حوار صحفي مع الكاتب الرمادي| سارة عبدالله "اناندا

حوار صحفي تديره الصحفية سارة عبدالله مع الكاتب الرمادي.. وقد بدأته الصحفية سارة عبدالله بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بسؤال:

 - هل يمكنك أيها الكاتب الرمادي أن تحدثنا عن نفسك قليلا؟

= ليس لدي الكثير لأفصح به لكن سأحاول...
إسمي عزالدين مجدي
مُلقب بالكاتب الرمادي
بلغت من العُمري 20 حولًا
أعشق القراءة وهي روتين يومي، وجزء أساسي من يومي لا يمكنني التخلي عنه، وهوايتي هي إجابة الأسئلة والمواضيع عامةً لمن حولي

- من مواليد أي محافظة مصرية؟

= الفيوم

- من أول من اكتشف موهبة الكتابة لديك؟

= أنا... في الحقيقة دخولي لوسط الكتابة عامةً كان قرار اتخذته وشرعتُ في تنفيذه بعد يومٍ، كالكثير من القرارات التي أتخذها وأقوم بالبدأ فيها دون تخطيط؛ فأنا مؤمن أن الإنسان ما هو إلا قرار يتخذه في لحظةٍ ما.

- كيف اكتشفتها ومتي شعرت أنك تمتلك مثل هذه الموهبة العظيمة؟

= حسنًا سأخبرك..
أنا شخص متقلب الميول.. مثلًا في فترة قررت أن أرى شعري طويلًا، لذا قمت بتربيته والاعتناء به دون تقصير لمدة عامين متتالين، وفجأة قررتُ تقصيره، فباشرتُ بحلاقته..
نفس الأمر مع الكتابة، جلستُ مع بعض اصدقائي وكنا نتحدث وفجأة وبدون مقدمات أخبرتهم فجأة أني قررتُ أن أصبحَ كاتبًا.. فكتبت، وجاملوا جميعهم قلمي، مازلتُ أحتفظ بتلك الخاطرة إلى الآن وهي بمثابة، فشل أدبي بكل معنى الكلمة، لكن كانت الدفعة للاستمرار، وما جعلني أتطور سريعًا، هو المخزون اللغوي الذي اكتسبته من القراءة، فأنا كما ذكرت سابقًا، لي وردٌ يومي، من قراءة القرآن، وورد آخر من قراءة الكتب؛ لذا لم تكن خطةً صعبة أن أتطور في خلال فترة بسيطة بشكل ملحوظ.. كما قال لذي استاذ أول اللغة العربية لمدرسة اللاهون الثانوية "حسن حسين" ولم يكن يجاملني مطلقًا فقد كان صريحًا معي منذ الوهلة الأولى في كل شيء

- إذا انت تقر أنك اكتسبتها من القراءة أم من شيء أخر؟

= من القراءة والممارسة.. فكنتُ اقرأ كثيرًا وأكتب بشكل يومي، وبشكلٍ وفير؛ فالقراءةِ وحدها لن تجدي نفعًا، وأيضًا الكتابةِ وحدها ستجعل منك كاتبًا مُستَهلكًا لا جديد.. نفس الأفكار، نفس الكلمات، نفس الاسلوب.. تركض في نفس النقطة، لذا لا تقدم

- وهل تطورها أيضاً بالقراءة فقط أم لك طرق أخرى؟

= أطور لغتي بالقراءة، وأطور قلمي بالكتابة

- من هو كاتبك المفضل؟ وما هي أفضل أعماله؟

= من عادتي، ألا اقرأ إسم الكاتب مُطلقًا.. لأن لهذا الأمر تبعيته..
فلا أريد أن اقرأ لكاتب ولا يعجبني هذا الكتاب له، فلا اقرأ له مجددًا بناءً على الانطباعِ الأول..
ولا أريدُ أن اقرأ كتابًا لكاتبٍ فيعجبني قلمه، فأقرأ كل أعماله واتأثر باسلوبهِ في الكتابة، وهذا سيخل باسلوبي الخاص..

