النيورستانیا (الوهن العصبي)

المعنى المتفق عليه لمرض النيورستانيا، هي : الشعور بالضعف، والوهن، والإنهاك العصبي والنفسي .

الأعراض الأساسية لهذا المرض تتلخص في : 

١- الشعور بالضعف العام والتعب والإعياء لأقل جهد يبذل ، ودوام الشكوي من الإنهاك دون أي سبب محدد ، وكثيرًا ما يبدأ هذا الشعور بالتعب

بمجرد مغادرة المريض للفراش .

۲ - الشعور بالضيق والتبرم  والضجر وعدم الرغبة في القيام بأي عمل من الأعمال التي توكل إليه .

٣ - عدم القدرة على مواصلة التفكير والتركيز في موضوع معين ،وصعوبة التذكر .

٥ - البلادة الزائدة وتوقع الإنهيار في كُل وقت

،و الحساسية ضد الضوء وللأصوات مهما كانت درجة خفوتها .

٦- الأرق والتعب  الناتج عن الصراع النفسي

٧- الصداع الدائم ،  توهم  والشك في الإصابة بأي مرض  

٨- سيطرة فكرة الموت - أحيانًا ۔ على ذهن المريض.

٩ - الخوف الشديد من العدوى والإصابة بالأمراض الجسمية المستعصية، كالدرن والكانسر -حفظنا اللَّه من كُل شر- .


تفسير المرض  :

اختلف العلماء حول تفسير هذا المرض فمنهم فسره بنسبته إلى

الأسباب العصبية (الإجهاد العصبي ) ومنهم من بحث في الأسباب العضوية ،

خاصة القلب والشرايين وما يصيبها من أمراض تعرضها للضعف وبالتالي لعدم القدرة على تحمل الجهد.

 أما فرويد فقد اعتبر( النيورستانيا)محصلة

طبيعية للإفراط في ممارسة العادة السرية الأمر الذي يؤدي إلى كثير من الأضرار بالأعصاب والجهاز العصبي، ورؤية فريد حول ربط المرض النفسي بالجنس لا ينضب أبدًا في كثير من التفسيرات وأنا لا أوافقه الرأي واقف بجوار المدرسة السلوكية .

 

 أما تفسير المدرسة السلوكية؛ ذهبوا إلى أن الشعور الدائم بالإنهاك

هو سلوك مكتسب  -وهذا رأي الشخصي  -،  أي مُتعلّم ، أي يتعلمه الصغار من الكبار .

حين يكون الكبار دائمي الشكوى من أقل جهد يبذلونه ، وتنمية فكرة للاطفال إنهم متعبون دائمًا؛ ووفقًا لهذا التفسير يكون الشعور بالإجهاد والتعب المرضي؛ إنما هو وسيلة يتعلمها الفرد تعفيه من موقف غريب ، أو نستطيع أن نقول  كعذر للأخرين يعفيه من بذل الجهد ، أو كعذر يبرر به الفشل الذي

يصاحب جميع ما يقوم به من أعمال ، وعلى هذا الوضع تكون الشكوي من التعب عبارة عن طريقة تكيف مستمر وتنتشر حتى تصبح محور حياة الشخص المريض .


وكي نوضّح المرض من جميع جوانبه؛ هناك تفسير أخير ؛ فهو الذي يعتبر أن الشعور بالإنهاك

والتعب إنما يرجع إلى ما يعانيه الفرد من قلق نفسي بسبب تكرر المواقف

الإحباطية التي تتعرض لها حاجاته ، ومن أمثلة ذلك : المنافسة في العمل ،

والتبعية والخضوع للرؤساء ، وشعور الفرد بالنبذ أو المهانة ، أو أن مطالبة

صعبة التحقق أو مصيرها الفشل أو يقاومها الغير ، إلخ.


العلاج :

يتوقف العلاج على معرفة السبب الأساسي والواضح وراء  الشعور الدائم بالتعب

والإنهاك ،ويتم ذلك عن طريق التحليل النفسي والعقاقير المناسبة .

ولا يستخدم العلاج بالصدمات الكهربائية في علاج هذا المرض.


مرجع :

محمد سعيد شرف ، دليل الأمراض النفسية .

الشذوذ النفسي ،عاطف عمارة .

د.فؤاد كامل، نصوص مختارة من التراث الوجودي .

الكاتب :عبدالرحمن العقاد .


الكاتب الرمادي

إن لم ترى نفسك في عيون الآخرين فأعلم أنك لم ترى نفسك مطلقًا وأن عقلك يخدعك عن ما تعرفه عنك لا محالة.. فلم نخلق لنرى ما بداخلنا بل لننظر داخل الآخرين..

إرسال تعليق

أحدث أقدم