إلى نفسي أزلًا وأبدًا وتبًا للعالم من بعدي، لا أحد غيري يستحقني ولا.. لا، لا أقصدكِ عزيزتي فأنتِ مصدر سعدي، أنتِ أنا وأنا أنتِ لذا لستِ المقصودة بقولي فلا تحزني ولا تغضبي.
إلى كل من وما شكلني، وما ساعد في تكويني ومن حاول هدمي، إلى الكآبة والاكتئاب.. وحشٌ يلتهمنا جميعًا، وجميعنا يعلم أني لستُ كذّاب.
إلى الأمراضُ النفسية، وعدم السوية، إلى ذلك العذاب.. أفكارٌ سامة تقودنا، وأحداثٌ هامة تفوتنا، وهلاكٌ مُنتظر.
إلى كل من لم يتحمل فانتحر ولم ينتظر، وإلى كل من خضع أخيرًا لخيبة أملٍ بعد ما صبر.. لم يفهم، كل ما تبقى كانت دقيقة، دقيقةٌ ينتظرها قبل أن يقدم ثم يفوز في اليناصيب، دقيقة واحدة ويكتشف الألاعيب، دقيقةٌ وتظهر الحقائق وتسقط الأكاذيب، دقيقة واحدة وستقول لك أحبك، دقيقة واحدة يحتاجها قلبك.. كانت دقيقة، لكنه لم يتحملها.. أُهديكَ عملي وأقول: سأرسل إليك المزيد عما قريب.. سأسلبهم إرادة الانتظار لتلك الدقيقة.
إلى الدرك الأسفل مكان الحثالة، مكان مَن تَجبرَّ على الناس، وسولت له نفسه فتجبر على الله تعالى.. إلى التجبر، وإلى التنمر.. واحدة يمتلكها مغفلٌ هالك، وأخرى يمتلكها آخرٌ عنده من النقص ما يغنيه عن المهالك
إلى الجحيم.. أسودٌ هو كسوداوية أفكارنا..
إلى الأيام البرحاء..
إلى الكره الذي ملأ حياتنا..
وإلى الفقر الذي التهم أجسادنا..
إلى السوء الذي اعتلانا، والحقد الذي لوث أهدافنا..
إلى من تلاعب بنا وبأفكارنا حتى أعمانا
إلى الهلاك المقدس.. وإلى الثعابين التي تتحدث وإلى قوتِنا الذي ينقص..
إلى الجوع، وإلى مَن يسيرون بحضارتنا بهدف الرجوع..
وإلى مَن يعشقون الظلام ومَن يعيشون في الظلمات..
وإلى مَن تقودهم الملذات ومَن يسعون لنيل الشهوات.. إلى الطمع، وإلى الجشع..
إلى السماء، أرواحٌ يملئها الخجل، أجسادٌ في الأرض أرهقها الكلل، ونباحٌ على القوافي بلى هجومٍ ولا ملل..
إلى الخوف والقلق، إلى التوتر منجب الرعب.. وإلى كل مَن فارق وخسر في حياته كل علاقات الحب..
إلى السوط الذي يضربنا والألم الذي يسعدنا، مرضى نحنُ نعشق الإهانة، يبتسم العدو فنبستم، وفي ابتسامتنا نضحي بأقصانا..
إلى جميع لعناتكِ التي أطلقتها يا باندورا.. تبًا لكِ، جنديٌ من فضول يدفعك لهدم كل هذه المدن المعمورة؟ اللعنة.
يا شرور العالم إليكم إهدائي، وأخبركم بكل حبٍ أيها الملاعين.. تبًا لكم. ولمشجعيكم ومؤيديكم والمساهمين على نموكم أجمعين.. إليكم إهدائي وعليكم اللعنة.