قلب ذكرى - الفصل العاشر

 

خرج أسامة من الڤيلا ورفع فونه ورن علي رقم بعد ما عمل سيرش عنه في الأسماء

جه صوت الطرف التاني "ألو، أزيك يا اسامة" 

"بخير يا هشام الحمدلله، أنا هاكون في البلد بكرا" 

"توصل بالسلامة ياخويا، محتاج أي حاجة طيب" 

"لا كنت بطمن عليك وعايز أقولك إن... أنا موافق أقعد معاك بكرا بخصوص موضوع أختي" 

"قول اقسم بالله!" 

"أه والله، هستناك بكرا علي العصرية كدا لو متوافق معاك، عشان أنا مش هاقعد في البلد غير يومين بالكتير" 

"عصرية ايه، من الفجرية هاكون عندك، مستني مكالمتك دي زمان ياجدع" 

"علي أتفاق إن شاء الله، هاتنور البيت والله" 

"ربنا يخليك" 

"هاقفل أنا بقي عشان هاركب الميكروباص" 

"ربنا معاك وتوصل بالسلامة، سلام"

قفل أسامة مع هشام ورن علي أخته رحمة

جه صوتها "إيه يا غالي" 

"عروستنا عاملة إيه!" 

" متخانقة مع أمك وهاسيبلها البيت وهامشي عشان تستريح مني"

"ما إنتِ هاتسيبي البيت وتمشي فعلا" 

"يعني ولا هي عيزاني ولا إنت عايزني، أقف في صفها عالطول كدا من غير ما تسمع اللي حصل" 

"أيوه عشان إنتِ في كل حوار بتكوني غلطانة، وأمك هي اللي بتغلب معاكي وأنا لما كنت في البيت كنت بغلب معاكي"

"ومستحملني ليه لما انتو غلبانين معايا، لا مش عايزة أغلبكم أبقي ارموني في الشارع" بدأت نبرة صوتها تاخد الموضوع بشكل جدّي

"هانرميكي لما أوصل، حتي نوفر تمن أكلك وشربك وشوفي مين هايجهزك" 

"بتعايرني يا أسامة! بقيت حمل تقيل عليكم وشايل هم جهازي!" 

كانت بتتكلم بجدية فعلاً وحس أسامة أنها هاتعيط 

كملت "كلكم بقيتوا تحسسوني إني تقيلة عليكم، كلكم مش عايزني" 

"كلنا إيه! هو في حد يعرفك غيري انا وامك، المهم عايزة إيه وأنا جاي" 

"مش عايزة حاجة، ماتجبليش حاجة معاك" 

"دا أخر كلام عندك!" 

"طب حدد الاول هاتجبلي إيه في إيه بالظبط" 

"كنت عارف إنك جشعة، أنا دلوقتي واقف قدام محل حلويات وفي في اليمة التانية محل لبس" 

"محل اللبس دا إيه بالظبط" 

"لبس خروج" 

"هات ورقة وقلم أقولك اللي أنا محتجاه" 

"سلام يا رحمة" 

"خُد بس" 

قفل المكالمة معاها ودخل محل الحلويات أشتري حلويات مشكل وجاتوه وراح محل اللبس أشتري عباية خروج لرحمة وعباية سودة لأمه

-----------------------

كان راكب أخر مواصلة وحاطط راسه علي أزاز العربية بكل هزيمة، فاتح تليفونه علي صورتها وباصص للصورة بكل كسرة قلب ووجع، رن عليها ماردتش، عاود الرن تاني وتالت وعاشر وبردو مابتردش، كتبلها ماسدج "ردي أسمع صوتك بس وأقفلي تاني" 

حاول كتير يتواصل معاها ماعرفش، فكر في كلام أسامة وكلامها، فكر مرة أخيرة وهو بيغمض عينه في حياته

وصل بلده ووصل لبيته... 

فتح الباب ودخل

أمه وأبوه كانوا نايمين 

دخل أوضتهم

كانت دقنه طويلة وشعره مش مترتب، عيونه دبلانة وجسمه مستسلم

قعد جنب أبوه علي السرير وزقه 

قام أبوه وهو بيبص حواليه ولما عينه جات علي شريف قام مفزوع ف أمه قامت علي فزع أبوه 

قال ابوه وهو لسه مخضوض "شريف! إنت نزلت أمتي!" 

