المسخ ذو الوجه البريء

كانت ليلةً صافية تداعبها نسمات الهواء الجميلة، يقود الزوج سيارته، معه زوجته وبنتًا وابنًا صغيرًا، كانوا يضحكون بقوة وسرور احتفالًا بترقية جديدة للأب في عمله.. كل شيء بخير، فجأة صرخة قبل اصطدام بحافلة، أخذهم القدر أجمع وترك الطفل يعاني بجوار أخته.. جميع الأقارب.. مهلًا، مهلًا، لحظة.. فاصل.. عيد.. أكشن.

 جميع الأصدقاء حزانًا يبكي البعض ويكتفي الآخر بالتعبير عن أسفه، وفي العلن أخ يبكي بحرقه وبداخله تتراقص كل أعضاءه فرحًا، قتله أخيه الوحيد من أجل منزل ولقبني بعدها بالمسخ.. لا يهم... 

ترعرعتُ كصغير في الملجأ بعد افتراء زوجة عمي عليَّ لطردي من منزلي الشرعي وارتدت ثوب البراءة ثم نعتتني بالمسخ.. ولم أهتم

على صعيد آخر زوجة قتلت زوجها وزوج خان زوجته وأطفالًا تحت الأرصفة لا يدري أحد عنهم، البعض يتاجر بأعضائهم والآخر يعتدي عليهم، كلٌ يُشبع غريزته بطريقته، سجن محاكمة، والحكم براءة في محاكم الأرض، مُعدمون من محاكم القلب ومحاكم الرب تنتظر دورها بجحيم أسوء من اعدام.. يفعلون كل شيء وأنا البريء هنا المسخ. 

لا يهم، أمور بشر، سأهتم بأموري الشخصية فقط

حرمان من الطعام في الملجئ، قسوة في المعاملة من المُربية، واعتداءات جنسية من زوجها، مارسوا شتى أنواع العذاب عليَّ أنا الطفل، وحين حان دوري بكوا اشتكوا، ولقبوني بالمسخ، ولم أهتم.

تعلمت كل شيء ومارسته عليهم سرًا وعلانيةً فقتهم تمثيلًا في دور البريء

في منتصف مغامرتي، اسرة مختلفة عن الجميع تمامًا تُسمى "ميدنس" جمعيات خيرية كثيرة ومستشفياتٍ أكثر، هذا كل شيء، لكن كل شيء أمام العامة، ما يحدث في الخفاء لا يمكن وصفه

لا تفهم شيء بعد أليس كذلك.. كانوا سَحرةً مُختلين، يُدمنون طعم الدماء، علموني في صغري ما لم يتعلموه الكبار، كان عمري 18 حولًا حين أدمنتُ الأذى نفسي، زنى، قتل، سحر، عذاب جسدي، خمر، وصدقوني كُنت مع كل صرخةُ ضحية أتلذذ، هذا في صِغري وحين أشتد عودي أكثر، صدقوني لا يمكن الوصف، ولكني لم أرحم.

راحة بالنا وسكينتنا كانت فِي سماع صرخات الضحايا، وهي تقطع اوصالهم ونحن نجرّبُ عليهم أساليب تعذيب لم يقم بها رهبان العصور الوسطى، ولا حتى فلاد الثالث.. ذاك المشهور بمصاص الدماء "دراكولا".

كان كل شيء بخير، نعم فقد كان هذا هو الخير لنا، حتى تعرفت عليها يومًا ما كنت بريئةً جدًا، قامت بتغييري دون أن أدري، فحملت على عاتقي أنهي كل ما بدأته عائلتي.. لكن السؤال هل يُمكن لواحد مثلي أن يحارب جيوشًا الجن والأنس وحده وينتصر؟

ليست كل النهايات سعيدة ولا التوبة بعد ذنب في حق مخلوق بسيطة، كل شيء بمقابل، أما ما دفعته، كان أشد من الحرب التي خضتها وانتهت بلعنة أطلقتها على العالم أجمع، لعنة أشد غلظة وتجبرًا وقوةً من عائلتي عائلة "ميدنس" وكان من المفترض على عاتقي أن أبحث حينها عن ولي العهد الذي سيحمل راية القضاء على تلك اللعنة نهائيًا من بعدي، فيا من تقرأ هذه السطور أرجو أن تتوخى الحذر قبل أن تصيبك أيضًا، وإن كنتَ مؤهلًا فمن فضلك أقضي عليها.

نشرتُ مذكراتي كاملة على هيئة رواية تم أطلاقها هذا العام في معرض القاهرة الدولي بعنوان "المسخ ذو الوجه البريء" سأنتظرك هناك، وسأنتظر المنقذ الجديد، سأنتظرك يا صديق

مكان تواجدها في معرض الكتاب: صالة 1 جناح A52 تبع دار الأحمد

سعرها 50

لطلب الرواية عن طريق البريد تواصل معي على الرقم التالي 01096211740

#رواية_المسخ_ذو_الوجه_البريء

#معرض_القاهرة_للكتاب

#معرض_الكتاب_2021


#الكاتب_الرمادي

الكاتب الرمادي

إن لم ترى نفسك في عيون الآخرين فأعلم أنك لم ترى نفسك مطلقًا وأن عقلك يخدعك عن ما تعرفه عنك لا محالة.. فلم نخلق لنرى ما بداخلنا بل لننظر داخل الآخرين..

إرسال تعليق

أحدث أقدم