المسخ ذو الوجه البريء| الفصل الثاني

 أنا أعلم القوانين ومراسم الإعدام جيدًا، وقد حضرت الكثير منها، كلها مثل ما رأيت بالحلم، الشيء الوحيد الغريب وغير الموجود هو ذاك الهتاف، نحن لا نهتف عند ساحة الإعدام، بل نردد مراسيم الموت التي تتمحور كلها حول تمجيد الأب الأعظم، ذاك المَدعو "لوسيفر".

استفقت من ذاك الحلم والمسامات فِي جلدي ينابيع مياه مالحة، غير أن قلبي كان وكأنه عدّاء يهرب من الموت، نظرت حولي لأكتشف أني غفوت فِي مكتبة منزلي، نظرت فِي الساعة فأعلنت عقاربها أنها ستدق الثالثة صباحًا بعد... لقد أعلنت أنها الثالثة حينها، لا يهم.

ضغطتُ المفتاح لإشعال المصباح المعلق ذا اللون الأصفر، كما ترون المكان منظم بشكل مريع، بغض النظر عن تلك الدماء على الحائط، لا تلقوا لها بالًا... أعتذر سأذهب لآخذ حمام سريع وأعود لكم.

(دخلتُ الحمام لأخذ حمامًا سريعًا، لأُفاجَئ بثعبانَيْ كبرى بجانب البانيو، وكنت قد بدأت الصراخ بدوري فِي سب ولعن أخي الصغير؛ الذي يترك هذه الأشياء فِي كل مكان بهذا الشكل، رغم أني حذرته مئات المرات.. ما إن ينهي اللعب بهم، يضعهم فِي مكانهم مرة أخرى.

  بينما تركت لساني فِي الانطلاق ليختار مِن الألفاظ ما يشاء، إذ بثعبانَي كبرى تحولتا لفتاتين فاتنتين بشكل ملهب، مارسلين وكريستينا، نعم مارسلين من أتت ببالك، إن كنت قد قرأت مذكرات صديقي القديم زاهر.

ربما حان الوقت لكشف أحد الألغاز، فمارسلين هي خادمتي المطيعة، وقد كانت تلازم زاهر قبل أن يفعل ما فعل، لقد كان صديقي العزيز، كان المفضل حقًا، حتى أني لا أعلم ما حدث، لكني موقنٌ أني لم أظلمه؛ فقد نال جزاء فعلته، كيف يجرؤ على خيانتي بهذا الشكل الغريب، وأعتذر أني لن أكتب ما فعله الآن، وربما أبدًا؛ فحين يبوح قلمي بِمَا ومَن أذاني، فليعلم الجميع أن الوقت قد حان لأشن حربًا كاملة على كل من نظر لي نظرة فِي غير محلها.

تحدثت مارسلين: أعتذر عن وجودي المفاجئ سيدي، لكننا أتينا لإخبارك أن زاهر قد قُضي أمره كما أمرت.

كريستينا: عبد الرحمن فِي كارثة بماذا تأمرني؟

أنا: ساعديه بكل ما أوتيتي من قوة، وقته لم يحن بعد، أما بالنسبة لك مارسلين فلا أوامر، وشكرًا على إتمام عملك، سأقدم قربانك الليلة.. يمكنكما الذهاب.

 أمرك سيدي.

مارسلين: لا أفعل ذلك لأنه أمر، أنا أفعل ما تطلب لأنك طلبته.

- تعلمين ردي على كلماتك، حاولنا بكل الطرق، لكن قوانين عالمك صارمة.

على الأقل نحن أصدقاء!

- وأنا فخور بذلك.

 سأذهب الآن، لدي بعض الأعمال.

- إلى اللقاء.

.......

