الخطاب الملكي

 خطاب ديمون الأخير من داخل أرض المجهول من رواية حرب باندورا

إنني وقبل مدة طويلة، انشأت عالمي، كون موازي لتلك الكرة، التي نمت فيها اناملي، إلا أن تراهات صراعكم أصابتني بالإرهاق والملل، جميعكم حلم بالسلام ولم يجده، وفي كوني حققت حلمك وحلمي، بلا حروب نحيا، أضعفنا يسير مبجل.

أهلا بك في عالم تكر المنايا فيه غائرة، على جميع البرايا كالخيول بلا لجم، مجرة كاملة من قوة عظيمة، نابعة من جنون أعظم، بداخله الجميع سواء، ملك وعامل وعالم وخادم، جميعهم يسند أخاه، درغام عند الحق قائم.

لم يمسه الضر يومًا ولم يمسسني، حتى أصابني وسواس بإيجاد شريك من عالمكم يؤنسني، وليتني لم أجد، فقد ظهر ابرء شياطينكم بيده على جبيني يلمسني، وقد حسبته ملاك لكنه في هيامه قيدني، وفي أرض مهجورة لا وجود لها، أدركت أنه فيها يحبسني، وقد رآه الجميع يقيدني، ولم أجد من يأسف أو يعترض، وقد تركني سنوات كثيرة منتظرًا من يأتي وينجدني، وقد خاب ظني ولم يأتي أحد.

فأُصيب كوني بخلل إثر صدمتي، حُولَت الحلوى فيها لعلقم، أسكن تناقد عجيب داخلي، جعلني في أفضل حالتي كمن به سقم، وأضعف جنودي كترسانة نووية، وفي ظاهره كفارس أجم، ولولا أن السلام غذاء كوني، لأُصيب بتفرقة بين عصبتهِ، كتفرقة بعضكم بين كل عربي وأعجمي، لكن سكاني وقفوا عند ما لم تدركوه بشكل صارم، أدركوا أن كم من أمير في أمره يشقى، وكم من أسير في أسره ينعم.

و كأي عالم جمعت بداخلي ما بين الإفراط والحزم، السعادة قبور في جناتي ضاحكة، والماس يدرم أصله الفحم، والشمس قطعة ثلج باردة، تضيء السماء بلونها الأدهم، تزيد سوادها حول كل عادل، وتستمد ضوئها من كل أحمق وظالم، والقمر في الليل منطفئ نوره، لتوهج كل واضح للمعالمِ، وتلوموني على ظلام ما يحيط كل عادل، فلولا الظلام لضاع سنا النجم.

و بفضلكم لوث كل صدق بلؤم، وكل سرور بغم يُعصر إثر إصطدامته لينتج الديم، وعناء أفكار أتت معارضة، أصابت نظام الكون بألم ملازم، والبيوت أصبحت كشباك العنكبوت هينة، بعد أن كانت كالقصور ذات الدعائم، وأصيب الجنود بهلاوس أفكاركم، فأصبحوا محاصرين في معامع الحرب، وجل همهم جمع الغنائم، ووغنيمتهم الوحيدة أن أرواحهم ستُحصَد، وسترتفع في تاريخهم أمواج الهزائم، وبكل فرح ستدمرهم.

أُنظروا ماذا فعلتم بكوني الحبيب، كان كونًا عجيب كل من به بعمله لبيب، ولا يوجد من لعمله مهمل، الكل مدرك لأهميته هنا، حتى الجماد يفصح ويفهم، غريب فاتن بخليطه، تفصح عن روعته ألسن البكم، يجمع ما بين كل ذو حرفة، وكل مجالا العوالم، جميل جامع ما بين الحضارات، وحضراته تملك كل المعالم، خباياه تمدني بقوة عجيبة، تجمع ما بين الوجود والعدم.

