= عذرًا سيدي، لكن ماذا ستفعل إن فشلت مهمتنا
- لن يكون أمامي إلا أن أنتحر
= بتلك البساطة؟
- مسألت إنتحاري بسيطة يا مارسلين، والله إنها أهون عليَّ من كل هذا، صعوبة الأمر
هي أن حينها سيتوجب عليا قتل كل العائلة، هنا تكمن الصعوبة، فلو كنت استطيع ما كنت
سلكت هذا الدرب من البداية، كنتُ فعلتها، لكن.. لا أعلم، لا أستطيع...
= سننجح يا سيدي، سننجح، لن يخذلنا الله بعد كل تلك التضحيات، على الأقل حتى من
أجل من لا شأن لهم بكل هذا سننجح.
- أتمنى
= ستتحقق أمنيتك، أنا واثقة.. أخلد للنوم الآن، لديك عمل كثيرًا غدًا
- سأفعل، لكني سأذهب لرؤيتها أولًا، سنبدأ في التحرك قريبًا
= يجب عليك أن تعدني بأنك لن تتأذى كالعادة
- سأتظاهر بذلك أعدك
........................
على ما يبدو أنها كانت ليلةٌ مظلمة على الجميع،
فذاك اليوم لم يكن أقل ألمًا في صعيدٍ آخر من تلك العائلة.. عائلة ميدنس، منذ موت عز
الدين وأختفائه من أجل فك تلك اللعنة وهم في حالةٍ يُرثى لها تمامًا، كثير من
المنافسين بدأوا في الصعود وبدأوا في هدمهم بشكل تدريجي، كانوا على وشك الإفلاس..
مَن أنجاهم مِن كل هذا، كان رجال الملجأ الذي انشأه عز الدين، مرت سنوات كثيرة
صعبة عليهم ما بين فقر وتخبط وأشياء كثيرة.. محن وخيمة.. محاولات أغتيال أكثر.
مر على فراقهم لعمود المنزل الصغير 24 سنة.. كان الأمر صاعقًا بالنسبة لهم.. ما
فعله كان أكثر ما يريدونه وأكثر ما يودون الإبتعاد عنه، لم يكن أحدهم مستعد لدفع
المقابل، ولو علموا أن المقابل سيكون فراقه، لفضل أحدهم التضحية مكانه، على الأقل
لضمان عيشةً هنيةً أفضل، فقد نشأوه على أي يكون رجل أعمالٍ بالفطرة، بجانب كل
الخلل العقلي الذي تم زرعه في عقله من قبلهم؛ ليتأقلم على حياتهم، حتى لا يحدث أي
شيء يندمون عليه، كأن يلين قلبه فيعتزل أعمال القتل والسحر، وبالتالي الخراب
للعائلة أجمع، قاموا بتهيئته على أن يكون مختلًا عقليًا لعين؛ خشية هلاكهم، وحدث ما
خشوه أيضًا.
.......
وكأن الليل أقسم على أن يكون مظلمًا على كل مُقترنٍ به فحتى أعدائه لم يسلموا من
أحزانهم في هذه الليلة فحتى العائلة التي أمتلكت قوة ميدنس كاملةً كان ليلهم حالكٍ
ومخيف، أحدهم يعلم سرهم ويهددهم، ولا يمكن لجنهم أن يصلوا له، لم تكن تلك هي
كارثتهم الكبرى، فقد تم أخطاف "نشرّوان" ابنة "أزاد" رب عائلة
"أرجوس" عائلة لاتينية الأصل، من الجدير بالذكر أن نشرّوان شابة يافعة
بلغت 25 حولًا تعلمت أطلاق النار منذ صِغرها، ضربت أول طلقة رصاصٍ لها في العاشرة
من عمرها، كان أسلوبها المفضل في قتل ضحاياها هو عن طريق أن تمسي معهم أمسية جنسية
جميلة وفي منتصف العلاقة بطريقة ما تجلب سكينًا قد وضعته بالقرب منها وتنحرهم..