(خرج من الحمام.. دخل غرفة نومه، لتقع عيناه على صورة معلقة تجمع بينه وبين أصدقاءه الأربعة كانوا "عبد الرحمن، زاهر، وشخصين آخرين" كان قد وضع ستارًا على صورتهم، أو بصيغة أُخرى على الجدار بما يحمل من صور، وسلّط الضوء على هاتين الصورتين فقط(

ما أن رآهم حتى اغرورقت عيناه وهو يردد " أنتم من فعلتم هذا بأنفسكم، أنتم من فعلتم هذا، كنا أكثر من إخوة، لمَ غدرتم بي، لمَ جعلتموني أندم هذا الندم!

سامحوني على ما سأفعله، لكن ما ذنبي؟ كلٌ مخير للدرب الذي سيسلكه.. وأنتم سلكتم درب.... تعادون فيه عودكم، ظهركم وسندكم، أنا، لِمَ؟ لِمَ سحقتم ما بنيناه أحوالًا، فِي دقائق؟ حطمتم كل عام وكل سنة، فقط عذركم أنكم لا تعلمون الحقائق، حسنًا سأخبركم بها، من الآن وصاعدًا، اللعبة أنا صانعها والقوانين أغيرها بما يليق بموقفي..

ولا أحد من الحمقى بداخلي يلومني بحق اللعنة؛ فقد ضغطوا على الجرح كثيرًا وقلبي كان أكبر، لكن الوضع زاد عن الحد دون سبب مُفسر.

(بينما يلوم صورة أصدقاءه، غرَّد هاتفه.. لبى نداءها دون النظر في الهاتف؛ فتلك الرنة مخصصة لعزيزته "إسراء")

-آلو

آلو

-مجتش الحفلة امبارح ليه؟

(سؤال جيد وصفعة قوية للماضي، شاشة عرض ومؤقت لتاريخ حياتي، عودة للوراء 7 ساعات، فِي تمام الثالثة صباحًا، ضُبِط الزمن... ضربة زر... ابدأ العرض...

 اختُرِقت كاميرات مراقبة إحدى المصانع، وبكود برمجي صغير للوحة التحكم الأم، توقَّف كل ما يتعلق بالكهرباء (زر الإنذار، الكاميرات، الأجهزة وكل شيء).

أحد عمّال المصنع وديمون يقيده فِي أحد الآلات بشكل مؤقت، وصرخات توسل من ذاك العامل قائلًا: اقتلني بالله عليك، طب فكني وأنا هقتل نفسي والله، وبأي موتة إنت عاوزها هحرقلك نفسي دلوقت، هات بنزين وولع فيا إنتَ لو عاوز، بس ارحمني...

ديمون: كان نفسي أرحمك والله، بس آخر ذرة رحمة فِي قلبي راحت مع "مريم" فاكرها، طب فاكر اللي عملته!

والله ما كنت أعرف أنها أختك، والله العظيم ما كنت أعرف.. زاهر هو اللي قالي وهددني إني لو منفذتش هينشر الفيديوهات والحاجات اللي معاه.. وعرض بنتي كان هيقع فِي الأرض، ومنه عرضنا كلنا، بس والله ما كنت أعرف أنها أختك حتى هو اللي دفنها بنفسه أنا لو...

- زاهر خاد جزاته، بالنسبة ليك بقا أنا مش هقتلك، أنا هلعب معاك لعبة، كل ما كانت صحتك كويسة وفيك طاقة تعيش، هتعيش، تعبت وجسمك مقدرش يكمل يبقا عمرك خلص، نبدأ بقا بتقليع الأظافر ولا سلخ الجلد؟)

- ألو يابني

(أُغلِق تيار الماضي؛ ليعود للحاضر مجددًا على صوتها)

 = آلو

- رحت فين 

= سرحت شوية... مجتش امبارح عشان كان عندي شوية شغل وحاجات كتير كدا، مقدرتش آجي بسببها والله.. أنا آسف

- شغلك أهم من حفلة عيد ميلادي! وكنت سرحان فِي إيه بقا وأنا بكلمك إن شاء الله؟

= مش شغلي أهم طبعًا، بس كنت آجي الحفلة، ولا أساعد الناس بتوع الملجأ والست اللي كنتِ قايلة عليها دي؟

- إيه دا إنت كنت مركز لما كنت بتكلم ساعتها!

