في إحدي مناطق أسيوط، في بيت صغير علي قد حاله
كانت رحمة بتحط اللمسات الأخيرة في أوضة الجلوس
خرج أسامة من الحمام وقال "البلاط هايشتمك من كتر الحك فيه"
قالت رحمة "بس ياض إنت، عايزهم يدخلوا يقولوا إيه"
"ياسيتي مايقولوا اللي يقولوه، جات علي دي يعني" وضحك
دخلت رحمة المطبخ وفتحت التلاجة وطلعت الفاكهة والحلويات، رستهم في أطباق وسابتهم في المطبخ عشان تطلعهم لما ييجوا، فتحت الحلل اللي علي البوتيجاز وإتأكدت إن كل حاجة جاهزة
صلي أسامة العصر وقعد في أوضة الجلوس مستني الناس تيجي، ورحمة دخلت تظبط حالها قدام مرايتها، ودخلت أمهم تلبس العباية الجديدة اللي جبهالها أسامة
البيت كان مبهج لأول مرة فعلاً، كان بيتجهز كأن اللي صابح عيد ورحمة كانت طايرة من الفرحة
خرجت رحمة وهي بتزعق "أسامة إعدل المفرش اللي إنت بهدلته دا"
"حاضر، يكش نخلص" وقام عدل المفرش
بعد ربع ساعة خرجت رحمة وكانت أية من الجمال، كانت محرجة جدًا فقال أسامة بعد ما بص عليها لثواني "الهبلة كبرت"
ضربته رحمة علي كتفه وقعدت جنبه
عدي عشر دقايق تانيين وماحدش جه
كانت الساعة خمسة، كان أسامة بيبص في تليفونه كل شوية ليكون رن عليه، أخته كانت فرحانة جدًا ومش ملاحظة الوقت، عمالة تعدل في الحاجة اللي حواليها بس
الساعة خمسة ونص ولسه مجاش وماينفعش يرن عليه، بص لأخته اللي بدأت تتوتر من التأخير
الساعة ستة وكل حاجة جاهزة ما عدا هشام اللي لسه مجاش، حس بإحراج رحمة، بدأت فرحتها تتلاشي ويتحط مكانها الحزن
الساعة جات تسعة وإتأكدوا إن ماحدش جاي، دخلت أخته غسلت وشها وغيرت هدومها من غير ما تنطق ولا حرف، فتحت أوضتها ودخلت وقفلت الباب وراها
دخل وراها أسامة، فتح النور لقاها نايمة وشادة البطانية عليها خافية كل جسمها تحتها حتي راسها، قرب من السرير وقعد جنبها في حزن عليها
شد البطانية بس هي كانت ماسكة طرفها ف فضلت مستخبية تحتها، سمع صوت عياطها ف قلبه إتألم
حط إيده علي البطانية وقال وهو مش عارف يجمع كلام جواه "الحمدلله إنه مجاش، أنا مستكترك عليه أساسًا"
سكت لثواني وبعدين قال"قومي بقي ماتبقيش رخمة، أومال مين هياكل الطبيخ اللي جوه دا، والحلويات والجاتوه"
شد البطانية ف شاف عيونها المدمعة ووشها الأحمر، رفعت راسها لحضنه وإستخبت جواه
ملّس علي شعرها وقال "أنا السبب الصح! لو ماكنتش أخدت معاه ميعاد ماكنش حصل كل دا، حقك عليا"
باس راسها وكمل "أنا كنت عايز أفرحك"
ماكنتش بترد عليه، كانت بتعيط بس
رفع وشها وجات عيونها في عيونه، إصنطع إبتسامة وقال "قمر حتي وإنتي بتعيطي، أنا لو حد غريب وشافك وإنت كدا هاجيب المأذون وقتي"
دفنت راسها تاني في حضنه
رجع ملّس علي شعرها "أنا حبيبك وأخوكي وصاحبك وأبوكي، إنتِ كتيرة علي أي حد حتي عليا"
عيونه دمعت ف سكت، كسرة قلبها دي مش هايعديها لهشام بالساهل، طبطب علي كتفها لحد ما هدت في حضنه
قامت من حضنه فقال "ما كنتي تخليكي تشوية كمان، لسه أخر حته في القميص ماتغرقتش"
إبتسمت أخته بفتور فقال أسامة "هاروح أجبلك شيبسي وحاجات حلوة، كل الحاجات اللي بتحبيها هاجبهالك تتسلي فيها لحد ما أنزل أخر الشهر وأجبلك زيهم تاني، علي فكرة هشام ماكنش هايدلعك كدا يعني قعدتك معايا أحسن"
باس جبينها وخرج غير قميصه وخرج برا البيت
وصل لسوبر ماركت في منطقتهم أشتري كل حاجة رحمة بتحبها، من أول المشبك لحد الشيبسي الحراق، كان راجع البيت لما لمحها
بس المرادي كان في إيدها دبلة
في بيت فريدة، وبنبرة صوت غاضبة "أنا مش موافق، ولو مارجعتيش عن اللي في دماغك هاتخسرينا قبل ما تخسري نفسك"
قالت فريدة بصوت متحشرج "بالله عليك ما تصعبها عليا أكتر ما هي صعبة، أنا بحبه وماقدرش أعيش ثانية واحدة وهو بعيد عني، ماقدرش أشوفه مع حد غيري، وافق علي كتب الكتاب لأنه محتاجني جنبه"
كان ترجي فريدة بيغلب إرادة أبوها في إنه يوقفها عن الدوامة اللي هاتدخل فيها برجلها
مسك دراعها بلطف وقال بترجي "أرجعي عن اللي في دماغك يا فريدة، كلنا شايفين إنه اختيار غلط ووافقت انك تتخطبيله عشان تتأكدي بنفسك إنه ماينفعكيش ولا هاتقدري تتحملي أهله وسيطرتهم عليه، كنت واثق إنك مش هاتكملي لما تشوفي بعينك، بس أتفاجئ بيكي جاية تقوليلي إنك عايزة تستعجلي كتب الكتاب، إنتِ عارفة إنك بترمي نفسك في نار"
"هاغيره والله يبابا" قالتها بعيون دامعة
رد أبوها بغضب وهو بيزقها بعيد عنه "كنتي عرفتي تغيريه من زمان، أديلكم قد إيه مخطوبين! عرفتي تعملي حاجة! ولا الهوا، أنا مش عايز أصمم رأيي عشان ماتلوميش عليا، عشان ماتقوليش إني وحش وإني منعتك عن جنة مستنياكي، بس إنتِ بنفسك إتأكدتي إنها نار"
كانت ساكتة مش عارفة ترد تقول إيه، هي عارفة إنها هاتدخل عالم هايبقي تقيل علي قلبها بس هي بتحبه وهو محتاجلها، سكتت وبصت لأبوها بترجي علي أمل إنه يوافق
قال الأب بنبرة محذرة "إحنا قصاده، لأما إحنا لأما هو، قرري وشوفي إنتِ عايزة إيه"
شبكت في دراعه سريعًا قبل ما يمشي من قدامها وهي بتقول "بالله عليك يا بابا، بالله عليك ماتحطنيش في الاختيار دا، يبابا.."
