اللعنة - الفصل الخامس

 ظلت زَها في المنزل عِدة أيام لا تذهب للعمل و لا ترد على الهاتف و حتى لا تحادث والدتها فقد نبحث ف الامر  و كيف حدث و كيف نتهيه دون أن تقوم بإيذاء أحد خصوصاً خالد التى يراودها شعور بالذنب تجاهه فإنها اصبحت تعلم أن والدها له يد فيما حدث له و لاهله من قبل اثناء ذلك دخلت عليها اُمها

كريمة : يا بنتي انتِ بقالك ٣ أيام مبتخرجيش من اوضتك و حتي مبتاكليش و لا بتكلميني عماله قهوه و نسكافيه اييية بس

زَها نظرت لها و أشاحت بصرها بعيداً فإنها تشعر بالخذلان و لا تعلم كيف تتعامل مع اُمها حالياً

كريمة : طب فهميني انتِ ناويه على ايه و انا هساعدك و هعمل اللى هتقوليلي عليه يا بنتي انا مليش غيرك و عايزاكي تسامحيني  و الله

زَها : انا معرفش هعرف أسامحك ولا لا بس فعلاً انا محتاجه مساعدتك علشان افُك اللعنة دي و انتِ الصندوق الإسود بتاع الحدوتة

كريمة :  قوليلي انتِ عايزة تفهمي إيه و انا هقولك كل اللى أعرفه

زَها :  انتِ تعرفي بابا دخل العالم ده إزاى! هل في حد ساعده او كان بيروحله كتير !

كريمه :  كان في راجل كبير في السن من الصعيد جالى من فترة الشغل قبل ما اطلع معاش و جِه سأل على ابوكي و قلتله انه اتوفي من فترة و فضل يسأل كتير في تفاصيل موته و عنك و انا بحكيله قالى انا قلتله بلاش السكة دي مسمعش كلامي عمومًا لو إحتاجتى حاجه او زَها إحتاجت حاجه ياريت تكلموني انا هستني مكالمتكم دي علشان اساعدكم ف أى شئ و إداني رقم تليفونه و قالى انه نقل القاهرة و انه كان يعرف رفعت من ايام ما كان طالب ف الجامعة لسه

زَها : ماما هاتي رقم الراجل ده بسرعه اكيد عنده طرف الخيط

كريمة : حاضر

و قامت بإعطاء ابنتها ورقه مطوية بها رقم 

زَها : في حاجه كمان ... خالد لازم يعرف اللى بيحصل و اللى حصل زمان بس انا مش عارفه هعمل كده ازاى و لا هيصدقني و لا لا اكيد هيقول عليا مجنونة و هو من الاول مش طايقني

يارب حلها من عندك

ربتت كريمة على كتف إبنتها و هي تفكر فى كيفية إخبار خالد بالامر ليتحركوا معًا لفك اللعنة التى صابتهم .....

ذهبت زَها لعملها وفي قرارة نفسها صممت أن تحادث خالد فيما يحدث لكن لم تعلم كيف تبدأ تركت الامر يأتى كما كتبه الله ....

كانت السيدة كريمة في منزلها تستعد للخروج و تخاف من رد فعل زَها  على ما نوت على فعله من دون علمها ....

*****

خالد : هي الاُستاذه زَها مجاتش برضو ؟ انا مش فاهم ايه التسيب ده اومال لو مش ماسكة ميزانية واحد من اكبر المشاريع عندنا كانت عملت ايه !

زَها : انا هنا يا بش مهندس و بعتذر عن الايام اللى غيبتها من غير ما ابلغ الشركة بالظروف اللى عندي و كنت جاية لحضرتك المكتب اسلمك المزانية كاملة و تقرير عن الشغل اللى تم و كمان المبلغ اللى تم توفيره 

خالد اخذ منها الاوراق و الملفات : تمام بس ده ميمنعش إن حضرتك قصرتى في حق الشغل بغيابك و عدم تبليغ الشركة بس علشان انتِ مجتهدة مش هتخذ أى إجراء و بس إعتبري إن ده لفت نظر 

زَها : تمام يا بش مهندس و شكراً لحضرتك لتفهمك 

خالد : اتفضلى على مكتبك و انا هراجع الميزانية دى و هبلغك لو في حاجة 

ذهبت زَها لمكتبها و جلست تعبث في بعض الاوراق و تقول لنفسها : انا ايه اللىى خلاني مقولوش يعني مش فاهمة هيقول عليا مجنونة ما يقول و لا يمكن يصدقني طب بس هقوله ازاى يارب بقا انا تعبت .....