(فلاش باك

كان ينظر لكاميرات المراقبة الموجودة في إحدى الشوارع؛ ليجري حساباته كاملة كالعادة فلديه عمل فِي تلك المنطقة بعد مدة

إسراء: الست دي هنا من مدة طويلة، وقاعدة نفس القعدة كدا تحت العريش دا، يعني لو المطرة مطرت فِي يوم ممكن تموت من البرد ولا حاجة، إنت يا زفت؟

- إيه

= أنت جايبني نخرج هنا علشان تقعد تتلفت حواليك كدا؟

- يا قلبي والله إنتِ عارفة إن الفترة دي الدنيا مش موزونة معايا شويتين، وبعدين أنا سامعك.

= أنا والله عارفة، بس مش كل خروجة تفضل ماشي مقلق كدا، قولتلك متخفش عليا صح! كلها أقدار، وأنت ملكش دخل فِي موت أختك علشان تشيل ذنبه وتعيش تلوم نفسك كدا على طول، وبعدين ليه الكذب بقى ها؟ ليه الكذب يا خنزير!

- كذبت فِي إيه؟

= فِي إنك بتقول إنك كنت سامعني، وإنت مكنتش هنا خالص اصلًا

- بس أنا كنت سامعك فعلًا

= طب أنا كنت بقول إيه؟ ووالله لو ما عرفت لأنكد عليك بس، أنا من زمان منكدتش عليك ونفسي أنكد مرة بقى علشان أنت تستاهل

- كنتي بتقولي...

وقاطع كلماته رؤيته لأحد ألد أعداءه ينظر له مِن بعيد، وكان يأشر لأحدهم على إسراء...

= تعالي كدا بسرعة

- فِي إيه؟

= بسرعة اركبي العربية ومتسأليش)

......

باك

= حد يكون بيحب القمر دا وميركزش مع كلامه!

- والله! قول اللي تقوله هنكد عليك برضوا مليش دعوة، كنت سرحان فِي إيه بقا؟

= طب ولو قولتلك عاملك مفاجأة النهاردة نفسك فيها من زمان؟

- بجد!! إيه هي ها، ها، ها؟

= هتوصل على الساعة سابعة كدا.

- طب قول إيه هي متخلكش رخم بقا؟

= متبقاش مفاجأة ساعتها.

- ولا متوهنيش فِي الكلام كنت سرحان فِي إيه؟

= مش سامعك الشبكة قطعت

- أقسم بالله لو مردتش لأخبطك بوز ينكد عليك أسبوع كامل وأنت حر بقا

= سرحت فِي المفاجأة بس مش أكتر، متعرفيش حرفيًا هتكوني فرحانة بيها قد إيه يا إسراء

- هعمل مصدقة لما أشوف أخرتها معاك.

= أخرتها خير إن شاء الله، المهم سلام دلوقت علشان رايح الشغل.

- ألف سلامة يروحي، بَحبك

= بعقشك.

...........

(أغلق الخط مبتسمًا بعض الشيء، وبداخله جزء صغير يلومه على كذبته، نعم هو حضر لها مفاجأة عظيمة لكن ليس هذا ما كان يفكر به، ويزيد على ذلك أنه يريد أن ينتهي من عمله ذاك من أجلها على الأقل.

دخل غرفته.. أخرج قميصًا أسود وبنطالًا أسود كذلك، وأخرج حقيبته ليضع بها بعضًا من أسلحته، وجاكت أسود وقناعه الخاص.. كان على شكل جمجمة تصل نصف الوجه والنصف الآخر من القناع طفل ذو ملامح بريئة، أذكر أنه كان هناك دمعة على عينه.