كان مشي من قدامها وسابها لوحدها في قلة حيلة
دخلت أوضتها وقعدت علي سريرها وهي بتعيط، مسكت فونها ورنت علي شريف
قالت بحزن بالغ "بابا حط موافقتي علي كتب الكتاب قصاد إني أخسرهم، أنا مش عارفة أعمل إيه!"
"أنا هاكون أهلك، هاعملك كل اللي إنتِ عايزاه بس وافقي علي كتب الكتاب خلينا نتجوز"
"هاخسر أهلي ياشريف" قالتها وهي بتحط إيدها علي بوئها وبتكتم صوت شهيقها
"والله هاكون أهلك، هاعوضك عنهم كلهم، خليكي معايا يا فريدة وماتسبنيش، هاتقعدي بس سنتين مع أهلي وفي السنتين دول هاجمع كل قرش عشان أشتري شقة برا وأبعدك عن أهلي، هاكون بتاعك إنتِ بس ومش هادخل حد بينا"
مسحت دموعها وقالت "طب ما ناخد شقة إيجار، أي شقة ونتجوز فيها ونبعد عن أهلك"
"الإيجار مش مضمون، لو بعدت عن أهلي هايرموا طوبتي ومش هايدخلوني البيت تاني وأبويا هايعند قصادي، ولو أخرت شهر في الإيجار أو حصلت أي حاجة هانترمي في الشارع وساعتها مافيش حيطة هاتكون موجودة نسند عليها، خلينا في المضمون أحسن، نقعد في بيت أبويا لحد ما اجمع فلوس الشقة وأشتريلك برا"
سكتت ماتكلمتش، عقلها المرادي عاجز عن إنه يفكر أو ياخد قرارات، هي حاسة إنها محتاجة حد ياخدها من إيدها ويوقفها في مكان ويقولها إن دا المكان الصح
قال شريف "وعد علي نفسي ما أخليكي تندمي في يوم، وافقي يا فريدة"
فضلت فريدة ساكتة، بتحاول تجمع شتات أمرها بس هي فعليًا مش قادرة تعمل حاجة غير إنها تعيط
كانت إيناس في الصالون لما ذكري حطت قدامها القهوة وكانت هاتمشي بس قالت إيناس من غير ما تبصلها "أنا قولتلك تمشي!"
وقفت ذكري مكانها بدون كلمة
قالت إيناس "إنتِ حاطة القهوة علي الترابيزة ليه، مش قادرة أميل، هاتيها وحطيها في إيدي"
داست ذكري علي فكها ومسكت القهوة وقربتها من إيدها فمسكتها إيناس وأخدت رشفة من القهوة وقالت بملامح وش عابسة "طعمها مش لطيف، أعملي واحدة غيرها علي السريع"
رمقتها ذكري بنظرة غاضبة وشرار بيتطاير من عيونها، ماحدش عاملها بالطريقة دي قبل كدا، وهي عمرها ما تقبل إن حد يكلمها بالإسلوب دا
أخدت القهوة ودخلت المطبخ عشان تعملها قهوة تانية
بعد دقايق طلعت ب مج قهوة غيره ومسكته لما تشوف هاتقولها تحط المج فين
بصتلها أيناس بإستحقار وقالت "أبقي قصي ضوافرك عشان مابحبش الضوافر الطويلة، هاتقرف أشرب مج القهوة دا كمان"
إتفاجأت ذكري من كلامها فتابعت أيناس "ولا ثواني أنا أقصهملك"
قامت إيناس متجاهلة صدمة ذكري وجابت مقص ووقفت قدام ذكري
مسكت إيدها بتحدي وقربت المقص من ضوافرها
قالت "الشغالين مابيربوش ضوافرهم زي الهوانم، ولا بيلبسوا اللي علي كيفهم، أنا جبتلك يونيفورم هاتحبيه أوي، طول ما إنتِ بتشتغلي تلبسيه"
إبتسمت وقالت "ماشي يا ذكري!"
بصتلها ذكري بغضب، عايزة تسيطر علي نفسها من جوه بس مش قادرة، عايزة تمشي من قدام إيناس بسكوت عشان ماتحصلش أي حاجة
كملت إيناس وهي بتقص أول ضافر "لما أسألك تردي، ولا أكتبلك الشغالين المفروض يعملوا إيه ومايعملوش إيه! "
"بتعامليني كدا ليه!" قالتها ذكري
ردت إيناس "أعاملك بالطريقة اللي تعجبني، وإذا ماعجبتكيش ممكن تمشي عادي، ولا إنتِ وراكي حاجة ومتدارية هنا! أصل أنا عرفت إنك محولة من البحيرة لبني سويف، وإستغربت صراحة"
"حاجة ماتخصكيش، ولا أنا أكتبلك المفروض تسألي عن إيه وإيه اللي ماينفعش تسألي عنه"
بدأت تعابير ذكري تتحول فجأة، الإنفعال والغضب ظهر علي ملامحها وبدأ وشها يحمر من الغضب حتي صوت نفسها بقي عالي ومسموع
خافت إيناس من ملامح ذكري بس دارت خوفها بإبتسامة وقالت "أول مرة أعرف إن الخدامين ليهم طريقة في التعامل معاهم، كل اللي أعرفه إنك بتاخدي فلوس مني مقابل إني أأمرك تعمليلي اللي أنا عايزاه"
كملت وهي بترجع لمكانها علي الأنتريه "قصي إنتِ باقي ضوافرك، وإذا عرفت إنك مستخبية هنا عشان حاجة صدقيني مش هاتردد لحظة أبلغ عنك"
وشاورتلها بإيدها تمشي من قدامها
مشت ذكري وقلبها هاينفجر من الغيظ، دخلت أوضتها ومسكت الأسهم وضربتها في الصورة بكل قوة وغضب وإنفعال، لفّت إيدها برباط وعطت ضربات متتالية للحيطة، ماكنتش عارفة تهدي نفسها إزاي والمشكلة إنها ماعرفتش تهدي حتي بعد ما خدت مهدئ
رجع أسامة البيت والحزن أتملك من وشه، دخل لأخته وحط قدامها الحاجة اللي مشتريها بتعابير وش جافة، أستغربت أخته من التغيير اللي حصل
قالت رحمة "مالك!"
رد أسامة "ماعرفتنيش ليه إنها إتخطبت!"
إترددت أخته قبل ما تتكلم بس قالت بخوف "كنت هاتزعل وأنا مش عايزاك تزعل"
" أهلها ماكنوش هيوافقوا عليا في كل الأحوال"
بص لأخته وقعد جنبها وقال "سيبك إنتِ، عاملة إيه دلوقتي"
"أحسن بكتير الحمدلله، عطيت للموضوع أكبر من حجمه صح!"
