدًا لو قبلت عزمتي"
رديت عليها
"عندي انترڤيو النهارده لو خلصت بدري هكلمك ونتقابل، شكرًا ع العزومة"
كنت مستغرب بصراحة يعني ايه اللي يخليها تثق وتخرج مع حد متعرفهوش، بس كان عندي فضول اشوفها بصراحة مش عارف ليه، بس القدر جمعنا صدفة ويمكن طُرقنا اتلاقت لسبب مجهول هنعرفه مع الوقت.
خلصت الانترڤيو بدري وكلمتها فعلاً وروحت اقابلها
كافية بوتري
2 يناير 2022
دخلت الكافية رغم إنه كان مليان بنات إلا إن بنت واحده بس اللي لفتتني كانت لابسة دريس أوف وايت عليه خمار كاشمير ملامحها هادية ورقيقة، رغم إني مشوفتهاش قبل كدا إلا إني حسيت إن هي دي البنت بتاعة فودافون كاش -أو كنت متمني تكون هي-
قطع تفكيري نفس الصوت: حياة، أخبارك إيه؟
أنا: أفندم؟
البنت: أنا حياة بتاعة فودافون كاش، تعالى اتفضل أقعد
أنا بكلم نفسي بصوت واطي: طلعت هي
البنت: اسفه مش سمعاك بتقول حاجة؟
أنا بتوتر: بقولك اخبارك ايه شكرًا على العزومة، بالمناسبة اسمك جميل جدًا
حياة بخجل: أمم تسلم دا من ذوقك
أنا بصوت واطي: هو بصراحة مش اسمك بس اللي جميل
حياة باستغراب: بتقول حاجة؟
أنا: أبدًا أبدًا، طمنيني عنك
حياة: الحمد لله في زحام من النعم، المهم عملت ايه في الانترڤيو؟
أنا: مش عارف بصراحة بس مكانش أحسن حاجة، ال HR كان متخانق في مراته قبل ما يجي باين وبيطلعه علينا
ابتسمت ابتسامه خفيفة، عيونها قفلت ودارت وشها بإيدها وهي بتضحك، احم احم لا اجمد كدا في ايه هتقع من اولها كدا ولا ايه يابو الحساسين، أه بالمناسبة اسمي حسن.
حياة: كنت مقدم على ايه؟
حسن:بصي ياستي أنا خريج كلية حاسبات ومعلومات وكنت مقدم في شركة برمجة، ادعي اتقبل بس
حياة: والله بجد؟ أنا كمان على فكرة ووالد صاحبتي عنده شركة برمجة وكانوا فاتحين باب التقديم للشغل فيها، في بالي مشروع حلو جدًا، بس للاسف لو لوحدي هياخد وقت طويل جدًا هيكونوا قفلوا التوظيف، بقولك ايه تعالى نعمله سوا ونقدم المشروع باسمنا احنا الاتنين يمكن نتقبل.
حسن: تمام جدًا أنا موافق
بقينا نتقابل كل يوم بسبب الشغل على المشروع بتعنا حقيقي فكرة الابليكشن اللي عاوزه تعملها عظمة جدا بس محتاجة شغل كتير، بس مع بعض أكيد هنقدر، كل يوم كنا بنقرب من بعض أكتر، اتعودت على وجودها في حياتي، جه يوم تسليم المشروع وسلمناه فعلاً وكان الافضل بين الكل، قررت أعزمها أنا المرة دي وطلعنا قعدنا في نفس الكافية اللي اتقابلنا فيه لأول مره
حسن: حياة هو إيه خلاكِ تعزميني أول مرة رغم انك متعرفنيش، وممكن اكون شخص مش كويس ليه وثقتي فيا وقابلتيني؟
حياة: بص الود ربنا بيزرعه في قلوبنا بدون أسباب ولا مواعيد حتى، وكان في قلبي ليك ود كبير، وعلى فكرة مفيش حد وحش بيرد فلوس لصاحبها بدون ملاوعة
حسن: تخيلي مكنتش رجعتهم مكناش هنتقابل ولا كان هيتفتحلي باب رزق معاكِ، أنا رجعت ٤٠٠٠ جنية ف ربنا ردهملي ١٢٠٠٠ في الشهر وهشتغل في واحده من اكبر شركات البرمجة في مصر بسببك بعد ربنا
حياة: لما بتسيب حاجة لله بيردهالك أضعاف، ربنا جميل وعوضه ألطف.