مجرات من ملائكة ذات بئس، وشياطين لغتها زرع الألم، حروبهم ذات موجة عنيفة، أحدهم يمسك السيف والآخر درعه القلم، وكلاهما يدّعي الأخلاق، تراهم تشعر أنهم ذوي أدب جامع للأخلاق الحميدة وفعل المكارم، وفي الساحة كأنهم ثعالب في الصحراء يموتوا جوعًا، ولا يوجد غيرهم، فأصبح كلاهم للآخر يلتهم، يبدأ الصراع ويرتخي الشراع، فتحتار أيهم شيطان وأيهم ملاك، لما فيهم من أسواء الشيم، وجسدي الهزيل مزمار السباق، والميدان حمم تسري في دمي، حروب تلوا الأخرى تتوهج وزلازل تنبض أيسر صدري، وادعي أني صانع للأقدار، وعقلي مشتعل يأبى القبول بما كُتب في قدري.


آه، أعتذر اندمجت قليلًا في لومكم ومغازلة مجرتي، أقسم أني لم ألحظ وجودكم، وحتى لو لاحظته كنت سأستمر، لن يتغير شيء كما تعلمون، على كلٍ أهلًا بكم في عاصمتي ومملكتي، تفضلوا إجلسوا أنتم ضيوفي الليلة، وبما أنكم ضيوفٍ مميزين، سأكون صريح معكم، لن أًبقي في قلبي أي شيء دفين، وسأحرص على أن تكون أُمسيتكم صاخبة وجميلة، رغم علمي أن حضوركم يفتك الآن بقلوبكم، لكن جميعكم يحب أن يجامل، كما تعلمون هذا الأمر لا يسوئكم كثيرًا، فذاك الشعور متبادل، وسأعترف هذه المهمة على كلانا ثقيلة.


أنجل، لوسيفر، إجمعا الخدم ولتجهزوا النبيذ، ولتجعل جميعهم يتجول في القصر كما يشاء، واحضروا لهم كل طيب ولذيذ، واحرصا على أ، يشعر كل ضيف منهم أنه وحده ضيفنا العزيز، واهتموا بكل صدق بإخواننا المجانين، فعلى الأقل هم من بني جلدتنا وهم أصدق الصادقين، أعلم ليس أكثر الناس صدقًا لكن على الأقل أفضل من أغلب الحاضرين، ويزيد على ذلك أنهم للجميل حافظين وشاكرين.


- نزلت أهلًا وحللت سهلًا سيدي، أي نوع من النبيذ تريد، كأس السعادة، أم الحرن ذو الطيف المجيد، ما رأيك ببعض ما لديكم، غدر وخيانة، بعض الثقة مثقولة بإعدام للأمانة، لا لا أظنك تفضل الحب والهيام، بالنظر لحالتك أنت مُصاب بالإكتئاب إثر عدم الإهتمام، بالنظر لعينيك المحمرة المزينة بالسواد، أنت تمضي معظم لياليك باكٍ خاشٍ النوم من قلة السلام، فكر جيدًا سيدي لدينا كل ما تريد، وصدقني يوجد فوق مخيلتك المزيد والمزيد والمزيد، لا تنظر لي هكذا ليست نرجسية مني، لكن في الواقع ان.


= ما يقصده أن كل شيء موجود، كما ترى في القائمة كل شيء حتى تفسير الوجود، وكل ما نريده أن تخرج من هنا كمن أخذ في قلبه أسياف غنج، تعيد فؤادك المفقود، أو تعود بعقل مشتعل ينشئ لكل خطأ حدود.تفضل إليك مشروبك، اختاره سيدنا بنفسه من أجلك، وصدقني شيء كهذا أشكر عليه رب الوجود.


*: إشرب يا رجل لا تخجل إنه اليوم المنشود، ألا ترى كل هذا الشعب أمام عينيك مرصود، وقد نفَذت حرفيا كل الوعود، وهذا وعدي الأخير، قررت تنفيذه وأنا منتشي وسكير، لتكون قوتي مجددًا بلا حدود، لكن مهلًا لحظة، هناك شيء لا ترصده عيني بين الحشود، لوسيفر! لما لا أرى القيود والنقود والوقود، أها نسيت أن الأرض قد زارها مؤخرًا أحد الجنود، فأصبحوا في جحرهم كالجرذان، ينتظرون يومهم الموعود، مؤخرًا سيكتشفون أ، عزلهم لأنفسهم، سيجعل من ذاك الضئيل وحشًا، بعد أن كان كالألمود، أكثر ما يعجبنا أن ذاك الجندي لا يرونه حتى لضآلة حجمه، فلا ينفع معه لا مناصب ولا بارود ولا سدود، ورغم أني لا أعتقد أنه أتى كما يزعمون، إلا انه لا يهم مادام خطره موجود، ومادام سيعيد تنظيم الصفوف مجددًا، وسيهدم صفوف ظلت تبني أنفسها لعقود وعقود.


