الحب ج2

 لوسيفر: انظر لو قلت شيء لا يرضيك فلن اتحكم بهذا الجسد مجددا و ليشهد القاضي على كلامي

القاضي: أنا موافق تفضل ماذا تريد ان تقول

زاهر: عزالدين لما انت صامت هكذا 

الرمادي: لا شيء، الامر لا يتعلق بك انت في مسألة الحب الامر يعود اليها هي و ليس انت السؤال المهم ليس هل تحبها بل هل هي تحبك مثل ما تحبها

زاهر: في الحقيقة لا اعرف فانا لم اتحدث معها من قبل 

الرمادي: لم تتحدث معها من قبل!! هل انت متأكد من حبك لها؟!

زاهر: بالطبع أنا لا احبها فقط أنا اعشقها و اغار عليها حتى من ملابسها هل تعلم أنا كل ليلة احلم بها احلم اني ....

الرمادي: توقف يا صديقي اهدأ ماذا ليس هكذا دعنا نفكر قليلا بالنسبة لـ هذا الموضوع وجهة نظري فيه لن تعجبك صدقني 

زاهر: أنا اعتبرك اخي و دائما و أنت تعلم أني أتقبل نقدك لي و أخذ بنصيحتك كثيراً ما هي و جهة نظرك لن تضرني بشيء ان لم اقتنع 

الرمادي: حسنا اليك وجهة نظر ما تقوله ليس الا هراء هذا لا يعتبر حب و لو بنسبة 25% حتى فهذا ليس الا اعجاب سخيف اوهمت نفسك به و، وضعت نفسك في دائرة ليس لها معنى و لا قيمه حتى، تلك الدائرة تُسمى "دائرة العاشق الجريح" كل ما في الامر انك تحتاج إلى النظر بشكل اعمق قليلا و لو تعمقت في الامر ستجده ليس الا اعجاب احمق اوهمت نفسك به انه حب إلى درجة الجنون و سأثبت لك نظريتي الان

فلنرجع بالزمن إلى سن الـ عشرة اعوام تتذكر تلك الفتاه الجميلة المتفوقة التي احبها قلبك كما تزعم

زاهر: نعم اتذكرها تلك الصغيرة كانت جميلة 

الرمادي: هل تعلم شيء عنها الان اقصد أمازلت تهتم بها 

زاهر: في الحقيقة لا 

الرمادي: حسنا فلنتقدم بالزمن قليلا إلى سن الثالثة عشر عاما نعم المرحلة الاعدادية حيث تغيرت المرحلة الدراسية كلها و تغير الاشخاص المحيطة بك بعض الشي اصبحت في صف غير الصف مع اشخاص جدد و ربما اشخاص غير الاشخاص أتتذكر فتاة احلامك في هذا الصف

زاهر: نعم تلك الجميلة المتفوقة الخلوقة كانت تدعى «هاجر» كنت مغرم بها لكن في الحقيقة لا اعلم اين هيا الان كل ما اعرفه هو مرحلتها الدراسية الجديدة لا أكثر

الرمادي: لكن مهلا لحظه هذه ليست حبك في المرحلة الابتدائية لقد تغيرت مع وجود بديل افضل حسنا اليس كذلك؟ اراك تبتسم حسنا فلنتقدم بالزمن قليلا إلى سن السادس عشر عاما المرحلة الثانوية، اشخاص جدد صف جديد كل شيء تغير من حيث المحيطين بك ظللت نصف عاما فقط انظر إلى تلك الحسناء الجميلة الخلوقة و المتفوقة هذه هي التي تحبها اليس كذلك 

زاهر: هل تعرفها 

الرمادي: لا لكني متأكد انها ليست حبك في المرحلتين لأن كلاهما لم يدخل الثانوية 

زاهر: آها حسنا اكمل

الرمادي: توقف هنا لحظه هذه ليست فتاة احلامك لا في الاعدادية و لا الابتدائية لقد غيرتها مرة اخرى لو لاحظت ستجد نفسك تغير حبيبتك كما تزعم مع تغير المكان الذي يحيط بك و هذا اكبر دليل على نظريتي ان هذا ليس الا اعجاب سخيف لن اكذب عليك لقد غفلت لفترة و وقعت في ذاك الشعور الغبي لكن سرعان ما فاق نصفي و تخطى ذاك الامر سريعا و هذا ما عجز بعضكم عن فعله ليس قوه مني و لا ضعفا منكم و هو انكم لا تتقبلون حقيقة ان هذا ليس حب بل اعجاب يمكن تغيره في ثوان معدودة الان بعد اثباتي لك ان هذا اعجاب فقط هل اقتنعت 

زاهر: ماذا تقصد بنصفك

الرمادي: لا شيء دعنا من هذا اسألك هل اقتنعت

زاهر: في الحقيقة لا لم اقتنع تماما ما هو تفسيرك لحلمي بها كل ليله 

الرمادي: الموضوع بسيط جدا كل ما في الامر كما قلنا سابقا انك اوهمت نفسك انك تعشقها و بنائنا على وهمك هذا صدقت كذبتك تلك او بمعنى اخر وهمك، ظللت تفكر في حبيبتك تلك كثيرا لدرجة انك احيانا تتخيل احاديث و احداث كثيره معها و يصل بك الامر إلى ان تتخيل كلمات حب متبادلة بينكم و بناء على ذلك يقوم عقلك الباطني بتسجيل هذا و يحققه لك في احلامك و ما هي إلى هلوسة فارغه يقوم عقلك بإرضائك عن طريقها او تعذيبك أكثر

زاهر: ماذا تقصد بتعذيبي أكثر؟!