حسن بعد صمت ٥ دقائق: دي حقيقة، زعلان جدًا إن النهارده اخر مقابله بينا
حياة: نعم؟ قصدك ايه؟
حسن: أقصد أننا كنا بنتقابل عشان ننفذ المشروع وخلاص خلصناه ف مينفعش نتقابل برا الشغل تاني؟
حياة بصوت مكتوم: أ أ أيوا صح بنتقابل عشان الشغل فعلاً، يلا اتأخرت استأذن أنا
حسن: تمام مع السلامة
حياة
"أنا ليه زعلانه؟ ماهو عنده حق، اتقابلنا اول مره عشان أشكره بس، وبعد كدا عشان نساعد بعض في الشغل، وخلاص اتقبلنا، ملهاش لازمة المقابلات أصلا، غير إنه حرام نتقابل حتى لو كلامنا عادي مفهوش أي غلط بس حتى لو كصداقة ف هو حرام، أنا بس اتعلقت بيه حبتين يمكن دا نساني الصح من الغلط، قومت صليت ركعتين تقدروا تسموهم توبه لله على المشاعر اللي جوايا ليه، بقيت بجاهد قلبي ومشاعره، هو شافني زميلة عمل مش أكتر، ودا اللي كان المفروض أعمله أنا كمان، بس خير ربنا يسامحني ويغفر ليا"
كل يوم كانوا بيتقابلوا في الشركة كأنهم أغراب مفيش بينهم أكتر من صباح الخير
"بعد مرور ٣ شهور"
"حياة"
رجعت من الشغل لقيت ماما بتقولي في ضيوف جوا مع بابا، ادخلي غسلي وغيري وتعالي اقعدي معانا، غريب مش بالعادي يجيلنا ضيوف! غيرت ودخلت الصالون، لقيت حد متوقعتش اشوفه عندنا في البيت أبدًا
حياة: حـ حـ حسن؟
أبو حياة: تعالي يا حياة سلمي على الضيوف
حياة: السلام عليكم، نورتونا
وسلمت على مامت حسن
حسن استأذن بابا نقعد لوحدنا كرؤية شرعية وكدا، أنا تنحت، ايه؟ نعم؟ مين بيودي على فين يا جماعة! حسن اللي قالي بينا شغل بس وقطع مقابلاتنا وكل حاجه دلوقتي قاعد في الصالون بتاعنا بيشرب قهوة مع بابا؟
المهم كلهم مشيوا وسابونا لوحدنا
_أنا مش فاهمه حاجة خااااالص
=حياة أنا بحبك!
_........
=ساكتة ليه؟
_في ايه بتحبني وفي ايه قولتلي كل اللي بينا كان شغل ومش هنتقابل تاني؟
= هفهمك، فاكرة اخر مرة اتقابلنا قولتيلي ايه؟ اللي بيسيب حاجه ل ربنا بيردهاله أضعاف
_ أها فاكرة
=دا اللي أنا عملته، سيبتك لله، خوفت اعصي ربنا فيكِ فيعاقبني بكِ ويبعدنا عن بعض، قررت أبعد لحد ما اقدر اخدك قدام الكل وتكوني حلالي
قلبي كان بيتنطط من الفرحة والله، يارب أنا عملت ايه حلو في حياتي عشان تبعتلي حد يحافظ عليا ويحبني اوي كدا، مفيش طريقة للتعبير عن الحب أكبر من إن الشخص يعصمك عن أي حاجة ممكن تغضب ربنا، شخص يكون عاوزك في الحلال لآخر العُمر
وافقت واتخطبنا فعلاً، بعد كتب الكتاب اعترفتله إن حتى أنا كان روحي فيه وإني فضلت اجاهد كتير عشان امنع قلبي يحبه أولا عشان حرام ثانيًا اعتقادًا مني أنه مش شايفني غير زميلة، المهم دلوقتي قاعده معاه في بلكونة بيتنا بنشرب قهوة، ومشغلين صورة الكهف بصوت الشيخ ماهر المعيقلي -بما إن النهارده ليلة الجمعة- ، أه وبالمناسبة معانا بنوتة دلوقتي وبما إن حكايتنا كلها بدأت صدفة عن طريق رسالة بالغلط ف قررنا نسمي بنتنا صُدفة، والحقيقة بقيت مُقتنعة جدا بمقولة "رُب صُدفة خيرًا من ألف مِعاد" وهو كان ليا كل الخير حقيقي
حسن: صدق الله العظيم، صوته جميل جدًا بياخدني في حته تانية بجد
حياة: أيوا صوته تالت أجمل حاجه في العالم بعدك أنت وصُدفة
حسن: مفيش أجمل منك، يلا نقوم نصلي قيام الليل
حياة: يلا عارف اكتر حاجه كنت مشتاقه ليها طول فترة خطوبتنا هي انك تكون أمام ليا في صلاتنا، متحرمش منك أبدًا يا حبيبي.
حسن: متحرمش من كلامك اللطيف، وخفة روحك اللي مالية البيت ونس وحب وسعادة، يا رفيقة دربي
من قصة حياة وحسن نتعلم حاجتين الأولى هي أن طول ما انت مراعي ربنا في معاملتك للناس ومخدتش حاجه مش من حقك ربنا هيفتحلك مليون بابا رزق احسن وأكبر منها، والتانية هي ان الحب الحقيقي هو إنك تحافظ على الشخص بجد تطلبه في الحلال قدام الكل، تخاف عليه كأنه منك، صدقني روابط الروح أقوى ميت مرة من روابط الدم، خاف على اللي بتحبه وحافظ عليه، سيبه لله هيباركلك فيه ويردهولك طول ما انتم خير لبعض ربنا هيجمعكم لآخر نفس، ويمكن في الآخرة كمان، طول ما انتو بتعينوا بعض على العمل الصالح والخير ف ربنا قادر يجمعكم تحت ظله في الاخره....
بقلم:
#إيمان_مهنى_إبراهيم