اللعنة - الفصل الثالث

 حاولت زَها كثيراً ربط الأحداث ببعضها و رؤيتها لخالد ف المنام لكنها واثقة أنها لم تكن تعرفه قبل أن تعمل

ذات يوم دخلت والدتها لها غرفتها فوجدتها تجلس على سريرها و بصرها مُركز على نقطة ما فى الفراغ و لم تشعر بدخولها

كريمة : زَها !! انتِ كويسة ؟

زَها : هه ماما انتِ دخلتى امتى محستش بيكى معلش كنت بفكر في حاجه كده

كريمة : انتِ مش مظبوطة من يوم ما رجعتى من سفرية الشغل بتاعتك دى و روحتى و مسمعتيش كلامى عمومًا يا بنتى إحنا طول عمرنا أصحاب إحكيلى فى إية

سَردت زَها على اُمها الأحداث منذ أن إنتقلوا من منزلهم القديم الى منزلهم الحالى

كانت كريمة تستمع لإبنتها بقلق فهى كانت تظن أن الأمر إنتهى بموت رفعت....

إنتهيا من الحديث وطَمئنت كريمة إبنتها بأنها قد يكون الأمر نتيجة الإرهاق لكن دَب الخوف فى قلب كريمة تجاه الأمر و ظلت تدعو الله أن لا يكون للأمر علاقة بما فعله رفعت فى الماضى قبل أن يَقتل نفسهُ ....

فى صباح اليوم التالى إستعدت زَها كعادتها للذهاب للعمل بعدما أقنعت نفسها أن الأمر ما هو إلا أوهام 

عندما وصلت لعملها بُلغت أن المدير يريد رؤيتها فور حضورها وضعت حقيبتها فى مكتبها و ذهبت اليه مسرعة و طرقت الباب 

خالد : إتفضل

زهَا : حضرتك طلبتنى يا فندم

خالد : أيوا يا استاذة زَها إتفضلى اُقعدى 

جَلست على الكرسى المقابل للمكتب فى صمت لكن قاطعه خالد

خالد : إنتِ كويسة ! بقيتى أحسن يعنى ؟

أصل أول مره شُفتك فيها أول ما شفتينى اغمى عليكى 

زَها : الحمدلله انا كويسة و شكرًا لإهتمام حضرتك

خالد : طب كويس أصل نفس العميل عندنا معاه إجتماع كمان ساعة و بما إن حضرتك اللى عاملة الميزانية فإنتِ اللى هتقدمى البرزنتيشن 

زهَا بصدمة : ازاى يا فندم محدش بلغنى يعنى انا مش محضرة برزنتيشن و إستحالة حاجة زى كده تتعمل فى أقل من ساعة علشان تتعرض 

خالد : ده مش شغلى ده شغلك انتِ انا هنا بدى أوامر و حضرتك بتنفذى و اه معاكى نص ساعة بس اتفضلى على مكتبك 

إنصرفت زَها الى مكتبها وهى تستشيط غضباً و تحدته فى داخلها أنها ستقوم بالعمل على أكمل وجه

***** 

لم يكن يعلم خالد لما يعامل زَها هكذا فهو يرى جيداً إنها مُوظفة كُفء وتقوم بعملها على أكمل وجه لكن بداخله شعور دائمًا بأنه يرغب فى أن يتحداها و لا يعلم ما السبب وراء ذلك ..

بعد ما يقارب الساعة كان قد جاء العميل و تقابل مع خالد و اتجهوا لغرفة الإجتماعات و قام بإستدعاء زَها فابلغته السكرتيرة أنها فى غرفة الإجتماعات من فترة 

دخلوا الغرفة و عُقد الإجتماع و قدمتهُ زَها على أكمل وجه ممكن و اُعجب به العميل بشدة و إتفقوا و إنصرف 

شَرعت زَها بغلق الحاسوب المحمول و جمع أغراضها لتعود لمكتبها 

خالد : انتِ لحقتى جهزتى البرزنتيشن دة امتى ؟

زَها : أول ما حضرتك بلغتنى, كان فى مشكلة ؟  

خالد : لا أبدًا بس كان المفروض تعرضيه عليا ده شغل بملايين يعنى الغلطة تبوظ الدنيا حتى الخصم من مرتبك مش هيفيد بنسبة 1% وقتها

زَها تشعر بداخلها أنها تريد أن تقوم بقتله لكن و هى تنظر إليه شعرت كأن هناك نُسخةٍ اُخرى منه تقف خلفهُ لكن عيونها شريرة كما فى مناماتها ...