"لا خالص، من حقك تزعلي، ميستاهلكيش أبن الوارمة دا"
"هو إبن وارمة فعلاً"
ضحكوا وقعد أسامة يرخم عليها عشان ينسيها موضوع هشام
سابها بعد ما إتأكد إنها بقت بخير وطلع برا في أوضة الجلوس يفكر في اللي شافه
لما شافها حس بقبضة في قلبه بس مدامتش لكتير، هي حتي لما شافته المرادي إبتسمتله
اهلها ماكنوش هيوافقوا عليه
صوت جواه "بتحلم ولا إيه، لسه جهاز اختك، ويا عالم هاتتجوز إمتي ولسه ديون بتتسدد ولسه تحويش حق دهب وشقة، إحلم علي قدك يا أسامة"
إستغفر أسامة في سره وقال "ربنا يعوضني عنها خير"
-----------------
"هانروح للراجل بكرا، هاعدي أخدك علي العصر كدا"
"ماشي"
"ماشي إيه!"
"ماشي حاضر يعني"
"إنت ليه محسسني أني جبراك عليا وجبراك علي المشروع، أنا خيرتك وإنت أخترت، في إيه بقي!"
"وهو أنا إتكلمت يعني ولا فتحت بوئي"
"لا بس حساك مجبور وخايف"
"أنا مبخافش يا إيناس وإتكلمي معايا أحسن من كدا"
"أنا بتكلم كويس، الدور والباقي علي اللي حساه مستني الفرصة عشان..." وسكتت
"عشان إيه كملي"
"حمزة، بكرا هاعدي عليك تكون جاهز ولسه قدامك فرصة ترفض علي فكرة"
"عشان إيه يا إيناس قولت"
"مش عشان حاجة"
"لا كان قصدك حاجة وأنا فهمتها، مش مستاهلة أسألك"
"أنا قولت اللي عندي، عايز تقول حاجة!"
"ليه هاتقفلي!"
"أه نعسانة وهنام"
"لا ماعنديش حاجة أقولها غير إني بعمل كل دا عشانك ف إنتِ ماتحسسنيش إني شغال تحت أمرك، إنتِ حتي مش مقدرة إني بجازف عشانك"
"أنا أستاهل تعمل كل حاجة عشاني، ولو أنا مستاهلش ماكنتش جازفت"
"فكرة إني بحبك وعايزك مش فكرة تستاهلي ولا لا"
"لا، أستاهل منك ومن أي حد، أستاهل وبالكتير أوي، أنا فرصة لأي حد"
"ولا قصدك فرصة لواحد فقير زيي، هاتجوز بنت البشوات"
"حمزة!! ماتقولنيش كلام ماقولتهوش"
"إتغيرتي يا إيناس"
"أنا نعسانة وعايزة أنام، ممكن انام!"
"إتفضلي"
قفلت السكة وهي بتنفخ
تمتمت مع نفسها "ليه المتخلف دا مش فاهم إني أستحق إنه يجازف عشاني، هو شايفني إيه!"
علي الجانب الاخر كان حمزة بيتمتم مع نفسه "هي ليه بتكلمني بالطريقة دي! ليه بتقسي عليا! هي بتستضعفني عشان بحبها!"
الساعة تلاتة العصر كانت إيناس واقفة قدام عمارة حمزة
نزل حمزة وركب معاها
فضلوا ساكتين ف قطع السكوت حمزة وقال وهو باصص قدامه "الحب بيضعف، بيضعف وبيذل"
بصتله إيناس وقالت "وإيه جابرك تتذل" وقفت عربيتها بغضب
تابعت "أنا عملت إيه أصلا لدا كله"
إبتسم بسخرية وقال "لا إنتِ ملاك مابتعمليش، كان قصدك إني بهرب لما قولتيلي إنت مستني الفرصة، وطريقتك في الكلام كانت وحشة، ماشوفتيش نفسك كنتي بتكلميني إزاي!"
تابع "أنا هجازف عشان وعدتك إني هاتجوزك"
وسعت عيونها من كلامه، قالت "حد قالك إني مش لاقية حد يتجوزني ولا بابا قاعد مستنيك في الصالون يقرأ معاك الفاتحة"
"إيناس دا التنيه الاخير، ماتقوليش كلمة واحدة ممكن تحسسني بأي شعور وحش، سامعة؟!"
ضحكت بصوت وهي بتقول "دي تلكيكة دي صح! يبقي أنا كلامي كان كله مظبوط، بتتلكك عشان تهرب، علي إيه تتلكك، قولها صريحة وأنا ماكنتش هامسك فيك"
"أه ما حضرتك تستحقي أجازف عشانك وأنا ماستحقش تتمسكي فيا، جه خيرك والله"
ركنت إيدها علي باب العربية وسكتت
تابع حمزة "ومشروع مشروع مشروع، كل هامك المشروع، مافيش مكالمة بينا غير هانعمل إيه في المشروع، حتي لما بتلاقيني مضايق بتفضلي تكلميني في نفس الحوار وكل مرة بتلمحيلي إنك خايفة إني أهرب لحد ما قولتيها صريحة"
زعقت إيناس "والمفروض أكلمك في إيه غيره، دا الجد المفروض نتكلم فيه ولو متكلمناش فيه يبقي إحنا بنتسلي"
"نتسلي أه، حبي ليكي وكل اللي عملته عشانك كان تسلية أه"
حسّت إيناس إنها هاتنفجر من جواها، عمال يقلب الترابيزة عليها بشكل غريب
قالت إيناس بغضب "عملت إيه عشاني! أنا كل وقتي وجهدي كان ليك، طول الفترة اللي فاتت بصلح فيك العك اللي إنت شوفته زمان، بساعدك في كل حاجة، باخد كل القرارات عنك، وقفت قدام أهلي ولسه بقف عشانك، ملامحك الحزينة أنا اللي عدلت رسمها عشان ترجع تضحك تاني"
شار بسبابته في وشها "وأنا عملت وأزيد، شبعتك حب وإهتمام، إحتويتك في عز ما جواكي كان مفتقد لذرة إهتمام من أي حد، انا شغلت كل تفاصيلك الفارغة ويومك الممل، كان المفروض عليا أكون أمك وأبوكي وأصحابك، علاقاتك الفاشلة كلها كان المفروض أنا أصلحها وصلحتها"
تابع "إنتِ لو فرحتيني ف أنا مستعد أفرح نفسي وأتسند علي نفسي، أنما انا لو بعدت عنك هترجعي تشحتي إهتمام من كل اللي حواليكي تاني"
"أخرج من العربية" قالتها بعيون محمرة وبتجهم، قالتها بكل المعني الحرفي للكسرة و بملامح وش كلها غضب وضيق
خرج حمزة من العربية وبمجرد ما قفل الباب نزلت دموع إيناس وأحنت وشها لتحت في كسرة
في ظرف ربع ساعة كانت في البيت، جرت لأوضة مامتها
فتحت باب أوضة مامتها ملقتهاش موجودة، كانت لسه مارجعتش من الشغل
طلعت فونها ورنت علي مامتها ف كنسلت تاني، رنت عليها تاني
جه صوت مامتها في المكالمة "إيه يا إيناس عايزة إيه! كنسلت عليكي المفروض تكوني عارفة إني عندي شغل وم عارفة أرد"
"ماما بليز أنا محتجاكي ضروري في البيت"
"ساعة بالكتير وهاكون خلصت شغل"
"لا مش هاستني ساعة، الاقيكي هنا دلوقتي، أنا عيزاكي"
"حاضر، في إيه حصل"
"ماحصلش بس عايزاكي جنبي"
"حاضر يبابا، أخلص شغلي بس وهاجيلك، باي دلوقتي"
قفلت السكة ف رمت إيناس الفون بعصبية
نزلت للطابق الأولي ف لقت ذكري بتجهز نفسها عشان هاتحضر محاضرة مهمة في الكلية
دخلت إيناس أوضة ذكري وقالت بنبرة آمرة "أطلعي رتبي أوضتي دلوقتي حالاً"
لبست ذكري ساعتها بتجاهل
رفعت إيناس صوتها أكتر "إنتِ مش سمعاني ولا إيه، بقولك أطلعي رتبي أوضتي"
فتحت ذكري إزازة البيرفيوم ورشت علي رقبتها
مسكت إيناس الإزازة ورمتها في الارض وقالت لذكري "أطلعي أعملي زي ما قولتلك، متخلنيش أتصرف تصرف مايعجبكيش"
أخدت الهاند باج ولبستها ونزلت نضارتها وخرجت من باب الأوضة في تجاهل تام
ولعت إيناس من جواها، كانت علي إستعداد تمسك أي حاجة وتخبطها بيها، هي إزاي تتجاهلها كدا!
