فن الخداع ج1 - الكاتب الرمادي

 بما إني قاعد بذاكر ومن طبيعة العقل البشري أنه يتهرب من المسؤوليات اللي عليه بأنه يتمرقع شويتين تلاته، وأنا حاليًا في حالة مرقعة فقولت أرغي معاكم شوية كالعادة.

ورغي المرة دي هتكون عن حاجة أساسية وجزء لا يتجزء من طبيعة الإنسان البشري، بيتولد ويموت وهو بيدور عليه.. شايفك وأنت بتقول النسوان، بقول الجنس البشري مش الكائن الذكري يا سيمب.. ركز، مش الكراش يا حجة برضوا علشان متفرحيش أوي.. أنا بتكلم هنا على قدرة الإقناع، وبما إني شخص مولع بعلم النفس فأنا هتكلم عن أحد أول أهم الطرق اللي بتُستَخدم في الأقناع، سيبك بقا من شوية العياط والشحتفه اللي بتعمليهم دول علشان دول مش هياكلوا غير مع أرنوبك تمام!

قبل ما ابدأ حابب آخد أقتباس سريع صغنون كدا من الحج "ديف لانكي" صاحب كتاب "الإقناع".

اللي قال فيه "اتركني مفلسًا أو عاريًا في أي مدينة في أمريكا، وبنهاية اليوم سيصبح لدي ثياب وطعام وسكن وطريقة لكسب الدخل، وأتباع ومال كافٍ في جيبي للبدء من جديد. لماذا؟

لأني أعرف كيف أقنع الناس تمامًا بفعل ما أحتاجهم فعله من أجل تحقيق أهدافنا جميعًا"

الراجل دا بيقولك بالبلدي انه جامد زوحليقة علشان بيعرف يقنع الناس، أنا جي اقولك على واحدة من الطرق اللي بتخليك جامد زوحليقة وتروح تتزحلق معاه وتاخد دوره كمان وتتزحلق لوحدك.

عزيزي الشخص الجامد اللي متابع الأكونت الأجمد من جمدانك أول الطرق دي هو "التلاعب" وخيط صغير جدًا بين التلاعب والأقناع، إلا إن التلاعب هو أحد طرق الأقناع، إلا إنه عامل زي الكذب كدا، عمره صغير، فمينفعش ييجي لوحده، هو هيقنع مؤقتًا بس، وبعدها الشخص يفوق ويهنيئًا لك.

وبما إني هتكلم عن التلاعب فأنا لازم أقتبسلك من الدكتورة "جويس براذرز"... أبوها أسمه كدا ومتسرحش بخيالك كتير...

نكمل كلامنا الولية دي قالت " يأتي الحب عندما يتوقف التلاعب بالمشاعر، عندما تفكر في الطرف الآخر أكثر مما تفكر في ردة فعله تجاهك، عندما تجرؤ على الكشف عن نفسك بالكامل، عندما تجرؤ أن تكون ضعيفًا" يعني متكونش عيل هفأ وتفهم البنت بتاعتك على أنك الأندرتيكر الروحي، أو مش لاقي تاكل وتقولها أنك لسه مولع في لمبورجيني علشان كنت زهقان..

ومن هنا اقتبس من فلسفتي في الحياة "العيب اللي تتكسف منه، أو تخاف تعمله قدام الناس، بلاش تعمله أحسن"

تعالى الأول نقول أي الفرق بين التلاعب والأقناع.

التلاعب يا أبو الصحاب هو عبارة عن خدعة، إنسان بيخدعك وبيضحك عليك علشان يحقق مصلحة شخصية، تغير جملة تلعب بمصطلح، المهم ان المستفيد هو الشخص اللي هيضحك عليك، وهيكون بشكل مؤقت، يعني هيضحك عليك وتروح تقلب الموضوع في دماغك هووووب أتكتشفت أنك كنت مغفل قد الدنيا.

الأقناع بقا، دي حاجة تانية خالص، ودي لازم تكون عند الفلاسفة والسياسيين خاصةً وباقي المجتمع بشكل عام، الأقناع هو اني بحثك أو بوجهك على تبني وجة نظر معينة أو فكرة معينة ممكن تتمسك بيها مدام محدش أقنعك بالعكس، إلى الأبد، ببنيلك فكر أو وجهة نظر ثابته تدافع عنها بروحك، ودي ممكن تيجي عن طريق النقاش بالمنطق، أو بالعاطفة، وبتنتهي بأتحاد الطرفين على وجهة نظر معينة.

وطبعًا من الحاجات الأساسية في التلاعب، هو ان الشخص المخادع دا بيركز على الوصول لمصلحة غير مبالي للنتايج اللي هيحصل عليها ودا بيحصل أنه ممكن يلعب بالكلام فيبان بمنظور واحد أو أنه ميقولكش كل حاجة يخفي شوية تفاصيل صغننة كدا، علشان كدا لازم لما تسمع حاجة تسمعها من ألف لسان، بحيث كل اللي عنده تفصيله يرميها ومتقعش في الفخ دا بسرعة

في نوع من التلاعب، اسمه استراتيجية الأختيار. يعني هخليك تختار اللي أنا عاوزو بس بمزاجك أنت. والعنصر دا فعال قوي مع العيال الصغيرة، يعني:

عندك عيل صغير وعايز تيدله 2 جنيه من أصل عشره، وفي نفس الوقت هو عاوز خمسه جنيه كامله أو هيعيط ويقرفك، مبتستناش يطلب مثلًا بتنديله وتقوله: بص خد العشرة جنيه دي فكها من عند البقال، وقدامك حل من الأتنين يتاخد 2 جنيه، أو تاخد جنيه وتحط في الحصالة جنيه.

طبعًا هو هياخد الأثنين جنيه راضي جدًا وهينسى حوار الخمسة جنية اللي كان طمعان فيها (مثلًا، على أعتبار إن الطفل مش مصري، لأنه لو مصري هيصرف العشرة جنيه كلها وييجي يقولك ضاعت)

دا كان مثال، ولأني حاسس إني طولت عليك سيكا، هكملك المقال دا في المرقعة الجاية، في إني أقولك أزاي تخدع أي شخص عن طريق الكلام، هما عبارة عن 10 وسائل بيتم تمرسهم عليك بشكل دوروي من البياعين والمنتجين والسياسين...ألخ وحتى وانت مصحصح بتلبس فيها وبتمشي فرحان زي العبيط

سلام

#الكاتب_الرمادي


الكاتب الرمادي

إن لم ترى نفسك في عيون الآخرين فأعلم أنك لم ترى نفسك مطلقًا وأن عقلك يخدعك عن ما تعرفه عنك لا محالة.. فلم نخلق لنرى ما بداخلنا بل لننظر داخل الآخرين..

إرسال تعليق

أحدث أقدم