- من هو قدوتك في مجالك بشكل خاص وحياتك بشكل عام؟

= في هذا المجال..
طه حسين، وعباس العقاد..
في حياتي بشكل عام، لا أحد؛ فجميعنا مشوهين، لا أحد مثالي بالشكل الذي يُثير إعجابي لأن اتطلع لأن أكون مثله، حتى الناجحين بهم عيوبهم.. لكن إن كنتُ سأتطلع لأن أكون في نجاح أحد، فسيكون إيلون ماسك، وبيل جيتس

- ما هو نوع كتاباتك وأفضلهم الي قلبك؟

= حسنًا..
أنا أكتب في: العلوم.. وقد كتبتُ سلسلة في الفيزياء الحديثة، النسبية ونظرية الأوتار الفائقة..
في التاريخ.. ومن كتاباتي، تاريخ الروم بالعامية، فرعون موسى ما بين حكم مصر وإيجبت، الجنس في التاريخ، والجنس في مصر القديمة
كتبت في علم النفس: البرمجة العصبية.. وفن الإقناع والخداع
كتبتُ في الدين، ما تيسر بعد جهدٍ كبير، عديد من المقالات في رد الشبهات والرد على بعض من اللادينيين، وبعد من النسوية التي تهاجم الدين..
كتبتُ أيضًا: في الشعر، لكن لم أستمر لضعفي فيه وجهلي بعلم العروض ورأيتُ أنه سيتنزف الكثير من الجهود مني، لذا لم أكمل..
كتبتُ الخواطر الطويلة.. والنصوص القصيرة، والنصوص الطويلة، والقصة القصيرة والقصة الطويلة، والروايات
من النصوص القصيرة: سلسلة مدرسة الإنتحار الثانوية
النصوص الطويلة: ملك مجرة المختلين وقد كتبتها بإسلوب خاص بالكامل، اتفق عليه جميع القراء، وهو الأقربُ لقلبي
كتب قصص الرعب: مثل الدمية الملعونة، وناصور، وتحت سريري
قصص الحب والدراما: مثل للقدر أحكام
بعض من الإسكريبتات الفلسفية التي كتبت بشكل هزلي: سلسلة أبو الفصوص، وشرفنطح هانم.. وغيرها
الروايات، وقد كتبتُ إلى الآن ثلاثة وأكتب في الرابعة..
الأولى مثقف في صراع نفسي، وهذه تضم بداخلها 110 مقال علمي وتاريخي وفلسفي وغيره
كتبتُ العمل الأول لي كعمل ورقي المسخ ذو الوجه البريء، وقد كان للأسف مع دارٌ لا تقدره ولا تقدرني، دار الأحمد
ثم العمل الثاني للعام الثاني على التوالي، وقد كان الجزء الثاني من الروايةِ السابقة "حرب باندورا" وهو مع دارٍ الميسون، وصراحةً أنا سعيد بالتعاملِ معهم..
أما الجزء الثالث من نفس العمل فبعنوان المطهر وسيكون إن شاء الله مع نفس الدار "الميسون"..
أفضلهم إلى قلبي: سلسلة المجرة في النصوص، أبنائي من رحم الإبداع سلسلة المسخ التي ينتجها عقلي الآن

