حرب باندورا - الفصل العاشر

 = مين؟
- بيقول إن اسمه عبد الرحمن، المدير التقني لشركة آزاد، عاوز يقابل حضرتك علشان يناقش معاك المشروع الجديد

- خليه يدخل...
..................
لنعود لتلك المملكة أسفل الأرضِ مجددًا...
نيڤين: ملك!
ملك: نعم يماما؟
- خلصتي الواجبات بتعتك النهاردة
= لا مش كلها يماما خلصت الإنجليزي بس، وهتدرب شوية واجيلك
- لا روحي خلصي الباقي الأول والعبي براحتك، وبلاش تدريب النهاردة بس خلصي الواجب الأول
= يماما أنا تعبت، الواجب كتير أوي، دا مديني اربع صفحات في الأنجليزي ودرس كامل اكتبه في العربي، وحساب وقرآن أحفظه
ضحكت على تذمرها البريء في هذه السن الصغيرة وهي تقوله في نفسها، "لا أعلم آتركك تنعمين بطفولتك مُرفهة في هذا السرداب، أم أفعل كما قال إيڤان، أم أهيئك على معمعة ما بعد الخروج من هنا فتكون الجروح الكبيرة للبعض، هي خدوش بسيطة لكِ" فاقت من شرودها على صوت ابنتها ملك وهي تقول : ماما!
= نعم يا قلب ماما
- هو أحنا مش هنشوف الشارع والناس اللي فيه تاني؟
= مين قالك كدا يا روحي، هنشوفهم وهترجعي تلعبي مع صحابك تاني
- بجد يماما؟ امتى
تنهدت الأم وهي تقول: قريب يا روحي، قريب.. روحي أكتبِ الواجب دلوقت علشان أقعد العب أنا وإنتِ شوية
إحدى الخادمات التي تعملن في الأسفل: مدام نيڤين، صالة التدريب جاهزة.. سيدي قال لنا أن نعد الباب الأخير قبل خروجك..
= تمام أتفضلي إنتِ يا مروة وأنا جاية وراكِ
(تنهدت ثم أخرجت قلادة تخفيها عن أعين الجميع، نظرت فيها نظرة سريعة كانت تخفي بداخلها صورة لـ"إسلام" بهيئتهِ الجديدة ثم أخفتها مجددًا وهي تقول "هانت، كلها شوية ترتيبات وأجيلك" ثم ذهبت للساحة، لكنها تفاجأت أن ساحة التدريب هذه المرة مختلفة تمامًا عن ما سبق كانت عبارة عن قاعة كبيرة ممتلئة بممرات أشبه بمتاهةٍ صغيرة، ومكتوب على باب الرئيسي لذاك الباب "هذه هي المرحلة الأخيرة لرحلة تمهيدك، من بالداخل عبارة عن خمسة عشر رجلًا، جميعهم قتلة مأجورين، مُحترفين، كُلٍ منكم سيدخل من باب مُختلف، مَسموح فقط بشخصٍ واحدٍ على قيدِ الحياة، وأتمنى من كل قلبي أن يكون أنتِ.. الأسلحة المستخدمة، جميعها أسلحةً بيضاء مع كُل منكم قداحة ومذكرة صغيرة وقلم؛ ستعلمون فائدتها بالداخل.. واثق بكِ عزيزتي فلا تخزليني" انتظرت قليلًا حتى أكتمل عدد الواقفين أمام بوابتهم ثم تم فتح الأبواب بشكل تلقائي فدخل الجميع وبدأ كل منهم مغامرتهِ الخاصة قبل أن يلتقوا ببعضهم)
...................
(في منزلٍ آخر يجلس شابًا وشابة، في أحد الغرف يضحكون ويثرثرون قليلًا، قاطع تلك المتعة الشاب وقد كان يُسمى أحمد، قاطعها قائلًا: تفتكري لي بابا مرضيش ياخد أي أجراء لمّا ماما اتقتلت يا ملك؟
هنا تفاجأت "ملك" من ذلك التغيير المفاجئ في محور الكلام، صراحةً هي لا تحبذ الحديث في هذه الأمور لكنها فضلت مجاراته، فردت عليه قائلةً:ممكن يكون خاف علينا أو عارف انها مش هتفيد في حاجة أو هو أكيد ليه أسبابه يا أحمد
لم يعجبه ردها هذا، ربما وجدها ساذجة أكثر من اللازم أو أن براءتها تلك ستوقعها في الكثير من المتاعب، على صوته قليلًا وهو يقول: خاف علينا! بابا رماني في نص البحر في مكان موجه عالي وسابني ومشي وأنا بغرق، كل اللي قاله ساعتها لو منجتش يبقى أنت متستحقش العيش من الأول، وملفش وراه ساعتها يا ملك، مبصش حتى يشوفني أنا بعافر ولا بغرق ولا بتنيل بعمل أي؟