أترمي شريف في حضنه وعيط، عيط بدون توقف، عيط بصوت عالي وبحرقة، كان بيشهق من عياطة ومش عارف ياخد نفسه

قال من وسط عياطه بصوت متحشرج "بحبها والله، مش قادر أعيش من غيرها، مش عارف ماسمعش صوتها" 

سأل أبوه وهو بيحاول يقومه من حضنه "مين دي اللي مش قادر تعيش من غيرها" 

"فريدة" قالها وبص لأبوه بعيون دامعة محمرة "أنا عايز اسكن برا مش عايز أسكن معاك وعايز أتجوزها بكرا ومش عايز حد يضايقها، ماحدش يكلمها خالص ولا حد يشوفها"

عقد ابوه حاجبه وقال "هي قالتلك إيه!" 

"عايزاني أبقي راجلها مش إنتو، إنتو ليه خلتوها تشوفني مش راجل! ليه عملتوا فيا كدا" 

قالت امه بصوت عالي "مين دا اللي مش راجل، والله وأديني حلفت البت دي ما داخلة بيتنا ولا معتباه ولا هناسب عيلتهم" 

قال شريف بخوف "أنا هاتجوزها، برضاكم أو لا هاتجوزها" 

ردت أمه "هي محفظاك كلمتين تيجي تسمعهمولنا صح!" 

قام شريف بجسمه المستسلم وبنبرته المرتعشة "وليه محفظاني، ليه مش انا اللي قايلهم من نفسي!" 

"عشان إنت مش هاتقف قدام أهلك عشان بنت، إحنا ربناك وعلمـ...." 

قاطعها شريف بزعيق "ربتوني وعلمتوني أطلع تحت دراعكم... أتكلم بلسانكم وأتصرف بدماغكم، طلعتوني لعبة صح!" 

قام أبوه ووقف قدامه بعيون بتطلع شرار وقال "تتكلم معانا عدل، يك إحنا مش عارفين دماغك، مين قواك علينا، بنت الكلب دي!" 

كان شريف خايف من أبوه، دي أول مرة يقف قدامه ويتكلم باللهجة اللي إتكلم بيها، خوفه خلاك مش قادر ينطق علي الرغم من كمّ الكلام اللي جواه 

ساد الصمت بينهم قطعه أبوه وهو بيقول "وإيه خلاك تيجي من البحيرة، أفرض صاحب الڤيلا طردك من هناك! والله يا شريف أرميك في الشارع تصرف علي نفسك وتنام علي الرصيف، وساعتها أبقي شوف الجزمة اللي خلتك تقوي علينا هاترضي تتجوزك ولا لا" 

دار نظره لمراته وقال "قومي جهزيلي فطار أطفح، وغوري الواد دا من وشي، وكلمي أهل فريدة وقوليلهم الخطوبة أتفشكلت وهاروح أنا اجيب منهم حاجتنا" 

قال شريف بنبرة راجية ومعارضة في الوقت نفسه "لا لا لا... لا، ماحدش هايكلمها، ماحدش يتكلم مع فريدة ولا يقولها حاجة، أنا بحبها وهاتجوزها" 

مسكه ابوه من لياقة قميصه وغطي وشه بكف إيده وقال "أنا هنا اللي أقول إيه اللي يحصل وإيه لا، لما ابقي أموت ابقي قرر إنت، سيرة فريدة ماتجيش في البيت تاني بدال والله لأرميك بهدمتك اللي عليك دي في الشارع" 

"هاشتغل وهاصرف علي نفسي" قالها بخوف بس نظرة عيونه لأبوه كانت تحدي

سابه أبوه وراح جاب حزام من دولابه، قامت أمه وجرت ناحية شريف وشدته من أيده تطلعه برا الأوضة ووقفت قدامه عشان أبوه مايضربهوش

تمتم أبوه وهو بينقض عليه بالحزام "تشتغل إيه! هو إنت بتعرف تتكلم كلمتين علي بعض، دا إنت شبه البنات" ضربه بالحزام ف جه نص الحزام علي كتف مراته والنص التاني علي كتف شريف 

عاود الضرب بالحزام وهو بيقول "أبقي تعالي تف علي وشي إن عرفت تسد في شغلانة، بقي إنت جاي تلوي دراعي ببنت ولا راحت ولا جات، والله لأربيك" 

كان جسم شريف أضخم بكتير من جسمه أبوه بس خوفه من أبوه كان مخليه كاشش ومستحمل الضرب

كان مكتفي بإنه بيصد الحزام بإيده بس مانجحش في إنه يسد كل الضربات 

تعب أبوه من الضرب فقعد علي كنبة الأنتريه وهو بيكح وصدره بينتفض من الشهيق والزفير العالي ووشه أحمر 