= أعتذر عن مقاطعتك سيدي لكن موعد خطابك قد حان.


*: أحضر الجميع؟


= أتوا سالكين كل وريد وكل شريان


*: حسنًا، يا عالم يا حشرة أنصت لي، جميعكم من يسير حولي ومن يسري داخلي، هلموا سريعًا فقد آن الأوان، فقد أتت لحظة تنتظرونها منذ زمان وزمنا، أتيتكم مرفوع الجناح كالجن ضاحكًا رغم كثرة الطعان، وبالطبع ما سأقوله ليس نتيجة أني شعرت بالخفقان، فأمثالي إن هزموا أخضعوا قبلهم، كل إنس وكش جن حتى كل شيطان.


لكن قبل أن ابدأ أود أن أخبركم، أني تشرفت بحضوركم أجمعين، حقا جمعيكن مختلين وعاقلين، لذا وبكل ود اطلب ان يحضر الجميع وخصوصا الحاقدين والسائرين خلف القطيع، هلموا هيا ولتتراقص وجوهكم من شدة السرور، فقد حان دوركم لكي تحلقوا عاليا كسرب من النسور، بلا خوف او سواد يعتليكم كما غزاكم سابقا لعصور.


أعلم أنني ثرثرت اليوم بهراء كثير، لكن تحملوني قليلًا فها هي مفاجئتكم، أبلغكم وبكل حب وسلام داخلي، أنه خطابي الأخير، حسنًا حسنًا سأعترف، الأمر عسير وليس يسير، لكن ماذا أفعل كل مادة في الكون، حتمًا سيأتي يومها لتذوق سوء المصير، وها أنا ذا أُجابه مصيري.


و بما أني سأرحل أود إخباركم، أنني حقًا وفعلًا أحببتكم، أحببتكم كعائلة، جميعكم من كان لي سندًا، ومن كان كجدران مائلة، من كان لي رسالة من السماء، ومن لم يملئ عقلي سوى بالهراء، ربما بعد ما مررت به، سيذكرني الزمان يومًا وسأستحق بعض الرثاء، الفقير ابن البلاد العشوائية، يفوق في قدرته ابن الأثرياء، ومن يتحداه منهم، إم أن يُسحق أو يتجرع الكثير والكثير من العناء، هه ابن البلاد العشوائية، ذاك الصغير الذين حاولوا شرائه، ببعض الأوراق النقدية، ذاك الصغير، يجعل حالتكم مزرية؟ عجبًا.


بعيدًا عن كل هذه الثرثارات، سأبد مرغمًا في الخطاب، وأقسم أن من أرمني ليس شخصًا بعينه، بل لشعور داخلي يخبرني، أني اقتربت من موعدي مع الحساب، لا تشغلوا بالكم بهذا الأمر كثيرًا، حتى أنا لا أعلم لما أخبركم بهذا، لا أعلم، ربما تذكير بقدوم من لا يرحم ولا يمكن الإختباء منه يا هذا، لا مجال للفرار، تذكروا يا مستعبدين من حولكم، ويا خائنين ومعكم مبيحي الأسرار، فلنبدأ


بسم الله، ثم بسم مجرتي، ثم بس الجنون، قال تعالى "ن والقلم وما يسطرون" حفظت هذه الآية في قلبي بعد "اقرأ" نزلت على نبي صادق أمين لا يخون، قولان اجعلهما خريطة حياتك بعد طاعة الله، وأعدك كل صعب سيهون.


