حرب باندورا - الفصل الرابع

لاو: توقفوا.. ما أريد فهمه، كيف جعلت الجان اللعين ينصاع لرغبتك ذلك اليوم؟

فلاش باك
بعد أن قامت مارسلين بفعلها الغريب ذلك أخذت ديمون لمملكتهم في الأسفل، ذهبت لأبيها وهي تقول: أي أن كان الخلاف الذي بيننا، فأنا هنا ومعي مشكلةً كبيرة ويجب عليكم أن تجدوا لها حلًا
- على ما أظن أنها مشكلتكِ وحدك، أنتِ وذلك البشري اللعين
= الأمر هنا يتعلق بـ(ناصور)
- ماذا؟ فيما تورطتِ معه، ستهلكينا أجمعين، لسنا ندًا له
= قام ناصور بتعيين خدمًا وجانًا مقربين وكثيرين ليكونوا عونًا لذلك البشري بالخارج
- حسنًا إذًا ما الأمر؟
= وأعطى خدمًا أيضًا لأحد أعداءه، وهو تورط معه، لكن رجلي بالخارج هالته أعلى بالطبع
- حسنًا نبدو متفوقين هنا إن كانت هالته أعلى
= هنا تكمن المشكلة، هو هالته أعلى، لكن لا يوجد جنودًا من عالمنا معه في تلك البلدة، تكون قوته مرعبة في بلده، وللأسف لديه هنا بعض الأعمال التي قد تستغرق وقتًا، وترك خدمه يقوموا بحماية عائلته
- فمن المفترض علينا أن نحميه حتى يعود! في أحلامك
= لا، لدينا علاقات مع (بعلزبوت[1]) وهو الحاكم على ناصور[2]، نحن فقط نُريدُ هدنة حتى يعود، ومن ثم فليفعلوا ما يشاءوا
- سأرى ما الذي بوسعي فعله، فقط لأني أرى في عينيكِ اهتماما بهذا الرجل..
= سأذكر لك هذا المعروف أبد الدهر
- لا تعتادي على ذلك ما دمتِ مع هذا البشري
= لن أحتاج هذا بعد الآن لا تقلق

مرت عدة ساعات بشرية، عاد الأب وأخبرها بما ستدور عليه الأمور ثم ذهبت هي لديمون وهي تقول: أتمنى أن يكون المكان قد أعجبك
= أفكر في بناء مكانٍ مشابه.. ما الأمر مارسلين؟
- حين كنّا في الفندق، أبرمتُ صفقة مع الخدم الذينَ كانوا معه، هذا الفتى طاقته ضعيفة جدًا، لم يكن يرى حتى أني من الجان، ومن معه خشوا أن يخبروه، كانوا أضعف من ذلك، وقد كانت الصفقة تنص على ذهابهم من المكان وسأعطيهم أكسير الحياة بلغتكم.. وهو أكسير يمدهم بالطاقة ويعلي مراتبهم فقط لا أكثر.. كمقابل وقد وافقوا.. لكن ما حدث أنه وبينما كنا نحتفل، إحتاجه أبيه لعلةٍ ما هو وأخيه، لذا حين لم يصل له، أرسل كثيرًا من جنود الجان للبحثِ عنه...
تعلم إن قمتُ أنا بعميلة القتل ستصبح الأمور أسوأ كما تصبح دائمًا، في حالة أن هناك جان قتل رجلًا كان يستعين بجانٍ آخر، حينها تصبح الأمور أكثر ندية رغم أني أسديت لهم خدمة، لذا جعلته يطلب الموت الرحيم، حين نقلتكم للفندق، عدتُ بنقله ونصحت الفتى بأن يقتله إن أراد رحمته، وطلبتُ من أبي أن يسوي الأمور حتى نعود، كما تعلم لسنا ندًا لأن نقيمَ حربًا هنا..
= وكيف صارت تلك التسوية؟
- سأفقد قدراتي كجنية حتى نعود، وبالتالي سأظل على هيئتي تلك، وفي هذه الأثناء سيفقد الجان قدراتهم ليكونوا كالبشر تمامًا، وإن حدث إلتحامٍ من نوعٍ ما، سيكون التحامًا بشريًا فقط، إلا أننا لن نقتل، ولن نُقتل.. سنصد الرصاص إن استطعنا فقط مع استخدام سرعتنا الخارقة لمرةٍ واحدة..
= تبدو هذه فكرةً جيدة.. لكن لما شرط استخدام تلك القدرة لمرةٍ واحدة؟
- تطبيقًا لفلسفتك.
= فهمت.. أن ننسى في الثانية ونحاول استخدامها فنخس اللعبة نهائيًا

- بالضبط
باك

ديمون: أخبرتك سابقًا أنا أكثر روحانيةً منك، هل تعلم لِمَ يحرص الجان على خدمتي أكثر منك! لأني في صراع مع رغبتي في هدنة والإبتعاد عن كل هذا السوء، وكلما اقترب الجان مني، أبتعدتُ عن الخير أكثر.. أنتم في كلا الحالاتين لن توقفوا كل أعمالكم الغير إنسانيةِ تلك، لذا ما الحاجة في أن يصارعوا من أجلكم.. أنا أعلّم الأطفال السحر، أنتم لا لذا أنا أكثر مقربةً منكم..
قال تلك الجملة ثم حك أنفه فجأة ليتم قتل لاو أيضًا عن طريق عربة تحمل مسلحين أطلقوا عليه النيران وهرب، وقامت مارسلين بحمايته مرةً أخرى عن طريق تلقي الرصاص بدلًا عنه[3]
ديمون: كان الجميع يكرههم؛  فكان من السهل عليا عرض صفقة مع البعض لقتلهم.. أما بالنسبة لكم، أنتم لا تحبون خدمة البشر على أيةِ حال فها أنا ذاك أعطيكم الحرية ولم تقصروا، ما امتلكتمونه هو الصلاحيات البشرية، وكان عملي هو التغطية على القتلة، أنتم أحرار الآن.



[1] دا اسمه الحقيقي فعلًا وهو الحاكم الأعلى فوق "ناصور" ويحكمه بالحب وليس بالقوة والتمرد، ومعروف في الأديان القديمة والأساطير بمختلف الحكايات، في بعض الأساطير هو اله الخير والحب.. والبعض هو اله الحروب.. اختلفت العبادات عليه منذ الأذل، يمكنك البحث عليه إن أردت

[2] دا مش الاسم الفعلي للجان نفسه، هو حاجه زي اللقب كدا، وهو واحد من اعتى الجان الموجودين، ولو حضرته مرة لازم تحضره كتير وكلها اعمال ليها علاقة بالشر بس..

[3] كنتُ قرأتُ معلومة إن الجان لم بيتمثل في حاجة، بيكتسب كل خواصها، يعني لو جان اتقمص في بشر واتقتل بيموت، المعلومة مش مؤكدة وبما إننا في مصر والمقولة الشهيرة بتقول المخرج عاوز كدا، فحتى لو المعلومة دي صحيحة، دي رواية خيالية والكاتب عاوز كدا.. قراءة ممتعة

الكاتب الرمادي

إن لم ترى نفسك في عيون الآخرين فأعلم أنك لم ترى نفسك مطلقًا وأن عقلك يخدعك عن ما تعرفه عنك لا محالة.. فلم نخلق لنرى ما بداخلنا بل لننظر داخل الآخرين..

إرسال تعليق

أحدث أقدم