- كم عدد الكتب المجمعه التي شاركت فيها؟

= صفر؛ أنا ضد تلك الفكرةِ بالكامل منذ وجدت

-إذا أنت تراها فكره سيئة فما رأيك بها؟

= لقد تحدثتُ في هذا الأمر سابقًا مرتين، مرة في مقدمة رواية حرب باندورا، ومرة بالعاملية على صفحتي وهذه الثالثة، وسأتحدث فيها بإيجاز...
حين ننظر لأي شيء له تدفع له ثمنًا.. فهو يبتعد عن الرسالة ويدخل في قوائم التجارة.. لا أقول أنها تجارة.. تمهلي.
ما اقصده أننا الآن سنفكر بعقل التاجر لا بعقل كاتب ومبدأ ...ألخ من الهتافات الجميلة.
لذا لنفكر بعقل تاجر.. خاطرة بعشرون، في كتاب من خمسون خاطرة.. أي أني أنافس خمسون كاتبًا في نفس الكتاب.
بُيعَ من هذا الكتاب 400 نسخة وهذا رقم يستحيل تحقيقه، في الآوان الأخيرةِ..
يبقى السؤال هنا كم شخص سيقرأ الكتاب، فبالطبع هناك فرق بين أن نقتني الكتب، وأن نقرأها.. عمليًا من سيقرأ أقل من النصف، لكني سأكون كريمًا في حسبتي وسأقول النصف.. ويبقى سؤالًا آخر، كم شخص ستُثيره خاطرتي، لنقل النصف مجددًا، ونعود لسؤالٍ آخر، كم شخص سيصل إلي؟ ولنعطي النسبة هي النصف..
أي أني دفعتُ عشرون جنيه ليصل لي 50 قارئًا في أفضل الظروف..
بينما يمكنني بنفس تلك الـ 20 جينيهًا وضع نفس الخاطرة على صفحة على موقع التواصل الإجتماعي بجوار الباقي من كتاباتي، وتمويلها بهذا المبلغ لتصل إلى 1000 قارئ إن فشلت العملية الترويجية، جميعهم بإمكانهم الوصول إلي...
ومن هنا نستخلص أن الكتب المجمعة كتجارة فكرةً فاشلة، لكن الميزة الوحيدة في تلك الكتب، هو أن تجد خاطرتك على ورقة في كتاب، شعور رائع ويشعرك بالنشوة، لكن سيزول الشعور ويبقى فشلي التجاري..
مادمتُ سأدفع إذًا سأختار الأفضل

- هل سبق وانضممت الي مبادرات او كيانات؟ وما هي؟ وما رأيك بها؟

= لا، لكن كان هناك مجموعة واحدة انشأتها، وكانت بلا قوانين.. يمكنك أن تضع حسابك الشخصي أسفل مقالك، يمكنك وضع رابط لمقال من صفحتك، كان الغرض منها هو جمع متابع لك بشكل فعلي إن تمت إزالة هذه المجموعة، وبعدها انشأت التطبيق الخاص بي لدعم الكتاب بوضع بعضًا من كتاباتهم عندي لمن يريد..
ما رأي فيها.. مادامت لا تطلب النقود من أحدهم لأي هدفٍ ما.. كتب مجمعة شهادات...ألخ من هذا الزيف، فهي جيدة.. ولكن ما أن تطلب المال، يتم تغيير نظرتي بها.. ضد الشهادات الإلتكرونية، والورقية من أصحاب المبادرة، فالإلكترونية مادامت لا تكلف مُعطيها، سيسهل صنعها..
والورقية، فهي تكون على حساب الكاتب، لذا أين التكريم، أنت تكرمني على مالي، على استطاعتي لشراء نجاحي، وليس لأني نجحت!

- ما هي أنجازاتك بعيداً عن مجال الكتابة؟

= رغم ما يحدث حولي ويدعي أصدقائي واقاربي أن هذا اشبه بالجحيم، مازلتُ اضحك من قلبي، مازلتُ اشعر بالرضى

- ماذا تتمنى ان تحقق في مجال الكتابة؟

= بعيدًا عن الإنجازات المادية، وتحقيق بعض الطموحات هذا ما أنا فخورٌ به، حين أموت، أجد من يقول "رحم الله عز الدين" جعلني أفكر بشكلٍ أفضل، جعلني أنظر للأشياء على حقيقتها المجردة بدون زيف وتشويه والكثير من المؤثرات التي تصيب الصورة الكاملة بخلل

- إذا هل هذا هو هدفك من الكتابة؟

= ليس الوحيد، لكن هو الأساسي

- كيف تعاملت مع الإنتقادات السلبيه؟

= جردتها من صيغتها.. جردتها من صيغ السخرية، والإنتقادات الهادمة وغيرها.. ثم نظرتُ بها وراجعتُ نفسي، منها من أضاف لي الكثير، ومنها كان مجرد وجهة نظرٍ من قائلها ولم أقتنع بها لذا تجاهلتها