أراك يا من تهرب خلف سراب الضوء، تخشى السواد الحالك، يا من تخاف الموت، الموت ملاقيك لا جدال في ذلك، فافزع من الله أولًا، فهو أحق بذلك، ويا من لا تخاف الموت، خف من الله وأخشى على أحبائك، وإياك أن تقول "قل لن يصيبنا إلا ما كتبه الله لنا" وتهرول كالثور نحول المهالك، وأيها الطاووس الساذج لما تتفاخر بجمالك، سيسلبه من وهبه لك، وستحصد بعدها ثمار أفعالك، لما لا تفهم أن جميعنا لله وكلنا سواء، كذلك وصفنا الخالق، فبأي حق تطمس هويتنا بمالك!


لإخوتي، أنا لا أقول لا تكن مغرورًا، أنا أقول لا ترتفع في السماء فوق طاقة جناحك متعمدًا، ستسقط حينها جديًا وجديدًا ومجددًا، بل على العكس تمامًا، كن مغرورًا، فمن فوائد الغرور أنك ستعتني بنفسك جيدًا، لكن اجعل لنفسك مكابح خارجية، عندما يحين وقتها، كن متواضعًا واجعل طاووسك في الثلاجة مجمدًا، وإن أتى حاقدًا لك أو تحداك عدوك، كن جبارًا في الأرض تشكل لبشرية خطرًا مهددًا.


يا حكماء، أتعلمون ما شعور أأن تسلب روحك ثوب عينيك، وأنت حي تشاهدها تصعد للسماء، أجربتم أن تمتلكوا عين ترصد الحياة بؤس وبؤس، والسعادة مقدمة زائفة الشحب لها رداء، أنا أعلم.


أن تتسلق الآلاف الكيلومترات، وتلهث وأنت تجري في سباق الحياة، وتوشك أن تصنف كأفضل عداء، فيسقط ساذج فوقك فجأة، وكأنه عقاب من السماء، ليأخذ لقبك ببلاهة واضحة، فقط لأن من خلفه شرذمة من الأغنياء، أنا أعلم.


أن تجعل من حولك يبغضونك، حتى لو كان من أشد الأحباء، فقط لأن الله وهبك رؤية تجعل الظلام غرفة شديدة الأضواء، فتخبرك نظرتك أن وجودك يشل حركتهم، ويوقف يسمم في عروقهم مجرى الدماء، فتبتعد بقلب هالك ظمأن في تلك الصحراء، وهم وحدهم موجودين، وهم فقط القادرين على رويك، ويملكون الكثير من الماء، فتموت مرغمًا لأنك محرم عليك الإقتراب، أنا أعلم.


أن تكون شيطان منبوذ بين العالمين، فراغ أيسر صدرك وفراغ في كلتا اليدين، والدموع سيول داخلك لها هدير تخشى إخراجه، فيتحول لصراخ ذاك الأنين، أنا أعلم، ولا تدعي أنك تعلم حالي وتخبرني بسذاجة أن حالي هين، فـ والله أنت لا تعلم.


و يا حكماء أيها العجائز المسنين، أأنتم حكماء حقًا، أم أن تلك الخطوط الشمطاء على وجوهكم من حكمت بذلك، أحيانًا يخلط الجميع بين من هو حكيم حقًا، ومن يدعي لنا بفضل سنه ووجهه الهالك، تأخذ الحكمة من كلاهما، تتفاجأ بأن صغيرهم ينجيك وكبيرهم إما أن يسقطك أو يتركك معذبًا عالق في مكانك.


وايها الساذج الصغير، السجائر لا تجعل منك رجلا، فلا تظن أنك بها وعٍ لتصرفاتك، بل على العكس تمامًا، كلما كنت مدخنًا كلما قلت نسبة أن تكون حتى ذكرًا، هي ليست خطر على حياتك، هي خطر على شيء أهم بكثير، شيء ربما عند فقدانه ستكره كل شيء بعده ضئيل كان او كبير.


و أنتِ أيضا يا صغيرة، يجب عليكِ معرفة حقيقتكِ، لا تختلفين عنا كثيرا لذا كوني واعية لأخلاقك وتصرفاتك، كلانا معدنه فحم، الا أن الرب وهبك ميزة فثقلك لألماس، فأحفظي نفسك جيدا، فمعدنك يقدره الكثير من الناس، والسارقون كثيرون عزيزتي، فكلما اختفيتِ أكثر، ذاد قدرك بشكل أكبر، وارتفعت قيمتك وليتك تفهمين، أن أصل اللعنة اتت من هؤلاء الغرب والمستشرقين والمتأسلمين، الأمر يتعلق بقيمتك أمام الناس بعد نفسك، ولا شأن له بالدين.


