أشعر بـ رغبة شديدة في الرحيل بعيدًا عن أشيائي المفضلة ومن أُحِب وعن ذاتي أيضًا، إيمانًا بأني بفعل ذلك يمكنني أن أتخطى شريط الذكريات التي لا يرحم بالي لـوهلة، يحترق جوفي من خذلان صديقتي وخلافي مع عائلتى وبكائي المفرط والوحدة التي دائمًا ألجأ إليها والظلام الذي يعتَل أحشائى، كثيراً ما نتلاشى كل ما لا نود نسيانه ولكن في بعض الأحيان يتعسَّر علينا الأمر نظرًا لفرط تعلُّقنا أو ما يشبه بإنسانٍ كان يتمتع بنعمة البصر ثم فقدها فكيف له أن لا يتذكر كل ما رآه في يوم من الأيام..؟!
ومع كل ذكرى له من قبل تُشعل قلبه حزنًا على ما فقدَه، أختلف مع هذه المسألة في أمل عودة ما فقدت، فـ فقدان البصر لا يمكن أن يعود ولكن فقداني لعودة شخص ما قد رحل عني مازال على قيد الحياة، بعضنا يعيش على أمل العودة حتى يموت من الشوق والبعض الآخر يتعايش مع الواقع لكن مازال ندبة من الألم بداخله تلازمه طول الحياة، لا تظن أنَّ هناك من يسمع داخلك ويشعر به فما على الجميع إلَّا المواساة.
#أروى_محسن_محمد.