الليل الطويل

".مرحباً يا صديقي الكئيب الذي أنتظر قدومة بعد ثمانية عشر ساعة من الصبر والتصبر إلى أن ألقاك، ولكن كما ترى أنني في أغلب الأيام أعتذر لك وأرسل لكَ صوت نحيبَـى ك سبب مقنع لتخلفي عن إنتظارك فأغفو على حافَـة الطريق من فرط الألم، أو ربما الهروب منه دعنا نبتعد من تدحرج الكلمات المليئة بالأحباط واليأس والقول بأن النوم العميق في معظم الأحيان من يسرقني منك وعن مسامرتك أيها الطيب، صديقي الليل كيف يحب المرء معذبه؟!

مثلي تماماً أحب قدومك ما إن تبدأ شمس النهار وانا اترقبـك برغم أنني أكون في أسوأ حالاتي النفسية في حضُرتك إلا أنك محبب لدى قلبي جداً أتعلم لماذا ؟ 

لأنك تعطي للمخاوف واليأس والإحباط دوراً في مسرحك بينما النهار لا أكاد أسمع من حولي من فرط الإنشغال ناهيك قلبي ومخاوفه وما يؤلمه.

صديقي الليل، ما علاج الخوف، تذبذب الطمأنينة،وضبيب الكلمات الكاسرة لجناح التفاؤل،وإغتيال الذكريات لوفد إيمانك بأن لم يحدث شيء يستدعي الإنكسار والحقيقة أن الإنكسار هو الحقيقة وإنكارة هو الوهم بحد ذاته،وربما ينظر المرء بضيق أفقه إلى المستقبل فيزعم أنه عجوز قد بلغ من الكبرِ عتيا فيقعد يندب حظهُ وهو لم يبلغ العشرين بعد.

أرأيت ما تفعله أيها الطيب،ليس هذا وحسب فعند حضورك تلك الصلابة التي نرتديها في النهار ما إن تحل أنت إلا وخلعناها تاركين أنفسنا تتعرف على أنفسنا بحقيقتها .

أكتب إليك واحدثك كثيراً وأشرب أنا وأنت من عيون الإحتمالات والظنون والتفكير وتأنيب الضمير، وسذاجة التفكير والذهاب والأياب إلى المجهول، نعم ذلك المجهول هو من يتربص بي، يجعلني أسيرة في متهات إحتمالاته لو أن لدينا ما نحارب بهِ علامات الإستفهام والطريق المسدودة لو أن لدينا ما نحارب بهِ أسألتنا ماذا سيحدث بعد؟ 

لكننا نغض الطرف عن تواجدة في كل زمان ومكان، ليل ونهار ،جماعةً وفردى أليس الأرجح من أن أنتظر قدومك أنت أيها الكئيب كل يوم لتمارس فيِ شتى العبث النفسي ومن المفترض أن أنتظرك فقط كي توصلني به لماذا أصبحت لي مؤاخراً الغاية رغم أنك الوسيلة التي تجمعني به من بعد صخب النهار،هكذا الإنسان يتوه عن الحقيقة في ملاحقة السراب .

                     بسمـَة اسـُامة.

الكاتب الرمادي

إن لم ترى نفسك في عيون الآخرين فأعلم أنك لم ترى نفسك مطلقًا وأن عقلك يخدعك عن ما تعرفه عنك لا محالة.. فلم نخلق لنرى ما بداخلنا بل لننظر داخل الآخرين..

إرسال تعليق

أحدث أقدم