عباية مراته إتقطعت من علي كتفها وكتف شريف ورقبته وراسه كان متعلم عليهم بالحزام

قعد قدام أبوه بوشه اللي كله أثار ضرب وقال بإستسلام "جوزهالي وأعملها اللي هي عيزاه ومش عايز منك حاجة تاني"

"الدنيا قدامك واسعة، أشتغل وجيب شقة وأصرف علي مراتك"

"ما إحنا عندنا بدل البيت تلت بيوت، قعدني أنا وهي في بيت منهم، أديلي أربع سنين بشتغل أديني فلوسهم اللي كنت بتاخدها مني أول كل شهر" 

"وتمن أكلك وشربك وقعادك هنا، هو أنا كنت هافضل أصرف لأمتي عليك!"

كمل "إحنا عارفين الصح، لو إتجوزت البنت دي وبعدت عننا هاتحط رجلها علي راسك وتدلدل رجلها عليك وعلينا" 

دخل شريف أوضته وقعد يعيط وكاتم صوت عياطه

الكلام اللي جواه إتحول لكتلة تُقل علي قلبه حسسته إن رقبته حواليها حبل مربوط ومن كتر الشد من الجانبين قرب يتخنق، الأهانة اللي شافها حسسته بقد إيه كلام أسامة وفريدة صح، كان قلبه فعليًا هاينفجر، هو حس ب دا فعلاً

مسك راسه من كتر التفكير والضغط، إزاي يراضي حبيبته ويراضي أهله، إزاي يواجه خوفه! قلبه بيتألم وتقيل، هو ماعهوش أي حاجة تسنده، ماعهوش مليم واحد في جيبه، إزاي يرضي فريدة ويسكنها بعيد عن أهله ويعملها اللي هي عيزاه وإزاي يطلع من قبضة أهله وهو مش مسنود من غيرهم، إزاي يواجه أهله وهو لسه مضروب عشان فكر يعلي صوته، هو جبان، جبان زي ما قالت فريدة، ومش راجل زي ما قال أسامة

قال بصوت عالي وهو ماسك دماغه "بطل تفكير بقي، بطل تفكير" 

رن علي فريدة، كان عارف إنها مش هاترد، ماردتش ف بعت رسالة ليها 

قال فيها "أنا دلوقت بس عرفت هراضيكم كلكم إزاي" 

مسح دموعه وخرج من الأوضة، دخل المطبخ ومسك سكينة، خرج من المطبخ ووقف قدام أبوه 

بصله أبوه بسخرية وقال "دا باين عليه مش هايجبها لبر إنهاردة" 

حط شريف السكينة علي إيده 

تابع أبوه "أدخل ياض جوه وبطل هبـ..." الدم كان مغرق إيد شريف والدموع كانت مغرقة عينه 

في الوقت نفسه رنت فريدة، بص شريف للتليفون، صوتت أمه وجري عليه أبوه، مافيش دقايق والناس إتلمت حواليهم وشالوه وجريوا بيه للمستشفي

--------------------

ردت علي تليفون فريدة

"منك لله إنتِ اللي عملتي في إبني كدا، منك لله حرام عليكي" كانت بتعيط وبتخبط بإيدها علي حيطة المستشفي

قلقت فريدة وردت بقلب مقبوض "ماله شريف" قلبها وقف من الخضة والخوف

ردت الأم "حسبي الله ونعمة الوكيل فيكي، حرام عليكي خربتي علينا حياتنا" 

قالت فريدة بتوتر بالغ "ماله شريف... حص.. حصل إيه" 

"في العناية بسببك، قطع شرايينه عشانك، منك لله إنتِ وأهلك، منك لله" وزاد صوت أنينها وعياطها

جرت فريدة ناحية الدولاب وهي بتقول "في أني مستشفي، بالله عليكي قوليلي" وكانت الدموع بتتسابق علي خدودها

لبست عبايتها وحطت طرحة علي راسها ونزلت السلالم جري من غير ما تقول لحد هي رايحة فين، كانت مغيبة عن عقلها ومش عارفة تعمل إيه؟

أخدت تاكسي ووصلت للمستشفي

كانت العناية في الطابق الأول، جرت ناحية مامته لما لمحتها من بعيد

قالت بخضة وقلب مقبوض "طلع! شريف طلع" 

"لسه" قالتها مامته وهي قاعدة علي الارض، كانت هادية جدًا ومستسلمة وبتتكلم بصعوبة 

وقفت فريدة قدام باب العناية وهي بتعيط، فتحت تليفونها وقرت الماسدج تاني، لامت نفسها إنها ماردتش عليه لما رن، لامت نفسها وكانت عايزة تتأسف لكل حاجة إنها ماردتش عليه 

كان محتاجلها، لو كانت ردت عليه كان قالها هايعمل إيه وكانت منعته، لو كانت ردت عليه ماكنش حصل كل دا! 