فِي بداية الأمر.. عندما صمم ذاك القناع كان يقصد أن نصف الجمجمة هو ما ستصبح عليه الضحية بعد ملاقاته "هيكل عظمي" أما الطفل، فكان يقصد به أن هذه هي حالة الضحية بعد أن تراه مباشرة، كان بريئًا حين صممه، كان مراهقًا، وربما طفلًا... لم يكن يعلم أن هذا القناع سيمثله تمامًا.

أغلق الحقيبة وأخذها، نزل ليركب سيارته، وذهب لشركته الخاصة شركة ""TFIB)) شركة تصنيع سيارات من نوع خاص، لا يشتريها إلا الطبقة الراقية حقًا، وليس الكثير منهم حتى.

وضع حقيبته تحت المكتب.. فحص السلاح أسفل مكتبه.. ضغط الزر لتدخل مارسلين لتخبره بتقارير العملاء والموظفين وكل شيء، وبالطبع لتخبره آخر الإحداثيات من حيث المنافسين وأسرار شركاتهم، شكرها وجعلها تخرج.

مضى اليوم بشكل طبيعي حتى دقت الساعة الرابعة عصرًا، فخرج وذهب ليأخذ قسطًا من الراحة، وليخفف عن قلبه بعض الشيء.

.............

إسلام: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سارة: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

- عاملة إيه. 

= الحمد لله تمام المهم أخبارك إنت؟

- سمعت صوتك هحتاج إيه أكتر من كدا؟

= احم...إحنا قولنا إيه؟ 

- نلتزم بضوابط الخطوبة حاضر... سلام بقا دلوقت علشان رايح الشغل

= ربنا معاك يا رب... سلام عليكم ورحمة الله وبركاته

- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

...........

كان جالسًا على عرشه المزين بجماجم البشر الحقيقية، وفِي يده كأس مصنوعة مِن عظام البشر، كان يرتشف منه بعض الخمر الممزوج بدماء إحدى القرابين التي قدمها، لتدخل هي عليه؛ لتعكر صفو تلك اللحظة وهي تقول: سمعت عن جريمة المصنع اللي حصلت؟

= العامل اللي لقوه متعذب وميت دا.. اه بصراحة عاش للقاتل عرف يعذبه صح.

- أنت بتهزر؟ وبعدين عامل إيه؟ أنا بتكلم على المدير التنفيذي لشركة الأدوية.

= ما همّا لقوا فِي الدور اللي بعده أعضاء شخص تاني مرمي جوا مكنة من ماكينات المصنع، وكان متعذب برضوا.

فلاش باك

رجل مربوط فِي منتصف الصالة من جميع أطرافه، حيث كل طرف يُسحب فِي خط مستقيم عكس الذي يجاوره، ورجل آخر يقف أمامه بشكل هادئ بزي رسمي أسود اللون، بينما كان المربوط يصرخ ويتوسل نطق الآخر بنبرةٍ هادئةٍ: بص أنا بحب اتمزج وأنا بعمل شغلي؛ فعلشان كدا هكتم صوتك دا، وبما أنك مجاوبتش؛ فأنا هبدأ بالأظافر..

قام بكسر قواطع فمه، تركه يصرخ قليلًا، بينما أخرج أداة من حقيبته مثل خوذة تغطي الرأس كاملةً، وبها فكان يُفتحان ويُغلقان عن طريق مسمار يتم ربطه من الخلف، وتعلق الفكوك فِي أنياب الرأس لفتحه وتوضع بهذا الشكل: عند كل فك شيء يشبه الخيط لكنه متين جدًا، يتم تعليق كل طرف خيط فِي أنياب الضحية ليكوّنا خطين متوازيين بشكل أفقي بداخل الفم، خيط بالأعلى وآخر بالأسفل.

 يُشَد الخيطان عن طريق ملف معلق فِي الخوذة من أطرافها، وبعدها يُربَط المسمار؛ ليقوم بالضغط على تروس طولية فِي الخوذة؛ كي تقوم بفتح فم الضحية رُغمًا.

