مقتبس من رواية حرب باندورا
- ما بكِ يا عزيزتي لِمَ تحملين نفسكِ فوق طاقتها
= لا شيء فقط اريد الابتعاد عنك، كما تبتعد السماء عن الأرض
- أنا ايضًا.. أريد احتضانكِ بقوة، بقوة تحطم أضلع كلانا، واترك لعيناي مجال ضخ المياه المالحة كيفما شاءت، اريد من كل قطرة أن تكون منفردة لتروي لكِ أني أحبك أضعاف ما تحبينني بكثير، أنا فقط.. لا لا ليس أنا، لساني فقط لا يجيد التعبير، ولربما هذا من سخرية القدر..
= دعك من تلك الألاعيب ايهما المنافق القذر، لا حاجة لك...
- بالطبع لي حاجة في التعبير عن حبي لكِ، أريد أن أخبركِ كم أنا أعشقكِ، كم أنا أهواكِ، لم أبحث عن غيركِ قط، لن يملئ عيني سواكِ، لكنكِ أيضًا يجب أن تعذريني، أنا لا أجيد الحديث، ذلك الكاتب المغوار، الباحث الروائي الكاتب الفيلسوف الأديب، لا يعرف كيف وبأي كلمةً يعبر عن ما بداخله، كيف حين تنطقين بأي كلمة مدح، أو نظرة شوق، أو حين تناديني عيناكِ أجيب، أنا لا أعرف..
أنا فقط أجيد القراءة، وليس كل قارئ قادر على جعل الكلمات تتراقص على أوتار مشاعره أو جعل قلبه يعزف على كمان الحان اللغة.. فكم من عبقري مولع بالعِلم أمام محبوبته لا يكون سوى غبي غير لبيب، وأنا ذا الجاهل الأمي أمام عينيكِ لست أديب، أنا فقط محبٌ لكِ مالكتي ومملوكتي، ولا أريد إلا أن أكون حبيب
- ولكن...
= لا تتحدثي.. قيدي ذا الكاذب المدعو بلسانك هنا، أنا أتحدث مع من لا يخطأ ابدًا، أتحدث مع مقلتيكِ جميلتي، تلك التي وقعت فيهما فأصبحتُ غريق، أصبحت أول غارق لاواعي، لا يريد أن يفيق، تريدين الحقيقة، ستجدينها في عيناي، فقط أنظري والتمسي للساني العذر معشوقتي، فهو متسرع، ومن كثرة ما يريد أن ينطق يقف ساكنًا حائرًا لا يدري أيًا من كلماته يجب أن يخرج اولًا..
#الكاتب_الرمادي
#حديث_العيون
الوسوم:
حرب باندورا