دخلت كريمة الشركة ووقفت تسأل أحد مسؤلي الامن 

كريمة : لو سمحت يا ابني انا كنت جاية اشوف البش مهندس خالد 

مسؤل الامن : إتفضلي من هنا المكتب بتاعه في الدور التالت 

كريمه : شكراً يا ابني 


صعدت كريمه للدور الثالث و قابلتها السكرتيرة 

السكرتيرة : اتفضلي يا فندم .. اقدر اساعد حضرتك ؟

كريمة : ايوه لو سمحتي كنت عايز اقابل البش مهندس خالد 

السكرتيرة : هل في ميعاد سابق ؟

كريمة : لا بس انتِ ممكن تقوليله إن الاستاذة كريمة زوجة الاستاذ رفعت مدير الحسابات السابق عايزة تقابله 

السكرتيرة : طيب اتفضلي استريحي يا فندم و انا هبلغه 


كريمة تُحدث نفسها : يارب قويني و سدد كلماتي و يصدقني علشان اشيل الحِمل ده من على بنتي و إبعد عننا الشر ده يارب 


السكرتيرة : مدام كريمة .... اتفضلي البش مهندس منتظر حضرتك 

اخذت كريمة نفساً عميقاً قبل أن تطرق باب غرفة خالد و أخرجته حتى تُهدء من روعها فهى لا تعلم نتيجة ما تفعله ولا رد فعل خالد كيف سيكون و لا حتي كيف ستبرر لإبنتها تصرفها بالامر دون علمها ...

طرقت كريمة الباب 

خالد : اتفضل 

 دخلت كريمة وقالت : ازيك يا بش مهندس 

خالد : اهلاً بحضرتك ...

هو حضرتك مقولتيش للسكرتيرة ليه إنك والدة زَها ؟

كريمة : بصراحه علشان مش عايزاها تعرف اني هنا انا جاية من وراها علشان اقابلك لان عندي كلام مهم لازم اقولهولك ...

حصل الصمت على المكان ثم تنحنحت كريمة و قالت : بص يا ابني انا عارفة إن الكلام اللى هقولهولك ده ممكن تشوفه مش منطقي و مقدرش اقولك انه مش حقك بس للاسف ده اللى حصل و لازم تعرفه لانى متأكدة انه مأثر على حياتك  زى ما هو مأثر على حياة بنتى ولازم نلاقيليه حل ...

و اخذت كريمة في سرد الاحداث بتفاصيلها  كما حدثت و ما روته لها زَها من مناماتها و من رؤيتها لشبح خالد خلفه بعد الاجتماع وما يحدث في منزلهم الجديد و كل شئ بتفاصيله 

كان خالد ينظر لها و لا يعلم ماذا يفعل عقله لا يصدق ما ترويه له او لا يستوعبه ايتْهمها بالخرف و الجنون أم يخالف المنطق و يصدقها 

هل هكذا اصبح أن والداه ماتا مقتولين نتيجه أفعال والد زَها الفتاة التى بدأ قلبه يتحرك لها 

ليسيطر عليه الان شعور بالحزن او الغضب اهو رغبة في الانتقام لكن ممن فقد مات رفعت هل من زَها ؟

ماذا يجب أن يفعل ..... 

نظر لكريمة بعدما أنهت حديثها التى ظلت تتفحص وجهه لكنها لم تستطع قراءة تعبيرات وجهه كأنه تجمد 

خالد : انا مش عارف اقول اي رد على اللى قولتيه ده بس الكلام ده لو فرضت انه بجد مطلوب مني ايه و لا انا هساعدكم ليه و انتم اهل السبب في موت اهلى و بعدين بنتك جالها قلب ازاى تشتغل هنا و هى عارفة اللى باباها عمله !!

كريمة : يا ابنى انا اتطلقت من رفعت ليلة الحادثة بتاعتكم و خدت 

بنتي اختفيت من حياته و كنت بعرف الاخبار من بعيد بنتي طول عمرها 

تعرف إن باباها إتوفي و هى صغيره مكانتش تعرف كل ده غير من 4 ايام ... بص يا ابني رقمي اهو و انا همشي وقت ما تحس انك عايز نتكلم و نشوف حل كلمني بس ياريت متقولش لزَها اني جيت انا هقولها لما ترجع البيت.



الكاتب الرمادي

إن لم ترى نفسك في عيون الآخرين فأعلم أنك لم ترى نفسك مطلقًا وأن عقلك يخدعك عن ما تعرفه عنك لا محالة.. فلم نخلق لنرى ما بداخلنا بل لننظر داخل الآخرين..

إرسال تعليق

أحدث أقدم