انفصام 1 "اعذريني أمي"

اعذريني إمي ، أعتذر لك عن كل شئ قام به شخصي الآخر ، أعلم أنه آذاكِ كثيراً كما آذاني ، و أذى من حولي أخوتي و أخواتب أصدقائي و أحبائي ، لكن ، ماذا أفعل ، انتِ تعلمين لا يمكنني التحكم به ، و أنتِ أيضاً ملامة أمي ، كيف لم تستطيع التفرقة بيننا ، رغم عدم وجود تشابه فكري على الإطلاق ، أنتِ تعرفينني ما شأني بالكون و سواد الأيام ، عقدة الماسونية و عشق الظلام ، أنتِ تعرفينني جيداً لا أنام إلا و الأضواء مفتوحة ، خشية من الأشباح الوهمية من حولي ، أخشى حتى من الأحلام ، منذ متى و أنا أعشق الظلام ، من المفترض أن تلاحظي الفرق ، منذ متى و أنا أهتم بتلك الأشياء التي تفوقني حجما عشق الأحزان ، وجود الآلة ، مقارنة الأديان ،هذا ليس أنا ، أنا ، أنا مجرد شخص يريد العيش بهدوء ، لكن دائماً ما يصدر ذلك الصوت اللعين في رأسي ليعكر صفو حياتي قائلاً " ستهلك لا محالة بسبب أفعالك ، الكون هنا لا يتسع للأنقياء أمثالك ، إما أن تصبح مثلهم ، أو أنك عدوا لهم ، أنت هنا في حرب بدون سلاح ، إن لم تتشبه بهم أو كنت أقوى منهم ، إذا دمك مستباح" و ثم فجأة أشعر بدوار غريب ، و عيناي تغمض فجأة و أجد نفسي أفعل ما لا أطيقه بكم ، لكن ما ذنبي ، أنتم من تسمحون له بفعل ذلك ،

 بأفعالكم السخيفة و تعليقاتكم التفاهة و كثرة انتقادي اللعنة عليكم ، أنتم مجموعة أغبياء 

 لا أنا أسف لم أقصد قول ذلك ، في الحقيقة ليس أنا من قالها ، بل ما في رأسي من وباء.

و أريدكم أن تعلموا ، أني بسببكم أصارع نفسي كل يوم و كل ليلة ساعة دقيقة كل ثانية ، مع كل دقة عقرب ساعة يحدث صراع ، أصبحت كحيوان بري يصارع قطيع من السباع ، فهل سأفوز ؟

أصارع نفسي كل يوم من أجل أن أغتنم نفسي لكن فوزي فكرياً لا يجوز ، فكيف لي أن أفوز ؟

أنتِ تعرفينني أمي تعرفين أني ضعيف ، ضعيف كـ مال قوم لا يمكنهم شراء رغيف ، فكيف لي صده رغم أني حاولت ، أقسم لكِ أني حاولت كثيرا و مجدداً و جديداً و جدياً ، أصبحت الأيام تمر متتالية و لا أزال أصارع نفسي نفسياً و فكرياً ، أنظري سأريك مثال صغير مثلاً ، مثال صغير !. فقط سأقول جملة و سترين ان كل من بداخلي سيطير، اما غاضبا و يصبح الامر عسير ، و اما سيعتبر الأمر طبيعي و يترك الأمور تسير .

الحب يجعلني أملك ما لا أملك 

 الحب كذب في كذب ، لا الحب شعور جميل لا يمكن وصفه ، كفاك انت انكاراً و كذب

نعم بالطبع كمن كاد يموت عطشاً في منتصف المحيط و أسقط آخر ما ليده من ماء عذب 

 لا إنه جنة على الأرض 

بل هو أبواب الجنة لمدخل الجحيم 

 كلا أنت مخطئ أيها اللعين ،

 ماذا تعرف أنت عن النعيم 

 الحب علاقة لن يفهمها أمثالك ، فقط يفهمها الأنقياء و المؤمنين 

 ههههههههههههههه الحب ذاك الهراء الكذب في الكذب نكته تتكرر منذ ملايين السنوات 

 بل حقيقة تحققت مليارات المرات 

حقيقة تعذيب من وقع فيه أليس كذلك ما العشاق إلا قومة ملاعين  بل هم كمن في الجنة خالدين .

