المطهر..
إن لم تتخلص من جنود الشر بداخلك سيأتي المطهر ليتخلص منك..
هذا ما كتبه الشيطان على سطور اسطورة المطهر.. التي تحكي عن رجلًا حارب جنود الشر بالشر، فبات منهم دون أن يدري... (حرب باندورا)
حين سمع عن قصته الحكيم وتمعن فيها لم يردف إلا بجملةٍ واحدة "شيطانًا يهدي إمامًا يعظ.." لم يَزدْ ولم يُنقص كلمة.
قد تظن الأمر عبثيًا إلا أنه بعدما أمعنتُ النظر وجدتُ انه الواقع من حولنا..
حين نتحدث عن الشر يلتصق لفظ الشيطان في عقلك مباشرةً، وتنسى إن بك ما يمثل منه أربعين.. أيكما أكثرُ شرًا؟ فكر، حتى إن أدركتَ في باطن عقلك أنه أنت ستترك له شرف التتوج بكلمة أنه الوحيد "اللعين" لذا الاجابة هو بالطبع...
لا، نحن بالطبع... مهلًا لحظة.. لا أدري، هل أنا شيطان؟
فما عدتُ قادرًا على التمييز أي فعلٍ صدر مني وأي فعلٍ نسجه هو، أحقًا بتنا متشابهين، أم أنا وهو روحًا في جسدٍ ملتصقين!
جميعنا يحمل سمات الشيطان بداخله.. جميعنا يرى الشيطان وينكره، هل أنت من جميعنا أم أنك تختلف؟
أنا مختلف...
امقط الشرور العالم فأحاربه، وفي حربي لم أترك شرٍ لم أرتكبه.. فأيهما أنا، أنا الواعظ المجاهد، أم الشيطان المُكابد.. ما عدتُ أدري.. إني حائر، أين أنا جسدي في مكانه لكن عقلي!
لقد كنتُ في الزقاق.. اتخبط في ظلام الليل بين الطرقات أضحك بقوةً من يأسي ثم أحزن ببكائي على غدي وعلى أمسي، روتين عندي فلا تهتم.. لكن ما حدث، وما حدث كان أقلهم، إنها التحمية يا صديقي والملحمة الكبرى في مذكراتي بعنوان "المطهر"... رأيته يقتلها، لم يكن في عينه ضغينةً ما، لم يكن الكره ما دفعه لارتكاب تلك الجريمة.. لقد كانت تصرخ وتتوسله تستغيث به منه! كان بعيدًا عني.. لكنّي رأيتها، تلك النظرةُ في عينه، كانت الشهوة ما تحركه.. كان يستمتع بصرخاتها وهو يقتلها.. اللعين المختل، استمتع بقتلها بدمٍ بارد وهي التي ضحت من أجله.. على ما يبدوا من نداءها وصوتها إنها كانت تحبه، اعتادت تناديه حين تكون في مأزق ما، هي الآن في مأزق معه..
فماذا تفعل؟
تناديه.
لم أكن أعرفه ولم أكن اعرفها لحين تلك اللحظة..
نفسي تحدثني للمرة الألف كعادتها: هذه جريمة، أتريد تحقيق العدالة!
أنا: بالطبع يجب ان نتخلص من كل هذا، سأبلغ الشرطة على الفور.. على أحدهم تنظيف تلك المدينة بطريقةٍ ما
نفسي: مهلًا لحظة أمعن النظر بيده، تلك الساعةِ من الذهب انظر إلى حذاءه وملابسه، إنه من الأثرياء
أنا: وماذا يعني هذا
نفسي: القانون لا يحمي الأثرياء، فهم يجيدون شراء الأدلة سينجو هو وتجد نفسك قاتله ومغتصبها ومعتدي عليه وعليها ولن تنجو من تلك الورطة..