وهذا كان يقربها من الأب الأعظم حسب قولهم (الشيطان)
وصل لتلك العائلة فيديو مسجل توجد فيه نشرّوان مكبلة في غرفة مجهزة بشكل لم يستطع
(ماركيز دي ساد) أن يتخيله، غرفة تحمل شتّى الأدوات التي تُستعمل في السادية
الجنسية بشكلٍ مُرعب، كان المرعب حقًا لتلك العائلة أن ذاك الشخص يعرف كل شيءٍ
عنهم، وهم لا يعرفون شيئًا عنه، أي أن التحليل المنطقي الوحيد أن هذا الشخص يملك
من الجان ما لا يمتلكون ومن السلطة ما لم ترصده أعينهم حتى، وهذا جعل دائرة الشك
تحذف عدة أشخاص لا يمكن أن يكونوا هم هؤلاء الأشخاص ما بين عدوٍ وحليفٍ لهم، وكان
الأقرب إلى المنطق أن يكون إن لم يكن ذلك الرجل يستخدم الجان، فهو أحد المقربين منهم،
فلا أحد يعلم قصة السادية الجنسية تلك إلا من هم بداخل العائلة، أو من يعلمون قصة
الجان حيث يستخدمون هذا النوع في طقوسهم وقد كانت دائرة الشك في البداية تحتوي على
هؤلاء الأشخاص:
إسلام بعد أن خرج من السجن، أصبح حليفهم بقوة بغرض أن ينتهي من كل ما يتعلق بعائلة
ميدنس.
عبد الرحمن بعد أن قتل ابنه ليريحه من جنونه في لحظةِ غضبٍ منه وبدأ في المضي قدمًا
مجددًا ليصنع مجده، وقد أستعان بعائلة أرجوس وقد نفى الجنّ كل شبهاتهم.
عائلة ميدنس كاملةً لا تملك أي نوع من أنواع الجن مطلقًا، وقد أبتعدوا عن عالم
الجريمة بعد أن حررهم ديمون قبل موته)
هؤلاء كانوا جزءً من حلفاءهم الملقى عليهم الشبهات أما الأعداء فليسوا من شأننا
الآن، فقد قرر "آزاد" التخلص منهم قبل تلك الحادثة وهو يعمل على هذا
الآن..
كان الخوف أيضًا بالنسبةِ لهم يتمثل في بعضٍ من ابناء الملجأ القدامى وقد كان ابرز
الأشخص الذين اختفوا وكان سلوكهم غير سوي بالمرة هو:
ماركوباث المعروف سابقًا باسم "سليمان": وذاك الشخص لم يشاهدوه ولم
يسمعوا عنه الكثير، سوى أنه ساحر مشهور على شبكة الأنترنت المظلم ومع ذلك الجن نفى
عنه الشبهات، ومن المتعارف عن سليمان، أنه من أقوى السحرة في زمانه، وهذا ما يخيفهم
أنه بطريقةً ما يملك ما لا يملكون من سلطة فغير من أقوال الجان.
جوني: كان اسمه قديمًا حسام رُبِيَ في ملجأ عائلة ميدنس واختفى قبل موت "عز
الدين" بليلة وظهر مؤخرًا للعلن باسم "جوني" كما يُلقب نفسه.. قاتل
متسلسل هو تم تدريبة من قبل منظمة مجهولة، ليصبح محترف بشكل مخيف، آخر ظهور كان في
شركة "أثينا" من أكبر الشركات التي تهتم بالفنون وصياغة شتى أنواع
المعادن والأحجار الثمينة، بجانب اهتمامها لصناعة السفن والكيمويات الزراعية، هي
سلسلة شركات في شركة واحدة.. يملك وشم دائم يظهره مع كل جريمة وهو عبارة عن جمجمة
يتوسط جبهتها حرف D
فقط القليل يعلم لِمَ يرمز.