ما عداش كتير وخرج الدكتور والتمريض 

قال الدكتور "مافيش حاجة تقلقوا منها، إنتو لحقتوه بدري وقدرنا نسعفه، حد ييجي معايا عشان نخلص شوية إجراءات، عشان دي محاولة إنتحار" 

سابهم ومشي ومشي وراه أبو شريف 

نقلوا شريف لغرفة الإنتظار، كانت فريدة مش عارفة تعيط عليه ولا تضحك إنها بقت شيفاه قدامها، عايزة تحضنه بس ماينفعش

دخلوه وراه غرفة الإنتظار وكان شريف فايق نوعًا ما، قعدت فريدة جنبه وحطت إيدها علي وشه والدموع علي خدها

باسته فريدة من جبينه، نزلت دموعها علي جبينه ورعشة شفايفها من الخوف عليه وصل إحساسها لشريف

بصتلها أمه بإستغراب من قلة حياءها، بس شدتها من جنبه وقعدت هي مكانها 

زعق شريف "مش عايز أشوفك، أطلعي برا ماتكلمنيش" 

"مش حرام عليك الخضة دي، تعمل كدا ليه ولا عشان مين!" 

"أبوس إيدك أطلعي وسبيني" بصتله أمه بضيق وبصت لفريدة بغضب وقامت وهي بتنفخ في وشهم بس قلبها مطاوعهاش تطلع، فضلت تبصله عشان تطمن، هو وقع قلبها من شوية

لاحظت فريدة أثار الضرب علي ودنه ورقبته ووشه 

قالت بفزع "إيه دا ياشريف" 

"أتخانقت مع واحد صاحبي وضربنا بعض" 

"إتخانقتوا ليه... وأمتي" 

سكت ماردش، جواه مكتوم، عايز يتكلم بس مش قادر مش عارف، السكوت أفضله من كلام بيألمه بس 

قالت فريدة بعيون دامعة "أنا ماكنتش عايزاك تكمل كدا ف كنت بحاول أغيرك بس لو إنت عايز تفضل كدا انا قابلة، قابلة أي حاجة معاك والله" قالتها بكل ضعف وهزيمة 

كملت بعد ما نزلت دمعة من عيونها "قابلة أستحمل أهلك واستحملك وأعمل أي حاجة عشانك، بس إنت ماتخوفنيش عليك تاني كدا" 

بصلها شريف وماتكلمش، بصلها بفتور وزُهد من الدنيا كلها 

---------------------

نزلت إيناس من الطابق التاني وكان باين عليها رايحة مشوار عشان كانت جاهزة، نادت علي ذكري وطلبت منها كوفي علي السريع 

دخلت ذكري تعملها الكوفي، جه إتصال لإيناس فكنسلت إيناس الكوفي وخرجت ركبت عربيتها ومشت

دخلت ذكري تجهز نفسها عشان الكلية، لبست وخرجت هي كمان من باب الڤيلا، وقفت تاكسي ركبته ووصلت للكلية 

دخلت المحاضرة وإستغربت إن إيناس مش موجودة، خلصت المحاضرة و إتجهت لكافيه قريب عشان تهدي أعصابها شوية الفترة دي، أديلها كام يوم مزاجها مش رايق 

راحت الكافيه وطلبت أيس كوفي وطلعت تليفونها وقلبت في الصور 

فتحت الجاليري، ظهرلها صورتها مع أخواتها الإتنين وقد إيه كانوا مستمتعين بالوقت مع بعض، صورة وحيدة مع باباها أخدتها الكاميرا بالغلط وهما قاعدين، صور قديمة جدًا مع مامتها، صورها مع كرم... 

