من فترة كدا كنت راجعة من الكلية، والمواصلات كانت وحشة جدًا وزحمة وأنا أصلا صايمة وحاجة في منتهى ال " ودوني على بيت حبيبي نعيش مع بعض فيه وتبًا للتعليم" جه باص ومكنش فيه غير مكان واحد بس فاضي وللأسف جنب ولد، في العادي مش بركب بس كنت حقيقي خلاص دوخت من الحر والصيام والزحمة "وأنا اصلًا كائن فرهود" ف قولت هركب وأمري لله، فتحت الفون على القرآن عشان أحفظ شوية لأن كنت ناوية أختم قبل إجازة أخر السنة "ما علينا مش موضوعنا" كنت في الكرسي اللي قبل الأخير وورانا صحاب الولد اللي قاعد جنبي، كانوا عاملين يضحكوا ويهزروا ومشغلين أغاني واللي جنبي كان هادي كدا، استغربت بس مشغلتش دماغي يعني أنا مالي "بصراحة المحقق كونان اللي جوايا طلع وكان عندي فضول تجاهه شوية" بس ركزت في قرآني(عرفت انهم صحاب لانه سألهم هننزل فين يا شباب) ف بعد حوالي ١٠ دقايق كدا واحد قاله سرحان في اي يا بلال! كل دا علشان سابتك واتخطبت؟ ما عادي ياعم مفيش أكتر م البنات في البلد وقعدوا يضحكوا كلهم وهو قاله تؤ بس يسطا بسمع اغاني عادي -باين اوي أنه كان بيحبها- بصيت بطرف عيني كدا بصراحة على فونه لقيت عليه دموع، اتصدمت! أنا بصراحة كائن كاره للولاد وبحسهم المادة الخام للخيانة والكدب وكدا ف متوقعتش ولد يبكي عشان بنت! والأسوأ إن صحابه بيهزروا بلا مبالاه تجاه الموضوع بدال ما يواسوه، روح الطفلة اللي جوايا مقدرتش تسكت بصراحة، مسكت النوت بتاعتي كتبت عليها متزعلش! ربنا بيعوض مع سمايل فيس وكان معايا شوكلت طلعتها ومديتله ايدي بالورقه والشوكلت، من غير ما ابصله حتى ولا اعرف شكله حسيته تنح فيا دقيقتين كدا بعدها مد أيده خدهم، ومسك فونه وفتح النوتس عنده وكتب فيها أنتِ جميلة أوي!
طبعا كان قصده روحي جميلة لأن كدا كدا أنا مُنتقبة ف ملامحي مش ظاهرة، ف تقبلت الكلمة وابتسمت وكمان قراءة قرآن، بعدها لقيته بيكتب ع الفون ممكن رقـ...
بعدها وديت وشي الجهه التانية وقررت مبصلهوش تاني دا هيطلب رقمي!!! بصراحة الغلط من عندي أنا اتصرفت غلط طبيعي اي بنت تعمل كدا تتفهم غلط، نزلت بسرعة وزعلت من نفسي اوي انا ازاي اتصرفت كدا، هو مش من محارمي أصلا ما يزعل ولا يولع حتى واخلاقه باينه من تصرفاته صحابه، المرء على دين خليله وكدا!!
فضل الموقف مضايقني جدا وبقيت لو هبات في الشارع مستحيل اركب جنب ولد، المهم جايلي عريس النهارده وأنا بعد ما صليت استخارة حسيت اني مطمنة ف وافقت أقابله (بصلي استخارة قبل ما العريس يدخل البيت حتى بدال ما نعمل رؤية شرعية ع الفاضي كل مرة كنت بحس اني مش مرتاحة خالص، المرة دي إلى حد ما أنا تمام) عاوزة اقوله على موقف الولد دا لو لقيت في قبول بينا وكدا بحيث مبدأش العلاقة وأنا شايلة في قلبي موقف، جه وسابونا لوحدنا، شكله محترم مش باين عليه ملتزم اوي يعني شب عادي بس قلبي ارتاحله، ف قررت أقوله..
_عاوزة اقول حاجة
= أنتِ جميلة أوي
_ أحم شكرًا بس محتاجة احكيلك حاجة، المفروض تعرفها لو ربنا أراد والموضوع كمل يعني
= معاكِ اتفضلي
_ بص أنا عمر ما كان ليا اي تواصل مع ولد بس من حوالي سنتين كدا كنت في المواصـ....
= في المواصلات واديتي الورقه دي لواحد
طلع الورقة من جيبه وحتى الشوكلت لسه معاه!!
= أنا الشخص دا كنت لسه بكتبلك عاوز رقم والدك بس أنتِ نزلتي على طول، عرفت اسمك من جراب الفون، ونزلت تاني يوم سألت في الكلية وقالوا إن البنت الوحيدة المنتقبة اللي اسمها وعد هي أنتِ عرفت عنوانك ورقم والدك من الكلية وسألت عنك، واستنيت لحد ما ربنا قدرني واتقدمت،مكنتش ملتزم اوي في الصلاة الأول بصراحة بس بقيت أصلى حتى النوافل عشان ارضي ربنا، يمكن يراضيني بيكي! كنت بدعي بيكي في كل سجدة....
كنت مصدومة بصراحة! أولا لأن حكمت عليه غلط وفكرته ظن فيا سوء وكان عاوز رقمي وندخل في علاقة محرمة وكدا، ثانيًا لأن الموقف بقاله سنتين! ازاي فضل فاكرني ومحافظ على حبه ليا رغم أن مفيش اي تواصل بينا!!
ثالثًا استخاراتي في كل العرسان اللي قبله كنت بتقبض منها، قوة دعاؤه والحاحه على ربنا استجاب!
المهم النهارده كتبنا كتابنا، قصتنا بدأت بموقف بسيط متوقعتش ليه عواقب ولا توقعت أنه هيتطور مجرد موقف عفوي مني، بس وقتها كان عندي حق "ربنا بيعوض!" واحنا كنا عوض لبعض، يمكن أنا مش أول حب في حياته، بس عمره ما قصر في حقي ولا حسسني اني مش الاولى، بينا تفاهم كبير جدًا وبنحب بعض كأننا كنا مرتبطين قبل الخطوبة بخمس سنين وعارفين بعض من زمان!
حافظوا على قلوبكم، ومتكسروش صيامها الا باللي يستاهلها، واللي يطلبها في الحلال.
بقلم:
إيمان مهنىٰ إبراهيم
مثلث حبر ونوته