لكنها أجابت بنفس هدوئها في المرة الأولى وهي تقول: ومع ذلك إنت نجيت، يعني مخيبتش ظنه
أشعل ردها الثاني فتيل غضبٍ لكنه كتمه بداخله وقال: بغض النظر إن راجل غريب هو اللي طلعني وبابا رجع رماني تاني ونجدني جزع شجرة كان ماشي مع الموج في اليوم دا، شايفه إن دا مبرر وأفترضنا مُت
= مكنتش هتموت
- أي اللي خلاكي واثقة كدا
= لإن بابا كان واثق إنك مش هتموت
- سيبك من الخزعبلات دي، إنتِ بجد أي رأيك في إنه مرضيش ياخد أي إجراءات ضد موتها (سألها مرةً أخرى وهو يشك أنها تعلم شيئًا وتخفيه عنه)
= إنتَ شايف إي
- مش عارف، بس حاسس إن هو ليه يد في الموضوع دا، يا إما هو أو الراجل اللي اسمه ديمون دا (قالها وهو يترقب رد فعلها)
(تغيرت تعبيرات وجه ملك فجأة للصدمة لكنها تمالكت نفسها بسرعةً خاطفة فذا الإسم لم يُذكر أمامه يومًا ما أبدًا) ثم أردفت: مين ديمون دا؟
= كان راجل بابا بيكلمني عنه زمان إنه اسمه "المسخ ذو الوجه البريء" وكان بيكلمني عنه كتير وإنه بيدربني إني أكون في مستوى أعلى منه
- وعرفت منين إن اسمه ديمون؟
= خدت صورته من والدي وأنا صغير علشان أخلي شغفي إني أتخطاه، خصوصًا مع كم القصص اللي سمعتها منه عنه دي، وبدأت أبحث عنه كتير ومعرفتش عنه حاجة وفي يوم كنت قاعد مع المهندس "عبد الرحمن"
- عبد الرحمن دا اللي هو ماسك القسم التقني في شركة أثينا؟
= هو كان احتاجني في شوية شغل ليه علاقة بحلفاء عيلة ميدنس وخلصتهم وفي يوم شاف الصورة دي (وأخرج صورة ذاك المدعو بـ "المسخ ذو الوجه البريء" التي كان قد أخذها من والده وأظهرها له ثم أكمل "أول ما شافها أتخض وجري لورا بسرعة وكان مرعوب مني)
فلاش باك:
كان "أحمد" في فيلا "عبد الرحمن" يحتفلون بسقوط أحد حلفاء شركات ميدنس المهمين، كانوا قد أثقلوا في الشرب.. بدأ "عبد الرحمن" يُمجد في "أحمد"، فأشهر "أحمد" صورة "المسخ" وهو يقول كان أبي يقول...
لم يكمل كلماته حتى تفاجأ بأن عبد الرحمن أتته حالة من الفزع والزعر وبدأ يركض للخلف ليجلب سلاحه ووجهه نحو رأس "أحمد" لم يكن "أحمد" يفهم ما يحدث ولم يعتلي وجهه سوى التعجب من هذا التغير المفاجئ وكأن "عبد الرحمن" تحول لرجل آخر أو أنه مصابٌ بالإنفصام..
بدأ يهدئ من روعه، حتى أطمئن عبد الرحمن له وجلسا قليلًا في صمت، قاطع هذا الصمت "عبد الرحمن" وهو يقول: هل تعرف هذا الرجل؟
وكانت الإجابة أن أبيه حين كان يدربه كان يُحفّزه بصورة هذا الرجل وكان يقول "أنه على مستوى عالي من الإحتراف، أراهن أن أبي مازال يعتقد أن ذاك الرجل أكثر مني مهارة"، لكن ما فاجئ "أحمد" هو قول عبد الرحمن؛ فقد قال: لم تصل حتى لربع مستواه صدقني، أنت لا تعرفه
- وهل تعرفه أنت؟
= نعم كان هذا منذ مدة تُقارب 20 عامًا يُسمى "ديمون"
- إلى أي مدى وصلت مهارته؟
= سأخبرك الحروب عدة أنواع لا خلاف عليها، حروب بين البشر أحدهم قوي وأحدهم ضعيف، وحروب بين الجان مثل حروب البشر، وحروب بين البشر وأحد الأطراف يعزز قوته بالجان؛ فلا غالب له من بشر إلا بجان أقوى (بعد إذن من الله)
- وهو النوع الذي يعزز قوته بالجان! (قالها بصيغة إجابة أو أنه يفهم ما يقصد)
= لا، هو الوحيد الذي يذهب لقتل الجان والبشر متحدين معًا في آن واحد، هو المعنى الحرفي لإسمه يا رجل "ديمون" أي "الشيطان"
- اها فهمت لكن لِمَ فزعت حين شاهدت صورته؟