- ما هي الصعوبات التي واجهتك وكيف تعاملت معها؟

= كل الصعوبات، لم تكن في الكتابة، كانت في بيئتي المحيطة، في العائلة، في العمل...الخ، كان كل شيء ومازال كل شيء يعرقلني عن الإستمرار، وبالطبع أنشغل واوجه تركيزي لحل المشكلة، التي أنا مُيقنٌ أن لها حل، وفي أثناء حلها أقتنص الفرص لأعود لحلمي.. هناك بعض المشاكل التي هي وقائع حدثت وأنتهى الأمر، مثل أن ترسب في مدرستك أو الجامعة مثلًا.. أمرٌ لا يمكنك إصلاحه، سحسنًا لا تقف عنده، لقد حدث وإنتهى الأمر، لذا لنعد لِمَ يمكنني القيام، ولا نخسر كل شيء..
ولا أحدثكِ من باب المثالية، تحديدًا في مثال الدراسة هذا، أحدثكِ من واقع التجربة الشخصية؛ سبتُ في الثانوية العام الماضي، حزنت لمدة يومين ثم.. إنتهى الأمر، لدي معرض كتاب لأشارك فيه.. عدتُ مجددًا لإنهاء بحثي عن المعلومات والمقالات التي سأتستخدمها في روايتي، ثم كتبتها وشاركت، لأعود لروتين حياتي مجددًا

- أين ترىٰ نفسك بعد عامٍ؟

= مشهور بين وسط الكتاب، ليس ما اتطلع إليه، لكنها المؤشرات تقول هذا

- من الذي دعمك لتصل الى لما انت عليه الأن؟

= صديقي الشاعر: زاهر عصام، وهو ليس مجرد صديقًا لي وإنما هو أخًا لي، وكنا نجلس مع بعضنا كثيرًا القي نصوصي له واشاركه أفكاري وخططي المستقبلية..
ثم عمتي
وبالطبع صديقتي العزيزة والمقربة "........." وأعذريني لن استطيع ذكر اسمها، فمريضوا العقول كثيرون

- ما هي خطواتك القادمة كي تثقل موهبتك؟

= لا جديد.. المزيد من القراءة، المزيد من الكتابة

- متي أنضممت الي الوسط الفني؟

= لا أذكر بالضبط، ربما في 2019، أواخر العام على ما اعتقد

- هل ترى به مميزات ام تراه مليئاً بالعيوب الكثيرة؟

= أرى من بهِ بشر ترتدي عقولهم أثواب جديدة لا أكثر، ويبقى البشر بشر مهما أختلفت البستهم
والمشكلة أن الميع لا يستوعب تلك الفكرة، ويريد من الجميع أن يكون مثالي، لأنه كاتب تكون عيوبه طفيفه غير ملحوظة.. هو بشري، نفس قطعة اللحم التي تقع بين العقل والشهوة، ولسنا في زمن نسيطر فيه على شهواتنا، لذا طبيعي أن تجدي كثير من تصرفاتٍ حيوانية حتى في وسط ومجمع الكتّاب..

- هل يمكنك أن ترينا شيئاً من كتاباتك العظيمة؟

= في أي مجال تريدين، وهل تريد من ما قمت بكتابته ارتجالًا أم مما كتبتُ فيه وراجعته على فترات

