ما بك يا فتى نراك سعيد، احقتت انجاز ما ام هو عمل جديد
لا في الحقيقة حصلت على ما هو أفضل، حصلت على سر سعادتي، شيء يشبه الماء، لقد وقعت في الحب، دخلت دائرة المحظوظين و السعداء
-الحب هو اكسجين الكذب، لا تقع فيه ستكون كالبلهاء، سترتفع و تهبط وكأنك تتأرجح ستشعر انك في عنان السماء لترتطم بأرض الواقع فجأة لتفيق اخيرًا على شعور العناء و البؤساء والتعساء و..
ما الذي يجعلك تقول ذلك
من يسكن ايسر الغرفة، ذاك العجوز الهالك، يا انت تعالى نريدك في شيء تفضل، لدينا خمر تكفي لتنسيك المهالك استأتي؟؟
لا يوجد ما ينسيني تلك المدينة ابدًا،
اي مدينة يقصد؟!
مدينة الملاهي، لا اذال اذكر، السفينة والشلال و الفقاعات ظننت انها الفردوس، لكن كانت المياة عفنة، استوعبت اخيرًا اننا كنا نجسد المستنقعات.
كنا كثيرًا ما نضحك، نلعب نمرح، لا أعلم كم من الوقت مر علينا، لكن ما اذكره اننا اخيرا تلذذنا بمذاق الفرح، كنا نلعب نلهو، وكلما رأيتُ بسمتها كنت ايقن أكثر اننا سننجو، لن نسقط، وبعد طول المسير، قطعنا تذكرتان وركبنا اول لعبة، تلك التي يلقبونها بالصاروخ، لا اعلم ان كان تغير اسمها لم اذهب هناك منذ مدة، ركبنا وأول ما نطقت شفاهي، اتخشين المرتفعات، اقصد افكرتي بأنه لربما نتفاجأ بالسقوط، لأننا على وشك الوصول لـ أعلى نقطة ومن ثم الهاوية، من يدري ربما بسببها سنموت.
وانطلق الصاروخ مع كلمتها، عندما ارتفع، اشعر بالدوار ومعك اشعر بالشموخ، وارتفعنا...كنت اطمئنها كلما نظرت لأسفل بأنا تتلاقى أعيننا، اذكر ان في احد لقاءهما اننا تعانقنا، وكان عناق حار خرج من صغيرتي، برَّد ناره سقوط اللعبة فجأة، حرفيًا كنا اشتعلنا.
سقطقنا! ولم ندرك لحظتها اننا كنا نهبط، كنا نهبط منذ مدة في سكوت، وكنا مصرين على الصمود فركبنا لعبة ثانية، كانت معقدة جدًا لدرجة انها تكونت من الف لقطة مختلفة وكل لقطة كان في وضع مختلف يتغير كل لحظة وكل ثانية.
ركبنا وتبسمت، اللعنة على تلك الرسمة التي شفاهها بها تزينت، سقطنا مجددًا في وسط اللعبة، وبدا لنا ان ما اصابنا كانت لعنة.
لكننا احتفظنا داخلنا بطبع الكلاب، اصرينا على الاستمرار لم نشرب رغم ان جسدنا اشتاق لالإباب.
فدخلنا في لعبة جديدة، لازلت اذكرها، في الحقيقة لعبنا العابًا كثيرة، المستقيمة و الافعوانية و المستديرة، وكانت اخر لعبة ركبها احدنا يشاهد الاخر يمرح ويدقق النظر، كنا نعلم في خلايا احشاءنا ان الخلل في حبنا استنهر، اصابه الوهن و انتهى الأمر، كنا شمس لبعضنا و كنا لنفسنا القمر، حتى خططنا ان نتحظى القدر.
وبدأت اللعبة، تعرفونها تلك التي تجري بسرعة تنخفض وترتفع وفي ارتفاعها تلم ذاك الصدع بداخلنا لتنخفض مجددا لنصبح غرباء وتصيبنا الابابة، نفترق مدة لنعود في صبابة من جديد.
عدنا ولم تفت مدة حتى وجدنا وخطنا المستقيم اصابه الأود، دخلنا مدينة الملاهي مجددًا، نفس الألعاب ولكن هذه المرة ضاعفنا العدد، و انتهينا بنفس اللعبة، تلك التي تسير بسرعة ترتفع و تنخفض، وفي بعض الاحيان تتشقلب لتقلب كل شيء راس على عقب.
زاد الكَلْم، ومات بداخلنا الحلم، حلم ان تكون حياتنا كرَمَّ الرَّث، في الحقيقة ابعتدنا كثيرًا فأصبحنا الشَّعَث، لم نترك لون لثوبًا الا وارتديناه، بشرط ان يكون الثوب هو ثوب أبأه النقص
أبِتُ عيوبنا و تأبَّبنا بثَّأينا، و أبَّ سيرنا نحو الضياع، تعرفه ذاك المكان حيث الموجود هو العدم الداخلي اللاوجود و الاشعور واللامكان، تاهت هناك في مدينة الملاهي ولم تعد، أببت إليها فبحثت كثيرًا، لكن على ما يبدوا أنها لم تذهب بل أصرت على الإمتناع.
اما ما تراه في بؤبؤ عيني هو ما رأيته، لعبة جديدة نزلت المدينة، وكانت تجيدها مع اخر مثلي، وكان يظن انه سينجو، وكان يصر على ان يصل وفي النهاية مات بحلمه انتحارًا، وقتلت هي بما بنتها من مدافع على اسوار القلاع، وربما هذا هو سبب ما في بؤبؤ عيني من اتساع.
#عزالدين_مجدي
#الكاتب_الرمادي
#كنا_في_الملاهي