= ظننتك هو، وأتيت لقتلي؟
- قتلك! ولِمَ قد يقتلك ؟ (قالها ببعض مِن الشك)
= حتى الآن أنا لا أعلم، لكن منذ عشرون سنة هذا الرجل كان الكابوس الأوحد الوحيد لكل من في عالم الجريمة، ومكافحين الجريمة كذلك، لم يسلم أحدًا منه (ثم بدأ يروي له قصة المرشح الإنتخابي الذي قتله وكيف قام بصنع إرهاب دام لمدة طويلة في البلاد، وكيف جعله مُفلسًا وما فعله بإبنه، وبدأ يعدد له مئات من الضحايا ذوي السلطة والنفوذ والقتلة المحترفين الذين انتهت مسيرتهم على يده،[1])
كان له موقعٍ على الدرك ويب، لم يستطع أحد أختراقه أو معرفة أي شيء عن ذاك الرجل، بل أحيانًا يستأجره رجال الشرطة قاصدين إيقاعه في فخٍ ما، فيسقطون هم فيه ويُقتَلون بدون حتى أن يدروا من قتلهم، وهنا أقصد حقًا لا يدرون ما الذي قتلهم، وكيف وأين ومتى قُتلوا، كانوا يموتون على حين غفلة ولا يعلمون مصدر الموت الموجه لهم، وهنا أقصد الآدآة يا صديقي، البعض كانت تقطع أحشاءهم دون أن يُلمَس جسدهم من الخارج، وكأنه ليس بشري، لكنه كذلك..
لم تنجح أي طريقة وقد تخطت الخمسون طريقة المدعمة والمعززة بقوة للإطاحة بذاك الرجل، ومع ذلك استفادة الكثير من الحكومات بالعمل مع رجلًا مثله،وكانت هذه المرة الأولى التي تعمل بها حكومات أحد البلاد مع شخصٍ لا يعلمون عنه شيئًا..
ختم حديثه بأن كان هناك رجل يُسمى إسلام، كان هذا واحدٍ من أكبر تجار السلاح والممنوعات عامةً يتخفى تحت راية أنه داعية ومقدم برامج دينية فقط، ذاك الشيطان استطاع أن يوقع بهِ ليلة زفافه، تم القبض عليه، ولم يكتفي بذلك، بل عرض على شاشةٍ كبيرة فديوهات له وهو في موقفٍ حرج بعض الشيء)
- كيف يمكنني العثور عليه
= لا أعلم، لكن ما أعلمه أنه أنتقم مني، حبًا في رجل أنتحر منذ عشرون عامًا يسمى "عز الدين" كنتُ قد حاولت اغتياله في مرة، واختفى هو بعد أنتحار عز الدين بسنتين، قام بحذف موقعه ولم نعد نراه
- عز الدين؟
= كان هذا هو الابن الوحيد لعائلة ميدنس، كان إبنهم بالتبني، لكن هذا كان إسمه الحقيقي، لم يتبدل بعد التبني حتى، كثيرًا ما حاولنا قتل عز الدين حتى يظهر ذاك الرجل فنقتله، لكنه قتلنا أحياءً جميعًا.. كانت القاعدة الأساسية لإستخدامه لقتل قاتلٍ محترف دون مقابل كبير؛ فسعر هذا الرجل كان ماسيًا[2] هو أن نستأجر ذاك القاتل ليقتل أحدًا من حلفاء أو عائلات ميدنس المقربين لعز الدين ذاك، ليصبح ميتًا في الليلة الموالية.. نجد ذاك القاتل على موقعه في الدرك ويب، وهو يتم تعذيبه بشكل مختلف..
كان هناك غرفتين تعذيب في الدرك ويب، الغرفة الحمراء وهذه للجميع، وغرفة ديمون وهذه لنوع مختلف تمامًا من المخلتين ليتحملوا ما سيرونه.. لو كان ذاك الرجل مازال يقتل لليوم، ما كنت لتكون جالسًا بجواري الآن يا صديقي صدقني.. وما كنت لأجعلك تعادي أحدًا من تلك العائلة اللعينة، شيئًا آخر كان عزالدين وديمون أصدقاء لدرجة أن عزالدين في بعض الأحيان يقول أن اسمه الحقيقي "ديمون" وعائلة ميدنس كانت تناديه بهكذا كثيرًا لدرجة أننا ظننا أن عزالدين وديمون نفس الشخص، لكنه ليس غبيًا ليفصح عن اسمه في عالم الجريمة بهذا الشكل..
- من أين لك بكل هذه المعلومات عن تلك العائلة يا رجل
= لقد كنا ابناء نفس الملجأ، أنا وإسلام، وعز الدين، ومحمد، زاهر... الكثيرون، وصراحةً جميعنا كنا نبغضه منذ أن رأيناه، كان أكثرنا شجاعةً وحظًا[3]