وقد وجد ذاك الشعار على أنه خلفية كافة
الأجهزة ومرسوم على كثير من جدران الشركة من الداخل، كل هذا كان يبدو عمل تخريبي
بسيط حتى وجدت ورقة كوتشينة على ظهرها ذاك الشعار أما رقم تلك الورقة كانت ورقة
جوكر مكتوبٌ عليها، كابوسكم.. احمل أول حروفه في شعاري، وقد انتهى من التجهيزات
وقد عاد.. كانت موجودة داخل أحد المستندات السرية والهامة للشركة، مما يعني ان من
وضعها إما شخص ذو صلة كبيرة بالإدارة ويعلم ماهية تلك المستندات ويمكنه الوصول
إليها بسهولة.. أو على مستوى خيالي من الإحتراف في التسلل، وهذه النقطة تبدو
مستحيلة.
أو أنه شخص دخل هنا ويعرف الكثير من الأسرار عن تلك الشركة وعن أصحابها لدرجة تصل
إلى أنه عرف الرمز السري للخزانة.. وربما، وتلك الربما مخيفة نوعًا ما، أنهم ليسو
الوحيدون الممتلكون لقوة ميدنس تلك، وأن تلك القوة تم تقاسمها مع أحدهم دون أن
يعرفوا، وهذا الأحتمال مخيف نوعًا ما لأن ذاك الشخص إلى الآن مجهول.. كما قولت لكم
كان ليلًا صعبًا على الجميعِ.. على الجميع حقًا.
....
في مملكة كاملة مبنية أسفل الأرض توجد فتاة ليست بجميلة ولا بقبيحة فقط فتاة
يمكننا أن نقول أنها أصبحت عادية، جالسة على أريكة ما، تفكر في ما مضى وفيما
سيمضي، وكيف كانت حياتها وكيف ستكون ماذا عن أخيها وعائلتها.. أولادها، زوجها..
وهل كل ما تسمعه صحيحٍ حقًا، أم أن هناك بعض من تزييف الحقائق وأن هناك ما يخفيه
هو بقدر ما تخفيه هي؟ مر عقدان إلا بضع سنين وهي لم ترى ضوء الشمس، هي فقط حبيسة
تلك المملكة تعمل بجد.. يُعاد تهيئتها في اليوم الف مرة ومرة، عُرضَت على أطباء
نفسيين عالميين، وصعب عليهم تحديد أي نوع من الأمراض النفسية ملازمًا لها، وهل هي
مُصابة أم تدّعي.. وهذا ما جعلها مستعدة نوعًا ما..
وهي في شرودها الغير معهود، إذ بها تقفز من على الأريكة بسرعةً خاطفة تجاه اليسار
بدوران زاويته 30 درجة تتفادى طلقة رصاص أتت من يمينها رادة على تجاه الإطلاق
بخنجر خرج من زراعها كان مخفي أسفل ملابسها مستهدفًا ماصورة المسدس لكن المطلق تفادها
ليفاجأ بخنجر يستهدف بنطاله ليعلق ساقه بالجدار.. ابتسم وبادرته الإبتسام وهي
تقول، أرخيت دفاعك!
= أصبحتِ أقوى هذا العام، ستخرجين للعالم الخارجي قريبًا.
- أخيرًا، أشتقت لأشعة الشمس
= أنا أيضًا، أشتقتُ للفجر، فذا الليل طال بقائه وبات مُمِلًا.. تبقى لكِ تمرينٍ
أخير، وأظنه أصعبهم
- ما هو؟
= القتل
- وصلت لأقصى مراحل القنص وأستخدام السلاح، وأتقنتُ مهارتك الخاصة في رفع ضغط الدم
وزيادة التركيز المؤدية لتباطئ الأشياء من حولي، فبتُ أستطيع إستهداف رصاصة تم
إطلاقها من بعيد، وتمرنتُ لعشرة أعوام تمرينات شاقة جسدية ونفسية، بشكل مكثف، فنون
قتال لأكثر من خمس مدارس مختلفه لنفس الفن، وتقول أن ومع كل هذا سيكون ذا التمرين
هو أصعبهم.
