أعشقكِ؛ لأنك عزيزتي ومُلهبة الجميع سأعشقكِ، رغم علمي أنكِ من ستعلقين حبل مشنقتي لا أزال أعشقكِ، لا تعلمين عزيزتي كم دفع الجميع من أعمارهم فقط ليفوزوا بكِ، فحظوا جميعهم برشفة من أعتى سمومكِ، اللعنة.
أراني مميزًا وأنتِ أيضًا ترينني كذلك؛ فلم يكن لغيري قدرة على أن يقوم بعداوة معكِ، جميعهم عدا القليل حافظ على أن يكون أفضل متمع بكِ، والجميل أن كل من ابتسم لكِ أصبح هالك ،غريب، أليس كذلك؟
رغم أن نشوتنا بكِ مختلفة عن أي شئ آخر إلا أن هذا طبيعي، التمتع بكِ كمن فاز باليانصيب فأصبح يتفاخر برقص هزلي ساخر، وهذا أيضًا طبيعي، لكن الأمر كاد يكون كداعٍ للإسلام في المسجد نهارًا، ويسكن مساءً في ملهى ليلي، فهذا غير طبيعي أو من المفترض أنه كذلك.
الغريب أن كل من تقرب منكِ تحت غطاء الحب فنى خاسرًا، ومع ذلك يزورونك ليلقون نظرة عن قرب، اللعنة.
والله أصبحت حائرًا عزيزتي، لم أعد أعلم أأنتِ لعنة أم نعمة، لِمَ كلما اقتربت أشعر أن حياتي بلا معنى؟ اللعنة.
أقترب منكِ اقتراب سِكِّير يشرب آخر كأس ما قبل الإمتناع، أبتعد بعدها قليلاً فتلهبين ما لدي من مجانين فأقترب؛ فأكاد أهوي فأبتعد؛ فيقتلني الشوق فأذنب؛ فيشتعل بداخلي ألف ألف صراع.
تمنيت لو أمكن الحياة بكِ وبداخلي ملاك كميكائيل، لكن قربك يعني لقاءنا بالزبانية في مكان حارسه مالك وجسر عبوره إسرافيل، وكم تمنيت أن آخذك لنسبح سويًا في أحد أنهار الخلد كبارق مثلًا، لكن دائمًا ما تريديني أن أسقط في جحيم خلق أزلاً.
أذكر يوم دعوتك لشرب شيء ما في أحد الجنان، دعوتك لدخول فردوس لنحتسي مشروب كسلسبيل، رددتِ دعوتي بأن نسبح في ويلٍ ونأكل زقوم، وكانت الدعوة مزينة وكأنها إكليل، اللعنة.
لِمَ؟ لِمَ تفعلين ذلك عزيزتي؟ لِمَ تكونين كعاهرة منتصف الليل تغري وتفتن كل أحمق لعين فتهلكينا جميعًا جيلًا خلف جيل؟ والغريب أنكِ للإغراء فقط، ولا نتعظ مِن كل مَن أمامنا سقط فنقترب كالحمقى ومن ثَم نسقط.
ومع كل هذا مازلتُ أراكِ أمامي شبه عارية تحاولين إغرائي جاهدة ومجاهدة، متناسية أن أساليبك تلك لا تنجح مع المختلين، خلي سبيلنا يا ساقطة، أمثالنا لا نشوة له فيكِ، اذهبي لهؤلاء البشر المدَّعين بأنهم دون الجميع عاقلين، ولتفتكي بهم كما فتكتِ بالسابقين، وكما ستفتكِ حتمًا باللاحقين، أما نحن فلا شأن لكِ بنا ،فنحن كل ليلة نرجوا الفناء؛ فكل من زاره حسب سياستنا من الناجين.
و لاأزال أراكِ تتفاخرين على الجميع فقط لأنك امتلكتِ ما لم يمتلكه أحد، ولا حتى يستطيع، ففيكِ يسعى الجميع للكمال، كما تقيس الإناث بعضهن عليكِ في معايير الجمال، اللعنة.
أيتها الحمقاء، إياكِ والغرور، إياكِ أن تظني لوهلة أنكِ مصدرٌ للسرور، فما عهدتك إلا غابة مليئة بالجحور، أنتِ حشرة بالنسبة لي، نسبة الاعتراف بكِ كنسبة اعترافي بالنمرود كنبي، وليعلم الجميع كما يجب أن تفعلي كذلك أننا لم نُخلَق من أجلكِ بل أنتِ هنا لذلك، أنتِ هنا وبكل ما يجملك من دناوة من أجلي، من أجل كل دابة خلقت بعدكِ وربما قبلك.
ولتعلمي أنكِ بدوننا لا معنى لكِ، نحن شمسكِ ونجومكِ وما أنتِ إلا قمرٌ، فكري ماذا ستفعلين بدوننا، لا طاقة تستمدين منها جمالك، لن تكوني إلا قرصًا مظلمًا في الفضاء، والجميل أن الفضاء أسود، والظلام كذلك، أي أنكِ لن تكوني موجودة، وبالأدق لن تكوني مميزة، مجرد مرحلة عابرة.
حسنًا، سأعترف، أعترف لك جميلتي: أنتِ تسيرين في عروقي كما أسير حرفيًا فيكِ، لكن إن ألقينا نظرة عن قرب فأنا لا أسير على الأرض، أنا أسري في الوريد.
للسادة الذين لا يزالون إلى الآن يظنون أنني أتحدث عن إحدى حمقاوات الجنس الناعم: سؤال صغير، أي لعينة تلك التي سأشغل أقلامي وأيمن عقلي حتى أكتب عنها أو أرهق أيسره حتى أفكر فيها؟ حمقى.
#عز_الدين_مجدي
#فاتنة_الجحيم
#الكاتب_الرمادي