باك

ملك: ومن هنا عِرفت إن إسمه ديمون.. بس السؤال إي بقى اللي مخليك شاكك إن ديمون ليه يد بالموضوع دا؟
- الطريقة اللي كان بيحفزني بابا بيها
= إزاي؟
- بابا كان دايمًا بيحافظ على نقطتين في تربيتي، إني مظهرش بهويتي لأي حد وتحديدًا عيلة ميدنس مهما كان الثمن
= إنتَ قاتل مأجور، طبيعي لازم تحافظ على سريتك
- الصيغة اللي كان بيقولي بيها أحافظ على سريتي كانت دايمًا بتشمل إن عيلة ميدنس على الأخص ميشفونيش بأي شكل من الأشكال ميسمعوش صوتي حتى، أكون غير مرأي بالشكل الكامل
= طب دا أي علاقته بإن ديمون ليه يد في الموضوع دا
- دا يتعلق بالنقطة التانية.. بابا كان بيحفزني ويضربني ويربيني بشكل مهيب مش طبيعي وغير عقلاني إطلاقًا، وكان دايمًا بيأكد عليا إني لازم أتخطى مستوى الراجل اللي إسمه ديمون دا بأي شكل من الأشكال
= كل دا تمام مفهمتش أي العلاقة برضوا
- لما جيت ربط النقطتين ببعض لقيت إن فيه علاقة وعلاقة قوية كمان.. احافظ على سريتي من عيلة ميدنس وكأنه خايف يعرفوني ويعرفوا إني ابنه فيجرالي حاجة، أكون أقوى من ديمون علشان لو أتلقينا، أو علشان يبعتني أقتله، وقبل ما تسألي هوضحلك السيناريو اللي في دماغي سياسة الراجل دا يا إما يندمك على حاجة عزيزة قوي أو يقتلك، والحالتين بيحصلوا لما حد بيدفع علشان يعمل كدا أو إنت عملت عداوة كبيرة مع عيلة ميدنس.. ومن الموضوع دا نستنتج إن..
= بابا عمل عداوة مع عيلة ميدنس، فقام ديمون قتل ماما علشان يحرق قلب بابا
- بالظبط، فقام بابا شايل الكره دا في قلبه، ورباني بحيث أنتقم منه لما أكون مستعد..
= طب ليكن كلامك صح، إنتَ بتقول إن الراجل دا اختفى بعد إنتحار اللي اسمه عز الدين دا من عشرين سنة، وأمك ماتت من 10 سنين بس.. وكمان أبوك معملش عدواة مع حد من يوم ما اتولدنا، هو كان بيربينا بشكل عجيب شوية وكأنه داخل حرب، بس مكنش بيعمل عداوة مع حد.. فإزاي يكون الراجل اللي اسمه ديمون دا والفرق بين موت ماما واختفاء ديمون 10 سنين
- ما هو دا بقى اللي أنا مش فاهمه.. بس مستحيل التحفيز بتاع والدي تحديدًا بالراجل دا يكون من فراغ، خصوصًا إن التمارين والتحفيز بدأ بعد موت ماما مباشرةً
= طب وإنت ناوي تعمل إي؟
- عداوة مع عيلة ميدنس، بس عداوة صريحة، وهو هيظهرلي لوحده
= طب أفترضنا ديمون دا عايش ومرعب بالشكل اللي بيوصفهولنا دا هتعمل أي؟
- صعب يكون لسه مرعب بالشكل دا، الراجل دا غالبًا بقى عنده ستين سنة ولا حاجة بناءً على سيرته
= ...
- كبري دماغك من القصة دي، تعالي نتمشى شوية
= يلا
.......................