- أيهما تفضل؟

= جميعهم أبنائي

- أرنا ما تريد منهم إذا؟

= سأريك الإرتجال، فهو ما يمكننا قرائته في وقتٍ قصير، أما ما قمتُ بكتاباته على فترات، لن يسعكِ وضعه في حوارنا حتى.. هاكِ هذا النص كتبته في ذكرى سانوية لصداقتي مع صديقتي المفضلة
الثانية عشر بعد مُنتصف الليل بدقيقة تحديدًا، يسير في الظلمات كعادته في أحد الشوارع، مبتسمًا للمرة الألف، يقول عقله سننتظر مجددًا شيءً جديدًا.
ينظر ليومًا ما، ينتظرُ قدومهُ بفارغِ الصبر، هجمت رياح فبراير تداعبه بعنف وهي تقول: أبتسم لربما أتيك للمرة الثانية بأسعد خبر، شاهدت السحابات من بعيد، ثم نادت صديقاته يشاركوها جلسة الاستماع، فتكاثروا وتكاثفوا حتى كونوا غيوم.
همست سحابة ما: عن ماذا يدور الحوار
 قالت: فبراير أتى مرة أخرى وصديقنا يأمل خبرًا غير معلوم، أصمتِ الآن ولنشاهد لعله ينام الليلة وهو يعد النجوم، لعله.
فبراير: أراك تنتظرني عكس عادتك يا صديق
رددت سريعًا: أردت شكرك على هذا الطريق
كانت الغيوم مبتسمةً ومع ابتسامة الرياح شدت سعادتها فضحكت، على صوت قهقهتهم ومن شدتها ذرفت دمعًا، ثم برقت عيناها وصفقت، فصدر لأهل الأرض برقًا ورعدًا.
سمعهُ صديقًا وقال: مرحى بفبراير من جديد، مرحى بمن انتشلني من الأصيد، وأتاني بخبر كان لقلبي مؤيد.
أنهى جملته ومع نهايتها أُصيب بصعقةً لمست قلبه وهي تردد: أتذكر، يوم كان قلبك قطعة من حديد، جار بها الزمان حتى اهترأت، ثم جار بها مرة أخرى حتى غلفها الصديد، فأتينك بنيرانٍ ومبردٍ؛ فأصبحت تضيء من قوة البريق.
رجع للخلف خطوات كثيرة وتقدمت الذكريات خطوات أكثر، كان يسير في الطرقات كعادته، فهبت "رياح فبراير العنيف" أصيب الفتى برعشةِ، ظنها لمست هواء، وما مسه كان شيء أكبر.
صرخ بصوت مرتفع، يعلن قدومه، ويعلن ترحيبه بملك من بلاد الريف، صرخ الملك صرخةً هزت أرجاء المملكة، وهو يقول: لوسيفر، رحب بأخيك، مرحى بك يا وجه ابليس.
رد فبراير: مرحى بالرمادي، ومرحى بلوسيفر أحد أبطال أول خطواته "مثقف في صراع نفسي" وبتلك المناسبة حضرتُ لك مفاجأة.
أجابه: لست بحاجة لذكرها، فأنا أكثر من يعلمها، مزيد من حياة المتاعيس.
= لا هذه المرة مختلفة
- لم تصلح شيء بل زدتَ الطين بلة، أتعلم كم مرة قلتَ لي تلك الجملة، آلاف مألفة، وفي كل مرة يزيد الجحيم بدرجات مكثفة.
ضحك القمر، من الزاوية المقابلة وقهقهت الغيوم في زاويتنا حتى أمطرت، وفبراير ينظر لروايتي ويقول: سترى، كلمات واضحة ونظرات أبهمت ما فسرت.
مر اليوم كالعادة جحيم أراه سلام، غيومٌ وهمومٌ وأوهام، ضربات فسقطات واستسلام، خارت قواي وأبتسم لوسيفر، ثم أردف: حياتنا طبق فاخر للسخط على البشر
- معك حق، البشر، هه بشر مقزز، رغم أني أعلم أنك لا تريد قول البشر وما تقصد شيئًا آخر، إلا أني أشكر ما تقصد " القدر" وعلى ما أنا فيه أتفاخر.
ثم صمت قليلًا ليرجوا ربه مزيدًا من بعض الصمود، ليجد طيفًا بجواره كان متناسيه، لم يكتفي به أو لم يملئ كما يقولون لم يملئ عينيه، ظهر الطيف بروح متقطعة، تطبطب على قلبه وهي تقول كذبًا: لا تخف أنا معك وإن لم أكن فمن سواي، أنهت الجملة واختفت، وتركتني أسقطُ وحدي على عزف للقدر، وقد كان يعزف الناي.
