تخيل معايا كدا انك قاعد ف مكان عام و فجأة تعدي قدامك وحدة حلوة و متشيكة و حاطة منيكير و بديكير و كل الالوان الغريبة بتاعهم دى.
بس للأسف إنت شخص زيي معقد نفسيا و بدل ما تقول إيه البطل دا قعدت تفكر إيه أصل الزينة و الحاجات دي و كانوا بيحطوها ليه أو إيه الهدف منها و بعد بحث طويل لقيت الإجابة .
في البداية كدا لما تيجي تسأل السؤال دا لأي حد طبيعي جدا هيقولك لرغبتهم في لفت الإنتباه من الجنس الآخر .
أحب أقولك كلامك صح بس تعالى نفكر من منظور تاني بقى بشكل علمي شوية .
تعالى معايا كدا نروح لعمك إستيفن هوكينج تقولي إيه علاقة إستيفن هوكينج بالمكياج، أقولك هو ملوش أي علاقة كل إللي محتاجينه منه آلة الزمن بتعته نرجع بيها للإنسان البدائي، قام عمك إستيفن عملنا الآلة و رجعنا بالزمن بقينا في زمن الإنسان البدائي.
الإنسان البدائي زمان كان بيزين نفسه بقطع عظام على شوية ريش و شوية جلد حيوان و الحلويات دي و كان بهدف يبرز تناغمه مع البيئة و لفت الإنتباه .
بعدها أصبح الموضوع بدل ما هو مجرد موضوع زينة و تناغم مع البيئة فضل يتطور لحد ما رحنا لجدوا الفرعون (أيام القدماء المصريين) دورلي يبني الآلة دي كدا و زقها شوية لأيام الفرعنه و متطفيهاش لأنك هتزقها لعمك رمسيس دلوقت.
المهم بدل ما كان مجرد شغل زينة إتحول في الفترة دي من تزيين رمزي لفن تزيين زخرفي راقي جداً إلا إن الهدف الأساسي في المدة دي مكنش الزينة بس كان فيه هدف تاني أكثر أهمية .
كان الهدف من مستحضرات التجميل في الفترة دي قبل ما يكون هدف تزين كان لأهداف طبية بشكل عام فكانوا بيستخدموا مراهم واقية من الشمس و كانت مستحضراتهم مكونة من دهون الخراف و الثيران او الزيوت الطبيعية زي زيت اللوز و زيت الزيتون و هكذا يعني و كان الهدف من دا برضوا زيادة القدرة على العمل و خدمة الآلهة في معتقداتهم يعني.
و كانوا واخدين الموضوع دا بجدية جدا يعني مثلاً فعهد رمسيس الثالث نظم العمال إضراب عام عن العمل أثناء عملهم في مقبرة "نيكروبوليس" بسبب إن كان فينقص في كمية المراهم الواقية مكنتش مكفياهم يعني .
و قبلها هدد الجيش (سي تي)"seti" المخيم في سوريا بإنهم هيعملوا ثورة كبيرة لو محصلوش على زيادة في المراهم الواقية.
و مكنتش دا الحاجة الوحيدة في مستحضرات التجميل يعني مثلا من الحاجات إللى إتشهروا بيها كان طلاء العيون و إللي كانوا بيستخدموه كـواقي للعيون من الأمراض.
و كان الرجال ونساء بيتسخدموا الكحل فكانوا بيحطوا الكحل الأسود (سولفايد الرصاص ) على الجفن العلوي و المالاكيت الأخضر (كربونات النحاس) على الجفن السفلي .
و كانوا بيعملوا من المادتين دول خليط لعلاج إلتهاب الجفون و كان من خمسة الآف سنة قبل إختراع أي مضاد حيوي كان سلفات النحاس او الكربونات كان هو العلاج الوحيد المعروف لمداوة الجفون .
المستحضرات دي بدأت في مصر في البداية و بعدها إنتشرت من مصر لليونان و كان إسمها في الفترة دي (كوزماتيكوس) فضل الإسم دا يتطور بالاتيني لحد ما أصبح ليه معنى جديد بقى معناه (زيادة جمال الجسم و المحافظة على صحته ).
فضلت تنتشر لحد ما إزدهر الـ(كوزماتيكوس) دا في روما و بدأ ينحصر شغلها بدل مكان معمول بغرض طبي بدأ يبقى تزييني بشكل كبير.
يعني أصبح الغرض منه التزين قبل الوقاية و العلاج. تعالالى بقا بالآلة دي كمان مرة معلش لحد سنة 23 م خلشي على عمك بليني .
بليني دا واحد إسمه (بليني الكبير )ما بين 23 : 79 ميلاديا وصفلك بعض المستحضرات دي: صبونة تصبغ الشعر للون الأحمر ، رصاص أبيض لتشقير الوجه غير شوية مستحضرات تجميل و مبيضات للإسنان مكونة من زيت الللوز و اللبن و حجر الخفَّاف.
و بغض النظر إنه مكنش خبير في المواد دي بل معظم معلوماته عنها كانت من كتب قديمة من مصر القديمة و الشرق الأوسط إلا إنه كان معروف عنه إنه إستخدم مرهم من بزر الكتان و شحم و قوائم الثور للتغلب على تجاعيد الشيخوخة .
تعالى بقا دورلي الآلة دي كمان مرة معلش هيا مرة كمان و بعدها هنروّح، دورها تاني يلا أيوا تعالالي عند العصور الوسطى
زي ما أنت شايف في الفترة دي الحكّام واقفين ضد أي نوع من أنواع التزيين الجسدي بس برضوا مستحضرات التجميل فضلت تنتشر بغرض طبي .
إطلعلي بقا على القرن الـ(11) تحديدًا صقلية إللي إنت شايفها دي يا معلم إسمها (تروتولا دي روغيرو) المهم الولية أم إسم دمة تقيل دي كانت بتعمل إيه أقولك .
الحجة دي كانت بتوصف مستحضرات تجميل لعلاج الشعر الزائد في الوجه و رائحة العرق في الجسم بشكل عام و أمراض جلد الرأس و حب الشباب و ريحة بوقك المعفنة خلينا صراحة إصحى من النوم كدا و لا كلك سمكة بتوم و إتنفس في وش حد هتلاقيه طب ساكت قدامك مهيكملش.
الولية دي كانت بتعالجها في الفترة دي، إنت دلوقت بتجبلك لبانة تظبط الدنيا المهم و فضل مفهوم و غرض المستحضرات دي يتطور دور الآلة بقا و تعالالي لزمنا علشان هنروح زي ما أنتنوا شايفين تطور مستحضرات تجميل بدل مكان بغرض طبي أو تزيين بقا بغرض نقاشة و خبيز تقريبا أربعة كيلوا دقيق مع شوية أسامي جن على أساس إنهم مكياج و عيش يا معلم ( مع إحترامي الكامل للي بيحطوا مكياج بس دا مجرد هزار بايخ)
#عزالدين_مجدي
#الكاتب_الرمادي
#لما_يحدث_هذا