الرمادي: سأشرحه لك سريعا تحلم بفتاة احلامك تفكر بها كثيرا تحاول اثاره اعجابها و لا تستطيع و تبوء محاولتك بالفشل تظل تحاول كثيرا و تكون النتيجة في تقدم بالسالب تدخل في مرحلة حزن و عذاب من اللاب سبب و ثم تفقد ثقتك بنفسك ...الخ

لكي يتوالد ذاك الحب حقا يجب ان يربطكما و لو سلاما فقط اما هذا او ستجد نفسك قمت بنفس العملية بحلول مرحلة اخرى في حياتك إلى ان ينتهي بك الامر بزواج صالونات

لكي تحب تلك الفتاه حقا تحتاج إلى الحديث معها و التواجد معها كثيرا او قليلا حتى. يجب أن يربطكما شيء و حتى بضع كلمات كإلقاء التحية على بعضكم بشكل صريح و موَجَه فلا يوجد حب بدون اساس و لا رابطه تربطكم ببعضكم البعض 

فالحب تزاوج و امتزاج ارواحكما و قلوبكما ببعضها البعض و هو ليس مجرد كلمه حمقاء تقال لإرضاء من امامك حتى لو بدون شعور بها فالحب الحقيقي لا يمكن تعبير عليه بكلمه احبك الحب الحقيقي هو الذي تحياه و تجربه و تخشى ان يظرف حبيبك دمعة واحدة و لو حتى بسبب غيرك، يكون عندك قابليه للتضحية بنفسك من اجل ابتسامته فقط افهمني؟ ما اردت قوله فقط كن انت و تقبل طبيعة انك لن تحب فلان حقا حتى يجمعكم حديث و ليس كلما اعجبت بفتاة تفسره على انه حب و تقبل ان الحب في فترة المراهقة مرفوض شيئا ما فـ بنسبة كبيره انت لا تزال لا تفهم مشاعرك بعد و بنسبة اكبر حتى و ان احببتها بصدق لن تكون لك لأنها لن تظل تنتظر من ستة عشره عاما او حتى ثمانية عشر عاما إلى ثلاثة و عشرون و أكثر عاما حتى تأتي لخطبتها فأبيها لن يتركها كل هذه المدة و الشيء الاخر بأن الملل سيدخل بينكم و لن تستطيعوا التغلب عليه في هذه المرحلة من عمركم

زاهر: في الحقيقة قد اقتنعت بكلامك لكن لا اعلم اشعر انها مختلفة لا اعلم ماذا افعل

الرمادي: المتمم حسنا دع الايام تسير و سنرى كل شيء بوضوح في المستقبل و حاول الا تشغل بالك بهذا الموضوع كثيرا فكما قلت لك سترهق نفسك من أجل لا شيء

زاهر: حسنا سأحاول المهم أنا اشعر بالملل لا اعلم ما رأيك بأن نذهب إلى مكان ما اين ان كان لا يهم

عزالدين: ما رأيك بأن نذهب للنادي قليلاً

زاهر: فكرة جيدة هيا بنا

((ذهبنا إلى النادي ثم ذهبنا إلى صديقنا مصطفي وقضينا اليوم كله نمزح و نضحك جلسة لا تتكرر كل يوم و كالعادة قمت بتعكير مزاج الجميع)) 

عزالدين: كم الساعة الان 

زاهر: انها السابعة 

عزالدين: حسنا اعذرني الان مضطر للذهاب فقد تأخرت 

مصطفي: انتظر إنها لا تزال السابعة 

عزالدين: أعذرني لقد خرجت من منزلي منذ الصباح وداعاً

زاهر: اراك لاحقا وداعا

مصطفي: وداعاً

صراع بسبب الحب

((تركت أصدقائي و ذهبت للمنزل و في طريقي كان هناك شجار يدور في رأسي بسبب موضوع الحب و الإعجاب هذا، أحدهم يؤيد الموقف و الآخر لا يؤيد و عقلي يسمع لكلا الصوتين و في حيرة من أمره فكلاهما كلامهم مقنع و لا أعلم ماذا أفعل وصلت منزلي ألقيت التحية على عائلتي و أخبرتهم بوصولي و طبعاً تلقيت محاضرة عن التأخير و احترام المواعيد و أني في ثانوية ...الخ استأذنت و ذهبت للأعلى لأكتب في مذكراتي لم أكن أعلم ماذا أريد أن أكتب لكني مسكتُ قلمي و تركت ما في رأسي يكتبوا ما يريدوا فكتبوا الآتي))

