عادت زَها للمنزل مرهقة و تجر خلفها اذيال الخيبه فهي لم تتجرأ علىى أن تخبر خالد بالامر و عندما فتحت باب الشقه وجدت امها تنتظرها بفارغ الصبر
زَها : خير يا ماما قاعده كده ليه خضتيني في حاجة حصلت ؟
كريمة : لا يا بنتي متقلقيش تعالى اقعدى جنبي
زَها : حاضر هدخل الشنطة جوا واجى ....... هه يا ستى في ايه ؟
كريمة : عملتى ايه مع خالد؟
زَها : خُفت يا ماما خفت احكيله ميصدقنيش خفت يقول عليا مجنونة انا كنت هقوله على فكرة بس قلبي اتقبض و بلعت الكلام
كريمه : بصي يا بنتى متزعليش منى بس انا كنت عارفة انك مش هتقدرى تقوليله و كمان ده مش ذنبك علشان تشيليه
زَها : اعمل ايه ماهو لازم يعرف
كريمه: مش هتعملى حاجه خلاص انا عملت و اتكلمت معاه و حكيتله كل حاجة و مستنياه انه يكلمنى .....
صمتت زَها لم ترد على كلمات امها الاخيرة لا تعلم هل تفرح لان ذلك الجبل سقط من على قلبها أم تخاف من رد فعل خالد أم تخاف من المارد و ما يريد أم تفكر في ذلك العجوز الذى تظن إنه يملُك مفتاح الحل ......
مر اليوم بسلام على عكس العادة بالنسبة لزَها و كريمة اما خالد لم ترى عيناه النوم من كثرة التفكير في كلام كريمة و تصرفات زَها تجاهه منذ اول لقاء بينهم و تذكر ما يحدث معه من منامات يري بها فتاة من ظهرها شعرها يشبه شعر زَها بشدة لكنه لم يري وجهها ابداً و تذكر نوبات الغضب الغير مبررة التى كان يمر بها في الماضى و الخيالات التى يراها و يفسرها على إنها حالة تسمي ديجافو و عندما ربط الامور ببعضها و تذكر عندما بحث بأمر الحادث الذى تعرض له أنه صُنف انتحار ربط بين كل هذا و بين كلام كريمة و شعر أن الامر الان إتضح له و ان للامر علاقة بذلك المارد.........
في صباح اليوم التالى
ذهبت زَها للشركة و جلست في مكتبها تفكر برد فعل خالد على ما حدث امس
و اخرجت ورقة وخطت خطاب إستقالتها ....
دخل خالد الشركة و توجه لمكتبه سريعاً و أمر بإستدعاء زَها و منع احد من الدخول عليهم المكتب مهما حدث ......
طرقت زَها باب مكتب خالد
خالد : ادخلى
زَها: حضرتك طلبتنى
خالد: اقفلى الباب و اقعدى
زَها اغلقت الباب و قلبها يرجف ثم جلست على ابعد كرسي عنه
خالد : اكيد والدتك قالتلك انها جت و حكتلى الحكاية من الاول ليومنا ده فإيه بقا ؟!
زَها بدموع محبوسة : انا مش عارفة اقولك ايه و لا انتَ شايفني ازاى خصوصاً انك حتى متعرفنيش بس و الله انا مليش ذنب نهائي في حاجة بالعكس انا حياتي مدمرة و السبب ابويا .....
نظر لها خالد و بداخله بعض الشفقه عليها و الالم
خالد : عموما انا مش مناديكي احكم عليكي انا مناديكي علشان نتكلم مع بعض و نفهم ايه اللى بيحصل و نوصل للراجل اللى راح لوالدتك الشغل قبل ما تسيبه ده لانها قالتلى انك شاكه انه يعرف حاجة احنا لازم نفهم ايه بيحصل ...
هزت زَها رأسها بالموافقة و هى تنظر للارض
خالد : تمام روحي على مكتبك و بعد الشغل روحى الكافيه اللى على النيل اللى بتروحيه على طول نتكلم هناك
تعجبت زَها من علمه بترددها الدائم على هذا الكافيه شعرت انه مهتم بها او كان يشك بأمرها منذ بداية الامر و يراقبها...
زَها : تمام يا باش مهندس
قامت زَها و كادت تفتح الباب ثم التفتت و نظرت له
زَها : على فكرة انا بشوفك كل يوم في احلامي بتكون عينك شريرة و غضبانة اوى كإنها بتطق شرار أول مره شفتك اغم عليا من الخضة مكنتش مصدقة ان اللى بحلم بيه انسان بجد بس لما فوقت و ركزت معاك انت تبان مستفز اه بس عينيك طيبه مش زي في الحلم
خالد: انا مستفز ... على فكره انا مديرك لو مش واخده بالك ؟
زَها : لا واخدة بالىى و كتبت إستقالتى كمان علشان لو مكنتش صدقت كلام والدتى او اديت رد فعل عدواني انا دلوقتى بتكلم معاك علشان لازم تكون عارف كل حاجه المهم
يوم الاجتماع و انا بلم حاجتى و طالعه احنا وقفنا اتناقرنا شويه انا وقتها شفت اللى بشوفه فالحلم واقف وراك بس كإنه خيال نسخه منك اختلاف العينين مش عارفه تفسير لده ...
خالد : احنا نتكلم بعد الشغل احسن واضح ان الموضوع كبير...
عادت زَها لمكتبها و ظلت تعبث في الاوراق ثم اخذت نفساً عميقاً و اغلقت عيناها لتريحهما و اثناء ذلك ظهر لها من تراه في منامتها
المارد : انتِ اللى جريتي ورايا علشان تخلصي مني استحملى اللى هيجرالك
و نظر لها و ضحك بشده و كشف عن اسنان مخيفة و مدببة
فتحت زَهاا عيناها و هى تصرخ بشده لااا لااااا ابعد عني لاااا
سمع خالد صراخها فذهب اليها مسرعاً
وجدها مثل الصنم في مكانها و تنظر للفراغ و ترتجف
خالد: زَها في ايه ! انتِ بتصرخي ليه ؟
زَها : شفته شفته كان قدامي جه يهددني
و ظلت تبكي و تردد
اعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق
يبدو ان الامر لن يمر مرور الكرام ...