المقدمة

واقف يبكي في احد الزقاق ليأتي إليه ولد بلغ من العمر ثالثة عشر حولًا يعطيه كتاب ما وهو يقول
نور الدين: تفضل
زاهر: ما هذا
نور الدين: أخي طلب منا إعطائه لك وطلب منا عدم فتحه
زاهر: أخيك!  أعطني
نور الدين: تفضل

"أخذ منه الكتاب وأسرع إلى منزله ليقرأ ما فيه، فكانت هذه أُلى صفحاته
ــــــــــــــ

زاهر:
(إليك كلماتي أُبرر بها موقفِ، كتبتُ الكثير من تفاصيل حياتي، والكثير من المعلومات التي كنا نتبادلها، والتي كنت تسألني فيها متظاهرًا أنك لا تعرفها، والكثير من الأحداث، أعذرني ليس لدي الوقت لسرد كل شيء، أنت تعلم لكن هذا خلاصة ما حدث، سأبدأ حديثي بقصيدةٍ ضعيفةٍ بصورةٍ كُليةٍ بعض الشيء كتذكار لك، لأنك من أحببتني في الشعر، ليس أنت بالضبط، لكن كان لك دور كبير في ذلك)
زاهر:

ماذا حدث بك وأين ذهبت سعادتك
انظر لحالك وانظر لنفسك 
أين أقوالك وحديثك واين
كلماتك عن جمال الدنيا وحلاوتها أين ذهبت
واين ذهبت ابتسامتك 
لم تعد أنت الذي نعرفك
ولم تعد أنت الذي نريدك
 لم تكن أبدا هكذا
ولا نريدك أبداً أن تكون
 أصبحت تحب الوحدة بجنون
وقلبك للسعادة كبيت مسكون
 فلم نعد نراك الآن إلا رجل محزون
الرمادي:
غيرت الدنيا كثير من ملامحي
 فقد ذادت الدنيا من جوارحي
وقاموس السعادة من ذاكرتي ممحي
فلم أعد أطيق الدنيا، ولا أريد العيش فيها
وأصبحت أنادي السماء، إليك روحي هيا خُذيها
فتجبني أبقى على ارضك قليلا
 فحياتك اصعب من الموت فيها
زاهر:
لِمَ ذال من وجهك الهناء
 ولما تريد ان تذهب للسماء
اصبر قليلا فكل داء له دواء
الرمادي:
بقلبي طعنات لا يمكن لاحد ان يراها
 ولم يستطع الزمن شفائها
وان سيرت في أراضي قلبي
 تجد الاحزان سمائها
فمن انت لتقول يمكن دوائها
زاهر:
اتجه لربك وأكثر من الدعاء
 ولا تيأس من الصلاة
وإن سالت من قدمك الدماء
 أحلم بمستقبل نير
وأجعل ثقتك بربك عمياء
 وأنظر إلى قلبك تجد به نورًا
يخرجك من لياليك البرحاء
الرمادي:
إن زرت قلبي تجده دولةً
 علمها جمجمة
 مصلوب صاحبها على خشب من جحيم الحياة
 يلطخه دماء الخيانة وغدر الاحباب
أدَخَلتَ صاحبها في اكتئاب
 بمسامير من تجارب فاشلة
ونشيدها...كرهنا دنية كل من فيها كذاب
وطرق النفاق اتقنوها كإتقان الألعاب
وان خالفت احدهم تجده لك سبَّاب
نرجوك يا الله خذ ارواحنا
وأرحنا من هذا العذاب
اما مناهج مدارسها تحدثك عن حلاوة الموت
ولو بأسوأ الأسباب
وسلاحها درعا متينا
ليس الهدف منه ردع هجوم 
وانما يَقيك من خدعةان هناك في الحياة سعادة
 ولها مليون باب وباب
زاهر:
أي أحمق قال لك هذا انظر حولك تجد كل ملاذ
سامحني لكن حالك يصيبني بالاشمئزاز
صدقني أنا مِن كلامك مذهول 
اين مَن قال لا تيأس فلن يُفيدك البكاء بشيء
 فكله قدره الرحمن وهو لمفعولٌ مفعول 
أين من كان سيف تفاؤله مسلول
ومن كان ينظر للحياة دائما 
وكان يراها كشراب معمول
والآن أنظر لحالك
 اصبح الفرح في قلبك مقتول
الرمادي:
لم أعد الان ذاك الشاب الطموح 
ولم أعد ذاك الشاب الذي يقابلك بوجه سموحُ 
فلم تعد الأيام بأسرار سعادتها تبوح
وإن حاولت اظهار ابتسامتي 
تقل الأيام لا تحلم
سيمضي عمرك وانت تنوح
 وما زلت اسمع صوت صراخها تقول
 لا تقاوم فلن تنجح وإن عمرتَ ما عَمر نوح
ولا تحاول إبهار أحدًا بشيء فلن يعجبه وإن كنت فتوح
فأجبتها ومن قال أني أقاوم فأنا أنتظر بشوق لليوم
الذي أصبح فيه جسد بلا روح خلوا سبيلي الآن
فتلك نظرتي في الحياة وإني عنها لجموح

أتمنى أن تكون كلماتي متقنة، ولو قليلا أحببت أن أُلخص ما في باقي الكتاب لك، صنعته على شكل رواية كما كنت تحب، حاول بعد قرأتها طباعتها ونشرها، تركت لك بعض الأموال في منزلي، هم لم يجدوها بعد أخبرهم أن يبحثوا في مكتبي الدرج الرابع الكتاب الخامس الصفحة 247 الكتاب اسمه نحو تفكيك الفكرِ المتطرف ل أ. د. محمد مختار جمعة، وهذه مقدمة للرواية....يتبع
#الكاتب_الرمادي


الكاتب الرمادي

إن لم ترى نفسك في عيون الآخرين فأعلم أنك لم ترى نفسك مطلقًا وأن عقلك يخدعك عن ما تعرفه عنك لا محالة.. فلم نخلق لنرى ما بداخلنا بل لننظر داخل الآخرين..

إرسال تعليق

أحدث أقدم