حرب باندورا - الفصل الثالث

- أخبرني "لاو" أنك قتلت أخيه وأكثر رجاله مقربةً ثم أطلقت النار عليه وهربت
= وهل صدقتَ أني فعلتُ هذا
- لو كنتُ صدقت ما كنتَ حيًا إلى الآن
= دعك من هذا، تعرف إنك إن تورطتَ معي سيقتلك المسخ لا محالة
- أحيانًا أشك بأنك المسخ، لذا إن قتلتك لن يأتي
= أنت تشكُ، لستَ مُيقنًا بعد؟ لذا ما رأيك بأن نتيقن من هذا الأمر
- كيف
= تحضر رجالك بما يكفي، وسأستدعيهُ أنا وإن استطاع فليقتلك، ما رأيك
- وأتظن أن هذا المكان سيحتمل وجود شيطانان في مكان واحد، أنت وهو؟ على كل حال "لاو" بالداخل، ويريد الحديث معك بشأن هذا الأمر
دخلا للغرفة المجاورة، وما أن دخل ديمون حتى اُصيب لاو بشيء من الرهبة، بدأ ديمون بالسؤال قائلًا: سَمعتُ أن أحدهم قتل أخيك، وتلومني أنا بفعلها
لاو: لا تتحدث وكأنك لستَ بقاتله
نيكولاس: قص علينا ما حدث لاو
لاو: ذهبتُ للمقامرة كعادتي، وقد قامرتُ ذلك اللعين ولكنه خسر، ويمكنك أن تسأل الموجودين، ثم ذهبتُ لجناحي الخاص بالفندق، فوجدتُ ذلك الداعر هو وعاهرته التي تقف بجواره تلك يطلبون الدخول، في البداية ظننتُ أنهم هنا لعمل، لكن ما أن دخلوا حتى قتلوا حرّاسي وأخي بالرصاص، وأقتلع عيني، ولعلة ما هرب فجأة بجثة أخي بنما كنتُ مصابٍ ملقًا على الأرض
نيكولاس: ما رأيك في قوله "ديمون"
عز الدين: لنقل أن الحقيقي بنسبة مئة بالمئة، هو أني ذهبتُ له، أما الباقي فلا أعلم عنه شيئًا
نيكولاس: قبل البدأ في الحديث، أود أخباركم بما أعرفه، حين ذهبتُ للفندق الذي يسكن فيه "لاو"، قال موظف الإستقبال أن "ديمون" دخل وقد قال أن لديه عمل بالداخل
عز الدين: حدث بالفعل
لاو: هذا يعني أني لم أكذب
نيكولاس: ما أنا متعجب منه، أن يقوم "ديمون" بفعلٍ كهذا، بعد أن نزلتم سويًا تضحكون وتتحدثون أن التسليم سيكون ليلة أمس، وقد بدوتَ سعيدًا حين أتيتَ بعد الثالثة صباحًا أيضًا في اليوم الذي مات أخيك فيه، رُغم قولك أنه قتله قبل تلك الساعة بقليل، كيف تُفسر ما قاله ذلك الموظف؟ ورأيت كاميرات المراقبة لم يكن يكذب
لاو: ما تقوله هراء
عز الدين: التفسير الوحيد بذلك، أني مسحتُ مصباح علاء الدين وخرج جني ليتقمص هذا السيناريو أمام الكاميرات.. نحنُ في القرن الواحد والعشرين يا رجل ما من مصابيح هنا
لاو: هل تظن أني أكذب نيكولاس
رد عز الدين عليه بخبث وهو يقول: هل تستخدم مصابيح لهذا لا تصدق الكاميرا؟ ثم مهلًا لحظة، لقد قلت أني استخدمت مسدسًا
لاو: نعم وهذا ما فعلته أنت بالطبع
عز الدين: ما رأيك بهذا "نيكولاس"
نيكولاس: سأخبرك شيئًا، "عز الدين" لا يقتل بالرصاص، يمكنه قتلك بورقة ملقاة على الأرض ولا تسألني كيف، لكنه لا يستخدم الرصاص، وإن أستخدم تكون أسلحة ثقيلة، هذا أولًا، ثانيًا حين يريد أن يقتل أحدهم بقوة يستدعي صديقه المشهور بـ"المسخ" ويشاهد هو، وجميعنا يعلم هذا.. ناهيك عن شريط الفيديو
لاو: اراك بجانبه
نيكولاس: أنا بجانب ما أعرف أنه حق، وأنتَ تعرفني كذلك
لاو: كان خطأي من البداية حين ظننتُ أن معتوهًا مثلك ذا شرف ويمكنني أن أعول عليه.. (قال تلك الجملة وخرج)
نيكولاس: أنا أعلم أن لك الاعيبًا كثيرة، لكن هل لك شأنًا في قتل أخيه؟
عز الدين: هل أي من الإجابتين قد يتسبب في عداوةً معك
= أمام عائلة ماتريكس والعصابات منطقيًا لم تقتله، لذا لا
- لقد قتلت تلك العائلة أخي الصغير
= مهلًا هل لديكَ أخ
- كان لدي أخًا وأختًا، وكلاهما قُتِلَ.. وداعًا الآن.. هيَّا فيونا
= هل سأراك ثانيةً