"مذكرتي العزيزة لا اعلم ما يحدث لي لكنه غريب جدا تلك الاصوات في رأسي لا تهدأ دائما تصارع بعضها، و أنا اصبحتُ متناقضاً مع نفسي اُحَذّر من الحب من طرف واحد و أنا واقع به رغم ان هناك صوت يصرخ بكل قواه يبعدني عنه فهناك صوت اخر متمسك به جدا لا اعلم لكنه ايضا ليس حبا من طرف واحد على الاقل نحن نتحدث و نمزح بعض الشيء كان هذا أحد تبريرات الأصوات كان أنجل كما أطلقتُ عليه

لكني ايضا لا اضمن حبها لي ارى في عينيها نظرت ملل هي لا تحبني ابدا مثلما احبها أنا حتى أني لم أعد أعلم إن كنت أُحبها أم لا، قلبي يخبرني لأول مرة أن أتبع عقلي و عقلي يتبع أحد الأصوات التي تايد أنه ليس إلا مجرد اعجاب تافه وضعت نفسي فيه و يجب ان اتخلص منه سريعا و الا هلكنا جميعا نحن لسنا بمرحلة تجعلنا نحب حباً حقيقيا 

لا نحن بتلك المرحلة هي ايضا تمزح معنا و اراها كالملاك جميلة هي ، هذا ليس اعجاب انه الحب قد وقعنا فيه و انتهي الامر استمتع به قليلا حتى و ان لم يكن سيدوم لكني اضمن انها تحبني بمقدار حبي لها ، اصمت يا احمق انت تعلقنا بها أكثر من اللازم و بماذا استمتع كلما تعلقنا أكثر ارتفعنا أكثر سقطنا بقوة اكبر تحطمنا ستهلكنا ايها اللعين كما تفعل كل مرة صدقني سأحطمك ان انكسرنا يوما ، ما نحن فيه لا يمكن أن يسقطنا و كيف يتم تعذيب أحدهم في الجنة ، أحمق ما نحن فيه ليس إلا هراء كذب في كذب و من قال أنه جنة بل هو كـ حصان طروادة لا أكثر يبدوا جميلاً من الخارج و عندما تقبله تموت ، أصمت فعندما أسمع صوتك أشعر و كأنني في التابوت ، و ما الحب إلا نعمةً أنعم الله بها علينا كي نشعر بالخلود ، أتفق معك في مسئولة الخلود خالدين فيها و بئس المصير ، ليس هذا ما قصدته يا تافه بل قصدت ما أوتي في البينة ختامها خالدين فيها أبدا ، هههههههههههه أنت تتحدث عنها و كأنك تحمل تذكرة دخولها تستطيع شرائها فقط بعد الزواج ليس قبله فقبل الزواج له تذكرة اخرى في نفس السورة بالضبط في نار جهنم خالدين فيها أولئك هم شر البرية لكن أفضل ما في الأمر أن كلاهما يتحقق دنية و أخرة إلا في مسئولة الخلود فهو دنية فقط ، لم يحرم الله الحب فكيف ستحرمه أنت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لا أرى للمتحابين غير الزواج أي أن هناك حب قبل الزواج أتكذّب رسوله الله ؟ ، بغض النظر عن أني غير متأكد من صحة الحديث لكن على افتراض إنه صحيح لن تنفذ شروط الحب المقصودة لا يوجد خير يصنع في سر سوى الصدقات و فعل الخير إنها الكلام ، في الحديث معك عقم لا يمكن دوائه . "

(( انتهيت من الكتابة و بدأتُ في قراءة ما كتبت وجدت شيء غريب لا اذكر اني كتبت كل هذا ثم ما كل هذا التناقض في الحقيقة اعجبني لا يهم دعني اخلد للنوم قمت من غرفتي المخصصة للضيوف و التي بها كتبي و كل ما أحتاجه و ذهبت لغرفة النوم بها سريران واحد حديدي و هذا هو سريري و الاخر خشبي و هذا لأخي الغرفة ضيقة بعض الشيء كدتُ أغمض عيني حتى قاطع هدوء الغرفة المثالي أخي الصغير الذي بدأ بثرثرة المعتادة لكنها ليست ثرثرة على الأقل هو يحاول أن يتعلم شيء بغض النظر أنه يسمع مني و يذهب ليتفاخر بما أقوله له أمام أصدقائه و كأنه عالم و ليس طفل لا يزال صغير على أية حال))

#الكاتب_الرمادي


الكاتب الرمادي

إن لم ترى نفسك في عيون الآخرين فأعلم أنك لم ترى نفسك مطلقًا وأن عقلك يخدعك عن ما تعرفه عنك لا محالة.. فلم نخلق لنرى ما بداخلنا بل لننظر داخل الآخرين..

إرسال تعليق

أحدث أقدم