صديقي أشعر أنها النهاية
فأنا جسد بارد قد رقد، وسط تَأوهَات الجميع و صرخاتهم، روحي تنسحب شيئًا فشيئًا، ألم لا يوصف، حتى أنني لا أستطيع أن أنطق كي أصفه، صور من ماضٍ سحيق تظهر أمام عيناي، كل شيئ أمامي، كل ذكرى جميلة أو كريهة، كل ما فعلت من خير أو شر أمامي، آلام تشتد شيئًا فشيئًا، شخص يمسك بيدي فيطلب مني أن أنطق الشهادة، بصعوبة أحرك لساني كي أنطقها ببطئ شديد، حروف متقطعة، آخر حروف خرجت من ذاك الفم و نطقها ذاك اللسان الثقيل، دموع تنهمر و صرخات تعلوا مِمَن حولي، بعد أن سقطت يدي مستسلمة، شيئًا فشيئًا يحل الظلام، جسدي خانني فلا أستطيع أن أحرك سَاكنًا أو أنطق كي أمنع دموع تلك المحبة من السقوط، كل شيئ أصبح مُظلمًا، لا أعي شيئ سوى صرخات و صرخات تعلوا في وداع حار.
جثة هامدة قد حملت في نعشٍ خشبي إلى ذاك المكان، مكان مخيف تعصف فيه الرياح فتُخيف كل من كان له في الحياة نصيب.
جثة هامدة قد وضَعوني و أغلقوا علي فتَركوني في قبر لا يتجاوز أمتار عدة، صرت وَحيدًا شَريدًا، الكل تركني و ذهب و لم يتبقى لي سوى عملي، أين مالي و آمالي كل ذلك ذهب هَباءًا مَنثورًا.
جثة هامدة وَضعوني و ها أنا أمام الملَكين فَأنجدوني .....
أهي النهاية أم البداية....؟
أسماء حمادة أحمد