كتب الكاتب الرمادي على حسابه الشخصي في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: خذوا بعض الإلهام يا من تكتبون، ها هي أقلام أبي تتراقص أمامكم، فأروني إن كنتم مثله مبدعون)
حرفيا واخر البوست بشكل عشوائي، لاني عارف إن كل كتاباته عظمة
وقد كان هذا هو النص الذي يصده الرمادي بأحد النصوص التي كتبها أبيه..
#ثلاثية_يوم_عشق_طويل
( 1 )
فكر فى أن يحتضنها ... لقد توهم ميلاد عاطفه معها لكنها كانت عاطفة كالسراب تددت بسرعة .!
لكنه أحياناً يجد نفسه فى حالة شوق إليها .. يقترب منها حتى يكاد يذوب فيها .
لكنه فى الوقت نفسه كان يُشفق عليها من لعنة حبه أو حتى توهم حُبِه لها ويخشى على نفسه أن يكون فى حالة صراع مع حبه القديم وتدفع هى ثمن ذلك الصراع .
غضب من نفسه متسائلاً :
ومن أدرانى أنها هى الأخرى لا تكذب علىّ ..؟
وهدأ ليتساءل :
ماهى الحدود بين الكذب والصدق ..؟
أسئلة كثيرة تدور فى رأسه - أسئله تكاد تجعل من الصداع زئراً مقيماً لرأسه .
سألته فيما تفكر ..؟
بدأ يَقص لها هذا الحلم الذى يعذبه دائماً ..
دائماً يتخيل طائراً صغيراً كأنه يخرج من البيضة فوراً .. لم يكسر هو بيضته .. ولكن الذى كسر قشرتها طائر شرير كاللعنة ..!!
قال له :
أخرج من بيضتك لأتحَكم فى حياتك ..!
سَألته من أنت ..؟
فأجابنى :
أنا العذاب والألم والموت وقدم له زهرة صغيرة وهكذا صار حاملاً لزهرته .. زهرة الحب للحياة فى قلبه يبتسم للناس لكنهم لايرون الطيور المتوحشة التى ينهش فى جسده كله !
قالت له أنا مثلك ولكن ليست لى أحلام كالتى تحلم بها ليست لى - كوابيس - أذكر أمى وكيف كانت تحكى لى
أحلامها وكيف كانت تتمنى أن تكون ممثلة كبيرة وكانت تقول لى :
أنها أعظم إمرأه فى الدنيا وكان والدى يضحك عندما تقول ذلك
وكان يقول لها :
أنتِ ممثلة محدودة الأفق تظنين أن التمثيل هو فن الغواية بكبار رؤساء شركات الأنتاج لكن ليست هذه هى الحقيقة .
وعَرفتُ منذ الطفولة كيف كانت أمى تخون أبى وأعتقد أن أبى كان يدفعها إلى ذلك ثم يضربها عقابا لها على ما فعلت وعرفت معنى كلمته لى :
يا إبنتى أنا أضع يدى فى النار لأحُضر لكِ الطعام والشراب والملبس
ولكن أليس غريباً أن يرضى لنفسه كل هذه الأوضاع حتى وهو شريك فى شركة عملاقة تملك الكثير من المال .
صَمتت فجأة ثم قالت :
ماذا يحدث لك لو عرفت أنى أحب رجلاً آخر غَيرك ؟
قرر أن يلعب دور الرجل الشرقى وقال :
أقتلكِ .
ألقت نفسها فى حضنه .. لم تكن تعلم أنها بذلك تلمس ألماً دفيناً فى أعماقه لأن كل إمرأه إقترب منها دون حب حقيقى عاقبته بمعرفة رجل آخر وكأنها تقول له :
أنت لا تصلح لأن تكون رجلاً لإمرأه واحدة .!!
قرأت أفكاره وهى بين أحضانه وقالت له :
أنت رجل ساذج جداً ..!!
لا تعرف أنهم إخترعوا الزواج ليمنعوا حدوث ذلك وإخترعوا الطلاق ليتمكنوا من فعل ذلك !
وإخترعوا المحاكم والقضاة والمحامين حتى يعلموا الرجل والمرأه ضرورة الخوف من الإجراءات القانونية وأنت تعرف أن الأنسان يفكر دائماً فى ثروته الأساسية ..
الثروه التى ليست فى البنوك
الإنسان يفكر دائماً فى عُمره .. لأن العمر هو الثروة الأساسية
لذلك فالإنسان يمتلك الخيال
والخيال هو البديل لتعدد العلاقات
ودائماً الرجل يبحث عن شئ مشترك بينه وبين المرأة حتى يحبها وتحبه
وبعد ذلك ..
يبحث عن الشئ غير المشترك بينه وبينها ليُنهى علاقته بها وتنهى علاقتها به .
المهم دائماً أن الشئ المشترك موجود والغير مشترك موجود أيضاً .. كلاهما موجود فى أعماق الأنسان
قال لها :
غريبة أنت ..!
إن أفكاركِ صافية !
تبسمت وقالت :
لأنى عشت الكثير من عدم الصفاء أنا أعرف كيف كانت أمى تعود من حفلات المُنتجين فيستقبلها أبى وأنا طفلة
ويقول لى :
تعالى أنظرى إلى أمك ( ـــــــــــــــ ) إنها تفعل كذا وكذا .
وكان يجبرها على أن تحكى تفاصيل ما كان يحدث بينها وبين أى رجل تكون فى بيته
وكانت أمى ترتجف منه وتسرد حكاياتها على مسامعى وكان يقول لها :
هل كل ذلك يحدث فعلاً ..؟
وكانت دائماً إجاباتها واحدة
وأكثر من ذلك .
