كوكايين

كوكايين...

أنحن في الخريف! تتساقط أوراق الأشجار.. أو لا أعلم ربما أنها الثلوج وهو فصل الشتاء، وربما خلل الرؤيا نتيجة كرهي لهذا الفصل، وليس كرهي للفصل نفسه، وإنما لذاكرتي وذكرياتي معه، فالأولى أن أسميه فصل العناء.. لا أعلم.. 

كوكايين...

غريبٌ هذا المسحوق، أجدني ساكنٌ في نقطة واحدة رغم شعوري أني دائمًا أمشي، عاريًا في الطرقاتِ لا أهتم، لا أشعر بالبرد مطلقًا، يدفئني كوني منذ رحيلها منتشي.. 

كوكايين...

جميلٌ أنتَ يا صديقي، مُنعش، فأمثالي إنعاشهم حين يشعرون بالخمول، نفسًا عميق، لا آبه، بات وقحًا ذلك الشاب الخجول، لا أكترث لمشاعرك، فلم تكترث الأميرة اللعينة لمشاعر ذا الرجل النبيل، لا تنظر لهيئتي الرثة سيادتك، فقد كنتُ ذات يومٍ مفتول العضلات، لكن من يهتم، الغريب أن الجميع بات يهتم، لم القى اهتمامهم حين كنتُ في كامل لياقتي، وبات الجميع يشعر بالفضول فجأة تجاهي بعد أن صرتُ ذا الشاب الهزيل..

كوكايين...

أنا، والجميلة المدللة، وبعض الطرقات، ثلاثتنا في مكانٍ واحد يجمعنا حديث العشاق.. هي كم أحبك حبيبي، وأنا كل ليلة أخبرها كم أني أشتاق...

كوكايين...

يعجبني حين أتذكر ليالينا ولا أبكي... مسحوقٌ سحري أنت يا كوكايين، أتحدث فأبكي ثم أضحك وأغضب، وتأتي أنت باستنشاقةٍ واحدة، كالساحر تخمد نيران مجانيني..

كوكايين...

في منزلنا بعد منتصف الليل..

كلانا في نفس التوقيت، المصلى.. سجادة، دعوةٌ واحدة تجمعنا عندما نلتقي مع نفس الإله.. ربي أجمعني بمحبوبي، لا تحرمني منه، وزوجني به، وأعنا على ما قطعنا من وعود، وأعذرني ربي على قطفي لكل تلك الورود لكنها تحبها، قلتُ وقد كان لها دعواتٍ مشابهة.

كوكايين...

مرّت سنوات، ومن لم يسمع بقصتنا رآها، البعض بعينه، والبعض رويت له بلغة الإشارة.. نظر الحسّاد لنا، وبطريقة سحرية كسحر كوكاييني، لا أعلم لكن هناك شيءٌ ما حدث مازلتُ عاجزًا عن فهمه...

كوكايين...

في منزلنا بعد منتصف الليل...

نفس المصلى، نفس السجادة، نفس الداعين، ونفس الإله "ربي انتقم لي من قلب محبوبي، احرقه، إثر الوعود التي خلفها، وبذنب العمر الذي سرقه.. ربي إني مظلومٍ فانصرني، وظالمي شخصٌ أدعى أنه أحبني، تلاعب بقلبي، وتلاعب بي، وأنت أكثر العالمين أن قلبي لم يكن بيدي..

كوكايين...

في غرفتنا، والأعين محمرة، لا أدري أهي من البكاء أم هذه نيران الانتقام، مكالمة هاتفية، لم يطل حديثنا، ولم يجد أحدنا الانسجام.. أريد مقابلتك الليلة.. موافق. قلنا.

كوكايين...

وضع كلانا الرصاص في لسانه وعزم كلانا على قتل الآخر، أحد الشوارع، أنا وهي ونفس الطرقات.. محبوبين أتوا ليعاتبوا بعضهم وقلبيهما رمادٌ من كثرة الاحتراق.. كانت ليلةُ مظلمة، وقف كلانا وظهره للآخر، خطواتٍ للأمام، ليضع المتنافسون يديهما على الزناد.. نظرنا لبعضنا، مستعد؟ أطلق..

مسدسها نحو قلبي ومسدسي نحو رأسي وكان أنا من أطلق. قتلتني، وقتلتها بقتلها لي فهي الوحيدة التي فهمت فيما بعد ما حدث...

كوكا... اللعنة لقد نفذ.. هذه فائدة أن يكون المرء غنيًا، سأذهب لشراء المزيد.. وداعًا

#الكاتب_الرمادي

الكاتب الرمادي

إن لم ترى نفسك في عيون الآخرين فأعلم أنك لم ترى نفسك مطلقًا وأن عقلك يخدعك عن ما تعرفه عنك لا محالة.. فلم نخلق لنرى ما بداخلنا بل لننظر داخل الآخرين..

إرسال تعليق

أحدث أقدم