قالوا أن الستر تخلف أُمِّي، لفظ نطقه سافل بعقل جاحد ونفذ كلامه غبي وأمي، وكيف لستر أن يعود بالحضرة للوراء، وقد خلقنا عراة والستر اكتسبناه حضارة عظيمة من السماء، فقط هم يهدمون أكثر جميل فيكِ أيتها الصغيرة الساذجة الحمقاء، لكن لا عجب في ثقافتكم، حقًا لا عجب في ذلك، ماذا نريد من قوم يرون الشرف في غشاء البكارة، وينسون أنه يكمن التستر والحياء، لكن أتعلمون لا تهتموا لا فائدة من الكلام معكم، حفنة أغبياء.


من أنا؟ أنا كابوسكم ومصلحكم، أصلح سيء مر عليكم، انا مجموعة ملائكة غزاها جيوش من الشياطين، ليشيدوا قوة عظيمة من ذاك الفتى المخلوق من الطين، طين! ذادت عظمتك أم قلت لا يهم لم يتغير أصلك بعض، تراب وماء ليكونوا طين، لا تكترث هنا كثيرًا المهم، من حان دوره كي أغزوه بجيش جرار من المختلين والمتحولين، من حان دوره كي يجرب انتقام حقيقي، ابنك أمي ام أختك صديقي، لما أتيت؟ وتتجرأ وتقولها بصوت ساخر، حسنًا أنظر خلفك لا، أقصد خلفك الآخر، تمامًا صوب عينيك، ألا ترى تلك الفتاة شققت صدرها بكل تفاخر، ماذا! نسيتها وأصبحت تمضي قدمًا نحو الأمام، أم تقصد أنك أصبحت تداعب مشاعر غيرها بغرض الالتهام، حسنًا لا تغضب هكذا، اعتبرها ثرثارة سخيفة أتت في لحظة إلهام.


ما بك صديقي، لا أعلم لكنك تصب عرقًا مذ أتيت، لا تخف لن أفقد أختك عذرية الثقة الآن، في الحقيقة لم ولن يكن لي يومًا توقيت، لما سأكترث للوقت أصلًا وفي نفس الوقت لما العجلة، إن لم يكن أنا من سيفعلها، فبالتأكيد سيكون غيري، في الحقيقة عندما يتعلق الأمر بهذه الأشياء تجد الجميع جاهز، في رضى الرب هو معصية كبيرة، في قوانين النفس هو عمل خيري، لما تبتسم أترى الجميع مؤمنون؟ عجيب.


أعتذر قبل أن أستقيل أريد فعل شيء ما، لا تجيبوا سأفعله وإن كنتم تمانعون، أنا فقط أخبركم كنوع من أنواع الروتينيات المملة، لا يهم ما كنت أقوله أني مضطر أن أعود للوراء بشريط ذكرياتي روحيًا قبل الآن بسبعة قرون. مرحبًا سيدي أود الانضمام لسيادتكم بشكل رسمي


حسنًا، بعد النظر في قدراتك اختر من لائحة الأرقام لك إسمًا


أتقصد أن ما سأختاره سيكون من الآن هو إسمي


نعم يا صغير لذا أختر لنفسك إسمًا ذا ثأر، لكن قبل الاختيار أي حيوان تفضل


في الأرض ذئب وفي السماء صقر

حسنًا أختر إسمًا يشبههم قوةً ومثير للجدل، كرجل دين في دار عبادته يدعو للكفر

حسنًا سيدي دون عندك، من الآن إسمي رقم صفر.

و أنا من كان يحترمك! أعطني شيء بسرعة، تفكيرك يصيبني بالغثيان وأريد الاستفراغ.