ثبتَت نظرها عليه و جحظت عينيها فنظر لها خالد بإستغراب 

خالد : هو فى ايه ؟

زَها: هه مفيش , انا لازم أمشى حالًا

لم تنتظر زَها رد خالد و إنصرفت سريعًا و قلبها ينبض بشدة من الخوف ظلت زَها تُحدث نفسها : ازاى انا متأكدة إنى شُفتة شُفت نسخة منة واقفة وراه إزاى إزاى بس أنا شكلى بهلوس ولا إيه انا مبقتش فاهمه حاجه مش عارفة هو إية اللى بيحصل

 وصلت مكتبها و جلست و أسندت رأسها على راحتى يدها

ظل خالد يفكر فيما حدث يريد أن يفهم ما يحدث معها أصبح الأمر يستفزه و يشعر أن له علاقة به 

لم يتحمل فضوله و ذهب تجاه مكتبها و دخل مسرعًا ففزعت 

زَها مفزوعه : بش مهندس خالد فى حاجه 

خالد : ما هو انا لازم أفهم مره يغمى عليكى و التانية تجرى من قدامى كأنك شُفتى جن ولا عفريت هو في إية !

زَها : انا أسفة جدًا مقصدش انا بس مش كويسة بعتذر لحضرتك عن أى سوء فهم حصل .... هو انا ممكن أمشى انا محتاجة أروح 

كانت تتحدث و كل جسدها يرتجف بشدة  لاحظ خالد ذلك 

خالد : تمام مفيش مشكلة بس دة علشان انتِ خلصتى شُغلك انهاردة و عملتيه كويس فى وقت قياسى إنما مفيش إستثنائات فى الشغل ... انتِ هتروحى إزاى ؟

زَها : أكيد انا فاهمه و شكراً لحضرتك 

خالد : مردتيش عليا هتروحى إزاى ؟

زَها : انا معايا عربيتى 

خالد : انتِ هتسوقى بالمنظر دة 

زَها : انا كويسة

خالد : انا هبعت معاكى سواق الشركة 

زَها : مالوش لازمة يا بش مهندس انا كويسة 

إستأذنت زهَا بالإنصراف لكن لم يكن خالد مرتاحًا للأمر و قرر بداخله انه سيقوم بتتبعها 

قادت زَها سيارتها للمنزل و مرت من امام احد الكافيهات المطلة على النيل قامت بصف سيارتها و دخلت الكافية وجلست على إحدى الطاولات البعيدة عن النظر و مطلة على مياه النيل كان يتابعها من بعيد و طلبت قهوة و ظلت تبكي في صمت و خوف شديد لا تعلم ماذا يحدث معها منامات و رؤي غير واضحة لنفس الشخص هدوء تام فى اوقات غريبة اصبحت تشعر بالزعر 

إستغرب خالد الأمر بشدة منذ أن إجتمعا و الاحداث مريبة أراد أن يفهم ....

جمعت زَها اشيائها و ركبت سيارتها و عادت لمنزلها لكن لم يتبعها خالد ظل في سيارته امام الكافية يفكر فيما يحدث لكن دون جدوى

دخلت زَها منزلها و عندما رأت اُمها إرتمت في حضنها و ظلت تبكي بشدة بينما تمتمت كريمة بايات من القران و حاولت ان تهدئها و حينما سكنت سردت لاُمها ما حدث معها 

كريمة : بصي يا بنتى انا اول مرة حكتيلي قلتلك اعتبريها تهيؤات من الارهاق و المجهود بس دلوقتى انا رأيي إنك تحصنى نفسك بالقران على طول و ياريت لو تقولى الكلام ده لمديرك برضو 

زَها : هو كمان مستغربنى و شاكك إن في حاجة بس انا خايفة اواجهه باللى بيحصل يقول عليا مجنونة انا مبقتش عارفة اعمل اية ذهبت زَها لغرفتها بعدما افاضت لامها بما يثقل قلبها و استعاذت بالله و نامت لترى في منامها .....

الكاتب الرمادي

إن لم ترى نفسك في عيون الآخرين فأعلم أنك لم ترى نفسك مطلقًا وأن عقلك يخدعك عن ما تعرفه عنك لا محالة.. فلم نخلق لنرى ما بداخلنا بل لننظر داخل الآخرين..

إرسال تعليق

أحدث أقدم