جنة أي جنة تركتك عدة أيام واقع في الحب ، وجدتك فقدت قلبك ، و تتبرع بدمائك لكل من هب و دب ، بسبب ذاك الهراء ،الكذب في الكذب ، ذلك الجحيم الملتهب .

أنت قصير المدى لا ترى ما أرى 

 أنا مجهول بالنسبة لك ، أنا أرى ما ترى ، و ما لا ترى أنت ، أنت هو قصير المدى .

أنت شيطان لا تعرف غير الشر ، و هم حمقى يخشونك ، لأنك مجهول ، حسب ما يرونك ، و لا يوجد مني مفر .

بل أنا عالم من المجاهيل يا تافه ، و انت لا يمكنك أن تحيا من دوني ، كما لا يمكنني أسعد بدونك 

 أنت شيطان و الخبث و السوء لك عمل حر 

 أنظروا من يتحدث البشر هم من صنعوا الخبث ، البشر أساس الشر ، أما أنا فمتطور ما تدرسونه في مدارس بيئتكم ، صدقني عالم السفلي أجمع ليس بسوء نصفكم .

ابتعد عني أيها الصوت اللعين ، الم تجد غير لتضاجع أفكاره  و ما أنا إلا مسالم من الخاضعين ، 

أعجبتني براءتك أيها المسكين ، أنا لستُ صوتاً ، أنا النخاع ، بدوني أنت كعبد تُشترى و تُباع ، من بشر لم يعرفوا في دنياهم سوى الصراع ، اذهب الآن لوكرك و دع هذا الجسد كله لي ، وكري أنت هنا في شظايا عالمي ، أنت مجرد أحمق يصدر صوت في رأسي .

اهدأ يا صغير و أشرب بعض من كأس صنعته أنت بنفسك بطعم مرير ، اشرب من ذاك الكأس ، صنع من شريط حياتك المملؤة باليأس ، و قد حان وقت قطع شجرته ، تفضل ، إليك الفأس .

ماذا يحدث لي ، توقف ، هذا ليس أنا ، لن أسمح لك بفعل ذلك ، مهلاً هؤلاء أصدقائي لا تتحدث معهم هكذا ، حسناً هذه أمي توقف اخفض صوتك و أنت تحدثها ، لا حبيبتي لم أقصد ما قاله ، ماذا فعلت أيها اللعين 

صنعت منك سيد لهؤلاء المتعجرفين ، لا مكان للخضوع اليوم ، أنقذتك من الغرق و علمتك العوم ، ماذا تريد أكثر من ذلك استنهب ؟!،

 لا أريد شيء سوى أن تذهب 

 ماذا أنظر لما فعلته لك ، أصبحت تسير بينهم كأسد يزأر 

 انا لست لعين كما قلت ، أنت هو اللعين ، أما أنا حررتك أيها السجين .

هل لي منك بطلب ، بالطبع أطلب ما تشاء ، لكن كف عن الغباء ، لا تطلب مني الاعتذار ، فلن يحدث و لو نطقت السماء الجبال الأرض البحار أو الأنهار ، فقط أعتذر لأمنا ، على الأقل ، تفضل و لا تأمرني بفعلها مجدداً.

أعذريني أمي كما ترين الأمر ليس بيدي ، هذا لم يكن أنا ، و لكن مع الآخرين سيكون أنا ، هم يستحقون ذلك يا أمي ، لقد كان محق ، كان محق ذلك اللعين ، ما أنا إلا مسالم مسكين ، فسامحيني أمي ، لكني مللت التبرع بدمي ، أصبحت هزيل من كثرة التحمل ، فلم يكن هناك من يسمع همي ، فبدلت همي بـ سُمي ، و أصبحت أبسه في كل من أذاني أو سخر يوماً مني

#عزالدين_مجدي​

#الكاتب_الرمادي​

#إعذريني_أمي​

الكاتب الرمادي

إن لم ترى نفسك في عيون الآخرين فأعلم أنك لم ترى نفسك مطلقًا وأن عقلك يخدعك عن ما تعرفه عنك لا محالة.. فلم نخلق لنرى ما بداخلنا بل لننظر داخل الآخرين..

إرسال تعليق

أحدث أقدم