= هل تستطيعين التفوق عليَّ؟
- ربما، إن لم تهاجمني وأرخيت دفاعك لوهلة، مثلما فعلت الآن
= تعلمين! ربما تتفوقين عليَّ في قتال منفرد لكن في أرض المعارك يستحيل.. حينَ
كُنتُ في ذروة مجدي، كان لدي فوبيا من العناكب
- ماذا تقصد؟
= كنتُ رغم كل الجنون والسادية والخلل العقلي بداخلي، أخشى حشرة غير مؤذية في
الأغلب، الأمر لا يتعلق بتلك الحشرة، بل يتعلق بمواجهتي لها ونظرتي عنها، كنتُ
أخشاها من اللاسبب، ولم اجرأ لمرة على لمسها قبل علاجي، كم مرة قمتِ بإيذاء شخص؟
(هنا فهمت ما يقصد بالضبط، فهي لم تأذي شخصًا من قبل، ولا تعلم هل لديها القابلية
على قتل إنسان حقًا أم لا، طرحت على نفسها هذل السؤال "هل يمكنني أن
أقتل" وكانت إجابتها سريعة، إن كانت الضحية هو من تسبب في موت أختي سأفعل،
وسيكون ذاك الشخص هو تدريبي العملي الأول بما أنني أعرفه..)
فاقت من شرودها سريعًا ثم أردفت قائلةً: ماذا تريد أن تفعل؟
- ستكوني المسؤولة عن منصة الإعدام
=سيكون قتلهم رميًا بالرصاص وهم في حالة هروب من الموت رصاصة لكل شخص، ومن يفلت من
تلك الرصاصة، تقومين بقتله بيديكِ عاريتين.. بالمناسبة ترتدين ساعتكِ بشكل خاطئ
كالمعتاد.
(نظرت في ساعتها لتكتشف أنها كان ترتديها بالشكل الطبيعي المعتاد للجميع، وكما
أخبرها مرارًا وتكرارًا هذه التقنية لا تجوز مع القناصين، حتى لا تعكس الساعة
الضوء أو أي شيء يكشف عن مكان تواجدك، لذا دائمًا ما يذكرها بأن ترتديها مقلوبة،
لكنه لم يكن يعلم أنها ترتديها كي ترى إنعكاس المارة مؤقتًا فلا تتفاجئ بهجومه..
لم تكن تعلم أنه يعلم هذا الأمر، هو فقط يحب أن يراها تشعر بالإنتصار عليه لا
أكثر، ابتسم قليلًا ثم قال: قبل أن أنسى هل خرجت " نيڤين" للضوء اليوم أم لم تخرج بعد؟
- نعم خرجت صباح اليوم، كانت متوترة قليلًا
= لقد كانت بائعة هوى في السابق، أراهن أن خوفها الوحيد، هي أن لا تتقن دور كونها
امرأة شريفة، بداخلها ذلك الطابع لا اراديًا.
- لن تتغير ابدًا، حقًا كانت متوترة
= الأمر يتعلق، بتصنع الشخصيات، تخشى أن يكون تدريباتها الكثيرة كي تكون مثلك، لن
تفلح، أو أننا نسينا شيء.. هي تخرج كل يومٍ تقابل هذا الشخص، لكن هذه هي المرة
الوحيدة التي ستتوغل في منزله بما يكفي، نظر في ساعته وقال لقد حان الوقت
(أنهى حديثه ونظر في الساعة ليجد أن ما مر خلال ذاك الحديث الصغير 13 دقيقة، فقبلها
قُبلةً حارة ثم ودعها وذهب مسرعًا قبل فوات الآوان)
..................