في قصر آزاد يجلس في السرداب يقوم بترتيب أوراقه وأبحاثه لمشروع الخلود القائم على الحضارة المصرية القديمة وفلسفة الكثير من الحضارات، منذ أن دخلوا حقبة الجنون تلك وهم يهتمون لهذا المشروع بشغفٍ رهيب، أموال طائلة أُهدرت في هذا المشروع، أطفال كثيرة ونساءً أكثر زُهقت أرواحهم، وفُتِكَ بعِرضهم بغرض العثور على الدماء المقدس.
كانت الفكرة قائمة على نبوءة طفل يولد، ودماء الشيطان في عروقه ينابيع شر كوالده، وجسده ملائكٌ خالص ذو جمال تيمنًا ببراءة أمه، وقد قدموا الكثير من العذاري للشيطان الأعظم على مدار السنين، ولم تنجح أيٍ من تجاربهم.
جميع من تمت التجربة عليهم، لديهم ماضٍ لا يُحسدون عليه، تلك المسرحية الجميلة التي تفتن الجمهور بإبداع لاعبيها، تمتلك حقيقةً فظيعة وتجاربًا أليمة خلف الستائر لا يدري أحدًا عنها.. بالتأكيد لا يجب على الجمهور معرفة كم الفشل المستتر خلف هذا النجاح، لنكون دائمًا في المقدمة يجب على الجميع أن يتخلفوا عن هذا المنصب.. أن يعرف العالم أن خلف الفشل نجاح، يعني أن المنافسة على المركز المئة سيكون مستحيل للجميع، فما بالك بالمركز الأول.
جميعنا أخطأ وكل خطأ وله عقابه، وللأسف تلك المقولة لا تنطبق على عائلة آزاد بالضبط.. فكل ما هو غير نقي عقابه واحد "الموت" وبالتالي كل من كانت تفشل التجربة عليها يقتلونها هي والطفلِ معًا، لم تنجح التجربة قط.
سنواتٍ كثيرة من نحر وتقديم الدماء، سنوات وتلك المدينة تعاني من شبح الإختفاء، ولا يوجد من يضع حتى نظرية لكل هذا الكم الهائل من الجرائمِ المجهولة.. باءت التجارب جميعها بالفشل، رغم أن ما تبقى من خطوات للحصول على الخلود، خطواتٍ معدودة.
ذات ليلة من التعبد والتقرب من الشيطان الأعظم، سُمح لأحد الشياطين بإبلاغه باسماء حاملين دماء الخلود في هذا العصر، وهم ثلاثة لا رابع لهم، إي أن من يذهب.. يذهب ولا بديل له لمدة مئة عام.. وكان الإختيار على
نشرّوان إبنة آزاد بالبتني وهذه هي ابنة الشيطان في الحقيقة ولا تسألوني كيف، لم اسألها بعد..
ملك إبنة ديمون والسبب غير مُفسر.. مما جعل آزاد يتعجب، كيف سيعرفون مكان هذا الرجل بدون جان؟ وهم يشكون حتى في حياته.. وإن كان قد مات، فبالتأكيد إبنته لن تقل جنونًا عنه، ولن تقل احترافيةٍ في الإختفاء...
 يُقال أن أحد الشياطين تقمص صورته حين فعلها، ويقال أن ديمون كان يعمل على هذا المشروع قبله، ويقال أيضًا حسب بعض الأساطير، أن هناك حاملين لدماء الخلود، وهذه الدماء تكون من الفصيلة الذهبية، حيث أن حامل تلك الدماء يأتي من النقاء لأحد الأبوين، وصراع بين الخير المنتصر والشر المنسحب للطرف الآخر من مُقيم العلاقة ودماء الشيطان في عروقه، ويقال أخيرًا أن ديمون كان أكثر شرًا من الشيطان نفسه ولا أحد يعلم الحقيقة...
لا أحد يعلم الحقيقة خلف تلك الفتاة لكنها كانت تحمل دماء الخلود في عروقها.. الفتاة الثالثة لم يخبرهم الشيطان عنها، كما لم يخبرهم منذ البداية بتلك الفتيات، كان متعطشًا للدماء وعلى ما يبدو أنه لا يزال مُتعطشًا، لكنه أخبرهم بسرٍ خطير مُتعلقًا بتلك المسألة "الفتاة التي تبحثون عنها موجودةً في أرض الهلاك، وفي روايةٍ أخرى أرض المجهول، هكذا نلقبها في عالمنا" أخبرهم بهذا السر في هذا العام وبدأت رحلة جديدة للبحث عن تلك الأرض المقصودة..
بينما كان جالسًا ينظر للأوراق وأمامه خريطة للمدن التي تمت زيارتها في رحلة البحث والمدن الممنوعة والمدن التي لم يبحثوا في أعقابها بعد، دخلت عليه زوجته "مارسا" لم تلقي التحية وباشرة قائلةً أنهم وجدوا خيط يدلهم على من أرسل لنا الفيديو...
................
(لا أعلم كيف أخبرك بهذا لكن لسياسة تتعلق بالدار لا يمكنني نشر أكثر من هذا، وأظن أنك عن طريق تلك الصفحات قد قرأت 50 صفحة من أصل 300، حيث من هنا ستبدأ الأحداث وفك الألغاز، أظن أنك فهمت الكثير عن الرواية والقلم المكتوب بها فإذا أعجبتك، يمكنك طلبها من دار الميسون للنشر والتوزيع، أو تواصل مع الكاتب عن طريق هذا الرقم (+201096211740) وسيتم إخطاركم بمكانها في المكتبات قريبًا، وشكرًا لوقتكم.