- نعم.. لن أجد طبيبًا أمهر منك ليبدل وجهي بوجه شخصًا آخر
= هل هي النهاية؟
- كما أخبرتك، أنا والمسخ وفيونا، وعائلة ميدنس كاملة، سئمنا أعمال القتل واسالت الدماء
= ستكون محاولةً سديدة، لكن لا أحد يخرج من تلك الدائرةِ أبدًا
- سأكون الأول
مرت أحداثًا روتينية لثلاثة أيام للأمام لذا ضع المفتاح في مركبتك ولنتخطاهم، مستعد! للنتقل.. ها قد أتينا لبعد ثلاثة أيام لنشاهد ديمون وفيونا جالسين في إحدى الحدائق وأمامهم رئيس عصابة "ماتريكس" ومعه عصبةً من الرجال المسلحين الواقفين أمام ديمون، ورئيسهم يوجه كلامه لديمون وهو يقول بلغةٍ حادة: هذه نهايتك يا ابن ميدنس..
ليجيبه ديمون بلا مبالاة وسخريةٍ تامة: هل تعلم سيد ااااا "از" أن اسمك في بعض القواميس يعني كلمة غير لطيفة قليلًا لتطلق على رجلًا، خصوصًا رجل عصابات؟ قاله ساخرًا ثم بدأ يضحك وهو يقول لا أعلم لكني أحيانًا أنطقها
بطريقة لن تعجبك إذا سمعتها.
عذرًا لكن هذا ما يحدث حقًا وعاد للضحكِ مجددًا بعد أن إنتهى من الضحك بدا جادًا مجددًا وكأنه لم يكن يضحك ثم قال: لا يهم، دعني أتحدث معك بشأنِ شيءٍ مهم، ما الذي يجعلك تتحدث وكأنك مُيقن بقتلي اليوم؟
لاو: لأننا وجدنا المصباح السحري وطلبنا منه قطع ****
- مثلما فعلت فيونا معك! تصحيح، لن يمكنكم استخدام ذلك المصباح للمرةِ الثانية أيضًا.. هل تعلم أنك كاذب سيد.. عذرًا سيدة "لاو" لن يجوز أن نلقبك بالسيد بعد الآن، وأحمد الله أن مارسلين تركت بجوارك أداة ساخنة قبل أن تموت من شدة النزيف، لا يهم، كذبت حتى لا تفشي قصة الجان الخاصة بكلانا، لكن الم تجد كذبة أكثر واقعية من تلك؟
بينما كلاهما يتحدث، إذ بأحد عشر رجلًا من رجاله يسقطون فجأة.. بدأ الجميع يُصابُ بالذعر..
بينما تحدث ديمون بنفس هدوءه: هناك ستة قناصون هنا بجانب ثلاثين قناص على مستوى تلك الدائرة المحيطة بالمباني بجوارنا.. الثلاثون يمسكون رجالك، وهنا أقصد رجالك، وليس المتظاهرون بذلك.. وستة اثنين منهم يُمسكان برأسك سيد "از" واثنين يمسكان براسكِ سيدة "لاو" واثنين يمسكان برأس ذلك اللعين المصوب سلاحه على رأسي بمسدسًا صينيًا لعين...
وطبعًا تعرف إن لم يخبروك أن المتظاهرون برجالك لن يساعدوك كثيرًا.. شيئًا ما بداخلي يخبرني أنك لم تعرف.. السر يقع في هذا الخاتم.. أنظر..
(ثم أغلق قبضة يده ليريه الخاتم وفي نفس الوقت كان قد أصاب رأسه بطلقة.. أثنان.. مات السيد "أز" والطلقات كان قد خرجت من خاتمه[1] بينما أتجهت فيونا أمامه لتتلقى هي الرصاصات مكانه وقتل الرجل المصوب سلاحه على رأسه بسرعةٍ خاطفة.. حاول الجان أن يصدوها بسرعتهم وينقذوا سيدهم لكن خدمها من العالم الآخر قاموا بعرقلتهم وأصبح الجميع متأهب لخوض معركةً كبيرة، بينما قال ديمون، لن تحب أن يخترق أحد القناصين رأسك، وعلى أي حال كُنتَ تطمع أن تحل مكان أبيك، وقد أخليتُ لك المساحة.. لذا قبل أن تجعلني أستخدمُ ما تبقى من الاعيبي فلتأمر الجميع بأن يهدأ من روعه قليلًا
لاو: توقفوا.. ما أريد فهمه، كيف جعلت الجان اللعين ينصاع لرغبتك ذلك اليوم؟



[1] هذا الخاتم صنف كأصغر خاتم في التاريخ يعود لفترة السبعينيات وموجود في معرض دار المزادات "Czerny" وفي علبة المسدس مفك 6 خراطيش عيار 3 مليم

الكاتب الرمادي

إن لم ترى نفسك في عيون الآخرين فأعلم أنك لم ترى نفسك مطلقًا وأن عقلك يخدعك عن ما تعرفه عنك لا محالة.. فلم نخلق لنرى ما بداخلنا بل لننظر داخل الآخرين..

إرسال تعليق

أحدث أقدم