عندما كانت زَها في الخامسة من عمرها إختفي والدها من حياتها هى و والدتها السيدة كريمة فجأة ....
لم تعلق على الأمر كثيراً لصغر سنها و عندما كبرت بضع سنوات أقنعتها والدتها أن والدها توفي و لم يكن هناك تواصل مع أهل زوجها لرفضهم هذا الزواج من البداية
لكن لم يكن هذا الأمر حقيقيًا حيث أن والد زَها الاُستاذ رفعت كان من عائلة متوسطة الحال كمعظم العائلات المصرية لكنه كان طَموح حد الجشع و ذلك جعله يسلم نفسه للشيطان...
عندما علمت كريمة بما يفعله من أعمال الدجل و الشعوذة بهدف أن يصبح ثرياً طلبت الإنفصال و حصلت على الطلاق و هددته أنه إن حاول التواصل مع إبنته ستقوم بفضحه و تسليمه للشرطة
لم تكن تعلم كريمة إن زوجها منذ صغره يهتم بهذه الإمور و يملك شغفاً شديداً بها و إنه كان يبحث في اُمور الما ورائيات حتى وصل لسن الجامعة و تعرف على بعض زملائه الذين يملكون نفس الإهتمام و علم منهم عن وجود كتاب نادر و لا يوجد منه نسخ أصلية يحوى طلاسم تدخله العالم الأخر و يوجد منه تقريباً أربع نسخ أصلية في العالم كله و ظل يبحث عنه طويلاً حتى بعدما كون اُسره و أنجب زَها
وصل لنسخة أصلية من الكتاب بعد سنوات من البحث و بدأ يتعلم و يقرأ ووصل به الأمر أنه بدأ يشعر بالنرجسية و بأنه أصبح ذو علم قوى و أفضل من الجميع و أنه يستحق أن يصبح من الأغنياء
كان ذلك الوقت يعمل مدير حسابات الشركه مع المهندس أكرم فبدأ يطمع بأن يملك الشركة و يديرها و يسيطر بعد ذلك على القطاع ككل و يصبح هو من يدير قطاع العقارات في مصر
كانت تشك زوجته كريمة بتصرفاته كثيرًا لكن لم تكن قد إكتشفت الأمر
بدأ في تحضير مارد من الجن ليسخره في مساعدته لما يريد لكنه أخطأ فى ذلك و قام بتحضير مارد قوى و لم يستطع السيطرة عليه و أراد أن يصرفه لكن خانه ما تعلمه من الكتب
*****
كان يخطط أكرم أن يصطحب زوجته و إبنه في عطلة صيفية
فى الشركة حدث حوار بين أكرم و رفعت لأنه كان محل ثقة بالنسبة له لم يكن يعلم أن الطعنة المميتة دائماً تأتى من أقرب الناس إليه...
أكرم: بص يا رفعت الولد عامل قلبان علشان نروح مصيف و انا تعبت من الشغل الفتره اللى فاتت كان في ضغط جامد بفكر أخد مراتى و خالد و نطلع الفيلا بتاعة السخنة نفصل حبه
رفعت : ربنا يباركلك فيه ماهو برضو عنده حق عايز يفصل و يتفسح زى صحابه خُد الأجازه براحتك و متشيلش هم الشركه و لو في ورق او حاجه واقفه على إمضتك هاخد العربية صد رد ليك تمضيها و ارجع امشي الدنيا
اكرم : إنت بتثبتلى دايماً إنى إختارت صح فباعاملك على إنك أكتر من كونك مدير حسابات و أخليك محل ثقتى في الشركة مخيبتش ظنى ابدًا في مرة
نظر له رفعت مبتسمًا و سكت كأن ضميرة إستيقظ من سِباته و أنهى العمل و عاد للبيت وجد زوجته قامت بتحضير حقائب السفر ووضعتها بجانب الباب و جلست تنتظره فلما دخل باغتته كلماتها
كريمة : طلقني..
رفعت : نعم ... انتِ بتقولى إيه !!
كريمة : ايوا طلقنى ... انا مصدومة فيك انا معرفش إنك معندكش دين و لا إيمان بالله بالمنظر ده انا ندمانة على كل لحظة إتحسبت عليا و انا مراتك و مش عايزه أفضل ندمانه
انا شفت كتبك و حاجتك و فهمت دلوقتى تصرفاتك الغريبة بقا يا متعلم يا مثقف قلبت حالك دجال و انا و بنتك مفكرتش فينا عايشه معاك بقالى 7 سنين في وهم ... لو سمحت طلقنى و ملكش دعوه بيا و لا بالبنت لا من قريب و لا من بعيد و بنتي لما تسأل هفهمها إنك مُت لأنك مبقاش ليك مكان في حياتنا بعد اللى أنا شفته و لو حاولت تقرب مننا انا هبلغ عنك و هسلمك بإيدي للشرطة ده لو مكانتش افعالك قضت عليك ..