أنا: حسنًا ماذا تريد
الصوت بداخلي: تُرى ماذا سيحدث إن قابل هذا الشخص فتاةً تكترث لأمرها.. وبالطبع مثله يعرف كيف يُسقط مثلها في شباكه..
أنا: أصمت
الصوت: سيعزف على مشاعرها كثيرًا.. ثم سيعزف على أوتار جسدها عضو تلو عضو حتى يسلبها نفسها ستتخلى عن الجميع لو تحتم الأمر من أجله ثم... سينتهي الأمر هنا في الزقاق... إن أردت أن تنهي عملًا فلا تطلب المساعدة بالطبع...
لم أتذكر ماذا حدث حينها، لم تكن تلك المرةِ الأولى التي أحاول غض بصري عن جرم وأستيقظ على اني من أنهيته؟ كيف فعلت! ماذا فعلت لا أذكر، فقط الكاميرا وشريط المسجل يخبروني أني كنتُ الشيطان بنفسه، وقد كانوا في وكري.. يصرخون.
أعين مفقوعة وأيدٍ مبتورة ومكواة على الجسد وماء مغلي فكهرباء وكرسي، أبرٌ في عصبِ الأسنان وآلاف السيناريوهات الشنيعة.. تمنوا الموت وقد كنتُ ملبيًا لما طلبوا، فمنحتهم ما تمنوه.. قتلتهم بعد تعذيبهم.. أنا لستُ قاتلًا أنا المطهر..
لكن.. لم يكن أنا، أقسم لم أكن أريد أيًا من هذا، لكن الشرور بداخلي كانت تدفق تجاه شرور العالم ولا أعلم ماذا يحدثُ بعدها.. هم يضغطون الزناد وأنا كنت أوجه الرصاصة تجاه الهدف.. يقتلون بعضهم فأقتلهم لِمَ قتلوا، وأنتظر القادم لقتلي فلا يأتي.. هل أنا موجود؟ لا أعلم لكني أخشى الإجابة.
#الكاتب_الرمادي
#رواية_الطهر
إن لم تتخلص من جنود الشر بداخلك سيأتي المطهر ليتخلص منك..
هذا ما كتبه الشيطان على سطور اسطورة المطهر.. التي تحكي عن رجلًا حارب جنود الشر بالشر، فبات منهم دون أن يدري... (حرب باندورا)
حين سمع عن قصته الحكيم وتمعن فيها لم يردف إلا بجملةٍ واحدة "شيطانًا يهدي إمامًا يعظ.." لم يَزدْ ولم يُنقص كلمة.
قد تظن الأمر عبثيًا إلا أنه بعدما أمعنتُ النظر وجدتُ انه الواقع من حولنا..
حين نتحدث عن الشر يلتصق لفظ الشيطان في عقلك مباشرةً، وتنسى إن بك ما يمثل منه أربعين.. أيكما أكثرُ شرًا؟ فكر، حتى إن أدركتَ في باطن عقلك أنه أنت ستترك له شرف التتوج بكلمة أنه الوحيد "اللعين" لذا الاجابة هو بالطبع...
لا، نحن بالطبع... مهلًا لحظة.. لا أدري، هل أنا شيطان؟
فما عدتُ قادرًا على التمييز أي فعلٍ صدر مني وأي فعلٍ نسجه هو، أحقًا بتنا متشابهين، أم أنا وهو روحًا في جسدٍ ملتصقين!
جميعنا يحمل سمات الشيطان بداخله.. جميعنا يرى الشيطان وينكره، هل أنت من جميعنا أم أنك تختلف؟
أنا مختلف...
امقط الشرور العالم فأحاربه، وفي حربي لم أترك شرٍ لم أرتكبه.. فأيهما أنا، أنا الواعظ المجاهد، أم الشيطان المُكابد.. ما عدتُ أدري.. إني حائر، أين أنا جسدي في مكانه لكن عقلي!