وقفت عند صورها مع كرم

إبتسمت للزكريات الهبلة ورنت علي كرم

قالت "إزيك! سبني أقول كلمتين وبعدين هانهي المكالمة" 

كملت "اللي بينا ماكنش حب، يمكن إنت حبيتني وشوفتي زوجة في وقت ما بينا، بس أنا عمري ما شوفتك زوج وبيت وعيلة، أنا كنت شيفاك مخزن باخد منه لما الدنيا تضيق عليا، مخزن مش عيزاه يخلص ومش مهم المخزن أسمه إيه! المهم إني باخد والمهم إني شبعانة، ماكنش مهم إنت صاحب ولا زوج ولا أب ولا حتي أخ، كان المهم إني باخد منك اللي محتجاه، مش عارفة إزاي أتقلبت الموازين وبعد ما كنت شيفاك جارح أشوف نفسي أكتر حد إستغلالي، أنا أستغليت كل حاجة حواليا بطريقة كرهتني في نفسي وخلتني شخص عدواني، أنا مش عايزة أقول إني ضحية ظروف بس أنا هربت ومعالجتش نفسي، وفي هروبي أخدت ناس في وشي وسبتهم أول ما رسيت لبر" 

كملت "مش عارفة كلامي هاتفهمه ولا هيبان مش مترتب، بس أنا ماحبتكش، أنا مش بحبك، ف ماتلومش نفسك علي ذنب عملته معايا لانك مأذنتبش، اللي حصل إن المخزن خلص وأنا ماهتمتش أجيب بضاعة جديدة جواه، إنت زهدت زبون المخزن وانا زهدت كوني شخص بياخد" 

إبتسمت وقالت "اللي بينا عشرة طيبة انا بحبها، هاتفضل أعز شخص اداني ومستناش مني ياخد، أستحملني في أوحش فترة، أنا اسفة إني ماعرفتش أكون في نظرك زوجة، أنا بعزك" 

ماستنتش منه رد وقفلت، مافتش كتير ولقت رسالة مابعوتالها علي الخط 

"أنا حبيتك أوي ومش هاقول كنت لأني لسه بحبك، هاتفضلي ذكري حلوة وهافضل أحب أيامي معاكي، بينا ذكري حلوة هافضل محتفظ بيها" 

شافت الماسدج وقفلت الفون، هي كانت محتاجة تفهم مشاعرها، كلام أسامة خلاها تقسيه علي نفسها ولما قاسته فهمت كل حاجة، وإستريحت لما فكت العقدة جواها 

مسكت فونها تاني وكانت عايزة ترن علي أخواتها بس حست إنه مش وقته، ففضلت قاعدة مستمتعة باللأشي

-----------------

كانت أيناس قاعدة مع حمزة أديلهم فترة 

قالت أيناس مكملة كلامهم "وكدا ميبقاش فاضل غير إننا نروح نتكلم مع الراجل دا ونستلم منه كل حاجة عشان المشروع" 

قال حمزة بعدم إنتباه "تمام" 

رمقته إيناس بنظرة 

فقال حمزة "أنا موافق عشانك وبعمل كل دا عشانك، بس أنا من جوايا مش عايز" 

"هانرجع لنفس السيرة دي تاني يا حمزة" 

"أنا حياتي هادية وعايزها تفضل كدا، وكل اللي إنتِ بتعمليه دا مش هايزيد حياتي غير القلق والتفكير وإلاحتمالات"

"المتعة كلها هنا، لازم نجرب وندوس" 

"وهنقابل الراجل أمتي!" 

"بعد بكرا، أنا هامشي دلوقتي" 

مسك حمزة إيدها وقال بنظرة راجية "إنتِ مش هاتكرهيني في يوم صح!" 

قالت إيناس وهس بتلم حاجتها "أكيد" 

مجاش في بالها تسأل هو ليه قال كدا، خرجت من الكافيه سريعًا ومشت

----------------

في إحدي مناطق أسيوط، في بيت صغير علي قد حاله 

كانت رحمة بتحط اللمسات الأخيرة في أوضة الجلوس 

خرج أسامة من الحمام وقال "البلاط هايشتمك من كتر الحك فيه" 

قالت رحمة "بس ياض إنت، عايزهم يدخلوا يقولوا إيه" 

"ياسيتي مايقولوا اللي يقولوه، جات علي دي يعني" وضحك

دخلت رحمة المطبخ وفتحت التلاجة وطلعت الفاكهة والحلويات، رستهم في أطباق وسابتهم في المطبخ عشان تطلعهم لما ييجوا، فتحت الحلل اللي علي البوتيجاز وإتأكدت إن كل حاجة جاهزة

صلي أسامة العصر وقعد في أوضة الجلوس مستني الناس تيجي، ورحمة دخلت تظبط حالها قدام مرايتها، ودخلت أمهم تلبس العباية الجديدة اللي جبهالها أسامة 