(2)
لقد توهمت أنها موجودة بشكل ما فى قلبه وتوهمت أيضاً أن قلبه هو منفاها الجديد
ألم يحك عنها وكأنها تحضر بخيالها كل تفاصيل أيامه وعرفت أنه حكى عنها لإمرأه قد قابلها صدفة فى ترحاله
ولماذا تصورت أنه حُر وغير مُعتقل فى قلب إمرأه آخرى وتساءلت ..!؟
ولكنها لا تدرى !!
تنهدت وتذكرت كيف قالت له يوماً :
كنت أظن أن المرأه هى التى تشترى الرجل وكنت أظن أن الشرقيات يعشن بأسلوب مختلف
وسألته :
هل تتمنى أن تشتريك أرمله ؟
قال :
أكيد لا
قالت :
تعرف ...
الرجل بينه وبين نفسه يحسد المرأه على أنها أحياناً تبيع نفسها !!
ويتمنى لنفسه هذا الوضع .. يحس الرجل بأن المرأه سلعة نادرة وغالية جداً بينما هو رخيص جداً
قال :
أنتِ تُخرفين .
قالت :
الرجال يحبون الدفاع عن أنفسهم بينما فى قلب كل واحد منهم غانية تتمنى أن تبيع نفسها
قال :
أنتِ مجنونة .
ضحكت وإحتضنته وأحست على شفتيه بشئ من الأمان .
عندما خرجت كان يحس بالحزن العميق الحزن لأنه تأكد أنه ليس أسير إمرأه واحدة كما قالت له .
تَمنى أن تقطع حبيبته وجودها هناك لتملأ عليه وجوده هنا ولكنه أبداً لم يطلب منها ذلك وأخذه الحنين إليها
فتذكر أنه يوماً سألها عن الرجل فقالت :
الرجل كالقمر تماماً يبرق من بعيد وعندما يختفى فهو بعيد فى مكان ما يرتكب جريمة ما وعندما تقترب منه تختنق لأن سطحه ملئ بالتجاعيد
ألم ترى صورة القمر وهو قريب ..؟!!
عندما سمعها تقول ذلك فكر فى أنها امرأه ضائعة وتعيش على هامش الموت تذكر أيضا أنه سألها عن المرأه فقالت :
المرأه فى الشرق كالثور يُزف إلى مصارع الثيران فى إحتفال مهيب وبعد فترة تمل فُتقرر أن تعيش دور الثور الذى يخرج بعيد عن الحلبة ليعثر على مُصارع من نوع خاص لتفترسه هى وتحوله إلى بهلوان فى حياتها وتنساه بعد أن تنتهى منه الأيام وتحتفظ بعد ذلك ببقايا ذكريات - ذكريات المغامرة - تذكرة - سينما - قد دخلاها معاً وتذكرة - مترو - تحت الأرض وأكياس من - الفستق - أكلاها فى الشوارع
وبعدها تصبح كل هذه الأشياء مجرد ذكريات .. فأغمض عينيه وراح بفكره إلى كل النساء اللاتى عرفهن فى حياته وإبتسم إبتسامة خفيفة وقالت عيناه :
أحمد الله أننى لست أسيراً لإمرأه واحدة
وإلا كنت مجرد ذكريات
(3)
كانت هى بعيدة عنه ولكنها تشعر برادارها الأنثوى أنه مع إمرأه آخرى
ترى من هى ؟
وكيف شكلها ؟
وما المميز فيها ؟
لا تدرى ...!
لم تعرف إسمها إلا من أصدقائه وتبرع أحدهم ليحكى لها كيف قالت له إحداهم عندما سهرا معاً لا يُمكن أن تذهب إلى منزلى الآن إننى بعيدة عنه جداً لأننى سكنتُ فى مكان آخر سكنتُ قلبك الرحب قال لها :
أنتِ تريدين أن تبقي معى طول الوقت إعترفى بذلك !
قالت :
ها أنا ذا أعترف سأكون مُرافقتك وحَبيبتك هات يدك وأمسكت بيده وبدأت أصابعها تتحرك على كفه تحاول أن تقرأ له الكف قالت :
أنت حزين ..
وحيد ..
وتتمنى أن تنتقم من كل النساء لأن ليس لك أم
ومصيبتك أنك تعتبر كل إمرأه قد خدعتك مثل أمُك التى ماتت دون أن تقول لك أنها ستتركك وحيداً بلا أب أو أم أيضاً .
قال :
أنا أكره قراءة الكف
قالت له :
لماذا ؟
قال :
لأن خطوط كَفى كاذبة ...!!
إنها كثيره التجاعيد فيدى تصاب - بالكرمشة - بعد كل سلام بها على إمرأه ثانية وتكثر خطوط اليد
فهل ستقرئين لى الكف ؟
قالت :
لا تحزن على شئ .. لا تحزن على الحرمان وحافظ فقط على الثروة الأساسية لحياتك
وأخرجت من حقيبتها كتاباً عن خيال الرجل والمرأة أثناء الحب وعرف أنها تريد أن تقرأ له ما يسعده عن أسرار علاقة الرجل بالمرأة .
تكاد وهى تستمع إلى حكايات الصديق تفقد صوابها .. بل كل صوابها عندما تتذكر أن من تُحبه يوجد على البعد منها ومعه إمرأه غيرها فتتوه فى غرفة المرايا وكأن تلك الغرفة هى قلبه الذى تتمنى أن تملأه وحدها
بالحب إلى النهاية ..!
#بقلم_أبي