تعالى يبو الصحاب نكمل مع بعض أسلوب الخداع.. قبل ما نكمل تعالى نعمل فلاش باك للقديم
خدنا كام اقتباس حلوين عن الإقناع والخداع وقلنا إن الخداع زي الكذب عمره قصير
وقلنا أي الفرق بين الإقناع والخداع، واي الهدف بين كل واحده منهم وقلنا اسلوبين
من أساليب الخداع (التلاعب بالمشاعر، واستراتيجية الإختيار) والنهادرة هنكلمك الباقي.
تعالى الأول كدا احكيلك مثال صغير عن الإسلوب الثالث، ودا اللي بيحصل مع البياعين
عمومًا.. طبعًا كلنا عارفين قصة الطائر اللي لما صحي بدري لقي دودة وكلها، ولو
مصحيش مكنش لقي الدودة وكان فضل جعان.. وكنا المفروض نستنتج منها إن كل ما صحيت
بدري كل ما لقيت رزقك أكتر وأسرع.. وبننسى إن الدودة صحت بدري واتاكلت، لأنها
أهملت عنصر معين زي مثلًا مشت في طريق مكشوف للطيور، للمخاطر.
عاوز تقول أي يا عم عزالدين! أقولك الموضوع هنا بيتكلم على عنصر الوقت، والمعلومات
اللي عندك، يعني سمعت مثلًا إن كارفور عامل خصومات يوم الأحد، اللي هو النهاردة
مثلًا، وأنت عاوز تشتري حاجة معينة من هناك وغالية، بس معندكش معلومات كتير عن سعر
الحاجة دي..
انت كدا بيتمارس عليك شرطين المفروض يحصلوا، الأول إنك تروح ومش خسران حاجة،
التاني إنك هتشتري، لأنك كدا كدا عاوز تجيب الحاجة دي.. فقولت هروح واستفسر ومش
هخسر حاجة، روحت هناك وبكام يا حج بفلوس يبني، مش غالية يا حج! لا يبني مش غالية
وروح اسأل في أي حتة.. بس خد بالك دي آخر قطعة في الخصومات... هوووووب استوب هنا.
هو كدا حصرك في عنصرين، عنصر الوقت وعنصر المعرفة، إزاي؟
الراجل اللي واقف قدامك بما إنه بياع شاطر فلسانه حلو، وكمان معلومات لسانه بيبنلك
إنه خبير وفاهم وواثق من نفسه كمان، ومع ذلك مفيش مانع إنك تروح تسأل، تفتكر
ساعتها إن دا آخر يوم في الخصومات أصلًا، ودي كمان آخر قطعة، فنسبة إنك تشتريها
أكبر في حالة هتاخدها عن جهل وإنت وحظك، هنا بقا إنت الدودة، معندكش معرفة بالطريق من ناحية، والوقت مش مناسب ليك من
ناحية تانية.. المثال دا أتحط في مكان نضيف فشايف إن مش هتفرق اوي بالظروف اللي
أنا حطيتك فيها، بس تخيل الموضوع دا في حاجة مستعملة أو مواقف تانية كتير
اللي انت وقعت فيه استراتيجية من أربع خطوات.
الخطوة الأولى هي البنية الأساسية، وهو أنك تروحله
الخطوة التانية، إنك تعرف كويس جدًا إن الوقت بيضيع منك
الخطوة التالتة ودي مهمة جدًا إن اللي بيضحك عليك فاهم كويس أي اللي بيقولو خبرته
واسعة في الحاجة اللي بيتكلم فيها فتحس إنك وقعت في أيد خبير.
الخطوة الرابعة والأخيرة بتحطك في توتر رهيب، إللي هي، بيعرض عليك كذا حاجة
ويطلعلك كام عيب صغنن ويأكدلك إن الجهاز او الحاجة اللي هتشتريها دي هي المثالية
جدًا، فتبقى محتار، الجهاز حلو أوي في عنيك، بس غالي شويتين، أنت خايف تخسره،
وخايف يتنصب عليك. فقولت هدافع عن نفسي
الجهاز بكام يسطا؟
الجهاز ب 20
هاخده ب10
لحد دلوقت، إنت خدت خطوة حلو اوي في الدفاع عن نفس بس بما إنك وصلت لهنا، فأنت
وقعت في الفخ خلاص وهتشتري، هتفاصل معاه هيديك سعر أقل شوية هتفاصل أكتر هيعملك
شوية عروض ومن الأرض طحينة، وفي نفس الوقت هيقولك كان في واحد هيشتريه أمبارح ب 45
وأحنا مبيعنهوش لأن السعر كان رخيص، والنهاردة خصومات متنساش، فلو راح على كدا،
هيرجع لسعره الطبيعي، زاد توترك أكتر، وأشتريته ب 17 وهو سعره أصلًا ب 5 بس.. أضحك
عليك يا معلم.
وفي سيناريو تاني لو اعتبار أن دا مش اوكازيون وان دي عربية غالية ووصلت للمرحلة
الرابعة وقولت هروح أفكر وأرن عليك، طبعًا هو أقنعك إن دي أفضل حاجة مناسبة ليك،
روحت فكرت قلبت الموضوع روحت خدت فلوسك وقولت هشتري، هووووب إنت كدا وقعت في كارثة
أكبر، لي؟
هيقولك إن الناس جات اشترت العربية بدل من 40 ل 45، بس لو جيت بكرا ممكن الاقيلك
حاجة أحسن عدي عليا ومش هتخسر حاجة.. أنت شعرت بلأحباط وقد أي أنت كنت غبي لما
ضيعت الفرصة دي من أيدك..
جيت تاني يوم لقيت العربية اللي كنت هتشتريها امبارح ب 35، والراجل قالك ان الناس
حصل معهم ظروف وللأسف الماديات قصرت سيكا فقالوا مش هنشتريها دلوقت واحتمال
الأسبوع الجي بالكتير يكون كملوا فلوسها وهنتشري، فتقوم أنت متحمس وشريها ب 45 قبل
ما تضيع منك تاني.. ومبروك يمعلم أنت وقعت في واحده من أرخص وأعظم أسلوب الخداع..
الأخبار الكويسة إن الراجل دا مغفل قبلك كتير، وكلنا أتغفلنا؟ بس لي بيحصل كدا؟
واي تفسير الموضوع دا، ودي هتكون المقال الجاية والأخيرة في فن الخداع
#الكاتب_الرمادي