البيت كان مبهج لأول مرة فعلاً، كان بيتجهز كأن اللي صابح عيد ورحمة كانت طايرة من الفرحة

خرجت رحمة وهي بتزعق "أسامة إعدل المفرش اللي إنت بهدلته دا" 

"حاضر، يكش نخلص" وقام عدل المفرش

بعد ربع ساعة خرجت رحمة وكانت أية من الجمال، كانت محرجة جدًا فقال أسامة بعد ما بص عليها لثواني "الهبلة كبرت" 

ضربته رحمة علي كتفه وقعدت جنبه 

عدي عشر دقايق تانيين وماحدش جه 

كانت الساعة خمسة، كان أسامة بيبص في تليفونه كل شوية ليكون رن عليه، أخته كانت فرحانة جدًا ومش ملاحظة الوقت، عمالة تعدل في الحاجة اللي حواليها بس 

الساعة خمسة ونص ولسه مجاش وماينفعش يرن عليه، بص لأخته اللي بدأت تتوتر من التأخير

الساعة ستة وكل حاجة جاهزة ما عدا هشام اللي لسه مجاش، حس بإحراج رحمة، بدأت فرحتها تتلاشي ويتحط مكانها الحزن

الساعة جات تسعة وإتأكدوا إن ماحدش جاي، دخلت أخته غسلت وشها وغيرت هدومها من غير ما تنطق ولا حرف، فتحت أوضتها ودخلت وقفلت الباب وراها

دخل وراها أسامة، فتح النور لقاها نايمة وشادة البطانية عليها خافية كل جسمها تحتها حتي راسها، قرب من السرير وقعد جنبها في حزن عليها 

شد البطانية بس هي كانت ماسكة طرفها ف فضلت مستخبية تحتها، سمع صوت عياطها ف قلبه إتألم 

حط إيده علي البطانية وقال وهو مش عارف يجمع كلام جواه "الحمدلله إنه مجاش، أنا مستكترك عليه أساسًا" 

سكت لثواني وبعدين قال"قومي بقي ماتبقيش رخمة، أومال مين هياكل الطبيخ اللي جوه دا، والحلويات والجاتوه" 

شد البطانية ف شاف عيونها المدمعة ووشها الأحمر، رفعت راسها لحضنه وإستخبت جواه 

ملّس علي شعرها وقال "أنا السبب الصح! لو ماكنتش أخدت معاه ميعاد ماكنش حصل كل دا، حقك عليا" 

باس راسها وكمل "أنا كنت عايز أفرحك" 

ماكنتش بترد عليه، كانت بتعيط بس

رفع وشها وجات عيونها في عيونه، إصنطع إبتسامة وقال "قمر حتي وإنتي بتعيطي، أنا لو حد غريب وشافك وإنت كدا هاجيب المأذون وقتي" 

دفنت راسها تاني في حضنه

رجع ملّس علي شعرها "أنا حبيبك وأخوكي وصاحبك وأبوكي، إنتِ كتيرة علي أي حد حتي عليا" 

عيونه دمعت ف سكت، كسرة قلبها دي مش هايعديها لهشام بالساهل، طبطب علي كتفها لحد ما هدت في حضنه 

قامت من حضنه فقال "ما كنتي تخليكي تشوية كمان، لسه أخر حته في القميص ماتغرقتش" 

إبتسمت أخته بفتور فقال أسامة "هاروح أجبلك شيبسي وحاجات حلوة، كل الحاجات اللي بتحبيها هاجبهالك تتسلي فيها لحد ما أنزل أخر الشهر وأجبلك زيهم تاني، علي فكرة هشام ماكنش هايدلعك كدا يعني قعدتك معايا أحسن"

باس جبينها وخرج غير قميصه وخرج برا البيت

وصل لسوبر ماركت في منطقتهم أشتري كل حاجة رحمة بتحبها، من أول المشبك لحد الشيبسي الحراق، كان راجع البيت لما لمحها 

بس المرادي كان في إيدها دبلة.... 

-------------------------

في بيت فريدة.. 

#يتبع

#قلب_ذكري

#الحلقة_العاشرة

لـ أميمة عبدالله

الكاتب الرمادي

إن لم ترى نفسك في عيون الآخرين فأعلم أنك لم ترى نفسك مطلقًا وأن عقلك يخدعك عن ما تعرفه عنك لا محالة.. فلم نخلق لنرى ما بداخلنا بل لننظر داخل الآخرين..

إرسال تعليق

أحدث أقدم