لقد كنتُ في الزقاق.. اتخبط في ظلام الليل بين الطرقات أضحك بقوةً من يأسي ثم أحزن ببكائي على غدي وعلى أمسي، روتين عندي فلا تهتم.. لكن ما حدث، وما حدث كان أقلهم، إنها التحمية يا صديقي والملحمة الكبرى في مذكراتي بعنوان "المطهر"... رأيته يقتلها، لم يكن في عينه ضغينةً ما، لم يكن الكره ما دفعه لارتكاب تلك الجريمة.. لقد كانت تصرخ وتتوسله تستغيث به منه! كان بعيدًا عني.. لكنّي رأيتها، تلك النظرةُ في عينه، كانت الشهوة ما تحركه.. كان يستمتع بصرخاتها وهو يقتلها.. اللعين المختل، استمتع بقتلها بدمٍ بارد وهي التي ضحت من أجله.. على ما يبدوا من نداءها وصوتها إنها كانت تحبه، اعتادت تناديه حين تكون في مأزق ما، هي الآن في مأزق معه..
فماذا تفعل؟
تناديه.
لم أكن أعرفه ولم أكن اعرفها لحين تلك اللحظة..
نفسي تحدثني للمرة الألف كعادتها: هذه جريمة، أتريد تحقيق العدالة!
أنا: بالطبع يجب ان نتخلص من كل هذا، سأبلغ الشرطة على الفور.. على أحدهم تنظيف تلك المدينة بطريقةٍ ما
نفسي: مهلًا لحظة أمعن النظر بيده، تلك الساعةِ من الذهب انظر إلى حذاءه وملابسه، إنه من الأثرياء
أنا: وماذا يعني هذا
نفسي: القانون لا يحمي الأثرياء، فهم يجيدون شراء الأدلة سينجو هو وتجد نفسك قاتله ومغتصبها ومعتدي عليه وعليها ولن تنجو من تلك الورطة..
أنا: حسنًا ماذا تريد
الصوت بداخلي: تُرى ماذا سيحدث إن قابل هذا الشخص فتاةً تكترث لأمرها.. وبالطبع مثله يعرف كيف يُسقط مثلها في شباكه..
أنا: أصمت
الصوت: سيعزف على مشاعرها كثيرًا.. ثم سيعزف على أوتار جسدها عضو تلو عضو حتى يسلبها نفسها ستتخلى عن الجميع لو تحتم الأمر من أجله ثم... سينتهي الأمر هنا في الزقاق... إن أردت أن تنهي عملًا فلا تطلب المساعدة بالطبع...
لم أتذكر ماذا حدث حينها، لم تكن تلك المرةِ الأولى التي أحاول غض بصري عن جرم وأستيقظ على اني من أنهيته؟ كيف فعلت! ماذا فعلت لا أذكر، فقط الكاميرا وشريط المسجل يخبروني أني كنتُ الشيطان بنفسه، وقد كانوا في وكري.. يصرخون.
أعين مفقوعة وأيدٍ مبتورة ومكواة على الجسد وماء مغلي فكهرباء وكرسي، أبرٌ في عصبِ الأسنان وآلاف السيناريوهات الشنيعة.. تمنوا الموت وقد كنتُ ملبيًا لما طلبوا، فمنحتهم ما تمنوه.. قتلتهم بعد تعذيبهم.. أنا لستُ قاتلًا أنا المطهر..
لكن.. لم يكن أنا، أقسم لم أكن أريد أيًا من هذا، لكن الشرور بداخلي كانت تدفق تجاه شرور العالم ولا أعلم ماذا يحدثُ بعدها.. هم يضغطون الزناد وأنا كنت أوجه الرصاصة تجاه الهدف.. يقتلون بعضهم فأقتلهم لِمَ قتلوا، وأنتظر القادم لقتلي فلا يأتي.. هل أنا موجود؟ لا أعلم لكني أخشى الإجابة.
#الكاتب_الرمادي
#رواية_الطهر
الوسوم:
المطهر