مرحبًا بِك صديقي الغائب، وسلامًا عليك وعلى قلبك،
أود أن اِخبرك بإن قد تعثرت أصابعي عِدة مرات عن كتابة هذا الخطاب، ولكن قلبي لن يتعثر أبدًا.
كما أود أيضًا أن أعلم كيف تكون بدوني، أتكن مِثلي تشتاق إليّ، تَذهب إلى الأماكن وتبكي؟ يجتاحك شعور الطمأنينة بين ذراعي؟ أم تعش وكأن شيء لم يكن؟
عزيزي، أعطيتك ضمة، فأعطيتني كسرة، بربك أيُسمى هذا عدل؟ بل ظلمت حتى في اللغة،
لا أعلم ما عليّ حقًا قوله، ولن أعلم كَيف يُكتب الخِطاب لشخص تريد أن تعانقه، لم أعلم سيصلك شعوري أم لا، وكيف للخِطاب أن يقول لك إني تعيسة للغاية، وكيف لك أن تميز بين حِبر خِطابي وكُحل عيناي، حدثتني ذات مرة مُتغزلًا بأعيُني الكاحيلة، فتركت، وتركت كحل عيناي يتساقط خلفك شيئًا فشيئًا حتى صار يكتب لك خِطابات لا تُحصى ولا تُعد وحتى لا تُرسل، لا أعلم مصير هذا الخِطاب أيضًا، ولكن إذا أُرسِل لك هذا، تخطى كل ذاك الهراء غير المُرتب و"عُد".
_شَهْد حِفنَاوي.