قعدت علي السرير وهي بتقول "والله لأرفدك إنهاردة"
كانت عايزة تمسك أي حاجة تكسرها، تعض، تنفجر في حد، لو كتمت جواها هاتموت بحسرتها وبغضبها
مشهد في صالون بيت فريدة
وقفت فريدة قدام أبوها وقالت بعد ما إتدربت عشرات المرات في أوضتها "أنا.... أنا عايزة أكتب الكتاب"
كملت "والله يبابا ما بعمل حاجة بقصد أعارضكم أو أخسركم بس أنا بحبه، شيفاه صح مع إنكم مش شايفين كدا، أنا ماخترتوش وبديته عليكم أنا بحاول أرضيكم وأرضيه"
تابعت وهي بتقرب من أبوها بترجي "إنتو أكيد هتفرحولي وتكونوا جنبي، إنتو أكيد مش هاتسبوني لوحدي أعدي كل اللي جاي"
ساكت، متابع بنظراته كلامها بس، ودي كانت أكتر حاجة مخوفاها
كملت "ماتسكتش رد عليا، كلمني، زعقلي أو أضربني بس ماحدش يسكت، ماتحملونيش نتيجة إختيارتي أنا لسه بنتك الغبية الهبلة الطيبة، رد عليا يبابا"
باست إيده ونزلت دموع من عيونها "أنا تايهه مش عارفة أعمل إيه، بحبه وبحبكم ومش عايزة أخسر حد وماحدش فيكم حاطط نفسه مكاني"
بصت لأبوها بتركيز بتترجاه يتكلم بس هو تابع سكوته، تابع نظراته ليها البالية واللي مش مفهومة
كملت لما حست إنه مش هايتكلم "أنا عارفة إني دي المرة الألف اللي أقف قدامك عشانه، وقفت ساعة الخطوبة وعاندتك ووافقت عشاني، وواقفة قدامك دلوقتي وبترجاك تخليك جنبي، عارفة إن كلكم تعبتوا معايا وإنكم عايزلي الخير، بس أنا ش...."
قاطعها أبوها "أختارتيه!"
كمل بعيون حزينة "أختارتيه مع أني عرفتك إنك هاتخسريني!"
نزلت دموعها أكتر "يا بابا والله ما أختارته عليك بس أنت مش عايز تحط نفسك مكاني، أنا تايهه والله"
كمل أبوها "أختارتيه وخسرتينا، ليكي مني جهازك وأسلمك لجوزك، ومن بعدها أعتبري إن مالكيش أب"
قام من قدامها وماسمعش صوت عياطها، قام وهو متصنع قساوة القلب المرادي و بكل ضعف وقلة حيلة جواه
وقف شريف قدام أبوه بعد ما كان حاطط إيده قدام وشه مداري بيها صفعات أبوه
"إنت حددت كتب الكتاب من دماغك، كبرت وعضمك قوي وبقيت بتاخد قرارات مع نفسك، أنا مش قولت إن الجوازة دي مش هاتم!"
"هاتجوزها واللي عندك إعمله، مش هامشي ورا كلامكم تاني كفاية إني مش عارف أشوف نفسي راجل بسببكم"
رد أبوه "وأنا هاوريك اللي ممكن أعمله" دخل أوضة شريف وفتح الدولاب بقوة وفتح شنطة كانت محطوطة الدولاب ولم هدومه كلها ورمي الشنطة برا الشقة، حط جيبه في بنطلون شريف وطلع محفظته، أخد منها كل الفلوس ورمهاله
"أطلع برا ماشوفش سحنتك دي تاني"
قال شريف بتحدي ممذوج بخوف "ولا انا عايز أشوفكم تاني"
زقه أبوه بإيديه الإتنين من ضهره "يلا شد حيلك، أطلع يلا"
مع كل زقة في ضهره كانت جواه حاجة بتتكسر ودمعة بتنزل من عينه، الناس في الشارع بدأت تتلم علي صوتهم، خرج شريف من البيت ومسح دموعه وأخد شنطته ومشي وهو مش عارف يروح فين
في الليل علي الساعة ١١
جه صوت فريدة "طب وبعدين هانعمل إيه!"
"متخافيش هانعمل كتب الكتاب في معاده عادي، أبويا هايرجعني بعد يومين أو تلاتة"
"وإذا مارجعكش"
"إحنا أساسًا مش هانتجوز غير لسه بعدها بتلت شهور، هاتكون كل الأمور أتحلت، إجهزي إنتِ بس ساعة كتب الكتاب، ساعتها هاتكوني مراتي وأهلك وأهلي مش هايقدروا يعملوا حاجة، هما بيخوفونا عشان لسه مافيش حاجة حصلت أنما لما نحطهم قدام الأمر الواقع هايضطروا يتقبلوا الوضع"
"بابا زعلان مني أوي وأنا مش عارفة أعمل إيه!"
"أفضلي كلميه الفترة دي وحايليه، أنا كمان هحايل أهلي، لازم نتجوز بأي شكل"
"هاكلمه تاني وعاشر، إحنا كدا هنتقابل بعد أسبوع!"
