أنا أقع أسيرةً للهدوء

 أنا أقع أسيرةً للهدوء..

أقع أسيرة الموسيقىٰ الهادئة، المباني العتيقة، المراسيل ذات اللون البُني، الروايات القديمة، تراث أجدادنا، تروق لي مشاهدة الحفلات القديمة لِأُم كلثوم، أُحب زيارة متاحف أجدادنا ومشاهدة نحتهم على الصخر بطريقة بارعة جدًا..

أتمنىٰ ذات يوم أن يهبني الله بيتًا واسعًا جدًا يكفي لأشخاص كثيرة، أريده يتسع لِرواياتى وقِطتي وكل شيء أُحِبه، يكفيني من الضيق الذي يملأ صدري، أتمنى أن يهِبني مطبخًا واسعًا مُطل على الحديقة مباشرة ويكفي لِكل مخبوزاتي ومُعجناتي ذوي الرائحة الذكية، سَأصنع الكثير من الفطائر وأتجول في أنحاء المدينة؛ لِأُعطي كل من يتمشىٰ في شوارعها من طعامي، أتمنى أن أمتلك غُرفة كبيرة مليئة بالروايات المفضلة لدي ومنهم روايات الكاتب والراوي أحمد خالد توفيق، أتمنى أن تختفي كُل وسائل التواصل والإعلام وتتبقىٰ فقط المراسيل، لا أُمانع أن يُصبح لدي حديقة كبيرة مليئة بِالزرع والورود الملونة وأخرج كل يوم من منزلي لِأرويها بالماء، لا أمانع أن أرى فارس أحلامي يتغزل بي كل صباح كما كان يتغزل قيسٍ بِليلىٰ ، لا أمانع أن يكتب لي نصوصًا مثلما كتب قيس عن ليلىٰ عندما سألوه قومه لماذا أحببت ليلىٰ وهي أشد الإناث قُبحًا فقال "من مِنكم يرى ليلىٰ بِعيون قيس"

أُحب شروق الشمس ودِفءها؛ لذلك سَأستيقظ باكرًا كُل صباح؛ لأتناول الكعكة مع قليل من الحليب الدافيء وأحب أيضًا دفء الشتاء ومشاهدة احتضان الأمطار للأرض في المساء، أتمنىٰ أيضًا أن يهبني من الطمأنينة قناطير، كفاني خوفًا..

أتمنىٰ أن يهبني كل ما تمنيت فَهو رحيم لطيف.

لِ شهد أبوبيه.



الكاتب الرمادي

إن لم ترى نفسك في عيون الآخرين فأعلم أنك لم ترى نفسك مطلقًا وأن عقلك يخدعك عن ما تعرفه عنك لا محالة.. فلم نخلق لنرى ما بداخلنا بل لننظر داخل الآخرين..

إرسال تعليق

أحدث أقدم