اللعنة - الفصل الثامن

 استدعى خالد زَها لمكتبه و جلسوا يتحدثون في امور العمل و الميزانية حتى طرقت السكرتيره الباب و دخلت 

السكرتيرة : بش مهندس في راجل برا بيقول ان في ميعاد مع حضرتك دلوقتى

نظر خالد للساعة وجدها 10 تمامًا 

خالد : خليه يتفضل و مش عايز اى ازعاج لحد ما يمشي 

السكرتيرة : حاضر يا فندم


دخل رجل يبدو علية الوقار و يخالط شعره الشيب خط الزمن في وجهه اثاره  يرتدي بدله سوداء و نضاره نظر و يمسك بيده سبحه من الكريستال 


خالد : اتفضل اقعد يا استاذ احمد

احمد : يزيد فضلك يا ابني .. انت من وقت ما كلمتني امبارح و انا عمال ادور في ورقي على اسمك ملقتش الاسم ده و فهمت دلوقتى لما شفتك انت سنك ميزيدش عن 30 سنه اكبر تقدير فاستحاله اكون اعرفك   .... ممكن تفهمنى يا ابني انت عايزني ف ايه ؟

خالد : تعرف طيب حد اسمه اكرم الشهاوى او رفعت مندور ؟

و كانت زَها تجلس في صمت و تستمع للحديث و تشعر بالتوتر 

احمد بندم و انفعال : رفعت !!! انت تعرف رفعت  و اكرم منين... انت وصلتلى ازاى ؟

ابوس ايدك يا ابني لو تعرف توصلنى ببنت رفعت دلنى عليها انا عايز الحقها انا عارف اني معرفتش الحق اكرم و عيلته بس ارجوك ساعدنى الحقها 


نظر خالد و زَها لبعضهم و تأكد ظنهم ان هذا الرجل ممكن يكون بداية فك اللعنة 


خالد : اهدى كده يا حاج احمد و صلي على النبي ... انا خالد ابن اكرم الشهاوى و الانسه تبقي زَها رفعت مندور 


نظر لهم احمد و تنهد بشده 

احمد و تكاد الدموع تخرج من عيناه : عليه افضل الصلاه و السلام ..الحمد لله انك عايش و الحمد الله انى عترت فيكي يا بنتي 

زَها : حضرتك رحت لوالدتى و قلتلها انى لو احتاجت مساعده اكلمك فانا عايزة اعرف دلوقتى انت كانت ايه علاقتك بابويا و ايه تفسير اللى بيحصل معايا انا و خالد ...

خالد : واحده واحده يا حاج فهمنا علاقتك برفعت مندور 

احمد : ايام ما كنت ماشي في طريق معصية ربنا ابوكي جالى يا بنتى و معاه نسخة عن نسخة اصليه من اهم كتب السحر و تحضير الجن اى حد بيشتغل في الشغل المهبب بتاع الدجل ده يتمنى يعتر في ورقة واحدة بس منه انا ابوكى جالى بالكتاب كله فطمعت قلتله هساعدك بشرط تسيبلي النسخه دى ابوكى وافق لى طلبي كان الطمع عاميه كان طمعان في حياة اكرم الشهاوى فلوسه و عربياته و شغله و مركزه الاجتماعى كان شيطانه مصورله انه احسن من الكل وطلب منى يحضر جن يقضي على اكرم و اسرته و الايه تتبدل و يترأس هو كل حاجه انا وقتها شفت في عين ابوكى الطمع بصراحه خُفت المارد اللى هو طالبه قوى و انا وقتها كنت اخاف احضره و معرفش اصرفه مكنتش ليا كتير ف السكه دى المهم رفضت و حاولت اوعى ابوكى على خطورة اللى هو عايزه بس مسمعش كلامي حضره و بعد المقابله دى بفتره جالى تاني قالى انا حضرته و اكرم عمل حادثة هو و عيلته و مراتى اخدت بنتى و قالتلى انت ميت بالنسبالنا و طلبت الطلاق انا حياتي باظت كان باين عليه الندم و تأنيب الضمير و قالى انه حاول يصرف المارد معرفش و سابلي الكتاب و مشي و بعدها بيومين سمعت خبر انتحاره من بعد الموضوع ده انا بطلت شغل و قررت اتوب و طلعت حج كذا مرة و حاولت اصلح اللى عملته و قررت ان اى حد واقع في ضيقة من النوع ده هساعده لوجه الله يمكن ربنا يغفرلى و من فتره شُفت الكتاب و افتكرت ابوكى يا بنتى و قلت دى اشاره يمكن انتِ محتاجه مساعده و دورت عليكي ووصلت لوالدتك و كنت مستني تكلميني و الحمد لله ان ربنا عترني فيكي و فيك انت كمان يا خالد انا حقيقي عايز اساعدكم 


