الرِجال قوامون

 مُنذُ بث الدين الأسلامى شعائرهُ بين أعناق السماء وأعلىٰ صلابة الأرض قُسمت تعاليمهِ رجالاً ونساءًا، خُلق آدم تليه حواءهُ وليس العكس، خُلقت من ضلعهِ وليس مِن تُراب مثلهُ لتكُن آيةً لهُ وأقرب ما يكون إلى فؤادهُ؛ لتُوضع أولى شعائر الله في الأرض وهي قوامة الرجل لامرأتهُ 

تضاد مفهوم قوامة الرِجال من بين الشِعة والسُنة، وما بين الرِجال و النِساء أنُفسهِم، ولكِن لم تقف الحياة متفرجة كثيرًا حيثُ: 

*دينيًا*: عُرفت القوامة بأنها احتواء الرجل لامرأتهُ، التكلفُ بها وإلزام نفسهِ بمسؤوليتها كاملةً، حيثُ تكمن القوامة بأنها هي القيام على أمور النساء بالحماية والرعاية وتلبية الاحتياج وليس غرض الإسلام هُنا تقييد حدود النِساء أو إعدام حقوقِهم بل تسليم حقوقِهم لمن هُم أكثر تفرغة للسعي في نطاق أهل بيتهِ. 

*دُنياويًا*: خُلقت حربًا إجتماعية بين أُناسٍ ليست جذورهِم مُتشبثة بالدين بما يكفي، حيث أمست قوامة الرجل لامرأتهِ تقييدًا لحُريتها في نظر البعض، حيث شاع مبدأ أنَّ المرأة مثلها كـمثل الرجل في حقوقهِ وواجباتهِ ولكِنهم فقدوا حلقة المعادلة بين هذه السلسلة مِن التجاوزات وأنه نعم الاثنان خُلقا سويًا ولكِن لم تُخلق المرأة للسعي والشقاء وأنما كرمها الإسلام؛ فـخُلقت لتُعزز ولكِن ذوات الآراء الراجعية يروا أنها خُلقت لتُعزز ولكِنها أيضًا مثل الرجل المُطالب بالسعي، تضارب فكري مُعصِف بألبابٍ راجعية.


«وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بالمعروف وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ» 

ذُكرت تِلك الآية في سورة البقرة موضحة أن الرِجال والنساء لديهم ذات الحقوق و الواجبات، إذًا لماذا أمست قوامة الرجل علىٰ زوجتهِ وليس المرأة علىٰ زوجها؟ 

تكمُن في أمرين رئيسيين. 

*أولِهم*: اعتدال عاطِفة الرِجال، فـهُم ليسوا غاوون قلوبِهم بل قوِيم التفكير، سَوي الخطوات، لا ينحاز وراء عاطفة حُبه بالإضافة إلى أنهُ كامِل الخِلقة والبنية لذلك فهُم محبذون فالأعمال جميعُها علي عكس النِساء. 

*آخرهُم*: وجوب تحمُل الرجُل الإنفاق علىٰ قواريرهِ، مِن مهر و مطالب حياتية ونفقة القرَان. 


يحل قوامة المرأة لنفسها إذا لم يكسوها أو يُنفق عليها، أن يُخالف شعائر الإسلام في قوامتهِ فإنها في ذلِك الوقت لها حق قوامة نفسِها، حيثُ مُخالفة إحدى أُسس القوامة تُعني هدمها كاملةً ويحق لها التكلف بـذاتِها في تِلك الحالة فقط، علي النقيض تمامًا بما يحدثُ الآن وأن بعض مِن أشباه النساء تزعُم قوامتِها لذاتِها في ظل وجود أبيها أو زوجها وهذا ما يُخالف شعائرنا. 

وأخيرًا لم يذكُر الدين تفضيل جميع أفراد الرِجال علىٰ جميع أفراد النساء ولكِن فُضل جنس الرِجال على جِنس النساء أجمع، اما الآن في عصرًا راجعي بشكلٍ مبالغ فيه أُضيف إلي مفهوم القوامة ألفاظ لا تمد لهُ بصلة حيثُ شملت احتقارًا وتهويلاً للمرأة حيثُ ذكر المُتنبي-فيما معناه- أن الناس فهمت ألفاظًا من القرآن فهمًا سقيمًا ومن بين هذهِ الألفاظ لفظ القوامة وهذا ليس ذنب القرآن وأنما هو ذنب العقول الذين فهموا هذا الفهم الخاطيء وطبقوه وطال بهم الأمد، ليت ذوات الألباب العقيمة يدركوا أن قوامة الرِجال للنساء هي للرعاية والحماية وليس للتعسف أو الاستعباد.

چِيهَان شِريف. 

إرسال تعليق

أحدث أقدم