[1] أصل القصة في الجزء الأول من الرواية دي بعنوان "المسخ ذو الوجه البريء" موجودة في دار الأحمد

[2] جاية من كلمة "الماس" ذي رجل ذهبي كدا جاية من كلمة الذهب

[3] في الجزء الأول ذُكِرَ أن أحد مربيين الملجأ الجدد كان يعتدي على الأطفال ولم يستطع أحدًا من الأطفال مقاومته، ولا حتى مربيين الملجأ الكبار تحدثوا في هذا الأمر.. إلا أن "عز الدين" قام بفقع عينيه دفاعًا عن نفسه وهو الوحيد الذي لم يتم الإعتداء عليه مطلقًا.. ومن هنا ذاد حقدهم جميعًا عليه.. ظل سليمًا رغم ارتكابه لفعلٍ فظيع وغير ذلك حصل على عائلةً رائعة، محظوظٍ هو، هكذا كانوا ينظرون للأمر...

الكاتب الرمادي

إن لم ترى نفسك في عيون الآخرين فأعلم أنك لم ترى نفسك مطلقًا وأن عقلك يخدعك عن ما تعرفه عنك لا محالة.. فلم نخلق لنرى ما بداخلنا بل لننظر داخل الآخرين..

إرسال تعليق

أحدث أقدم