كانت زَها تستمع و الدموع تنهمر انهاراَ من مقلتيها و قلبها يرجف من الخوف و خالد ايضاً كان يشعر بالقلق


خالد : احنا فعلا محتاجين مساعدة حضرتك 

احمد : انا عندى استعداد اعمل اي شئ علشان اساعدكم يمكن ربنا يغفرلى و يقبض روحى و هو راضي عني

نظرت له زَها و وجدت نفسها تسرد ما يحدث معها و منامتها و ما يحدث في ممنزلها الجديد بأدق تفاصيلها و هى تبكى و حينما انتهت حديثها سرد خالد ايضاَ ما يحدث معه من وقت الحادث بتفاصيله 

عندما انهوا سرد الاحداث صمت احمد قليلاً يفكر في الامر و هما ينظران له بتمعن


احمد : بصو يا ولاد انا مش عايزكم تخافوا ان شاء الله ربنا هيحلها وانا مش هسيبكم انا بس عايز نتجمع الساعة 9 الا ربع بليل في بيتك يا زَها و ياريت والدتك متكنش موجوده أمان ليها مش اكتر 

زَها : انا عايزة افهم هو عايز مننا ايه ؟

احمد : عايز ياخد جسم خالد و عايزك عروس ليه 

خالد : علشان انا ممموتش في الحادثة صح ؟

احمد : ايوة يا ابني

زَها : طب و انا عايزني ليه ؟

احمد : هو مارد قوى و عايزك قربان ليه 

ربنا يحفظنا منه 

اثناء الحديث نظرت زَها لخالد ثم جحظت عيناها 

زَها : ابعد لا انت مش هتقدر علينا و لا هنسلملك و ظلت تستعيذ 

خالد : في ايه ....؟

احمد : شكله هنا 

و رفع صوته بايه الكرسي 

بسم الله الرحمن الرحيم 

اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ۚ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ۚ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِندَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ۖ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ۚ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ۖ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا ۚ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ

صدق الله العظيم 


هدأت زَها و حاولت تنظيم نفسها 

زَها : كان واقف ورا خالد و بيبصلي و بيضحك 

احمد : احنا لازم نستعجل لازم انهاردة نتجمع 

خالد : طب و مدام كريمة 

زَها : انا هتصرف 

اخرجت زَها هاتفها و اتصلت بوالدتها 

زَها : ماما ازيك 

كريمة : بخير يا بنتي في حاجه ولا ايه مش عادتك تتصلي و انتِ في الشغل 

زَها : الحمدلله انا كويسة ... بصي ايه رأيك تباتي عند خالتى انهاردة اصل انا عندى سفريه شغل و مش هرجع قبل بكرا بليل و انتِ عارفة بعد اللى حصل اخاف تباتي في الشقة لوحدك

كريمة : ماشي يا بنتي و لو انى مبحبش ابات برا بيتي بس انتِ عندك حق 

زَها : معلش لو سفرية مش مهمة مكنتش رُحت 

كريمة : ولا يهمك يا بنتي ... خير ان شاء الله 

زَها : خلاص هعدى عليكي بعد الشغل اوصلك عند خالتى قبل ما اطلع على الطريق

كريمه : خلاص ماشي ... سلام

زَها : سلام 

انهت المكالمه و قالت بصوت شبه مسموع يارب سامحنى و انتِ يا امي يارب تسامحيني اول مره اكدب عليكي بس علشان خايفه عليكي 

نظرت لهم و هزت رأسها بإن الامر تم 

احمد : اهم حاجة في اللى هيحصل يكون عندكم ثقة في الله ان اللعنة دي هتتفك و قلبكم يكون جامد و متخافوش 

خالد و زَها في نفس واحد : ان شاء الله 

انصرف الحاج احمد على وعد باللقاء في منزل زَها 



الكاتب الرمادي

إن لم ترى نفسك في عيون الآخرين فأعلم أنك لم ترى نفسك مطلقًا وأن عقلك يخدعك عن ما تعرفه عنك لا محالة.. فلم نخلق لنرى ما بداخلنا بل لننظر داخل الآخرين..

إرسال تعليق

أحدث أقدم