 تركه هكذا قليلًا بينما كان يغسل يده ويبدل ملابسه حتى لا تتسخ، وعاد بملابس جزار ملطخة بالدماء البشرية، ثم قام بسحب لسانه عن طريق أداة تشبه المِلقط (كماشة) بها مسمار من المنتصف، وحبال مربوطة بيد تلك الآداة.

 ضغط على لسانه بتلك الأداة ليسحبه من فمه، ثم أتى بشفرة حلاقة وقام بتشريح لسان الضحية بشكل طولي دون أن ينفذ من اللسان؛ فقد كانت الشفرة تصل لنصف سمك اللسان فقط.

ربط الأداة فِي مقبض آلة من آلات المصنع لتكون مشدودة (الأداة التي تمسك لسانه) بعد أن أحكم ضغط الآلة لجعلها ممسكةً بلسان الضحية عن طريق اللاصق، وذهب ليشعل موقدًا كان قد وضعه أحد رجال الأمن فِي الأسفل، ربما لصنع الشاي أو ما شابه، ثم أخرج سكين من حقيبته وبدأ بتسخينه حتى جعله أحمر اللون، ثم وضعه على لسان الضحية وهو يقول بنبرةٍ هادئةٍ: "مش عاوزك تنزف كتير".

تركه يستريح قليلًا بينما كان يغير موسيقى البيانو الهادئة التي كان قد شغلها فِي البداية، ليقوم بتشغيل موسيقى بيانو أخرى، لكن تلك المرة النغمات أسرع قليلًا، وضع السكين على النيران ليحمر لونه مجددًا، ثم ذهب لضحيته وقام بقطع لسانه، من الجدير بالذكر أن حرارة السكين كانت تلحم المكان المقطوع بشكل نسبي تأثرًا بالحرارة.

ثم قال بنبرة حماسية وهو يفتح شنطة أخرى بها أدوات مختلفة: "نبدأ بقا الشغل بجد"، فِي بداية الأمر، فكر فِي أن يستخدم منشارًا كهربائيًا لشق ذراعيه وقدميه نصفين بشكل طولي، لكن بعد أن وضع الخطة كاملة، وجد أنها ستكون مملة قليلة؛ فقد رأى أن من الأفضل استخدام أدوات بسيطة تسبب آلامًا شديدة.

فتح حقيبته وقد كانت حقيبة أسلحة بيضاء، ويوجد مع الأسلحة بضعة مسامير وبعض الأسلاك النحاسية، وموصل كهرباء، وماسكة (بنسة) وأداة ماسكة أخرى، لكن هذه المرة ليست أداة متعارف عليها كثيرًا تشبه المِلقط العادي، إلا أنها تختلف فِي كونها رفيعة الفكوك التي كانت بحجم "الدبوس".. لا أعلم كيف أشرح لكم؛ فالأمر معقد قليلًا، لم أهتم يومًا بمسميات الأشياء، وربما هذا خطئي الوحيد فِي هذا الكون.. لا يهم... فِي الحقيقة لم يستخدم كل أدواته حينها.

كان ينوي: خلع أظافره أيدٍ وأرجلٍ على فترات متباعدة بشكل نسبي، بواسطة الأداة التي فشلتُ فِي وصفها، ثم كوي مكانها بالنيران، ومن بعدها غرس المسامير فِي عُقلة أصابعه الأولى، ثم قطعها ونعيد الكرة مع العُقلة الموالية، ثم التي تليها، إلا أنه فِي آخر عقلة، يتم ربط المسامير بأسلاك الكهرباء لخمس ثواني.. ثم فاصل استراحة للضحية ونعود المرحلة الثانية:

سلخ كف اليدين وكوي مكانهم، نعيد الكرّة مع القدمين حتى الركبة، ونعود لقطع أحد الكفوف وسلخ اليد الأخرى حتى المرفق، ونعكس الوضع مع اليد الأخرى.. فاصل استراحة للضحية، والمرحلة الثالثة:

نعود لغرز مسمار فِي أحد العينين، ثم تركه قليلًا وبعدها، قطع الأذن فِي الجهة المقابلة مِن العين، وإزالة قطع مِن مُقدمة أنفه بعد أن يهدأ مجددًا.. فاصل استراحة للضحية، ثم المرحلة الرابعة:

سلخ جلد الرأس دون الوجه.. فاصل استراحة للضحية والمرحلة ما قبل الأخيرة:

شق البطن واستخراج بعض الأعضاء غير المميت خلعها كالكبد مثلًا... فاصل استراحة والمرحلة الأخيرة:

غرس مسمار فِي العين والأذن الأخرى، ثم قلبه وربطه من قدميه، والبدء بشقه نصفيًا طوليًا، إن لم يرحم الله الضحية ويقبض روحه قبل أن ينتهي من كل ذلك حرفيًا.. المميت فيها هو الألم، فعلميًا شقه طوليًا لن يقتله، بل سيظل يشعر بالألم حتى يصل للعقل فالغرض من قلبه (فعل من قَلَبَ، وليس العضو المسؤول عن ضخ الدماء) هو تمركز الدماء للدماغ إلى آخر قطرة ممكنة.. وبالتالي.. يظل الشعور بالألم مُستمر.

إلا أنه فِي الفاصل الثاني: وجده يرفع رأسه إلى السماء وكأنه يستنجد الله، لتتحول تعبير القاتل من الهدوء للغضب الشديد، وهو يقول: إنت استنجدت بربنا دلوقت صح؟

 ليجيبه ذاك الشخص المقيد بعينيه "نعم" قالها بخوف ورعب شديد، ونظرة أمل في المنتصف، قاطع ذاك المشهد رصاصة تخترق رأس الضحية، لسبب ما لم يكمل ما نوى له... ثم مثَّل بجثته ليضع بصمته كالمعتاد..

صراحةً لا أُريد أخفاء ذاك السر عنكم واعذروني إن كررته مجددًا، من المعروف عن ديمون أن لا أحد من ضحاياه يستنجد برب العالمين، إلا وقتله ديمون في نفس اللحظة؛ هو يرى أن هذا سيساعده حين يحين دوره؛ فهو مؤمن تمامًا بـ "كما تدين تُدان"؛ لذا هو يريد حين تُبَدل الأدوار أن يستنجد بربه فيستجب له الله ويجعله يموت ميتةً سريعة؟

..........

باك

- يعني أنت مش عارف مين اللي قتله؟

= لو قصدك على المدير التنفيذي، فدا الشخص اللي بلغ عن شحنة السلاح بتاعتنا؛ علشان كدا قتلته، أما لو قصدك على العامل، عارف ودا اللي مريحني.

- ابنك هيودينا كلنا فِي داهية بسبب تهوره دا. 

= دا على أساس إن دي أول مرة يقتل فيها بالشكل دا!

- لا مش أول مرة، بس دي تاني مرة يسيب الضحية مكشوفة للناس مكان ما قتلها كده، وأنا حذرته المرة اللي فاتت، ومع ذلك مسمعش الكلام.

- طالما سابها قصد، يبقى هو عارف هو بيعمل إيه سيبيه يعيش براحته، مش إحنا اللي هونجه ديمون يعني.

- أنا مش مطمنة، وبعدين أنت جايب راحة البال دي كلها منين!

= شايفه الخمرة دي؟

- مالها!

= هنمزج فيها الدم بتاع مايكل النهاردة، الدم مع الخمرة بيظبط الدماغ، خصوصًا لو الشخص دا خانك قبل كدا، وبالمناسبة دي عندنا سهرة طويلة النهاردة (قالها وهو يغمز بعينه ويبتسم)

- حذر ابنك يا "زيد" قول له ياخد باله على الأقل، المرة دي هو بيلعب على كبير، إنت ناسي إن دول كانوا أصحابه فِي الجامعة كلهم، وكانوا جبارين، دا كان ليه صديق اسمه "زاهر" عارف سره وكان بيعلمه السحر، _ديمون بيعلم زاهر_

 و"مايكل" كان شغال معانا فِي السلاح يعني مش سهل، غير إنه كان بيلمح عن "زاهر" بكلام غريب كدا مضمونه إنه احتمال يأذيه...