ماذا تقصد أيها التعيس الهالك

أقصد أني أعرف قدرتي وقوتي جيدًا أأنت كذلك؟ أما بالنسبة لرقمي فهو أقواهم منزلة وأكثرهم غرورًا وتواضعًا، ولولا وجوده لما كنت خلف شاشتك تسمع تلك المقاطع، لما وجدت تلك الشاشات أصلًا ولا رأى العالم ذاك النور الساطع، رقم صفر ليس مجرد رقم، بل هو عالم كامل مليء بأسرار كبيرة، لولا وجوده لأصيب التقدم بالعقم.

حسنًا فلنعد مجددًا للمسار، أقصد أني وكأي شخص يوشك عبى الاحتضار، يجب عليا أن أقدم اعترافاتي ووصياتي والكثير من الاعتذار، حسنا فالنقم بذلك بعيدًا عن مسألة الإكثار من الاعتذار تلك، فعلى أي حال أنا لن أموت الآن، فقط جسدي يمكن أن يكون، أما روحي بين سطوري حية رغم عني وعنك، تضرب في وضعية السكون.


يا دنيا أنتِ الأجمل إطلاقًا سأعترف لك، لا اقول هذا لأن توأمك بداخلي أو لأني أسير داخلك، وأسخط يا دنيا كل لحظة على من يشاركوني فيك، فاعلين ما لا يرضي الله ولا ضميرهم ولا حتى يرضيكِ، قسموكِ بقوانين تهدمهم وتهدمك، وبعدها تجدي بكل سذاجة، من يسب الأيام ومن يلعنك.


ماذا لا تنظر لي هكذا إحمد الله أن هنا من يعترف أصلًا، ماذا؟ تنكر كلامي وتتساءل عن القوانين، حسنًا سجل عندك ولنبدأ.


القانون حاء، حيل بها تقذفون بعضكم، وعند نفاذ الذخيرة تثقلونها بياء أداة نداء تزينونها عند البحث عن مصالحكم، انتهت اللعبة وحصلتم على مالا تريدون، فلنعود للقانون ألِف، ألْف وسيلة غدر تحيكونها، والرقع من شدة الخبث تملئكم، انتهيتم فلنغلق عصركم بالقانون تاء، تاء تأنيث كدائرة مغلقة سلاح فتاك لا ملاذ منه يستخدمه الحمقى لسحقكم.


مساحة زمنية وعصور أخرى تبدأ بميم، مدينة ساخرة ذات نظرة قصيرة المدى بابتسامة صغيرة قائلة "مبارك الخروج من محنتكم، ثم تلحقها بنون، نيران الزمان بسيناريو جديد، معلن حضارة أخرى تجيد استخدام البارود مع الحديد.

نفس القوانين بمسمى جديد، مدعين أنها من النعيم والواقع أنها الجحيم، يبدأونها بالقانون جيم، جنة مزيفة تقدسونها، نعرف حقيقتها فنكرهها أنا وإخواني المختلين، ونتقدم للأمام بخطوة للخف مع القانون حاء، حياء فتكتم بهِ بمصطلح الحضارة، وتسفقون لهم وكأنهم على حق وكأنهم عظماء، تتبعهم في نفس الطور أداة النداء، يوم لا ينفعكم أهل ولا سلاطين ولا أغنياء، ختام بالقانون ميم، ما تستحقونه تمامًا بعد إتمامكم للثلاثة شروط السابقين.

إن كانت هذه حياتكم فتبًا لكم أجمعين، جميعكم بلا استثناء بدأ برجال الدين، بكل طوائفكم يهود نصار ومسلمين، تبًا للآلهة إخواني الشياطين، ربي واحد وقد خلقكم لتعبدوه بقلوبكم، لا أن تزيدوا حقدكم على من تخلف عنكم، وتكفرون معارضكم، أيها الداعين والمدعين والعاقلين، إما أن تتفقوا معلا بعضكم لتوحيد غرض كل دين، سلام داخلك وسلام خلفك أمامك يسار ويمين، أو لتستمتعوا بالجحيم أجمعين.