"أه إن شاء الله، بعد إسبوع هاتكوني مراتي رسمي"
#يتبع
#قلب_ذكري
#الحلقة_الحادية_عشر
لـ أميمة عبدالله
كانت رحمة بتحط اللمسات الأخيرة في أوضة الجلوس
خرج أسامة من الحمام وقال "البلاط هايشتمك من كتر الحك فيه"
قالت رحمة "بس ياض إنت، عايزهم يدخلوا يقولوا إيه"
"ياسيتي مايقولوا اللي يقولوه، جات علي دي يعني" وضحك
دخلت رحمة المطبخ وفتحت التلاجة وطلعت الفاكهة والحلويات، رستهم في أطباق وسابتهم في المطبخ عشان تطلعهم لما ييجوا، فتحت الحلل اللي علي البوتيجاز وإتأكدت إن كل حاجة جاهزة
صلي أسامة العصر وقعد في أوضة الجلوس مستني الناس تيجي، ورحمة دخلت تظبط حالها قدام مرايتها، ودخلت أمهم تلبس العباية الجديدة اللي جبهالها أسامة
البيت كان مبهج لأول مرة فعلاً، كان بيتجهز كأن اللي صابح عيد ورحمة كانت طايرة من الفرحة
خرجت رحمة وهي بتزعق "أسامة إعدل المفرش اللي إنت بهدلته دا"
"حاضر، يكش نخلص" وقام عدل المفرش
بعد ربع ساعة خرجت رحمة وكانت أية من الجمال، كانت محرجة جدًا فقال أسامة بعد ما بص عليها لثواني "الهبلة كبرت"
ضربته رحمة علي كتفه وقعدت جنبه
عدي عشر دقايق تانيين وماحدش جه
كانت الساعة خمسة، كان أسامة بيبص في تليفونه كل شوية ليكون رن عليه، أخته كانت فرحانة جدًا ومش ملاحظة الوقت، عمالة تعدل في الحاجة اللي حواليها بس
الساعة خمسة ونص ولسه مجاش وماينفعش يرن عليه، بص لأخته اللي بدأت تتوتر من التأخير
الساعة ستة وكل حاجة جاهزة ما عدا هشام اللي لسه مجاش، حس بإحراج رحمة، بدأت فرحتها تتلاشي ويتحط مكانها الحزن
الساعة جات تسعة وإتأكدوا إن ماحدش جاي، دخلت أخته غسلت وشها وغيرت هدومها من غير ما تنطق ولا حرف، فتحت أوضتها ودخلت وقفلت الباب وراها
دخل وراها أسامة، فتح النور لقاها نايمة وشادة البطانية عليها خافية كل جسمها تحتها حتي راسها، قرب من السرير وقعد جنبها في حزن عليها
شد البطانية بس هي كانت ماسكة طرفها ف فضلت مستخبية تحتها، سمع صوت عياطها ف قلبه إتألم
حط إيده علي البطانية وقال وهو مش عارف يجمع كلام جواه "الحمدلله إنه مجاش، أنا مستكترك عليه أساسًا"
سكت لثواني وبعدين قال"قومي بقي ماتبقيش رخمة، أومال مين هياكل الطبيخ اللي جوه دا، والحلويات والجاتوه"
شد البطانية ف شاف عيونها المدمعة ووشها الأحمر، رفعت راسها لحضنه وإستخبت جواه
ملّس علي شعرها وقال "أنا السبب الصح! لو ماكنتش أخدت معاه ميعاد ماكنش حصل كل دا، حقك عليا"
باس راسها وكمل "أنا كنت عايز أفرحك"
ماكنتش بترد عليه، كانت بتعيط بس
رفع وشها وجات عيونها في عيونه، إصنطع إبتسامة وقال "قمر حتي وإنتي بتعيطي، أنا لو حد غريب وشافك وإنت كدا هاجيب المأذون وقتي"
دفنت راسها تاني في حضنه
رجع ملّس علي شعرها "أنا حبيبك وأخوكي وصاحبك وأبوكي، إنتِ كتيرة علي أي حد حتي عليا"
عيونه دمعت ف سكت، كسرة قلبها دي مش هايعديها لهشام بالساهل، طبطب علي كتفها لحد ما هدت في حضنه
قامت من حضنه فقال "ما كنتي تخليكي تشوية كمان، لسه أخر حته في القميص ماتغرقتش"
إبتسمت أخته بفتور فقال أسامة "هاروح أجبلك شيبسي وحاجات حلوة، كل الحاجات اللي بتحبيها هاجبهالك تتسلي فيها لحد ما أنزل أخر الشهر وأجبلك زيهم تاني، علي فكرة هشام ماكنش هايدلعك كدا يعني قعدتك معايا أحسن"
باس جبينها وخرج غير قميصه وخرج برا البيت
وصل لسوبر ماركت في منطقتهم أشتري كل حاجة رحمة بتحبها، من أول المشبك لحد الشيبسي الحراق، كان راجع البيت لما لمحها
بس المرادي كان في إيدها دبلة
في بيت فريدة، وبنبرة صوت غاضبة "أنا مش موافق، ولو مارجعتيش عن اللي في دماغك هاتخسرينا قبل ما تخسري نفسك"
قالت فريدة بصوت متحشرج "بالله عليك ما تصعبها عليا أكتر ما هي صعبة، أنا بحبه وماقدرش أعيش ثانية واحدة وهو بعيد عني، ماقدرش أشوفه مع حد غيري، وافق علي كتب الكتاب لأنه محتاجني جنبه"
كان ترجي فريدة بيغلب إرادة أبوها في إنه يوقفها عن الدوامة اللي هاتدخل فيها برجلها
مسك دراعها بلطف وقال بترجي "أرجعي عن اللي في دماغك يا فريدة، كلنا شايفين إنه اختيار غلط ووافقت انك تتخطبيله عشان تتأكدي بنفسك إنه ماينفعكيش ولا هاتقدري تتحملي أهله وسيطرتهم عليه، كنت واثق إنك مش هاتكملي لما تشوفي بعينك، بس أتفاجئ بيكي جاية تقوليلي إنك عايزة تستعجلي كتب الكتاب، إنتِ عارفة إنك بترمي نفسك في نار"
"هاغيره والله يبابا" قالتها بعيون دامعة
رد أبوها بغضب وهو بيزقها بعيد عنه "كنتي عرفتي تغيريه من زمان، أديلكم قد إيه مخطوبين! عرفتي تعملي حاجة! ولا الهوا، أنا مش عايز أصمم رأيي عشان ماتلوميش عليا، عشان ماتقوليش إني وحش وإني منعتك عن جنة مستنياكي، بس إنتِ بنفسك إتأكدتي إنها نار"
كانت ساكتة مش عارفة ترد تقول إيه، هي عارفة إنها هاتدخل عالم هايبقي تقيل علي قلبها بس هي بتحبه وهو محتاجلها، سكتت وبصت لأبوها بترجي علي أمل إنه يوافق
قال الأب بنبرة محذرة "إحنا قصاده، لأما إحنا لأما هو، قرري وشوفي إنتِ عايزة إيه"
شبكت في دراعه سريعًا قبل ما يمشي من قدامها وهي بتقول "بالله عليك يا بابا، بالله عليك ماتحطنيش في الاختيار دا، يبابا.."