مرت أيام من فبراير ووصلنا لما قبل المنتصف بلحظات أتت الرياح مجددًا مأكدة، أنت تدفع الآن وستدفع لاحقًا على عطاءً ستناله، ونرجو أن يكون لأمد مديد.
كان يوم احتفال سنوي، يُدعى يوم القديس فلانتين، قصص أسطورية وشهادات كثيرة مبهمة، تشهد لعدة أبطال حاملين لنفس الاسم، ذوي تاريخ غير مكتمل لحاضرنا ...الخ من تلك الأشياء التي لا تعنينا، المهم أن هذا اليوم أتى وكشف كعادته بطاقات لمزيد من الحمقى، كما تعلم، هذا اليوم ليس لمن يعتنقون غير المسيحية، فاحتفالك بهِ وأنت على دين كالإسلام مثلًا، يعد جريمة كبيرة في حق دينك، كما أن الاعتراف بأعيادنا من قبلهم جريمة أكبر، فهم بهذا يسقطون دينهم، كثير من فتاوي و أقاويل كبار علماء وقساوسة، ليأتي ذو رأس المربع يُعارضهم بفلسفته، المهم، ليس هذا ما أقصد، عائلتي، لا يوجد يومًا للحب، الحب كل يوم، جددوه كيفما شئتم وأينما أردتم بطريقةً مشرفة.
مرت الأحداث حتى أتى الثلث الثالث من فبراير، تحديدً يوم ثلاث وعشرون المجيد لتقويم حياتي، أنشر أعمالي وجزء من روايتي روتين متكرر، تعلمون، إيصال فكرة اااا المهم
أرسلتُ نصي في رسالة لأحدهم، لتتراقص أوراق النخيل والأشجار، على وتر عاصفة تفشي الأسرار، أتتني فرحة، لقد زرعت البذرة على القمر، فنبتتك مميزة، أهداكَ إياها القدر، حافظ عليها، تطيب جراحك، تعدل طباعك، تصلح ما أفسده قناعك، تخمد نيران لوسيفر، وتجعلك على عيوبك تظفر، ومن الهموم تجفر.
لم أفهم ما يقصد فاكتفيت بالابتسامة، وقبل أن يذهب قال ماءه عناء وجلدات تترك أكثر من علامة، وقيود كثير و معناة أكثر لتثبت أنك تستحق " أنا من يستحق!" قلت، فقال "غرورك من قبلها أول ما سيسحق "واختفى وذهب فبراير.
مر نصف شهر وبضعة أيام السادس عشر من مارس، قيود وخسائر فصراعات، أهلكت طيفًا جديد، لم أذكر ما قاله فبراير، عن الماء والسقاء، لكني تذكرتُ الآن، ذهبت وبذرتي على القمر أنبتت زهرةً جميلة، وصدق فبراير، حين قال سأعاني، وعانيت حقًا لكن عنائي بجوار جمالها، ذرات غبار قليلة. مرت الأيام وتعلقي بها زاد، مرّ عام جميل رغم المهالك، وأتى فبراير من جديد، هبت رياح نفس يوم زراعة البذرة تسألني أحببتها؟
 بالطبع لا، كل ما في الأمر أني أقدس طيفها، وأدعوا في كل قيام ليل أن أستيقظ فأجدها، وأخشى أن يأتي يومًا فتختفي فجأة وتُوضع القيود على بسمتها
إذًا أحببتها
هي بمثابة أخت لي تعلم
تقبل أن يتزوجها أحدهم، قلها بصوت عفوي
بالطبع أقبل، ستكون ليلة زفاف رائعة مختومة بحدث دموي
تحبها يا صديقي صدقني
سأمقطك أن كررت ما قلت، أريد أن نظل هكذا
ما تقصد
كما تعلم ما من مُسمى وضع على علاقة إلا وسحقها، عندما أصحب أبي لمنزلها حينها فقط يحق القول لي، أن أترك قلبي يبوح لعقلي عن حبهِ لها، ما دون ذلك هي طيف الجميل.
أترك رسالة
إليكِ أكتبُ يا زهرتي ومزهرتُ حياتي، أما بعد:
لن يُسقيكِ مثلي يا زهرتي، فلا يوجدُ من يمتلك ماء محبرتي أبدًا، هذا عهدي، ولن أسمح لأحدهم بسلب بسمتكِ جميلتي، فبعدها لن يرى الضياء مجددًا، فأنتِ مصدر سعدي، أعترف أني محظوظ بلقائكِ ملكتي ومملوكتي، وسأحافظ قدر ما استطعت جاهدًا على أن تكوني هكذا لي وحدي.
أما قبل:
فسلامًا مبروزًا يساوي جمالك، وروحكِ بعد أخلاقكِ الحميدةِ، سلامًا أبديًا، يا من تروي صديِ، وسلامًا مضاعفً لفبراير على ما أهدى وعلى ما سلب مني.
#الكاتب_الرمادي