اعتراف إثنان لم أكن يومًا شخص واحد أمي، بل دائمًا كنا شخصان، أحدهم للكتب عاشقا والآخر للبشر كالشيطان، جسد بألف روح وعقل لا يبوح، بما في القلب من ندوب وجروح، نصف غاضب منتقم والآخر عفوٍ سموح، ولم نتفق أبدًا أمي، ولا يمكن نزع أحدهم في كلاهم يسري في دمي أحدهم في شريان والآخر في الوريد وكلاهم يشكلان ذاك الشخص ذو الطيف المجيد، لمجرد أن تراه يختلف عليك الأمر، أهذا وليد القصور أم العشوائيات عظيم أنا مشبع بالتشريد.

سأعترف، لم أكن أحب الشيطان يومًا أمي، وأقسم لك، وصدت كل القيود في وجهه وعشت كالهارب في موطني فقط، فقط حتى لا يقترب مني، لكنك نسيتِ أهم شيء أمي، نسيتِ ان تحذريني من البشر، واللعنة لا تنظروا لي هكذا، اعترفوا أيضا أنتم من صنعتم الشر، وحتى الشر حاول الهروب منكم، ولكنكم لم تتركوا له مفر، اللعنة، وأعتذر إليكِ أمي لأني خذلت ثقتكِ، لكن أحيانًا ينسحب الملوك من معركة صغيرة، ليفوزوا بمعركة عظيمة بضربة أصغر.

و أخيرًا، أعتذر لتلك الفتاة التي حطمتُ قلبها لأصلح عقلها، أعتذر لكِ عزيزتي قريبًا ستزول تلك الندوب، ولا تخرجين منكِ دفعة واحدة، فلا أحد يحب مجابهة العاصفة عند الهبوب، إبداي بصوتي ثم كلماتي فابتسامتي بعد نظرتي وابتسامتي إطلالتي ثم هالتي هكذا سيكون الأمر أسهل.

و أعتذر إليك يا رب، أعلم أني قصرت في حقك، كثيرًا وأعلم أنك غفور رحيم وبالطبع لم أنسى أنك شديد العقاب، لكني طامع في رحمتك أكثر يا رب وأنت أكثر من يعلم أني كنت أُجاهد نفسي بما يكفي لأتقرب منك، لكني كنت ضعيف، أعلم يا رب لم أبذل أقصى ما عندي لكن ما كنت أبذله كان يخيل لي أنه كذلك وأخيرًا أطمع في كرمك ورحمتك يا رب أن تنير قبري، أتوسل إليك يا رب وأعوذ بك من أن يكون قبري كالسواد الحالك وأعوذ بك من كل خطر وأعوذ بك من المهالك أتوسل إليك يا رب أتوسل إليك.

-: آخر كلمة سيدي

نظرية الفراشة من أعظم النظريات الكونية، ولو كنت حاكم لبلاد الإنس لجعلتها إجباري في كل المواد على رأسهم التربية الإسلامية، وداعًا.

=: إلى أين ولك ملك هذه البلاد

أعذروني يا شعبي قد استقلت فأقيموا على روحي الحداد

=: أتعني أنك ذاهب حقًا

على ما يبدوا نعم أخيرًا سأصعد للسبع الشداد

=: وإن لم يحدث ولم يحن الأوان كيف تعود بعد ما سيحدث من صراع

إن ذهبت أكملوا مسيرتي في إنشاء جيل جديد جاد حاد الطباع، وأكتبوا على قبري عاش كما يريد قائد ومات كما يريد موت السباع، وان لم أذهب فانتظروا عودتي مجددًا بقوة أعظم ومقاومتكم لن تكون إلا بعض من الصداع.

قبل أن أنسى، شكرا لكل من نهش لحمي حت أصبحت هزيل الذنوب، وشكرا لكل جاهد نفسه حتى يحرج ما بداخلي من عيوب، وشكرًا لكل ناقصٍ ظالمٍ يحاول التجبر لإثبات نفسه، يا نكات السماء من يظلم الناس لا يظلم إلا نفسه.

#عزالدين_مجدي

#الكاتب الرمادي

#بقلمي

أماكن تواجد رواية حرب باندورا

الكاتب الرمادي

إن لم ترى نفسك في عيون الآخرين فأعلم أنك لم ترى نفسك مطلقًا وأن عقلك يخدعك عن ما تعرفه عنك لا محالة.. فلم نخلق لنرى ما بداخلنا بل لننظر داخل الآخرين..

إرسال تعليق

أحدث أقدم