كان مشي من قدامها وسابها لوحدها في قلة حيلة
دخلت أوضتها وقعدت علي سريرها وهي بتعيط، مسكت فونها ورنت علي شريف
قالت بحزن بالغ "بابا حط موافقتي علي كتب الكتاب قصاد إني أخسرهم، أنا مش عارفة أعمل إيه!"
"أنا هاكون أهلك، هاعملك كل اللي إنتِ عايزاه بس وافقي علي كتب الكتاب خلينا نتجوز"
"هاخسر أهلي ياشريف" قالتها وهي بتحط إيدها علي بوئها وبتكتم صوت شهيقها
"والله هاكون أهلك، هاعوضك عنهم كلهم، خليكي معايا يا فريدة وماتسبنيش، هاتقعدي بس سنتين مع أهلي وفي السنتين دول هاجمع كل قرش عشان أشتري شقة برا وأبعدك عن أهلي، هاكون بتاعك إنتِ بس ومش هادخل حد بينا"
مسحت دموعها وقالت "طب ما ناخد شقة إيجار، أي شقة ونتجوز فيها ونبعد عن أهلك"
"الإيجار مش مضمون، لو بعدت عن أهلي هايرموا طوبتي ومش هايدخلوني البيت تاني وأبويا هايعند قصادي، ولو أخرت شهر في الإيجار أو حصلت أي حاجة هانترمي في الشارع وساعتها مافيش حيطة هاتكون موجودة نسند عليها، خلينا في المضمون أحسن، نقعد في بيت أبويا لحد ما اجمع فلوس الشقة وأشتريلك برا"
سكتت ماتكلمتش، عقلها المرادي عاجز عن إنه يفكر أو ياخد قرارات، هي حاسة إنها محتاجة حد ياخدها من إيدها ويوقفها في مكان ويقولها إن دا المكان الصح
قال شريف "وعد علي نفسي ما أخليكي تندمي في يوم، وافقي يا فريدة"
فضلت فريدة ساكتة، بتحاول تجمع شتات أمرها بس هي فعليًا مش قادرة تعمل حاجة غير إنها تعيط
كانت إيناس في الصالون لما ذكري حطت قدامها القهوة وكانت هاتمشي بس قالت إيناس من غير ما تبصلها "أنا قولتلك تمشي!"
وقفت ذكري مكانها بدون كلمة
قالت إيناس "إنتِ حاطة القهوة علي الترابيزة ليه، مش قادرة أميل، هاتيها وحطيها في إيدي"
داست ذكري علي فكها ومسكت القهوة وقربتها من إيدها فمسكتها إيناس وأخدت رشفة من القهوة وقالت بملامح وش عابسة "طعمها مش لطيف، أعملي واحدة غيرها علي السريع"
رمقتها ذكري بنظرة غاضبة وشرار بيتطاير من عيونها، ماحدش عاملها بالطريقة دي قبل كدا، وهي عمرها ما تقبل إن حد يكلمها بالإسلوب دا
أخدت القهوة ودخلت المطبخ عشان تعملها قهوة تانية
بعد دقايق طلعت ب مج قهوة غيره ومسكته لما تشوف هاتقولها تحط المج فين
بصتلها أيناس بإستحقار وقالت "أبقي قصي ضوافرك عشان مابحبش الضوافر الطويلة، هاتقرف أشرب مج القهوة دا كمان"
إتفاجأت ذكري من كلامها فتابعت أيناس "ولا ثواني أنا أقصهملك"
قامت إيناس متجاهلة صدمة ذكري وجابت مقص ووقفت قدام ذكري
مسكت إيدها بتحدي وقربت المقص من ضوافرها
قالت "الشغالين مابيربوش ضوافرهم زي الهوانم، ولا بيلبسوا اللي علي كيفهم، أنا جبتلك يونيفورم هاتحبيه أوي، طول ما إنتِ بتشتغلي تلبسيه"
إبتسمت وقالت "ماشي يا ذكري!"
بصتلها ذكري بغضب، عايزة تسيطر علي نفسها من جوه بس مش قادرة، عايزة تمشي من قدام إيناس بسكوت عشان ماتحصلش أي حاجة
كملت إيناس وهي بتقص أول ضافر "لما أسألك تردي، ولا أكتبلك الشغالين المفروض يعملوا إيه ومايعملوش إيه! "
"بتعامليني كدا ليه!" قالتها ذكري
ردت إيناس "أعاملك بالطريقة اللي تعجبني، وإذا ماعجبتكيش ممكن تمشي عادي، ولا إنتِ وراكي حاجة ومتدارية هنا! أصل أنا عرفت إنك محولة من البحيرة لبني سويف، وإستغربت صراحة"
"حاجة ماتخصكيش، ولا أنا أكتبلك المفروض تسألي عن إيه وإيه اللي ماينفعش تسألي عنه"
بدأت تعابير ذكري تتحول فجأة، الإنفعال والغضب ظهر علي ملامحها وبدأ وشها يحمر من الغضب حتي صوت نفسها بقي عالي ومسموع
خافت إيناس من ملامح ذكري بس دارت خوفها بإبتسامة وقالت "أول مرة أعرف إن الخدامين ليهم طريقة في التعامل معاهم، كل اللي أعرفه إنك بتاخدي فلوس مني مقابل إني أأمرك تعمليلي اللي أنا عايزاه"
كملت وهي بترجع لمكانها علي الأنتريه "قصي إنتِ باقي ضوافرك، وإذا عرفت إنك مستخبية هنا عشان حاجة صدقيني مش هاتردد لحظة أبلغ عنك"
وشاورتلها بإيدها تمشي من قدامها
مشت ذكري وقلبها هاينفجر من الغيظ، دخلت أوضتها ومسكت الأسهم وضربتها في الصورة بكل قوة وغضب وإنفعال، لفّت إيدها برباط وعطت ضربات متتالية للحيطة، ماكنتش عارفة تهدي نفسها إزاي والمشكلة إنها ماعرفتش تهدي حتي بعد ما خدت مهدئ
رجع أسامة البيت والحزن أتملك من وشه، دخل لأخته وحط قدامها الحاجة اللي مشتريها بتعابير وش جافة، أستغربت أخته من التغيير اللي حصل
قالت رحمة "مالك!"
رد أسامة "ماعرفتنيش ليه إنها إتخطبت!"
إترددت أخته قبل ما تتكلم بس قالت بخوف "كنت هاتزعل وأنا مش عايزاك تزعل"
" أهلها ماكنوش هيوافقوا عليا في كل الأحوال"
بص لأخته وقعد جنبها وقال "سيبك إنتِ، عاملة إيه دلوقتي"
"أحسن بكتير الحمدلله، عطيت للموضوع أكبر من حجمه صح!"