لم يستطع رفعت الدفاع عن نفسه امام كلماتها حتى إنكاره لم يكن ليفيد فإنه يعلم أنه دخل فى طريق ليس له رجعه و أسلم حل أن يطلقها حتى لا تتأذى هى او إبنته
رفعت بأسي : انتِ طالق يا كريمة ... خلى بالك من نفسك و من زَها ... انا أسف
اخدت كريمه حقائبها و أخذت إبنتها و نزلت من المنزل و تركت رفعت وحيدًا
****** كان أكرم أخذ أسرته و إنطلق في طريقه للعين السخنة لقضاء فترة العطلة
كان خالد يجلس في المقعد الخلفى للسيارة و غلبه النعاس و أثناء سير السيارة شعر أكرم بامر غريب كان يري شخص يعبر الطريق بُسرعةٍ شديدة كأنه يعبر من أمام السياره بخطوةٍ واحدة تكرر الأمر عِدة مرات مما جعله يتضطرب بشدة و بدأ يفقد السيطرة على السيارة وفجأة توقف الشخص أمامه وأدار راسه ونظر له ففزع السيد أكرم مما رأى و أدار عجلة القيادة خارج المسار و إصطدم بشدة فى سيارة نقل محُمله بالصخور وسقطت صخرة على مُقدمة السيارة فكان أثر الإصطدام مما أدى لفقدان أكرم و زوجته حياتهما و نُقل خالد للمستشفى و قام الأطباء7 بإسعافه لكنه ظل بغيبوبة لمدة 3 أشهر
علم رفعت بما حدث و توقع أن للأمر علاقة بما فعله و حاول كثيرًا صرف هذا المارد لكن لم يسطتع فظن إنهُ إذا أنهى حياتهُ سينتهى الأمر فقام بصعق نفسه بالكهرباء حتى الموت
لقد حاول أن يرضى ضميره قبل أن يموت
لم يعلم إنه ترك هذا المارد عالقًا و حُراً ...
عندما أفاق خالد من الغيبوبة وُضع فى مدرسة داخلية حتى يُكمل السن القانونى ويتسلم مكان منصب والده و يُدير أعماله بنفسه لكن كان يحدث معه اُمورغريبة فكانت
تأتى على خالد لحظات يكون بها في غاية الشر و لا يستطيع أحد السيطرة عليه حتى وصل لعُمر 19 و بعدها إختلف الأمر إلا إنه بدأ يرى منامات غريبة كأنها أحداث من الماضى و أشخاص بعد أيام يجد نفسه يقابلهم و إرق منامه هذا الأمر فترة حتى إنه بدأ يبحث به و عُلم إن هناك حالة تُسمى ديجافو و هى حالة تُفسر ما يحدث معه على إنها يتهيأ للشخص تكرار حدوث موقف أو مشهد ما، بالرغم من أنه لم يسبق وقد حدث فعلاً، أو قد يشعر بأنه قد سبق وأن رأى مكان يزوره لأول مرة أو شخص آخر لم يره من قبل و قد أراحه هذا التفكير لكنه كان يرى دائمًا فى منامه فتاة لكن لم يرى أبداً ملامحها ....
أما زَها فكانت تعانى من مناماتها المخِيفة من الصِغر و كانت تُحصنها السيدة كريمة دائماً بالقرأن و الأدعية لتردع عنها ما تراه و كان ذلك الأمر يوترها بشدة خاصتاً بعدما عَلمِت بموت رفعت في ظروف غامضة و قُفل الأمر على إنها قضية إنتحار مما جعلها تشك بالأمر و من أن يُمسها أو يمس إبنتها سوء نتيجة أفعاله و ظل هذا الأمر مستمرًا حتى وصلت زهَا لسن ال 16 و توقفت مناماتها المُخيفة لكن كانت تشعر أنها مُراقبة كإن هناك من ينظر لها
خفية ......
*****
إستمر هذا الوضع بالنسبة لخالد و لزَها حتى أنهيا الجامعة
بدأ خالد في تسلُم إدارة الشركة و زَها بدأت فى البحث عن عمل و إنتقلت للمكان الذى تقطن به حاليًا
لم يكن هناك علم لأى منهما بأى أحداث مرت و لم يكونا على معرفة ببعضهما البعض
لكن للقدر رأى أخر كأنهما قد لُعنا و حان وقت البحث عن طريقة لفك لعنتهما فكان مُقدر لهما ان يجتمعــــا
#يتبع
للروائية: منة الله عادل