مشاعر بلا مأوي

 كتبت الدكتورة "ياسمين عبد الحق" خاطرة بعنوان (مشاعر بلا مأوي)

إنِّي حزين، أشعر بأنَّ شيئًا ما يحترق ويصرخ بِداخلي، يُخبرني بأنَّ هذا العالم في منتهى القسوة، قلبي يوجد به الكثير من الندوب، ولا أعلم أيُّ منهما سأصلح، خيبة الأصدقاء، غدر الأقارب، جرح الأهل، خيانة الأحبة، قسوة الحياة، رفقًا بِقلبي فليس به متسع لمزيد من الحزن والخيبة، كنت أنجح ف مواساه الأخريين أخبرهم بذات الثقل الذي يكاد يسقط قلوبهم سيزول ،أخبرهم بأن ما زال هناك أمل في نهايه طرقات أحزانهم .كنت أحتضن قلوب الجميع ف ذات الوقت الذي كان قلبي به جريح لم يكترث أحدهم لي ليري ما بي من ألام لا أعلم هل هذا عن عمد أم عدم إدراك فقد كنت أتظاهر بالثبات لقد نجحت في مواساه جميع من حولي ولم أنجح ولو لمره واحده في مواساه نفسي ما زلت أتجاوز أشياء عالقه في رأسي لم أخبر أحد بها .ما زلت أقاوم رغبتي ف الرحيل عن كل شئ ما زلت أهون علي نفسي من مأساه لا أحد يعلم عنها شئ .ما زلت أتعافي من الخذلان الكبير الذي أصاب قلبي ما زلت أتعافي من كل كلمه سامه أصابتني فأفقدتني ثقتي بنفسي.ما زلت أقاوم رغبتي ف عدم مغادره فراشي.ما زلت أخوض حرباً لا تنتهي.أنهزم وأسقط وأنهار ثم أنهض وأعود أقوي ثم أنهزم وأنسحب وهكذا تحدث الأشياء ف الكواليس بينما لا أحد يعرف عنها شئ.ما زلت أتجاوز وأتغافل وأتعافي من أشياء لم أخبر أحد بها .البقاء معي أمر صعب لكنني ممتن لكل من تحملني حتي عندما لم أعد صديقا جيدا

ولَرُبَّما لَم يَبدو شيء تحت عيوني، ولا دَمعي ينهمر كالمطر أمامكم، ولَرُبَّما أبدو لَكم مُتماسِكًا وبِأنِّي صلبٌ، وقلبي مِن حَجَر لا يتأثر بشيء، أنا ليس هذا الشخص الذي أبدو عليهِ أمامكم، أنا ضعيف وهش من الداخل، ضعفي يفتت قلبي كل يوم، نبضات قلبي تتسارع كأنّها في سباق مع الزمن، تكاد تتوقف من سرعتها، وأنا لا أتحمل لا أريد سوى الطمأنينة ليّ ولقلبي، أو توقف هذه النبضات للأبد، حل بيّ المرض، أصبحتُ لا أشعر بالراحة بين البشر، أصبحت أتعافى مِن آلام جسدية والخلل ف النفس ليس الجسد، كنت أريد إخبارهم أننّي أحتاج أحدًا منهم بِجواري، ولا أريد شيء آخر، ولكن لا أحد يهتم، أفعل ما عليّ فِعله في صمت، أصبحتُ أكره البشر وأتجنبهم، أصبحتُ أعذر ذاتي، كيف لكِ أن تتحملي كل هذا الحزن بمفردك؟ فكلما نظرت لمرآتي ورأيت الدموع والسواد بعيناي أذهب إلى النوم، لم أجد أحد بجانبي في لحظات إنهياري، أصبحت أتعافى بمفردي كل ما كنت أريده أن لا أكون وحيدة بين ألآف من البشر، وكل ما يفعلوه يرددون شعار كاذب نحن بجانبك، حقًا أنتم بجانبي ولكن وقت سعادتي وقوتي لم أجد أحد منكم وقت إنكساري وضعفي، لا أحد يعلم كم مرة بكيت ليلًا وحدي، لا أحد يعلم كم أعاني لأظهر متزنًا، لا أحد يعرف الثمن الذي دفعته لأصل لهذا الحد من البرود والامبالاة، أنا حقًا قلبي يؤلمني من كم الأشياء التي بداخله، لا أحد يعيش صراعاتي الداخلية التي أهلكت روحي وحطمت فؤادي، أنا محطم بعض الشيء، عذرًا أنا محطم بالكامل، أصبحت إنسان لا حول له ولا قوه إنطوائي ومنطفىء، حزين معظم الوقت، وحيد كل الوقت .لا أحد يفهم معنى أن تقابل الصدمات بصمت تام ، أن تبتسم أمام المواقف التي تستدرجك للبكاء ، لا أحد يفهم معنى أن تغلي بداخلك وأنت في قمة الثبات .روحي باتت منسحبة من جسدي، أنا في غرفتي لا أتنفس، نعم أنا فقدت عقلي وقلبي وفقدت الحياة، كل يوم أنا أفقد شيء من نفسي، كل ما عليّ فعله أن أمسك بهاتفي وأكتب ما في داخلي، أو أتجول بين صور أصدقائي الذين لم يكونوا صادقين يومًا، الذين لهم الجزء الأكبر في تدميري، الذين جعلوا دموعي تنحدر علي وجنتي كالشلال، فؤادي متحطم من كثرة الإنتكاسات التي تركوها وهم راحلون، أصبحتم لا قيمة لكم في قلبي، سأتعافى بمفردي دونكم وسأعود أقوى بمفردي، أعلم بأنّي أطلت الحديث، ولكن هذا جزء صغير عما في قلبي، فأنا أهمس لقلبي وأطمئنه بعودته مرة أخرى، وأطلب من روحي أن تكون بخير فقط لأجلي، سأتعافى بمفردي دونكم.

بقلمي: د/ياسمين عبد الحق (ورد)



الكاتب الرمادي

إن لم ترى نفسك في عيون الآخرين فأعلم أنك لم ترى نفسك مطلقًا وأن عقلك يخدعك عن ما تعرفه عنك لا محالة.. فلم نخلق لنرى ما بداخلنا بل لننظر داخل الآخرين..

إرسال تعليق

أحدث أقدم