متنساش تحمل التطبيق بتاعنا
"أم أنكِ تكرهيه؟"
_ والله لا أكرهه؛ فقلبي مازال به متعلق.
_ وماذا عن جرحه لقلبك؟
= سامحته عليه ودعوت ربي ألَّا يجعل قلبه موجوعًا يومًا.
_ ما كل هذا؟ أوليس هو من جعلكِ تعيشين أيام الوجع والبكاء!
= نعم، ولكني لا أريد أن يشعر بما شعرت به، لا أريد أن أرى الحزن في عينيه، فوالله لو كانت سعادته في موتي لدعوت الله أن يأخذني إليه ويجعله سعيدًا.
_ ويحك يا فتاة! أتسمي هذا حب؟
= حبي هكذا فماذا أفعل؟ ماذا أفعل في قلبٍ يناديه كل يوم ولكنه لا يسمعه؟ ماذا أفعل في عينٍ تراه في كلِ شخصٍ ولكنها لا تراه؟ ماذا أفعل في روحي التي تستريح عندما ترى ابتسامته وكأن الدنيا بأكملها ضحكت من أجلها؟
_ وماذا عنه؟
= أنه لا يراني وإن كنت أمامه، لا يشعر بقلبي وإن بكيت له، أنا لا أعني له شيئًا.
_ ومع كل هذا تحبينه! أين عقلك حينما أحببت من تركك بعد تضحيتك وحبك هذا؟
= ماذا يعني عقل؟ هذه الكلمة لم أعد أعلم معناها منذ أحببته؛ فقد سلب عقلي كما سلب قلبي، لم أعد أقدر على التفكير حتى.
وما خطوتك القادمة يا عاشقة السُم؟
= لديك حق في تلقيبه بالسم حقًا؛ فلقد كان سم حياتي ولكن لا أعلم لماذا لم يقتلني هذا السم مرة واحدة، لقد فضَّل أن يجعلني أموت كل يوم ولم يرحمني أبدًا، خطوتي القادمة هي الاستمرار في حياتي دون حب، الاستمرار بقلبي المكسور دون أن أنتظر إصلاحه.
- وهل مازلتِ تبكين بسببه؟
= إن أخبرتك أنني لا أبكي فسأكذب، نعم أنا أبكي، أبكي كل يوم وقلبي منفطر ولكنها فترة صعبة وستمر وسأكون بخير في جميع الأحوال.
- وماذا إن عاد بعد أن فطرت قلبه أخرى ليترجى عودتك؟
= سأحتضنه بكل قوتي لأجعله يشعر بقلبي الذي أوجعه كما أوجعت قلبه إحداهن ثم أهمس في أذنيه" هكذا كان وجعي فبماذا تشعر الآن؟ لم تقدر على تحمل جرحها فجئتني أداويك ولكنك جئت للشخص الخاطيء؛ فأنا اعتدت على جرحك هذا فاعتد أنت أيضًا عليه، جئتك باكية راجية عودتك ولكنك لم تعد وتركتني في بكائي لأشهر عديدة فكيف أداوي من هو مصدر دائي، ابتعد فلم يعد لك مكان في قلبي".
- يا لقسوتك! وستجعلينه يبتعد بعد عودته لكِ!
= هو لم يعد بقلبه، هو عاد لمن يعلم أن قلبها له وستحاول مداواته، هو فقط يريد أن يحيا بعد أن أماتته هي، إن كان الأمر بيدي لذهبت إليها وقتلتها لأنها جعلته يبكي هكذا ولكني لن أقترب منه ثانيةً فليداوي نفسه حتى تعود ضحكته التي تأسر قلبي، وإن عاد بعدها فسأعود.
_ كيف تفكرين أنتِ؟ أنا لا أفهم شيئًا.
= ولن تفهمي، صدقيني لن تفهمي ماذا أعني، كل ما أريده الآن ألَّا أراه عائدًا في هذه الحالة، هذا فقط ما أريد، أريد سعادته وضحكته وإن كانت على حساب سعادتي ولكني لن أعود إليه ليجرح قلبي ثانيةً، وليتك تغلقين هذا الموضوع فلقد أتعبتِ قلبي الآن.
#منة_زنون