كهل يُهدي فَتَاه ورعً

 _إلِي عزيزِ الفؤادِ وهدان ، كيف حالك يا يُمناي؟

=لقد كفّ البصرُ عن سعيه مُنذُ ذهابك إلي المعركة ، أعلم إنك بخير و لكن لازِلت استقبِضُ على فؤادي الذي استوقدَ نارًا مُبددة مُعلنًا إضرابه عن بُعدك ، ولكن لا يسعني القول إلا أن تحفظ ماء وجهي.

إحذر يابني ، فالحرب و الحب خدعه ، و كلاهما يجعلانك تخسر نفس الشيء ، تخسر أطرافك ، حيث لا يكون لهَ مُسمى غير ذلك.

أودُ لو تسْتَمِع لي و لو لبضعةِ دقائق و أنا على 

أملاٍ أن يصل بِك المرسال قبل أن تفيضَ روح الرسول.

والدتك يا بُني تستنشق غبار غرفتك فى رحلة من البحث حتى تجد ما يُسر فؤادها ، و يُعطر بالها و يزين آمالها فلا تخذلنا ، والخذل هُنا لا يعني النصر في الحرب

ولا الضرب و السطو ، إنما بمكارم اخلاقك مع إخوتك ف الجهاد ، و الصلاة يولدي خيرٌ لكَ مِن العماد ، و القرب من الرب ف الخلوات خيرٌ من أن تقود العباد ، ليتك تعلم كم من أمرٍ أودُ أن تستمع لهُ فلا خيرَ فى ولدٍ ؛ إلا و كان فى والدهُ سابقهُ

فَ كم من نبي عَصَاهُ إبنهُ و كم من حكيم إستمع لهُ إبنه ، مع حفظي للألقاب ، وددت لو تعلم إن كُل الأمور هُنا تجرى فى صالحك ف ها أنا هُنا اسبقك بخطوات و انتهيت من سباقٍ لا يسعني سوى أن أقول كان فتاكًا وهذا مكنني من كثير كما أننى امتلكت الكثير من المهارات فى خضام الحدوث فليتك تستمع يا فتى في هدوء.

اليوم ، مر على فراقك الكثير من الأيام التى انهالت علينا بالكثير من الأيام العابثة فى ظلام الليل و أنا لا أملك سوى مصباح انيره حتى أصلى و أنام.

أُحدثك اليوم عن الخدعة ف الحرب ، لا خدعة تملك حكمة كالتى آثارها صبى حينما احتمى فالله ب التقوى وليس الدعوى.

فلا دعوة تنفع مسلم كالتقوى ، فهي خير الأشياء ، أن تحتمي بربك عندما تستمع لهُ حينها تستطيع الدخول تحت صهاريج المياه دون الحاجة للهواء فى صدرك ، و السير على سفينة لا تحتوى على قطرة من ماء عذب و أنت مليئٌ بحب الله.

أحدثك اليوم عن أولادك عندما تتزوج ، لا تأمر أحدٍ منهم بشيء ف هذا خطأ لا ينتفع منه.

بل خيرًا لك أن تقيم مقام بيان المعلم ، و هو إلا تفعله أنت ، و عندما يفعله أحد ابنائك ، اكتفي فقط بنبذه و جعله يظن أن الخطأ يكمن فيما فعل دون أن تريه ذلك ، ولا تغضب من طفلك ، فهو يملك الكثير من المشاعر التى لا امتلكها أنا فى هذا السن.

فلا تجعله يقتلها أو يظن إنها سبب أخطائه بسبب غضبك ، بل احتضنه بكل احتواءٍ ، و عالج المشكلة و التصدع كاملًا ، فلا تظهر لهُ إنكَ جاهل و تودَد لقربه ولا تفتعل المشاكل ، و خذ برأيه ثلاث مراتٍ ، استعمل نصيحته مرة و أغفل عن إثنين فذلك سيجعله يبحث أكثر عن نتيجة ، ولا تشعل فتنة الغيرة بين إخوته ، أو تقيم مقام لأحدهم و الآخر لا ، ولا تستمع لنصيحة احدهم فى غضبك عن الآخر فا فى ذلك لشرٍ عظيم.

و أكتُم هواك عنها ، و إن كان الكتم بَلية فالستر على هواك يجعل منهُ حُبًا أعظم ، ولا تُكثر في وصفك ؛ فَ خيرٌ من ذلك صمتك حتى ف البلاء.

ولا تتبع هواك في أمرٍ جال على خاطرك مرتين ففي هذا لخسارة عظيمة.

لإبريل

الكاتب الرمادي

إن لم ترى نفسك في عيون الآخرين فأعلم أنك لم ترى نفسك مطلقًا وأن عقلك يخدعك عن ما تعرفه عنك لا محالة.. فلم نخلق لنرى ما بداخلنا بل لننظر داخل الآخرين..

إرسال تعليق

أحدث أقدم