= مايكل اشتغل علشان أبوه، وأبوه مات.. وهو لسه عيل طايش، وبعدين هو عمره ما شاف ديمون يعني مفيش قلق، وبالنسبة لـ "زاهر" فابنك قتله

- قتله؟

= اه، خلى مارسلين تقتله

- مارسلين! مش دي كانت المساعدة بتاعته؟

= طلعت جن عاشق لـ "ديمون"

- إنت بتعرف الحاجات دي منين؟

= دا على أساس إني هسيب إبني يعمل كل ما يحلو له من غير ما أكون مراقبة مثلًا! وبعدين كدا كدا هو بيحكيلي جدول أعماله، كـبيستشيرني وكدا، بالرغم أنه مبيقوليش الخطة، بس بيقولي هيعمل إيه كمجمل. 

- إبني لو جراله حاجة هشيلك الليلة دي كلها يا "زيد"

= قلتلك متقلقيش.

- عمومًا هطلع آخد شور وأنزل نروح سينما ولا حاجة نغير جو.

= ايوا كدا، دا اللي أنا عاوز أسمعه.. يلا هروح أغير أنا كمان

.........

(بينما هو فِي طريقه للذهاب إذ بجهاز الاتصال خاصته يرسل ضوضاء كبيرة، لم ينظر له وأجاب.. على ما يبدو أن المتصل يريده فِي عملية قتل لشخصية مهمة؛ فهذا الجهاز بالذات لا يتصل عليه إلا شخص من ذوي الشؤون العليا حقًا، أو أحد الكبار فِي عالم الجريمة.

الجهاز عبارة عن عملية اتصال مشفرة لا يمكن تتبعها، يتم الاتصال بأن تكتب بلوحة المفاتيح ما تريده على هيئة محادثة، وتتحول الكلمات لصوت مسجل على جهاز ديمون، فيجيب وكأنه اتصال هاتفي ليصل للطالب بصوت مدمج بمؤثرات مغيرة لصوته، تتغير النبرة والتردد في كل كلمة.

وما أن تنتهي المكالمة، يقوم السيرفر بتحويل نفسه تلقائيًا لسيرفر آخر يحمل تشفير جديد مختلف في دول وأماكن وخطوط سير عشوائية، وقد كانت المحادثة تحتوي على هذا الحوار حرفيًا كما سترونها الآن، ولا يملك حق الاتصال على هذا الجهاز إلا فئة معينة من البشر، الذي هو يعرفهم حق معرفة)

- مرحبًا ديمون. 

= من؟

- معك الكسندر.

= ماذا تريد؟

- سنرسل لك صورة أحدهم على موقعك فِي وبجانبهم عربون على محفظتك الإلكترونية "البيتكوين" ستأخذهما قبل العملية و3 عملات بعدها وإن أتممت العملية قبل بعد الغد سنرسل لك خمس عملات أُخرى، وإن تأخرت يومين آخرين بعده فأنت مُدان بمهمة مجانية.

= سأنتظر المال والصورة وداعًا.

(فتح حسابه على الموقع ليجد أحدهم أرسل الصورة، وبجانبها رقم هاتف الشخص، نظر بها قليلًا ليكتشف أنه...

الكاتب الرمادي

إن لم ترى نفسك في عيون الآخرين فأعلم أنك لم ترى نفسك مطلقًا وأن عقلك يخدعك عن ما تعرفه عنك لا محالة.. فلم نخلق لنرى ما بداخلنا بل لننظر داخل الآخرين..

إرسال تعليق

أحدث أقدم