- دمت مبدعاً كما عاهدناك.. هل تمتلك مواهب اخري غير الكتابة؟

= البحث العلمي والمنهجي.. تحليل الشخصيات ولغات الجسد.
تلك الأخيرة، منحة من الله، فأنا اراقب أدق التفاصيل والتغييرات الطفيفة في عين من هم أمامي، حتى قبل أن أثقل مهاراتي في لغات الجسد كنت أرى الصورة وكأنها بشكلٍ بطيء، أعرف ترمش بعينيك، كل كم ثانية، تحركت شفتيك بمقدار كذا، تحركت تحرك طفيف، حركات يدك ورعشاتها حتى في الثبات، الكثير كنت أخزنه في عقلي بشكل لا ارادي

- لماذا أخترت أن تُنمي هذة الموهبة تحديدا؟

= الأمر مسلي.. هذا يعطيك قدرت سمع أفضل وأكثر دقة

- كيف تتغلب علي فترة فقدان الشغف التي يتعرض اي كاتب؟

= ابتعد عن الكتابة لفترة دون التفكير فيها، وأعود للقراءة مجددًا، إلى أن يعود الإلهام مجددًا

- ما هو دافعك للأستمرار فيما تفعل؟

= طموحي: في أن أكون مصدر الهام وشغف لمن حولي، وكما قولتُ سابقًا أريدُ حين أموت أجد من يقول "رحم الله عز الدين جعلنا نفكر بصورة أفضل"

- ما هي أحلامك وأهدافك في حياتك العملية؟

= أن أصبح مبرمجًا ماهرًا..
أن أتزوج صديقتي المقربة..
أن أكون أبًا يفخر بهِ أبناءه..

- أتمني أن تحقق احلامك وأن ترزق بها زوجه صالحه تراعي ربها بك وب أبنأكما.. نصيحه تقدمها لكاتب او شاعر مبتدئ؟

= اقرأ كثيرًا.. دعم المشاعر جانبًا حين النقد، فكر أكثر من مرة في كل شيء
رغم أنكِ لم تسألي لكني سأجيبك.. رأيي في الحوارات الصحفية
تلك التي يتعاملون مع الكاتب على إنه إمتحان، خذ جاوب على هذا.. تفضل هذا رابط الحوار! هراء.. من يسأل يدعي أنه صحفي وتلك كلمة أرقى بكثير من أن يلصقها به، وهو يظن أنه مبدع لذا يتهافت الجميع إليه.. وكلاهما لا يستحقان ما هما فيه..
وصراحةً كنتُ أنتظر منكِ أن تفعلي هذا الفعل.. "جاوب على تلك الإسئلة" لتشرفي بجوار أخوتك في صفحة الأرشيف متقززًا من فعلك، لكنك خالفتي ظني، وأنا اقدرُ لكِ هذا
- حقا كان هذا في نهاية حوارنا وانا أتفق بشدة فيما قلت ف أنا أيضا لا أقتنع بتلك الحوارات الصحفية ولا أجد منها أي منفعه ولا أي فائدة.. فحقيقة جزيت كل خير
الكاتب الرمادي

إن لم ترى نفسك في عيون الآخرين فأعلم أنك لم ترى نفسك مطلقًا وأن عقلك يخدعك عن ما تعرفه عنك لا محالة.. فلم نخلق لنرى ما بداخلنا بل لننظر داخل الآخرين..

إرسال تعليق

أحدث أقدم