"لا خالص، من حقك تزعلي، ميستاهلكيش أبن الوارمة دا"
"هو إبن وارمة فعلاً"
ضحكوا وقعد أسامة يرخم عليها عشان ينسيها موضوع هشام
سابها بعد ما إتأكد إنها بقت بخير وطلع برا في أوضة الجلوس يفكر في اللي شافه
لما شافها حس بقبضة في قلبه بس مدامتش لكتير، هي حتي لما شافته المرادي إبتسمتله
اهلها ماكنوش هيوافقوا عليه
صوت جواه "بتحلم ولا إيه، لسه جهاز اختك، ويا عالم هاتتجوز إمتي ولسه ديون بتتسدد ولسه تحويش حق دهب وشقة، إحلم علي قدك يا أسامة"
إستغفر أسامة في سره وقال "ربنا يعوضني عنها خير"
-----------------
"هانروح للراجل بكرا، هاعدي أخدك علي العصر كدا"
"ماشي"
"ماشي إيه!"
"ماشي حاضر يعني"
"إنت ليه محسسني أني جبراك عليا وجبراك علي المشروع، أنا خيرتك وإنت أخترت، في إيه بقي!"
"وهو أنا إتكلمت يعني ولا فتحت بوئي"
"لا بس حساك مجبور وخايف"
"أنا مبخافش يا إيناس وإتكلمي معايا أحسن من كدا"
"أنا بتكلم كويس، الدور والباقي علي اللي حساه مستني الفرصة عشان..." وسكتت
"عشان إيه كملي"
"حمزة، بكرا هاعدي عليك تكون جاهز ولسه قدامك فرصة ترفض علي فكرة"
"عشان إيه يا إيناس قولت"
"مش عشان حاجة"
"لا كان قصدك حاجة وأنا فهمتها، مش مستاهلة أسألك"
"أنا قولت اللي عندي، عايز تقول حاجة!"
"ليه هاتقفلي!"
"أه نعسانة وهنام"
"لا ماعنديش حاجة أقولها غير إني بعمل كل دا عشانك ف إنتِ ماتحسسنيش إني شغال تحت أمرك، إنتِ حتي مش مقدرة إني بجازف عشانك"
"أنا أستاهل تعمل كل حاجة عشاني، ولو أنا مستاهلش ماكنتش جازفت"
"فكرة إني بحبك وعايزك مش فكرة تستاهلي ولا لا"
"لا، أستاهل منك ومن أي حد، أستاهل وبالكتير أوي، أنا فرصة لأي حد"
"ولا قصدك فرصة لواحد فقير زيي، هاتجوز بنت البشوات"
"حمزة!! ماتقولنيش كلام ماقولتهوش"
"إتغيرتي يا إيناس"
"أنا نعسانة وعايزة أنام، ممكن انام!"
"إتفضلي"
قفلت السكة وهي بتنفخ
تمتمت مع نفسها "ليه المتخلف دا مش فاهم إني أستحق إنه يجازف عشاني، هو شايفني إيه!"
علي الجانب الاخر كان حمزة بيتمتم مع نفسه "هي ليه بتكلمني بالطريقة دي! ليه بتقسي عليا! هي بتستضعفني عشان بحبها!"
الساعة تلاتة العصر كانت إيناس واقفة قدام عمارة حمزة
نزل حمزة وركب معاها
فضلوا ساكتين ف قطع السكوت حمزة وقال وهو باصص قدامه "الحب بيضعف، بيضعف وبيذل"
بصتله إيناس وقالت "وإيه جابرك تتذل" وقفت عربيتها بغضب
تابعت "أنا عملت إيه أصلا لدا كله"
إبتسم بسخرية وقال "لا إنتِ ملاك مابتعمليش، كان قصدك إني بهرب لما قولتيلي إنت مستني الفرصة، وطريقتك في الكلام كانت وحشة، ماشوفتيش نفسك كنتي بتكلميني إزاي!"
تابع "أنا هجازف عشان وعدتك إني هاتجوزك"
وسعت عيونها من كلامه، قالت "حد قالك إني مش لاقية حد يتجوزني ولا بابا قاعد مستنيك في الصالون يقرأ معاك الفاتحة"
"إيناس دا التنيه الاخير، ماتقوليش كلمة واحدة ممكن تحسسني بأي شعور وحش، سامعة؟!"
ضحكت بصوت وهي بتقول "دي تلكيكة دي صح! يبقي أنا كلامي كان كله مظبوط، بتتلكك عشان تهرب، علي إيه تتلكك، قولها صريحة وأنا ماكنتش هامسك فيك"
"أه ما حضرتك تستحقي أجازف عشانك وأنا ماستحقش تتمسكي فيا، جه خيرك والله"
ركنت إيدها علي باب العربية وسكتت
تابع حمزة "ومشروع مشروع مشروع، كل هامك المشروع، مافيش مكالمة بينا غير هانعمل إيه في المشروع، حتي لما بتلاقيني مضايق بتفضلي تكلميني في نفس الحوار وكل مرة بتلمحيلي إنك خايفة إني أهرب لحد ما قولتيها صريحة"
زعقت إيناس "والمفروض أكلمك في إيه غيره، دا الجد المفروض نتكلم فيه ولو متكلمناش فيه يبقي إحنا بنتسلي"
"نتسلي أه، حبي ليكي وكل اللي عملته عشانك كان تسلية أه"
حسّت إيناس إنها هاتنفجر من جواها، عمال يقلب الترابيزة عليها بشكل غريب
قالت إيناس بغضب "عملت إيه عشاني! أنا كل وقتي وجهدي كان ليك، طول الفترة اللي فاتت بصلح فيك العك اللي إنت شوفته زمان، بساعدك في كل حاجة، باخد كل القرارات عنك، وقفت قدام أهلي ولسه بقف عشانك، ملامحك الحزينة أنا اللي عدلت رسمها عشان ترجع تضحك تاني"
شار بسبابته في وشها "وأنا عملت وأزيد، شبعتك حب وإهتمام، إحتويتك في عز ما جواكي كان مفتقد لذرة إهتمام من أي حد، انا شغلت كل تفاصيلك الفارغة ويومك الممل، كان المفروض عليا أكون أمك وأبوكي وأصحابك، علاقاتك الفاشلة كلها كان المفروض أنا أصلحها وصلحتها"
تابع "إنتِ لو فرحتيني ف أنا مستعد أفرح نفسي وأتسند علي نفسي، أنما انا لو بعدت عنك هترجعي تشحتي إهتمام من كل اللي حواليكي تاني"
"أخرج من العربية" قالتها بعيون محمرة وبتجهم، قالتها بكل المعني الحرفي للكسرة و بملامح وش كلها غضب وضيق
خرج حمزة من العربية وبمجرد ما قفل الباب نزلت دموع إيناس وأحنت وشها لتحت في كسرة
في ظرف ربع ساعة كانت في البيت، جرت لأوضة مامتها
فتحت باب أوضة مامتها ملقتهاش موجودة، كانت لسه مارجعتش من الشغل
طلعت فونها ورنت علي مامتها ف كنسلت تاني، رنت عليها تاني
جه صوت مامتها في المكالمة "إيه يا إيناس عايزة إيه! كنسلت عليكي المفروض تكوني عارفة إني عندي شغل وم عارفة أرد"
"ماما بليز أنا محتجاكي ضروري في البيت"
"ساعة بالكتير وهاكون خلصت شغل"
"لا مش هاستني ساعة، الاقيكي هنا دلوقتي، أنا عيزاكي"
"حاضر، في إيه حصل"
"ماحصلش بس عايزاكي جنبي"
"حاضر يبابا، أخلص شغلي بس وهاجيلك، باي دلوقتي"
قفلت السكة ف رمت إيناس الفون بعصبية
نزلت للطابق الأولي ف لقت ذكري بتجهز نفسها عشان هاتحضر محاضرة مهمة في الكلية
دخلت إيناس أوضة ذكري وقالت بنبرة آمرة "أطلعي رتبي أوضتي دلوقتي حالاً"
لبست ذكري ساعتها بتجاهل
رفعت إيناس صوتها أكتر "إنتِ مش سمعاني ولا إيه، بقولك أطلعي رتبي أوضتي"
فتحت ذكري إزازة البيرفيوم ورشت علي رقبتها
مسكت إيناس الإزازة ورمتها في الارض وقالت لذكري "أطلعي أعملي زي ما قولتلك، متخلنيش أتصرف تصرف مايعجبكيش"
أخدت الهاند باج ولبستها ونزلت نضارتها وخرجت من باب الأوضة في تجاهل تام
ولعت إيناس من جواها، كانت علي إستعداد تمسك أي حاجة وتخبطها بيها، هي إزاي تتجاهلها كدا!
قعدت علي السرير وهي بتقول "والله لأرفدك إنهاردة"
كانت عايزة تمسك أي حاجة تكسرها، تعض، تنفجر في حد، لو كتمت جواها هاتموت بحسرتها وبغضبها
مشهد في صالون بيت فريدة
وقفت فريدة قدام أبوها وقالت بعد ما إتدربت عشرات المرات في أوضتها "أنا.... أنا عايزة أكتب الكتاب"
كملت "والله يبابا ما بعمل حاجة بقصد أعارضكم أو أخسركم بس أنا بحبه، شيفاه صح مع إنكم مش شايفين كدا، أنا ماخترتوش وبديته عليكم أنا بحاول أرضيكم وأرضيه"
تابعت وهي بتقرب من أبوها بترجي "إنتو أكيد هتفرحولي وتكونوا جنبي، إنتو أكيد مش هاتسبوني لوحدي أعدي كل اللي جاي"
ساكت، متابع بنظراته كلامها بس، ودي كانت أكتر حاجة مخوفاها
كملت "ماتسكتش رد عليا، كلمني، زعقلي أو أضربني بس ماحدش يسكت، ماتحملونيش نتيجة إختيارتي أنا لسه بنتك الغبية الهبلة الطيبة، رد عليا يبابا"
باست إيده ونزلت دموع من عيونها "أنا تايهه مش عارفة أعمل إيه، بحبه وبحبكم ومش عايزة أخسر حد وماحدش فيكم حاطط نفسه مكاني"
بصت لأبوها بتركيز بتترجاه يتكلم بس هو تابع سكوته، تابع نظراته ليها البالية واللي مش مفهومة
كملت لما حست إنه مش هايتكلم "أنا عارفة إني دي المرة الألف اللي أقف قدامك عشانه، وقفت ساعة الخطوبة وعاندتك ووافقت عشاني، وواقفة قدامك دلوقتي وبترجاك تخليك جنبي، عارفة إن كلكم تعبتوا معايا وإنكم عايزلي الخير، بس أنا ش...."
قاطعها أبوها "أختارتيه!"
كمل بعيون حزينة "أختارتيه مع أني عرفتك إنك هاتخسريني!"
نزلت دموعها أكتر "يا بابا والله ما أختارته عليك بس أنت مش عايز تحط نفسك مكاني، أنا تايهه والله"
كمل أبوها "أختارتيه وخسرتينا، ليكي مني جهازك وأسلمك لجوزك، ومن بعدها أعتبري إن مالكيش أب"
قام من قدامها وماسمعش صوت عياطها، قام وهو متصنع قساوة القلب المرادي و بكل ضعف وقلة حيلة جواه
وقف شريف قدام أبوه بعد ما كان حاطط إيده قدام وشه مداري بيها صفعات أبوه
"إنت حددت كتب الكتاب من دماغك، كبرت وعضمك قوي وبقيت بتاخد قرارات مع نفسك، أنا مش قولت إن الجوازة دي مش هاتم!"
"هاتجوزها واللي عندك إعمله، مش هامشي ورا كلامكم تاني كفاية إني مش عارف أشوف نفسي راجل بسببكم"
رد أبوه "وأنا هاوريك اللي ممكن أعمله" دخل أوضة شريف وفتح الدولاب بقوة وفتح شنطة كانت محطوطة الدولاب ولم هدومه كلها ورمي الشنطة برا الشقة، حط جيبه في بنطلون شريف وطلع محفظته، أخد منها كل الفلوس ورمهاله
"أطلع برا ماشوفش سحنتك دي تاني"
قال شريف بتحدي ممذوج بخوف "ولا انا عايز أشوفكم تاني"
زقه أبوه بإيديه الإتنين من ضهره "يلا شد حيلك، أطلع يلا"
مع كل زقة في ضهره كانت جواه حاجة بتتكسر ودمعة بتنزل من عينه، الناس في الشارع بدأت تتلم علي صوتهم، خرج شريف من البيت ومسح دموعه وأخد شنطته ومشي وهو مش عارف يروح فين
في الليل علي الساعة ١١
جه صوت فريدة "طب وبعدين هانعمل إيه!"
"متخافيش هانعمل كتب الكتاب في معاده عادي، أبويا هايرجعني بعد يومين أو تلاتة"
"وإذا مارجعكش"
"إحنا أساسًا مش هانتجوز غير لسه بعدها بتلت شهور، هاتكون كل الأمور أتحلت، إجهزي إنتِ بس ساعة كتب الكتاب، ساعتها هاتكوني مراتي وأهلك وأهلي مش هايقدروا يعملوا حاجة، هما بيخوفونا عشان لسه مافيش حاجة حصلت أنما لما نحطهم قدام الأمر الواقع هايضطروا يتقبلوا الوضع"
"بابا زعلان مني أوي وأنا مش عارفة أعمل إيه!"
"أفضلي كلميه الفترة دي وحايليه، أنا كمان هحايل أهلي، لازم نتجوز بأي شكل"
"هاكلمه تاني وعاشر، إحنا كدا هنتقابل بعد أسبوع!"
"أه إن شاء الله، بعد إسبوع هاتكوني مراتي رسمي"
#يتبع
#قلب_ذكري
#الحلقة_الحادية_عشر
لـ أميمة عبدالله
الوسوم:
قلب ذكرى